هل يخيب قانون المالية الجديد مرة أخرى آمال المغاربة؟
تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT
بقلم: إسماعيل الحلوتي
صادق كما هو معلوم مجلس الحكومة المنعقد يوم الخميس 19 أكتوبر 2023 على مشروع قانون المالية برسم سنة 2024 والنصوص المصاحبة له، في انتظار عرضه على البرلمان بغرفتيه للمصادقة عليه واعتماده. وغني عن البيان ما للقانون المالي السنوي من بالغ الأهمية بالنسبة للبلاد وفي حياة المواطنات والمواطنين، حيث يتطلب أن تحرص فيه الحكومة على تحديد الأعباء التي تتحملها الدولة، وتعطي في المقابل تصوراتها العامة عن حدود مواردها، مع مراعاة الظرفية الاقتصادية والاجتماعية وكذا أهداف ونتائج البرامج المحددة عند إعداده.
وبغض النظر عن السياق الدولي العام الذي تم فيه إعداد مشروع القانون المالي لعام 2024، في ظل تواصل الحرب الروسية/الأوكرانية، واستمرار عديد التوترات الجيوسياسية وما ينجم عنها من تقلبات في أسعار المحروقات وكافة المواد الأولية، بالإضافة إلى تداعيات زلزال الحوز المدمر، فإن ما يهم الجماهير الشعبية في المقام الأول، هو ما سيأتي به من اقتراحات عملية لتحسين ظروف العيش وحماية القدرة الشرائية للطبقات الفقيرة والمتوسطة، والحد من الفوارق الاجتماعية والمجالية وخلق فرص الشغل للشباب المغاربة العاطلين في القرى والمدن.
فلا يمكن لأي كان أن ينكر أن مشروع قانون المالية لعام 2024 تضمن بعض التدابير الإيجابية، التي هي في الواقع من وحي التوجيهات الملكية السامية، ويتعلق الأمر هنا بإعادة إعمار مناطق الأطلس الكبير المتضررة بفعل تداعيات الزلزال العنيف، الزيادة المهمة في ميزانية قطاعي التعليم والصحة، الدعم المالي المباشر للأسر المنكوبة ولذات الدخل المحدود الراغبة في اقتناء مساكن خاصة وتعميم الحماية الاجتماعية، فضلا عن مواصلة تنفيذ المخطط الوطني للمياه من أجل تأمين مياه الشرب والري للسكان...
بيد أنه خلافا لما يدعيه بعض البرلمانيين من الأغلبية الذين يسيئون بوعي أو بغيره إلى صورة النائب أو المستشار البرلماني في بلادنا، خاصة عندما يحاولون طمس الحقائق في واضحة النهار، مثل ما صرح به أحدهم بمناسبة تقديم وزيرة الاقتصاد والمالية نادية فتاح مساء يوم الجمعة 20 أكتوبر 2023 الخطوط العريضة لمشروع قانون المالية لسنة 2024 أمام مجلسي البرلمان، حيث قال بدون حياء أن جميع المغاربة أصبحوا يتمتعون بنفس الحقوق، الحق في العيش الكريم، والحق في الصحة، والحق في السكن اللائق، والحق في العمل الضامن للكرامة، أو كما قال آخر بأن المشروع المالي يشكل لحظة تاريخية حاسمة وغير مسبوقة في طريق ترسيخ الدولة الاجتماعية وما إلى ذلك من التصريحات الهوجاء.
وعلى عكس ما ظلت الحكومة ترفعه من شعارات منذ ولادتها حول إرساء أسس الدولة الاجتماعية، وما استمرت تطلقه من وعود معسولة حول اعتزامها النهوض بالأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والرفع من أجور الموظفين والأجراء وغير ذلك من الالتزامات التي سرعان ما تبخرت في الهواء، فإن قانونها المالي جاء للأسف دون مستوى تطلعات الجماهير الشعبية ومخيبا لآمالها وأحلامها، إذ يكاد لا يختلف كثيرا عن قانونيها السابقين إن على مستوى البنية أو التركيبة أو التوقعات.
ذلك أنه بالإضافة إلى ما وجهت المعارضة البرلمانية من انتقادات للحكومة حول عدم واقعية فرضيات مشروع القانون المالي لسنة 2024 فيما يتعلق بمعدلات النمو وعجز الميزانية والتضخم وغيره، وافتقارها إلى الدقة، وأن مقتضياته ينقصها الكثير من الجرأة والعمق لتنزيل الإصلاحات الهيكلية الضرورية، يؤاخذها كذلك عدد من الخبراء والملاحظين على رفضها إقرار أي ضريبة على الثروة، واكتفائها باستخلاص حوالي 53 مليار درهم من الضريبة على الدخل، جلها من رواتب الموظفين والأجراء، وإسقاط مادة النفط من فرضياتها رغم تحكم سعر البرميل في منحنيات التضخم، وتجاهلها لتوصيات صندوق النقد الدولي، الذي سبق أن دعاها إلى ضرورة توسيع القاعدة الضريبية، وتحسين تصاعدية النظام الجبائي والبحث عن موارد ضريبية جديدة. كما أنها لم تعمل في مشروعها المالي المحبط على تحسين التدرج الضريبي وفرض ضريبة عاجلة استثنائية أو دائمة على الثروات الكبيرة والبيئية، وجعل النظام الضريبي رافعة أساسية للإنفاق العمومي الناجع الموجه نحو القطاعات الاجتماعية...
والأفظع من ذلك أن الحكومة مازالت مستمرة في نهج سياسة الهجوم على الطبقات الاجتماعية الفقيرة والمتوسطة، وقد كشفت عن بشاعة وجهها حين أبت إلا أن تواصل خدمة الرأسمال الريعي، باعتمادها الزيادة في الضريبة على القيمة المضافة عبر مراحل، مستهدفة بذلك مواد الماء والكهرباء والسكر ووسائل النقل والسيارات الاقتصادية، والتحضير لحذف الدعم وتحرير أسعار الزيت والدقيق والغاز عوض تحرير أسعار المحروقات، دون أدنى مراعاة لجيوب المواطنين التي أنهكتها معضلة الغلاء وارتفاع أسعار المواد الأساسية والواسعة الاستهلاك وتكاليف الحياة الصعبة.
إن أساس بناء دولة اجتماعية بجميع مقوماتها، لا يستقيم بترديد الشعارات الفارغة وإطلاق الوعود الكاذبة، ولا بتحديد دعم مالي يتراوح ما بين 500 و1000 درهم للأسر في وضعية فقر أو هشاشة، وإنما بالعمل الجاد والمسؤول على ترسيخ قواعد الديمقراطية الحقة، التوزيع العادل للثروة، تسقيف أسعار المواد الأساسية وإقرار نظام ضريبي عادل مع سن ضريبة على الثروة، الإكثار من المشاريع الاجتماعية للحد من معدلات الفقر والفوارق الاجتماعية والمجالية، وخلق فرص شغل حقيقية ومناسبة للعاطلين وخاصة خريجي الجامعات والمعاهد والمدارس العليا، ومكافحة الفساد بمختلف أشكاله، وإسناد المسؤوليات لمستحقيها من النزهاء وذوي الكفاءات العالية.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: قانون المالیة
إقرأ أيضاً:
رسمياً.. الحكومة توافق على مشروع قانون المسئولية الطبية وحماية المريض
كتب- محمد سامي:
وافق مجلس الوزراء في اجتماعه اليوم برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي على مشروع قانون بإصدار قانون تنظيم المسئولية الطبية وحماية المريض، حيث كان مشروع هذا القانون أحد مطالب الحوار الوطني.
ويستهدف مشروع القانون تحقيق عدة اعتبارات، منها التأكيد على الحقوق الأساسية لمتلقي الخدمة الطبية أيا كان نوعها، والارتقاء بتنظيم هذه الحقوق، مع توحيد الإطار الحاكم للمسئولية المدنية والجنائية التي يخضع لها مزاولو المهن الطبية في صعيد واحد.
كما يستهدف مشروع القانون إنشاء لجنة عليا تتبع رئيس مجلس الوزراء تسمى "اللجنة العليا للمسئولية الطبية وحماية المريض"، تتولى إدارة المنظومة في الدولة من خلال آليات محددة قد يتم التوسع فيها مستقبلا بعد تقييم التجربة وقياس نتائجها، ويتيح مشروع القانون كفالة نظام للتأمين الإلزامي للمنشآت الطبية ومقدمي الخدمة من مزاولي المهن الطبية من خلال إنشاء صندوق تأمين حكومي يتولى المساهمة في التعويضات المستحقة عن الأخطاء الطبية، وكذلك إتاحة إمكانية قيام الصندوق بالمساهمة في تغطية الأضرار الأخرى التي قد تنشأ أثناء وبسبب تقديم الخدمة الطبية ولا صلة لها بالأخطاء الطبية.
ويأتي مشروع القانون في ثلاث مواد إصدار بخلاف مادة النشر، التي نصت على أن يُنشر هذا القانون في الجريدة الرسمية، ويُعمل به من اليوم التالي لانقضاء ستة أشهر من تاريخ النشر، كما يأتي مشروع القانون في ثلاثين مادة موضوعية مقسمة إلى خمسة فصول، منها ما يتعلق بالتزامات مقدم الخدمة والمنشأة، والتعويض عن الأضرار الناجمة عن الأخطاء الطبية، وغيرها من مواد العقوبات لمن يخالف احكام هذا القانون.
وبين مشروع القانون ما يتعين على مقدم الخدمة الالتزام به، والأمور التي يحظر عليه الاتيان بها، كما سرد الحالات التي تنتفي فيها المسئولية الطبية.
اقرأ أيضًا:
أسعار جدية حجز برامج الحج السياحي 2025: تبدأ من 30 ألف جنيه
حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الأربعاء 20-11-2024
شروط التقدم لأداء الحج 2025.. سفر السيدات دون محرم بهذا العمر
ائتلاف ملاك العقارات القديمة يقترح زيادة الإيجار إلى 5000 جنيه للوحدات التجارية
ضوابط الحج السياحي 2025.. كل ما تريد معرفته (مستند بالنص الكامل)
الدكتور مصطفى مدبولي قانون المسئولية الطبية الحكومة قانون المسئولية الطبية وحماية المريض الحوار الوطنيتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقة مدبولي: مهتمون بصناعة السيارات أخبار أول زيارة منذ 2009.. رئيس الوزراء يلتقي رئيس وكالة التعاون الدولي أخبار بدء اجتماع مجلس الورزاء برئاسة مدبولي أخبار بقيمة ٨ ملايين دولار.. تفاصيل المنحة الكورية لمشروع القدرات التعليمية أخبار أخبار مصر الإيجار القديم.. اتحاد المستأجرين: الملاك الجدد سبب المشكلات.. ونطالب منذ 30 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر استخراج قرار علاج على نفقة الدولة.. إجراءات وأوراق مطلوبة منذ 1 ساعة قراءة المزيد أخبار مصر مدبولي: مهتمون بصناعة السيارات منذ 1 ساعة قراءة المزيد أخبار مصر تسجيل جامع بيبرس بالدرب الأحمر في عداد الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية منذ 1 ساعة قراءة المزيد أخبار مصر التهاب الشعب الهوائية.. ما أعراض "القاتل الصامت" وطرق العلاج؟ منذ ساعتين قراءة المزيد أخبار مصر بعد حريق منزل الفنانة نهال عنبر.. أبرز النصائح للتعامل مع حرائق الماس منذ ساعتين قراءة المزيدإعلان
إعلان
أخباررسمياً.. الحكومة توافق على مشروع قانون المسئولية الطبية وحماية المريض
أخبار رياضة لايف ستايل فنون وثقافة سيارات إسلاميات© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى
إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك مأساة في الروضة.. معلمة تضرب طفلة بوحشية داخل حضانة بالغربية- فيديو وصور طلب إحاطة لحجب التيك توك عن مصر بعد منعه بـ 19 دولة أول ظهور لإمام عاشور داخل المحكمة لنظر معارضته على حبسه في واقعة المول أسعار جدية حجز برامج الحج السياحي 2025 تبدأ من 30 ألف جنيه تبدأ من 30 ألف جنيه السفير محمد الشناوي متحدثًا رسميًا لرئاسة الجمهورية 28القاهرة - مصر
28 19 الرطوبة: 37% الرياح: شمال المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك