قطر.. كيف تحولت إلى وسيط لا غنى عنه في المفاوضات مع حماس؟
تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT
قالت شبكة "سي أن أن"، إن قطر عادت مجددا إلى "واجهة ومركز الدبلوماسية العالمية"، وهذه المرة لجهودها للتوسط في مفاوضات إطلاق سراح المختطفين لدى حماس، بعد هجوم السابع من أكتوبر، وكذلك انخراطها في مساعي إجلاء الرعايا الأجانب من غزة.
والأربعاء، توسطت قطر في اتفاق بين إسرائيل وحماس ومصر، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، لإجلاء مواطنين أجانب ومدنيين فلسطينيين مصابين بجروح خطيرة من غزة إلى مصر، وفقا لمصادر مطلعة أشارت إلى أن "هذا الاتفاق منفصل عن أي مفاوضات بشأن الرهائن".
وغادر ما لا يقل عن 110 أشخاص من حاملي جوازات السفر الأجنبية غزة، بحسب مسؤولين على الجانب الفلسطيني. كما بدأ مستشفى العريش بمصر في استقبال المصابين الفلسطينيين الذين عبروا من غزة، بحسب "قناة القاهرة" الإخبارية.
"موقف دقيق"وتجد قطر نفسها في "موقف دبلوماسي حساس"، حيث يقول خبراء للشبكة الإخبارية بأنه "(الموقف) يصب في مصلحتها، مما يجعلها حليفا لا غنى عنه لواشنطن"، فيما يذهب محللون آخرون إلى اعتبار أن العلاقة بحماس "قد تصبح عبئا" على الدولة الخليجية.
وقال أندرياس كريغ، الأستاذ المشارك في جامعة كينغز كوليدج في لندن والمتخصص في الشؤون الخليجية: "كانت صلات قطر مع حماس عنصرا رئيسيا في استراتيجية الوساطة"، مضيفا أنها "تحتكر تلك العلاقة، وبالتالي هذا الصراع لأنها تستطيع التحدث إلى كلا الجانبين بطريقة لا يستطيع أي لاعب دولي آخر في العالم القيام بها".
وحافظت الدولة الغنية بالغاز على علاقاتها مع الحركة الفلسطينية، خلال السنوات الأخيرة وكانت أيضا واحدة من أقرب حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، كما حافظت أيضا على اتصالات عبر القنوات الخلفية مع إسرائيل، وفقا للشبكة.
وقالت ثلاثة مصادر مطلعة لـ"سي أن أن"، إن ديفيد بارنيا، رئيس وكالة المخابرات الإسرائيلية الموساد، كان في قطر خلال عطلة نهاية الأسبوع، لمناقشة الجهود المبذولة لإطلاق سراح المختطفين.
أكسيوس: رئيس الموساد زار قطر لبحث أزمة الرهائن لدى حماس ذكر موقع "أكسيوس" أن مدير الموساد، ديفيد برنيع، زار قطر، خلال عطلة نهاية الأسبوع، وناقش مع كبار المسؤولين القطريين محاولاتهم إطلاق سراح أكثر من 235 مواطنًا إسرائيليًا وأجنبيًا تم احتجازهم كرهائن لدى حركة حماس بعد هجومها علي إسرائيل في السابع من أكتوبر.وفي الوقت الحالي، يبدو أن العلاقة بين حماس وقطر "تؤتي ثمارها"، وبالإضافة إلى المدنيين الفلسطينيين والأجانب الذين سمح لهم بمغادرة غزة، الأربعاء، تم إطلاق سراح أربعة رهائن كانت حماس تحتجزهم، بعد وساطة قطرية ومصرية.
واعترفت إسرائيل بمساعي قطر في الملف، حيث قال مستشار الأمن القومي، تساحي هنغبي، إن الجهود الدبلوماسية القطرية "شديدة الأهمية في هذا الوقت".
وأضاف في منشور على أكس "يسرني القول إن قطر أصبحت طرفا أساسيا ومساهما في تسهيل الوصول إلى الحلول الإنسانية".
I’m pleased to say that Qatar is becoming an essential party and stakeholder in the facilitation of humanitarian solutions.
Qatar’s diplomatic efforts are crucial at this time.
كان زعماء حماس السياسيون يقيمون في السابق بالعاصمة السورية دمشق، لكنهم غادروا مع اندلاع الحرب الأهلية في سوريا عام 2011.
في عام 2012، سمحت قطر للحركة المدعومة من إيران بإنشاء مكتب سياسي في الدوحة، ما يزال يواصل إلى اليوم عملياته.
وجعلت هذه العلاقة قطر وسيطا مهما مع حماس خلال صراعاتها مع إسرائيل.
وتقول قطر إنها وافقت على استضافة المكتب السياسي لحماس، بعد أن طلبت الولايات المتحدة منها فتح قناة تواصل مع الحركة قبل أكثر من عقد من الزمن.
وقال مسؤول قطري لصحيفة "فايننشال تايمز" تحدث دون الكشف عن هويته، إن واشنطن طلبت من الدوحة لأول مرة فتح قنوات غير مباشرة في عام 2006، بعد فوز حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية.
وفي العام الموالي، سيطرت الجماعة المسلحة على القطاع بعد صراع داخلي مع حركة فتح التي تسيطر على الضفة الغربية.
قطر وحماس.. عوامل تحسم مصير العلاقة في أعقاب مقتل أكثر من 1400 إسرائيلي غالبيتهم من المدنيين جراء هجمات حماس، أصبحت قطر في دائرة ضوء عالمية متزايدة نظرا لعلاقاتها الوثيقة مع الحركة الفلسطينية التي تصنفها الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية.وبحسب رويترز، تقدم قطر مئات الملايين من الدولارات إلى غزة منذ 2014، وفي مرحلة ما كانت تنفق 30 مليون دولار شهريا للمساعدة في تشغيل محطة الكهرباء الوحيدة في القطاع ودعم الأسر الفقيرة والموظفين في الحكومة التي تديرها حماس.
وقال مسؤول قطري للوكالة، ردا على طلب إلى الحكومة القطرية من أجل التعليق: "المساعدات القطرية توفر 100 دولار للأسر الفلسطينية الأكثر فقرا وتمدد فترة تشغيل الكهرباء خلال اليوم في غزة"، مضيفا أن ذلك ساعد في الحفاظ على الاستقرار وجودة المعيشة... للأسر الفلسطينية".
وبحسب "سي أن أن"، كانت قطر أيضا واحدة من أوائل الدول الخليجية التي أقامت علاقات مع إسرائيل، في عام 1996 بعد أن افتتحت مكتبا تجاريا إسرائيليا، قبل أن يتم إغلاقه مرتين آخرها بعد حرب عامي 2008 و2009 بين إسرائيل وحماس.
قطر واستراتيجيات الوساطةووسط التصعيد الجاري بغزة، يقول كريغ إن قطر تسعى إلى "إيجاد مكان للدبلوماسية" موضحا أن أحد أهدافها هو تأخير الهجوم البري داخل غزة.
ومع ذلك، يرافق القصف الإسرائيلي الجوي، عمليات عسكرية برية داخل القطاع، وقال مسؤولون أميركيون لشبكة سي أن أن إنها "أدت إلى تعقيد الجهود الرامية إلى تحرير أكثر من 200 مختطف يعتقد أن حماس تحتجزهم".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، للشبكة، السبت، إن مفاوضات المختطفين أصبحت أكثر صعوبة ولكنها مستمرة على الرغم من التصعيد على الأرض.
وأوضح كريغ أن التوسط لإطلاق سراح المختطفين "وسيلة مفيدة للدبلوماسية القطرية"، لأن بعضهم يحملون جنسيات أوروبية وأميركية، مما يمنح العديد من الدول مصلحة خاصة في دعم جهود الدوحة".
من جهته، يقول غوست آر. هلترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية في بروكسل، إن جهود الوساطة كانت منذ فترة طويلة واحدة من أكثر "المهارات القابلة للتسويق" في قطر، في إشارة إلى تاريخ الدولة الخليجية الطويل في التفاوض بين اللاعبين الدوليين.
وتوسطت الدوحة في اتفاق تاريخي بين إيران والولايات المتحدة في سبتمبر الماضي، شهد إطلاق سراح خمسة أميركيين من السجون الإيرانية. وكان إطلاق سراح السجناء جزءا من صفقة أوسع شملت إفراج واشنطن عن 6 مليارات دولار من الأموال الإيرانية.
ولعبت قطر أيضا أدوار الوساطة في الملف النووي الإيراني، حيث سهلت المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن في أواخر عام 2022.
وفي واحدة من أبرز جهود الوساطة التي بذلتها، لعبت قطر دورا كبيرا في عمليات الإجلاء من أفغانستان أثناء الانسحاب الأميركي من هناك، عام 2021، وعملت وسيطا بين ثلاث إدارات أميركية متعاقبة وطالبان.
هل أصبحت حماس عبئا على قطر بعد 7 أكتوبر؟وعلى الرغم من جهود الوساطة التي تبذلها، تعرضت قطر لانتقادات من إسرائيل وساسة غربيين بسبب علاقاتها مع حماس، أبرزها اتهام وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، الدوحة، الأسبوع الماضي، بتمويل حماس وإيواء قادتها.
وقال كوهين إن قطر "التي تمول وتأوي قادة حماس، يمكنها التأثير وتمكين الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المختطفين لدى الإرهابيين".
وتابع المسؤول الإسرائيلي في اجتماع رفيع المستوى للأمم المتحدة: "عليكم أنتم أعضاء المجتمع الدولي أن تطالبوا قطر بالقيام بذلك".
وردا على ذلك، قالت قطر إنها "تفاجأت" من تصريحات الوزير الإسرائيلي، خاصة "في الوقت الذي تسعى فيه إلى ضمان إطلاق سراح المختطفين وخفض التصعيد"، محذرة من أن "هذه التصريحات الاستفزازية" يمكن أن تقوض جهود الوساطة، بل وتعرض حياة الناس للخطر.
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، الأسبوع الماضي، أن الولايات المتحدة وقطر "اتفقتا على إعادة النظر" في علاقات الدوحة بحركة حماس بعد حل أزمة المختطفين، نقلا عن أربعة دبلوماسيين مطلعين على المناقشات.
وأشارت الصحيفة إلى أن صياغة الاتفاق، تم خلال اجتماع عقد مؤخرا في الدوحة بين وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، وأمير قطر، مضيفة أنها لم تقرر بعد ما إذا كانت إعادة التقييم هذه "ستؤدي إلى مغادرة جماعية لقادة حماس من قطر".
وفي هذا الجانب، يقول كريغ إنه من غير المرجح أن تقوم قطر بطرد حماس، ولكن من المرجح أن تنأى بنفسها عن الجماعة، كما فعلت مع حركة طالبان، التي لها أيضا مكتب في العاصمة القطرية الدوحة.
وقال هلترمان إن قطر "تلعب دورا نموذجيا" في جهود الوساطة التي تبذلها. لكن هناك كتلة سياسية في الولايات المتحدة غير راضية عن علاقات قطر مع حماس".
ودعا عضوان جمهوريان في الكونغرس قطر إلى "تسليم قيادة حماس من الدوحة".
وأضاف هلترمان أنه على الرغم من الضغوط على قطر لطرد حماس، فإن التخلي عن الجماعة سيكون "خطوة مدمرة للذات" بالنسبة لقطر وقد يدفع حماس إلى أحضان إيران.
وتابع: "سوف تفقد هذا الاتصال الذي يمكن أن يكون مفيدا في المستقبل".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: إطلاق سراح المختطفین الولایات المتحدة جهود الوساطة واحدة من سی أن أن مع حماس أکثر من إن قطر
إقرأ أيضاً:
مصادر إيرانية: تأجيل الهجوم على إسرائيل إلى ما بعد المفاوضات مع ترامب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
نقلت شبكة "سكاي نيوز" عربية، اليوم الأربعاء، عن مصادر في إيران، إن "طهران ترفض التخلي عن الهجوم المستقبلي الثالث ضد إسرائيل.
وبحسب المصادر فإن "الرد الإيراني على إسرائيل مؤجل حتى بدء المفاوضات مع الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، بعد رسالة التحذير التي وردت عبر العراق.
وفي وقت سابق، أكد الجنرال الإسرائيلي المتقاعد زفيكا حايموفيتش، الذي شغل منصب قائد الدفاع الجوي في الجيش الإسرائيلي من 2015 إلى 2018، أن التصعيد بين إيران وإسرائيل قد يستمر في شكل هجمات متبادلة لعدة أشهر أو حتى سنوات.
وقال حايموفيتش في مقابلة مع "إيران إنترناشيونال" إنه يمكنه التنبؤ بما سيحدث بناءً على التاريخ الطويل للهجمات المتبادلة بين الجانبين.
وأفاد حايموفيتش بأن الهجمات المستقبلية ستشهد تصعيدًا أكبر من حيث عدد الصواريخ وتعقيد العمليات العسكرية.
وأضاف: "لن يعودوا إلى الوراء، وحجم الهجمات سيزداد بشكل كبير مقارنة بما كان عليه في الماضي. انظروا فقط إلى الهجومين الأخيرين مع إيران، في 14 أبريل و1 أكتوبر، وفي 14 أبريل تم إطلاق 110 صواريخ باليستية، وفي أكتوبر كانت الحصيلة ما يقرب من 200 صاروخ، أي ضعف العدد."
وصف حايموفيتش هذا التصعيد بالصيغة التي يعتمد عليها في تقييم الوضع، مستندًا إلى خبرته في قيادة المناورات العسكرية المشتركة بين القوات الإسرائيلية والأمريكية، مثل "جونبر كوبرا" في 2018.
من جهته، قال باتريك كلاوسون، مستشار في "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى"، إن إيران وإسرائيل لا تريدان الحرب الشاملة، لكن كلا منهما مصمم على إظهار قدرته على إلحاق الأضرار بما يكفي لإجبار الطرف الآخر على التوقف.
لكن تهديدات إيران من أعلى مستويات القيادة كانت واضحة، حيث قال المرشد الأعلى، علي خامنئي، في الثاني من نوفمبر: "العدو، سواء كان النظام الصهيوني أو الولايات المتحدة الأمريكية، سيواجه ردًا ساحقًا على ما يفعلونه ضد إيران والأمة الإيرانية وجبهة المقاومة."