مع احتدام المعارك الضارية ما بين روسيا وأوكرانيا من جهة، وفلسطين وإسرائيل من جهة أخرى، طالب الرئيس الأمريكي جون بايدن، الكونجرس الأمريكي بتخصيص 86 مليار دولار لدعم الحربين في أوكرانيا وإسرائيل معا.

وطلب الرئيس الأمريكي بصرف 86 مليار دولار خلال الربع الأخير من العام الجاري، أمر رآى فيه البعض مبلغا ضخما لا تستطيع به أمريكا تمويل حربين معا في آن واحد، في حين يرى الخبراء الاقتصاديين كون ذلك المبلغ سيتم توفيره بسهولة من الموازنة الأمريكية، مع تقليل النفقات في أبواب معينة من الموازنة العامة للدولة من أجل ضخها لاستكمال الحرب على جهتين معا.

خبير اقتصادي: الاقتصاد الأمريكي يستطيع استيعاب كلفة الحرب

الدكتور بلال شعيب، الخبير الاقتصادي، قال إنّ الاقتصاد الأمريكي يستطيع تحمل تكلفة الحرب، لكون يقوم نسبة كبيرة منه على تصنيع الأسلحة وتصديرها إلى العالم، حيث أن مثل ذلك التوجه ومع استمرار المعارك على مختلف الأصعدة، سيدفع دول العالم للشعور بحالة من عدم الأمان، الأمر الذي سيدفعها إلى شراء الأسلحة.

وأضاف «شعيب» في تصريح خاص لـ«الوطن»، أنّ الدول المصنعه للأسلحة حول العالم، دائما ما تسعى لإحداث خلخلة أمنية بين الحين والآخر، من أجل زيادة مبيعاتها من الأسلحة المتطورة، كما تضع الولايات المتحدة الأمريكية نصب أعينها منافسة روسيا والصين لها، وسعيهم سويا بأن يكونوا قوى مهيمنة اقتصاديا وسياسيا، ذلك لأن روسيا تعد المنافس التاريخي لأمريكا.

شعيب: أتوقع طلب من الكونجرس الأمريكي لزيادة سقف الدين

وأوضح أنه على الصعيد الداخلي الأمريكي، فقد قامت الأخيرة بخفض تصنيفها الائتماني مؤخرا، كما كان لدى الكونجرس الأمريكي مشكلة متمثله في رفع سقف الدين مرة جديدة، الأمر الذي تسبب في حالة من الصراعات والمشاحنات ما بين الحزب الأمريكي الواحد داخليا، في حين يفكر الناخب الأمريكي ويقارن بالحرب الدائرة حاليا وحروب أمريكا السابقة، ذلك لأن أمريكا قد خسرت الكثير خلال الك الحروب.

وائل النحاس: الدولار الأمريكي نجح في بناء هيمنة عالمية

فيما يقول الدكتور وائل النحاس، الخبير الاقتصادي، إنّ الدولار الأمريكي نجح في بناء هيمنة قوية عالميا، الأمر الذي يحمي القوى العسكرية الأمريكية، إذ أن الاقتصاد الأمريكي قادر على استحمال فاتورة الحرب ما بين البلدين، في حين أن لأمريكا مخصصات عسكرية للتمويل الخارجي، الأمر الذي قد يدفع متخذي السياسات النقدية في أمريكا برفع سقف الدين خلال الفترة المقبلة.

وأوضح «النحاس» في تصريح خاص لـ«الوطن»، أنّ الاقتصاد الأمريكي لا يزال يحقق معدلات نمو جيدة، الأمر الذي سيخفض نسبيا مدى إمكانية التسارع في بيع السندات الأمريكية لدى المستثمرين في البورصة الأمريكية، لأن الحالة الاقتصادية الأمريكية جيدة ولديها سيولة دولارية جيدة، الأمر الذي لن يتبعه إنشاء سياسات تحفيزية جديدة للاقتصاد الأمريكي أو حتى رفع في سعر الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي.

النحاس: أمريكا أفرجت عن 6 مليار دولار لإيران من كوريا الجنوبية لتحييدها عن المعركة

وشدد على أن أمريكا تحاول الحفاظ على قوة الدولار من خلال الترغيب تارة والترهيب تارة أخرى، حيث أنه وبالنسبة لإيران فقد قام متخذي السياسات النقدية بأمريكا بالإفراج عن 6 مليار دولار لإيران من كوريا الجنوبية، وتم إيداعهم في البنوك القطرية سعيا من أمريكا لتحييد إيران خلال الحرب الحارية حاليا.

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: أمريكا تمويل حرب روسيا أوكرانيا قطاع غزة إسرائيل الاقتصاد الأمریکی ملیار دولار الأمر الذی

إقرأ أيضاً:

الشحومي: قرارات مجلس الأمن أضرت بالأصول الليبية وتسببت في خسائر بـ140 مليار دولار

ليبيا – الشحومي: قرارات مجلس الأمن أضرت بالأصول الليبية وتسببت في خسائر بـ140 مليار دولار

علق منذر الشحومي، مدير صناديق الاستثمارات، على قرار مجلس الأمن بالسماح لمؤسسة الاستثمار بإدارة أصولها المجمدة دون رفع التجميد، معتبرًا أن القرارات المتخبطة تسببت في خسائر جسيمة للاقتصاد الليبي بلغت أكثر من 140 مليار دولار.

خسائر بسبب الضبابية

وفي تصريحات خاصة لمنصة “فواصل“، أوضح الشحومي أن الضبابية في تطبيق العقوبات الدولية أدت إلى تآكل رأس المال وتكبيد الاقتصاد الليبي خسائر ضخمة، حيث استغلت شركات إدارة الأموال الدولية هذه العقوبات للتنصل من مسؤولياتها التعاقدية، مما زاد من تعقيد الأوضاع.

وأضاف أن الدول الغربية منعت المؤسسة الليبية للاستثمار من التخارج من الأصول المتعثرة أو المنهارة، ما أدى إلى إفلاس بعض الشركات التي كانت المؤسسة تمتلك فيها أسهماً.

خذلان أممي

اتهم الشحومي الأمم المتحدة بالفشل في دورها كحارس للأصول الليبية، مشيرًا إلى أنها لم تراقب المؤسسات الدولية للتأكد من التزامها بالعقود الاستثمارية. وقال:
“من سيعوض ليبيا عن هذه الخسائر الجسيمة وعن الفرص التي أهدرتها القرارات المتخبطة وغير الفعالة؟”

المطالبات والإجراءات

شدد الشحومي على ضرورة أن تطالب المؤسسة الليبية للاستثمار مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية وإجبار الشركات والمؤسسات الدولية على تنفيذ التزاماتها التعاقدية.

كما طالب بالانتقال إلى مرحلة جديدة تسعى إلى استعادة الحقوق المهدورة للأصول الليبية، معتبراً أن قرارات مجلس الأمن التي كان الهدف منها حماية الأصول الليبية تحولت إلى أداة تدمير بدلًا من الحفاظ عليها.

مستقبل الاقتصاد الليبي على المحك

اختتم الشحومي حديثه بتوجيه تحذير بأن الوقت ينفد وأن تأخير الإجراءات أو التسويف يهدد مستقبل الأجيال الليبية والاقتصاد الوطني. وقال:
“مصير الأجيال الليبية ومستقبل الاقتصاد الوطني على المحك”.

مقالات مشابهة

  • كلفة الحرب الإسرائيلية على غزة تتجاوز 41 مليار دولار
  • مليار دولار شهرياً.. خسائر كارثية في أمريكا مع حظر «تيك توك»
  • تحقيق يكشف: هجمات البحر الأحمر تكلف الاقتصاد العالمي 200 مليار دولار في 2024
  • نتنياهو: أتعهد باستكمال تنفيذ كل أهداف الحرب.. والرئيسان بايدن وترامب منحانا دعمًا كاملًا
  • خبير: وصول حجم الصادرات لـ40 مليار دولار يعكس استقرار القطاعات الاقتصادية
  • سمير فرج: أمريكا عرضت على مصر 125 مليار دولار مقابل أخذ الفلسطينيين لكن القاهرة رفضت
  • الشحومي: قرارات مجلس الأمن أضرت بالأصول الليبية وتسببت في خسائر بـ140 مليار دولار
  • وزير الخارجية الأمريكي يتحدث عن شرط جديد لإنهاء الحرب في أوكرانيا
  • كيف دفع تشاك شومر الرئيس الأمريكي «بايدن» للانسحاب من الانتخابات الأمريكية؟
  • وزيرة التخطيط تشهد توقيع اتفاق تمويل بقيمة 230 مليون دولار مع اليابان