بعد طلب بايدن.. هل يتحمل الاقتصاد الأمريكي كلفة تمويل أزمتى أوكرانيا وإسرائيل؟
تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT
مع احتدام المعارك الضارية ما بين روسيا وأوكرانيا من جهة، وفلسطين وإسرائيل من جهة أخرى، طالب الرئيس الأمريكي جون بايدن، الكونجرس الأمريكي بتخصيص 86 مليار دولار لدعم الحربين في أوكرانيا وإسرائيل معا.
وطلب الرئيس الأمريكي بصرف 86 مليار دولار خلال الربع الأخير من العام الجاري، أمر رآى فيه البعض مبلغا ضخما لا تستطيع به أمريكا تمويل حربين معا في آن واحد، في حين يرى الخبراء الاقتصاديين كون ذلك المبلغ سيتم توفيره بسهولة من الموازنة الأمريكية، مع تقليل النفقات في أبواب معينة من الموازنة العامة للدولة من أجل ضخها لاستكمال الحرب على جهتين معا.
الدكتور بلال شعيب، الخبير الاقتصادي، قال إنّ الاقتصاد الأمريكي يستطيع تحمل تكلفة الحرب، لكون يقوم نسبة كبيرة منه على تصنيع الأسلحة وتصديرها إلى العالم، حيث أن مثل ذلك التوجه ومع استمرار المعارك على مختلف الأصعدة، سيدفع دول العالم للشعور بحالة من عدم الأمان، الأمر الذي سيدفعها إلى شراء الأسلحة.
وأضاف «شعيب» في تصريح خاص لـ«الوطن»، أنّ الدول المصنعه للأسلحة حول العالم، دائما ما تسعى لإحداث خلخلة أمنية بين الحين والآخر، من أجل زيادة مبيعاتها من الأسلحة المتطورة، كما تضع الولايات المتحدة الأمريكية نصب أعينها منافسة روسيا والصين لها، وسعيهم سويا بأن يكونوا قوى مهيمنة اقتصاديا وسياسيا، ذلك لأن روسيا تعد المنافس التاريخي لأمريكا.
شعيب: أتوقع طلب من الكونجرس الأمريكي لزيادة سقف الدينوأوضح أنه على الصعيد الداخلي الأمريكي، فقد قامت الأخيرة بخفض تصنيفها الائتماني مؤخرا، كما كان لدى الكونجرس الأمريكي مشكلة متمثله في رفع سقف الدين مرة جديدة، الأمر الذي تسبب في حالة من الصراعات والمشاحنات ما بين الحزب الأمريكي الواحد داخليا، في حين يفكر الناخب الأمريكي ويقارن بالحرب الدائرة حاليا وحروب أمريكا السابقة، ذلك لأن أمريكا قد خسرت الكثير خلال الك الحروب.
وائل النحاس: الدولار الأمريكي نجح في بناء هيمنة عالميةفيما يقول الدكتور وائل النحاس، الخبير الاقتصادي، إنّ الدولار الأمريكي نجح في بناء هيمنة قوية عالميا، الأمر الذي يحمي القوى العسكرية الأمريكية، إذ أن الاقتصاد الأمريكي قادر على استحمال فاتورة الحرب ما بين البلدين، في حين أن لأمريكا مخصصات عسكرية للتمويل الخارجي، الأمر الذي قد يدفع متخذي السياسات النقدية في أمريكا برفع سقف الدين خلال الفترة المقبلة.
وأوضح «النحاس» في تصريح خاص لـ«الوطن»، أنّ الاقتصاد الأمريكي لا يزال يحقق معدلات نمو جيدة، الأمر الذي سيخفض نسبيا مدى إمكانية التسارع في بيع السندات الأمريكية لدى المستثمرين في البورصة الأمريكية، لأن الحالة الاقتصادية الأمريكية جيدة ولديها سيولة دولارية جيدة، الأمر الذي لن يتبعه إنشاء سياسات تحفيزية جديدة للاقتصاد الأمريكي أو حتى رفع في سعر الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي.
النحاس: أمريكا أفرجت عن 6 مليار دولار لإيران من كوريا الجنوبية لتحييدها عن المعركةوشدد على أن أمريكا تحاول الحفاظ على قوة الدولار من خلال الترغيب تارة والترهيب تارة أخرى، حيث أنه وبالنسبة لإيران فقد قام متخذي السياسات النقدية بأمريكا بالإفراج عن 6 مليار دولار لإيران من كوريا الجنوبية، وتم إيداعهم في البنوك القطرية سعيا من أمريكا لتحييد إيران خلال الحرب الحارية حاليا.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: أمريكا تمويل حرب روسيا أوكرانيا قطاع غزة إسرائيل الاقتصاد الأمریکی ملیار دولار الأمر الذی
إقرأ أيضاً:
بعد تدمير دفاعات إيران..أمريكا وإسرائيل أمام خيار ملح
كتب الصحافي الأمريكي ديفيد إغناثيوس، أن إيران تمر بأكثر اللحظات خطورة في تاريخها الحديث. فقد سُحقت جيوشها الوكيلة في غزة، ولبنان، وسوريا. ويظهر أنها أصبحت شبه عارية أمام الهجوم بعد موجة غارات إسرائيلية دقيقة على نظامها الدفاعي الجوي في أكتوبر (تشرين الأول).
الوقت يمضي بسرعة في إيران وإسرائيل والولايات المتحدة. بالنسبة إلى جميع الصراعات التي سيرثها ترامب
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت: "أظهرنا أن إيران معرضة للخطر". وأوضح خلال إحاطة مع إغناثيوس من صحيفة "واشنطن بوست" في واشنطن هذا الأسبوع، أن حملة القصف الإسرائيلية المدمرة التي لم تناقش كثيراً في 26 أكتوبر (تشرين الأول) أسست "نافذة للعمل ضد إيران" قبل أن تنتج سلاحاً نووياً. كلام ينذر بالسوء إن القرارات الأمريكية حول كيفية استغلال ضعف إيران، سواء بالتفاوض على اتفاق نووي ملزم أو في حال الفشل، اتخاذ إجراء عسكري حاسم، ستكون على عاتق الرئيس المنتخب دونالد ترامب. وعندما سُئل الشهر الماضي عن احتمال اندلاع حرب ضد إيران بعد توليه منصبه في 20 يناير (كانون الثاني)، قال ترامب لمجلة تايم على نحو ينذر بالسوء: "كل شيء يمكن أن يحدث".لقد تحول الاهتمام العالمي إلى ترامب، لكن كبار المسؤولين في إدارة بايدن أخبروا إغناشيوس أنهم يدركون أيضاً الفرصة المقبلة لـ "الدبلوماسية الإكراهية" في القضايا النووية مع إيران الضعيفة، ورغم أن إسرائيل لعبت دوراً حاسماً في إذلال إيران، قدم الرئيس جو بايدن دعماً مهماً من خلال نشر حاملات طائرات ومقاتلات وغواصات وقوات أمريكية أخرى. موجة مذهلة
كان هجوم إسرائيل في 26 أكتوبر(تشرين الأول) مدروساً لترك إيران غير محمية ضد هجوم في المستقبل. وقال مصدر عسكري إسرائيلي إن موجة مذهلة بـ 120 طائرة شاركت في الغارة. استهدفت الطائرات الإسرائيلية رادارات للدفاع الجوي، وبطاريات مضادة للطائرات تحمي طهران، بالإضافة إلى مصانع رئيسية تنتج الوقود للصواريخ الباليستية الإيرانية. كان الهجوم رداً على قصف إيران لإسرائيل في 1 أكتوبر (تشرين الأول) بنحو 200 صاروخ باليستي، لكن التخطيط بدأ قبل أشهر عدة.
With Iran’s guard down, the U.S. and Israel face an urgent choice, @IgnatiusPost writes. https://t.co/nXnjNAFlbU
— Washington Post Opinions (@PostOpinions) December 14, 2024وأوضح غالانت أن المهمة، بعبارات بسيطة، كانت ضمان أن تصبح "إيران أضعف، وإسرائيل أقوى" بعد ذلك، حتى لا تتمكن طهران من الرد بقوة على الهجمات في المستقبل، ويعتقد مسؤولون إسرائيليون أن إيران لن تتمكن في العامين المقبلين من إضافة الكثير إلى ترسانتها المحدودة من الصواريخ الباليستية. وفي الوقت نفسه، مُزقت دفاعاتها الجوية، خاصة حول العاصمة.
ويبدو أن إسرائيل أنشأت ممراً إلى إيران موفراً مساراً واضحاً لطائراتها لضرب طهران. وهذا مستوى جديد من الحرية العملانية، ما يسمح لإسرائيل بمهاجمة أهداف في إيران بسهولة تقريباً كما فعلت في غزة ولبنان.
أقيل غالانت في 5 نوفمبر (تشرين الثاني) بسبب ما سماه رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو "أزمة ثقة". كان الاثنان على خلاف منذ أكثر من عام على استراتيجية الحرب في غزة، حيث أكد غالانت أن مكاسب إسرائيل في المعركة تحتاج إلى تأمينها بخطة متماسكة للانتقال إلى "اليوم التالي"، وهو ما قاومه نتانياهو. وبصفته وزيراً للدفاع، عمل غالانت عن كثب مع القوات الجوية الإسرائيلية وأجهزة الاستخبارات للتخطيط للهجمات على لبنان وإيران.
أظهرت إسرائيل قدرتها على شل الدفاعات الجوية الإيرانية بضربة في 19 أبريل (نيسان) لنظام دفاع جوي متقدم روسي الصنع من طراز إس-300 قرب أصفهان. كان الهجوم رداً على هجوم إيراني في 15 أبريل(نيسان) بأكثر من 300 صاروخ وطائرة دون طيار. ونجحت إسرائيل إلى حد كبير في صد الهجوم، لكنها قررت الرد بشكل محدود. وقال غالانت: "لقد ضربناهم بدقة، لكن ذلك لم يكن كافياً لردعهم".
With Iran’s guard down, the U.S. and Israel face an urgent choice https://t.co/v0fJN0im1c
— Earl Anthony Wayne (@EAnthonyWayne) December 15, 2024وفي الضربة اللاحقة في أكتوبر (تشرين الأول)، ضربت الطائرات الإسرائيلية أربع بطاريات دفاعية من طراز إس-300 حول طهران، والتي كانت راداراتها قادرة نظرياً على اكتشاف الهجمات من مسافة 300 كيلومتر. وقال غالانت في الإحاطة: "الآن لا يوجد دفاع استراتيجي حول طهران".
كما ضربت إسرائيل مكونات رئيسية لقدرات الصواريخ الباليستية الإيرانية. ضربت الطائرات جميع مرافق الخلط التي تنتج الوقود الصلب لقوة الصواريخ الإيرانية. وأشار تقرير لمعهد دراسة الحرب في 12 نوفمبر (تشرين الثاني) إلى أن "الحصول على خلاطات جديدة من الصين قد يستغرق عاماً على الأقل، ما يسلط الضوء على إعاقة ضربات الجيش الإسرائيلي، مؤقتاً على الأقل، تقدم برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني".
وقدر المصدر العسكري الإسرائيلي أنه قبل هجوم أكتوبر(تشرين الأول)، كانت إيران قادرة على إنتاج ما يكفي من الوقود الصلب لصاروخين باليستيين جديدين يومياً. وقال المصدر إن إنتاجها الآن ربما يقتصر على صاروخ واحد في الأسبوع، وسيستمر هذا النقص لمدة عام.
كيف يتوقف تقدم إيران؟ أملت إدارة بايدن قبل حرب غزة التوصل إلى اتفاق جديد للأسلحة النووية مع إيران ليحل محل خطة العمل الشاملة المشتركة الاتفاق النووي في 2015. كما ناقش ترامب، حتى بعد أن تخلى عن الاتفاق في2018، مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وآخرين اتفاقاً أكبر وأكثر صرامة.
إذا فشلت الدبلوماسية القسرية في سحق القدرة النووية الإيرانية، فقد تفكر إسرائيل والولايات المتحدة في العمل العسكري. إن العديد من المنشآت النووية الإيرانية مدفون في أعماق الأرض، وقال محللون إن لدى الولايات المتحدة وحدها أسلحة تقليدية كبيرة بما يكفي لتدمير تلك المخابئ. ويأمل غالانت أن تعمل الولايات المتحدة وإسرائيل معاً لمنع إيران النووية. لكنه أكد أن "لدى إسرائيل الوسائل لضرب الأصول الإيرانية بطريقة دقيقة وقوية ومتطورة. وإذا لزم الأمر، فإنهالن نتردد في التصرف".
وأشار الكاتب إلى أن الوقت يمضي بسرعة في إيران وإسرائيل والولايات المتحدة. بالنسبة إلى جميع الصراعات التي سيرثها ترامب، قد تكون المواجهة الوشيكة بين إسرائيل وإيران هي الأكثر إلحاحاً وخطورة.