شبكة اخبار العراق:
2025-02-24@03:38:09 GMT

الفن الفلسطيني يوثق الهجرات المتلاحقة

تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT

الفن الفلسطيني يوثق الهجرات المتلاحقة

آخر تحديث: 2 نونبر 2023 - 12:23 مخضير الزيدي  شكل الفن الفلسطينيّ منذ أيام النكبة حتى اليوم قضّية مهمة لمن يتابعه عن كثب، فلطالما قدم أعمالا تليق بمأساة أهله من خلال الرسم وباقي الفنون الإنسانية وأخذت خريطة فلسطين حيزا مكانيا من ذلك الجمال الفنيّ بالإضافة إلى روحيّة وتوظيف القضية سياسيا وإنسانيا.. وإذا كان الدور الأول لفنانين مثل إسماعيل شموط وسليمان منصور وعبد عابدي، وكامل المغنّي وعبد الرحمن المزيّن فقد رأينا اليوم بعد العمليات الجهادية الاخيرة لحماس فنانين جسدوا قضيتهم وحبهم عبر لوحات فنيّة تليق بالحدث فكيف يمكن لنا كمتذوقين أن نفهم هذا الشعور في تقديم رسومات تفرز لنا نتائج مذهلة في تمثيل وقائع وأجواء تبدو غاية في الإجرام وقوة التهجير وتجاهل حرية إقامة الفلسطيني في بلده وكيف باتت عشرات العوائل بلا سقف يقيهم برد شتائهم القادم؟ .

الفن التعبيري وهواجس الانتماء للهوية  ذهب إسماعيل شموط كفنان ملتزم بموضوعة التهجير إلى أبداء أكثر من عمل تعبيري وواقعي يليق باسمه فقد وجد من الهجرة القسريّة موضوعا حساسا يخوض في غماره بحثا جوهريا وباتت أعماله كلوازم أسلوبية تورق في المعنى الذي يذهب إليه كقضية إنسانية تحمل سمات سياسية وبدت لوحته (إلى أين) علامة فارقة في الفن الفلسطيني لأنها أقرب إلى الإحساس والانجاز الفني التعبيريّ، ولا غرابة أن نرى الغالب من منجزه الفني تصرح بإدانتها ضد المحتل لتضع أهل فلسطين ومحبيهم في واجهة قراءة التاريخ الإنساني بعد النكبة الأولى وما تلاها وساعدته رؤيته وثقافته البصريَّة أن يعثر على أسلوب يمنح خطاب قضيته دعامة صورية تكشف عن قناعة بأن الفن انعكاس واحالة صادقة لموضوع التهجير والقتل الجماعي. وفي الجهة الأخرى من الالتزام الفني نجد الفنانة تمام الاكحل زوجة إسماعيل شموط قد أسست لفن يوظف التراث الفلسطينيّ في متن من الإبداع الحقيقي فعندها التراث حاضر في كل عمل وهو هدف تتغنى بتحقيقه جماليا سواء جاء عبر لوحاتها المائية المميزة أو عبر الاكرليك والكانفاس وفي سياق التراث لم تخل لوحاتها من صدى التهجير القسري بل ظهرت بشكل واضح وصريح وبقيت لوحاتها تفي بالتعبيرية التي تعد واجهة حقيقيَّة وملتزمة بقضية الفرد الفلسطينيّ كل ما عرف عنها انها فنانة تمتلك رؤية ومنهجا يعزز من موضوعة الحرب والتهجير والدمار الذي لحق بأهلها منذ نكبة 48 لتكون محاولاتها تكريسا وامتدادا لأجيال سابقة ولاحقة أخذت منهم قضية فلسطين حيزا وجدانيا وتعبيريا ووجوديا. أيضا سنجد في تاريخ الحركة الفنيّة الفلسطينيَّة من هو غارق في تأسيس مظاهر فن له انتباهاته وتماهييه مع الواقع فهذا كامل المغني قد اغنى قضية الهجرة عبر توظيفه إلى أشد اللحظات الحرجة للفلسطينيين، ومثل وفق سمات اسلوبية متنوعة وفي اكثر من مدرسة فنية ما يليق برؤيته ونزعته الوطنية وباتت قضية الحرية هاجسا ينادي به ولازمه الشعور في لوحاته لتصبح فيما بعد جزءا من حدوده الفنية التعبيريَّة ،لقد أشاع في طريقته عبر الرسم روح الالتزام الفني وتجديد خطاب اللوحة مع إعطاء قضية التهجير بعدا رمزيا وتصورا يمتلك من الايحاء وتعدد القراءة ما يجعلنا ننظر إلى منجزه بعين الدهشة فهناك تطور في الاسلوب وجذب حي لتاريخ الحوادث فنيا وهذه لعبة الفن الملتزم بقضايا الإنسان ولولا صدق الطاقة التعبيرية ما كان لنا أن نتذكر كل اولئك الفنانين الذين جابهوا الموت بالفن.  ما الذي نفهمه من كل ذلك ؟  يولد الفنان الفلسطيني وأمام عينيه صورة المأساة ومحاولات المجابهة ويعيش وهو مليء بصورة الوقار والمهابة لأنه لم يستسلم لرحلة القدر ولم يهادن، ولم يخف حقائق الدمار التي أخفتها العديد من أدبيات المنجز الاسرائيلي كل شيء يتشكل بما يفعله ويمليه ضمير الفنان الفلسطيني  سنرى عشرات الأعمال منذ ستينيات القرن المنصرم إلى يومنا هذا ما يتجسد فنا ويلهبنا الحماس لمعرفة كيف فكر الفنان في نقل مواجهته معرفيا وأخلاقيا عبر لوحات تعلق اليوم في الرفوف العليا. 

المصدر: شبكة اخبار العراق

إقرأ أيضاً:

عرض بمقر الأمم المتحدة.. “طريق الآلام” فيلم يوثق نضال المسيحيين الفلسطينيين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 تم عرض الفيلم الوثائقي “طريق الآلام” (Via Dolorosa) في مقر الأمم المتحدة بجنيف، بالتنسيق مع مجلس كنائس القدس، وتحت رعاية مجلس الكنائس العالمي، وبالتعاون مع بعثة فلسطين لدى الأمم المتحدة في جنيف.

شارك بالحضور شخصيات دينية ودبلوماسية بارزة وعدد من الباحثين والمفكرين مما يعكس عمق الاهتمام والتّقدير لهذا الفيلم، يوثّق الفيلم المسار التاريخي للمسيحية في فلسطين منذ ميلاد السيد المسيح، مرورًا بمختلف العصور، وصولًا إلى يومنا هذا، وهو من إخراج عضو اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين وممثلتها في أوروبا، السفيرة أميرة حنانيا.

وقالت اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين، بان فيلم “طريق الآلام” (Via Dolorosa) يُعد شهادة حية على التاريخ العريق للمسيحيين الفلسطينيين، حيث يعرض جذور وجودهم في هذه الأرض المقدسة، ويروي أبرز المحطات التي شكّلت هويتهم الوطنية والثقافية. كما يسلّط الضوء على التحديات التي واجهتها المسيحية الفلسطينية عبر العصور، في ظل السياسات الهادفة إلى طمس وجودها وإقصائها عن المشهدين الوطني والدولي.

شهد عرض الفيلم حضور شخصيات دينية وسياسية بارزة، تقدّمهم البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث، رئيس مجلس كنائس القدس وبطريرك المدينة المقدسة وسائر الأراضي المقدسة، والأمين العام لمجلس الكنائس العالمي، القس البروفيسور جيري بيلاي، إلى جانب د.رمزي خوري، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين، ومفوض بعثة فلسطين لدى الأمم المتحدة، السفير إبراهيم خريشة، ونائب حارس الأراضي المقدسة، الأب إبراهيم فلتس، ورئيس جامعة دار الكلمة ومؤسسها، القس البروفيسور د.متري الراهب، ومسؤول شؤون القدس في الديوان الملكي في المملكة الأردنية الهاشمية د. وصفي الكيلاني.

وأعرب الدكتور رمزي خوري، باسم اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس، عن اعتزازه العميق بهذا العمل المتميز، مؤكّدًا أن “طريق الآلام” (Via Dolorosa) يمثل إضافة نوعية في توثيق الوجود المسيحي الفلسطيني، ويُبرز دوره التاريخي والوطني. كما أثنى على الجهود الكبيرة التي بذلتها الزميلة السفيرة أميرة حنانيا، التي عملت بإخلاص على مدار سنوات لإنجاز هذا الفيلم برؤية دقيقة وأصيلة، ليكون شاهدًا على العمق الحضاري والروحي للمسيحيين الفلسطينيين في أرضهم.

من جانبه، ثمّن خوري موقف البطريرك ثيوفيلوس الثالث الرافض للانتهاكات الإسرائيلية بحق الكنائس وأملاكها، كما أدان القتل والتشريد الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس. وأعرب عن تقديره لدور مجلس الكنائس العالمي في دعم القضية الفلسطينية، كما شكر السفير إبراهيم خريشة على جهوده في تنظيم هذا الحدث وتوفير جميع الإمكانيات اللازمة لإنجاحه.

وفي كلمته خلال الحدث، أكد البطريرك ثيوفيلوس الثالث أن الكنائس في القدس تواجه ضغوطًا متزايدة نتيجة السياسات الإسرائيلية التي تسعى إلى تقليص الوجود المسيحي في المدينة المقدسة، مشيرًا إلى أن هذه الممارسات أدت إلى انخفاض أعداد الحجاج وتضييق الخناق على المجتمعات المسيحية في فلسطين.

وفي هذا السياق، شدد القس الدكتور متري الراهب على أن المسيح جاء إلى فلسطين قبل أكثر من ألفي عام ليجلب السلام إلى العالم، واليوم يقع على عاتقنا أن نجلب السلام إلى فلسطين، بلد المسيح. كما حذّر من خطر استئصال الوجود المسيحي في قطاع غزة، مؤكدًا أن القطاع كان مركزًا مسيحيًا بارزًا عبر التاريخ. وانتقد الصهيونية المسيحية التي تستغل الكتاب المقدس لأغراض سياسية، معتبرًا أن الوقت قد حان لإحلال السلام في الأرض التي وُلد فيها رسول السلام، السيد المسيح.

بدوره، أكد القس البروفيسور جيري بيلاي أن مجلس الكنائس العالمي يقف إلى جانب جميع الساعين لتحقيق العدالة والسلام والحقوق المتساوية في الأراضي المقدسة. كما دعا إلى وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وضمان وصول المساعدات الإنسانية للمدنيين، مشددًا على أن السلام العادل لا يمكن تحقيقه إلا من خلال الاعتراف المتبادل بالقيمة والكرامة الإنسانية لجميع الشعوب.

وفي كلمته خلال الحدث، شدد السفير إبراهيم خريشة على أن فلسطين، مهد الديانات السماوية، تحمل رسالة سلام قائمة على حقوقها الوطنية والقانونية والتاريخية، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني لن يسمح بأن يُطرد من أرضه، ولن يخضع لأي شكل من أشكال التهجير القسري أو التطهير العرقي.

وفي ختام الحدث، أكدت السفيرة أميرة حنانيا أن الشعب الفلسطيني نادرًا ما تُتاح له الفرصة لرواية تاريخه بنفسه، إلا أن فيلم “طريق الآلام” (Via Dolorosa) يمنحه صوتًا حقيقيًا في سرد حكايته. وأضافت أن الفيلم يُعد شهادة حيّة على الدور الذي لعبه المسيحيون الفلسطينيون في النضال من أجل العدالة، ورفضًا قاطعًا لمحاولات محو هويتهم من المشهدين الوطني والدولي.

واختتمت حديثها قائلة: “نقف هنا لنؤكد أن هذه الأرض ليست مجرد بقايا من الماضي، بل هوية حية لن يتم إسكاتها أو محوها.”

مقالات مشابهة

  • مجلس إدارة الاتحاد الآسيوي للشطرنج يعتمد د. إسماعيل الخوري أمينًا عامًا مساعدًا
  • بمشاركة عُمان.. إقرار وثيقة عربية برلمانية مُوحَّدة لدعم صمود الشعب الفلسطيني ورفض التهجير وتصفية القضية
  • القمر الصناعي الإماراتي «خليفة سات» يوثق المدينة المنورة
  • إقــــــــــرار مشروع وثيقة برلمانية عربية لدعم صمود الشعب الفلسطيني ورفض مخطط التهجير
  • البرلمان العربي يرفض كل أشكال التهجير للشعب الفلسطيني
  • مقطع يوثق لحظة تقبيل أحد أسرى الاحتلال الإسرائيلي لرأس أحد عناصر القسام خلال عملية تسليم الأسرى بمخيم النصيرات
  • سجين يوثق لحظه هروبه من زنزانته ..فيديو
  • عرض بمقر الأمم المتحدة.. “طريق الآلام” فيلم يوثق نضال المسيحيين الفلسطينيين
  • محافظة حجة نشهد وقفات تضامنية مع الشعب الفلسطيني ورفضًا لخطة التهجير
  • إسماعيل يوسف لـ«الأسبوع»: لن نحمل بيسيرو المسؤولية أمام الأهلي.. والقمة لها حسابات مختلفة