الفن الفلسطيني يوثق الهجرات المتلاحقة
تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT
آخر تحديث: 2 نونبر 2023 - 12:23 مخضير الزيدي شكل الفن الفلسطينيّ منذ أيام النكبة حتى اليوم قضّية مهمة لمن يتابعه عن كثب، فلطالما قدم أعمالا تليق بمأساة أهله من خلال الرسم وباقي الفنون الإنسانية وأخذت خريطة فلسطين حيزا مكانيا من ذلك الجمال الفنيّ بالإضافة إلى روحيّة وتوظيف القضية سياسيا وإنسانيا.. وإذا كان الدور الأول لفنانين مثل إسماعيل شموط وسليمان منصور وعبد عابدي، وكامل المغنّي وعبد الرحمن المزيّن فقد رأينا اليوم بعد العمليات الجهادية الاخيرة لحماس فنانين جسدوا قضيتهم وحبهم عبر لوحات فنيّة تليق بالحدث فكيف يمكن لنا كمتذوقين أن نفهم هذا الشعور في تقديم رسومات تفرز لنا نتائج مذهلة في تمثيل وقائع وأجواء تبدو غاية في الإجرام وقوة التهجير وتجاهل حرية إقامة الفلسطيني في بلده وكيف باتت عشرات العوائل بلا سقف يقيهم برد شتائهم القادم؟ .
الفن التعبيري وهواجس الانتماء للهوية ذهب إسماعيل شموط كفنان ملتزم بموضوعة التهجير إلى أبداء أكثر من عمل تعبيري وواقعي يليق باسمه فقد وجد من الهجرة القسريّة موضوعا حساسا يخوض في غماره بحثا جوهريا وباتت أعماله كلوازم أسلوبية تورق في المعنى الذي يذهب إليه كقضية إنسانية تحمل سمات سياسية وبدت لوحته (إلى أين) علامة فارقة في الفن الفلسطيني لأنها أقرب إلى الإحساس والانجاز الفني التعبيريّ، ولا غرابة أن نرى الغالب من منجزه الفني تصرح بإدانتها ضد المحتل لتضع أهل فلسطين ومحبيهم في واجهة قراءة التاريخ الإنساني بعد النكبة الأولى وما تلاها وساعدته رؤيته وثقافته البصريَّة أن يعثر على أسلوب يمنح خطاب قضيته دعامة صورية تكشف عن قناعة بأن الفن انعكاس واحالة صادقة لموضوع التهجير والقتل الجماعي. وفي الجهة الأخرى من الالتزام الفني نجد الفنانة تمام الاكحل زوجة إسماعيل شموط قد أسست لفن يوظف التراث الفلسطينيّ في متن من الإبداع الحقيقي فعندها التراث حاضر في كل عمل وهو هدف تتغنى بتحقيقه جماليا سواء جاء عبر لوحاتها المائية المميزة أو عبر الاكرليك والكانفاس وفي سياق التراث لم تخل لوحاتها من صدى التهجير القسري بل ظهرت بشكل واضح وصريح وبقيت لوحاتها تفي بالتعبيرية التي تعد واجهة حقيقيَّة وملتزمة بقضية الفرد الفلسطينيّ كل ما عرف عنها انها فنانة تمتلك رؤية ومنهجا يعزز من موضوعة الحرب والتهجير والدمار الذي لحق بأهلها منذ نكبة 48 لتكون محاولاتها تكريسا وامتدادا لأجيال سابقة ولاحقة أخذت منهم قضية فلسطين حيزا وجدانيا وتعبيريا ووجوديا. أيضا سنجد في تاريخ الحركة الفنيّة الفلسطينيَّة من هو غارق في تأسيس مظاهر فن له انتباهاته وتماهييه مع الواقع فهذا كامل المغني قد اغنى قضية الهجرة عبر توظيفه إلى أشد اللحظات الحرجة للفلسطينيين، ومثل وفق سمات اسلوبية متنوعة وفي اكثر من مدرسة فنية ما يليق برؤيته ونزعته الوطنية وباتت قضية الحرية هاجسا ينادي به ولازمه الشعور في لوحاته لتصبح فيما بعد جزءا من حدوده الفنية التعبيريَّة ،لقد أشاع في طريقته عبر الرسم روح الالتزام الفني وتجديد خطاب اللوحة مع إعطاء قضية التهجير بعدا رمزيا وتصورا يمتلك من الايحاء وتعدد القراءة ما يجعلنا ننظر إلى منجزه بعين الدهشة فهناك تطور في الاسلوب وجذب حي لتاريخ الحوادث فنيا وهذه لعبة الفن الملتزم بقضايا الإنسان ولولا صدق الطاقة التعبيرية ما كان لنا أن نتذكر كل اولئك الفنانين الذين جابهوا الموت بالفن. ما الذي نفهمه من كل ذلك ؟ يولد الفنان الفلسطيني وأمام عينيه صورة المأساة ومحاولات المجابهة ويعيش وهو مليء بصورة الوقار والمهابة لأنه لم يستسلم لرحلة القدر ولم يهادن، ولم يخف حقائق الدمار التي أخفتها العديد من أدبيات المنجز الاسرائيلي كل شيء يتشكل بما يفعله ويمليه ضمير الفنان الفلسطيني سنرى عشرات الأعمال منذ ستينيات القرن المنصرم إلى يومنا هذا ما يتجسد فنا ويلهبنا الحماس لمعرفة كيف فكر الفنان في نقل مواجهته معرفيا وأخلاقيا عبر لوحات تعلق اليوم في الرفوف العليا.
المصدر: شبكة اخبار العراق
إقرأ أيضاً:
فيديو يوثق جريمة إسرائيل باستهداف المسعفين ويفضح مزاعمها الكاذبة
غزة.«وكالات»: فضح مقطع فيديو من هاتف محمول لواحد من 15 مسعفا فلسطينيا قتلوا على يد القوات الإسرائيلية الشهر الماضي، الادعاءات الإسرائيلية التي تفيد بعدم وجود إشارات طوارئ على مركبات المسعفين عندما أطلق الجنود النار عليهم في جنوب غزة.
ويظهر الفيديو فرق الهلال الأحمر والدفاع المدني وهم يقودون ببطء مع تشغيل أضواء الطوارئ على مركباتهم، والشعارات واضحة، وكانوا يقتربون لمساعدة سيارة إسعاف تعرضت لإطلاق نار في وقت سابق. ولا يبدو أن الفِرق تتصرف بشكل غير عادي أو بطريقة تمثل تهديدا كما يخرج ثلاثة مسعفين من المركبات ويتجهون نحو سيارة الإسعاف المصابة.
وسرعان ما تعرضت مركباتهم لوابل من الرصاص استمر لأكثر من خمس دقائق مع فترات توقف قصيرة. يمكن سماع صاحب الهاتف وهو يدعو الله وسط إطلاق النار.
وقتل ثمانية من أفراد الهلال الأحمر، وستة من عناصر الدفاع المدني، وموظف تابع للأمم المتحدة في إطلاق النار الذي وقع قبل فجر يوم 23 مارس على يد قوات إسرائيلية كانت تنفذ عمليات في حي تل السلطان بمدينة رفح جنوب قطاع غزة. وبعد ذلك، قامت القوات بجرف الجثث مع المركبات المحطمة ودفنهم في مقبرة جماعية. ولم يتمكن عمال الإغاثة والأمم المتحدة من الوصول إلى الموقع لاستخراج الجثث إلا بعد مرور أسبوع.
وقال نائب رئيس جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، مروان جيلاني، إن الهاتف الذي يحتوي على الفيديو وجد في جيب أحد أفراد الطاقم الذين قتلوا في المكان. وقام السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة بتوزيع الفيديو على مجلس الأمن. وحصلت وكالة أسوشيتد برس على نسخة من الفيديو عبر دبلوماسي أممي طلب عدم الكشف عن هويته لأن الفيديو لم ينشر علنا.
وأكد أحد المسعفين الناجين، يدعى منذر عابد، صحة الفيديو. ويظهر في الفيديو هيكلان خرسانيان على شكل كتل، ويظهران أيضا في فيديو للأمم المتحدة نشر يوم الأحد، يظهر عملية انتشال الجثث من الموقع - ما يدل على أن الموقع هو ذاته.
وقال منذر عابد وهو متطوع في الهلال الأحمر إنه في يوم في 23 مارس «تلقينا إشارة إنه في استهداف في منطقة الحشاشين (في رفح) تحركنا على طول، أنا ومعي اثنين من زملائي، وبمجرد ما وصلنا المكان صار إطلاق نار علينا كثيف، وتمت السيطرة علينا (احتجازنا)».
وأضاف عابد «كنت قادر أشوف سيارة الدفاع المدني، الجنود أطلقوا النار على الحافلة، كان إطلاق نار كثيفا من الجنود».
وأوضح أنه لم يتمكن من رؤية ما حدث بالضبط عندما أطلق الجنود النار. لكن روايته تتوافق مع تأكيدات مسؤولين من الهلال الأحمر الفلسطيني والأمم المتحدة بأن القوات الإسرائيلية استهدفت مسعفين من الصليب الأحمر والهلال الأحمر والأمم المتحدة والدفاع المدني الفلسطيني.
وعند سؤاله عن الفيديو، زعم الجيش الإسرائيلي اليوم إن الحادثة «قيد الفحص الدقيق». وأضاف أن التوثيق المتداول حول الحادثة، سيتم فحصه بدقة وعمق لفهم تسلسل الأحداث والتعامل مع الموقف».
وأكدت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، اليوم «أن مقطع الفيديو المصور الذي نشرته صحيفة أمريكية بشأن إعدام بشكل متعمد 15 من العاملين في مجال الإسعاف والإغاثة في 23 مارس الماضي بمدينة رفح، يفند ادعاءات قوات الجيش الإسرائيلي بأنها لم تهاجم مركبات الإسعاف عشوائيا، ولم يتعرف عليها بذريعة عدم وجود إضاءة أو إشارات طوارئ». واعتبرت الوزارة في بيان اليوم «أن هذه الجريمة مكتملة الأركان، وتندرج في إطار حرب الإبادة والتهجير ضد شعبنا»، وفقا لوكالة الصحافة الفلسطينية (صفا). وقالت «إن هذه الجريمة تكشف بشاعة ما ترتكبه قوات الاحتلال يوميا بحق المدنيين الفلسطينيين وطواقم العمل الإنسانية والأممية والطبية والصحفية».
وأوضحت «أن الاحتلال يهدف من خلال ذلك إلى ترهيب تلك الطواقم ومنعها من تقديم أي عون لشعبنا في القطاع، بهدف قتل أشكال ومقومات الحياة كافة، وتحويله إلى أرض غير صالحة للحياة البشرية، على طريق فرض التهجير القسري على المواطنين الفلسطينيين».
وجددت الوزارة التأكيد على «مواصلة جهودها المكثفة لفضح جرائم الاحتلال أمام المؤسسات الدولية وخاصة مجلسي الأمن، وحقوق الإنسان، وغيرها من المنابر للدفع باتجاه تفعيل آليات المساءلة والمحاسبة للاحتلال على جرائمه، وصولا إلى إنصاف الضحايا من أبناء شعبنا، وإحقاق العدالة، والمطالبة بتحرك دولي جدي يرتقي لمستوى المسؤوليات التي يفرضها القانون الدولي».
من جهة أخرى أعلنت إسرائيل أن قواتها انتشرت في ممر أمني تم إنشاؤه حديثا جنوبى قطاع غزة. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن الأربعاء الماضي إنشاء ممر «موراج» الجديد للضغط على حركة حماس وأشار إلى أنه سيعزل مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، التي أمر بإخلائها، عن باقي القطاع. وقال بيان عسكري اليوم إنه تم نشر قوات من الفرقة 36 في الممر. ولم يتضح على الفور عدد القوات التي تم نشرها أو موقع الممر بالتحديد.