تقول حماس إن 195 فلسطينيا على الأقل قتلوا في هجمات إسرائيلية على مخيم جباليا، فيما تؤكد إسرائيل أنها ضربات قتلت قياديين في الحركة.

قتل "العشرات" جراء القصف الإسرائيلي الأربعاء (الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني 2023) لمخيم جباليا للاجئين في  قطاع غزة  للمرة الثانية في يومين، بحسب حركة حماس، فيما نددت الأمم المتحدة بضربات "يمكن أن ترقى إلى جرائم حرب".

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة  أنطونيو غوتيريش  مساء أمس الأربعاء عن "شعوره بالصدمة" إزاء  القصف الإسرائيلي  لليوم الثاني على التوالي على مخيم جباليا الذي يؤوي 116 ألف لاجئ فلسطيني في شمال قطاع غزة.

مختارات ما هو وقف إطلاق النار وما هي الهدنة ومتى يمكن عقدهما ومع مَن؟ نتانياهو يرفض وقف إطلاق النار ويعلن "تقدما منتظما" في قطاع غزة حتى لمزدوجي الجنسية.. "لا طريق للخروج" من غزة!

مع دخول حرب حماس وإسرائيل أسبوعها الرابع، لا تزال المعابر مغلقة أمام الفلسطينيين الراغبين في الفرار. أما مزدوجو الجنسية، فيشعرون بأنه تم التخلي عنهم، بينما ذووهم خارج قطاع غزة يشعرون بالعجز.

وأفاد صحافيون في وكالة فرانس برس عن دمار كبير لحق بالمخيم حيث يعمل البعض على إزالة الأنقاض بحثا عن ناجين.

وأعلنت وزارة الصحة في القطاع سقوط "عشرات القتلى والجرحى"، وهو عدد لم يتم التثبت منه في الوقت الحاضر، فيما أكد مسعفون مقتل "عائلات بكاملها".

واعتبرت المفوضية العليا للأمم المتحدة لحقوق الانسان مساء الأربعاء أن القصف الإسرائيلي لمخيم جباليا "قد يرقى إلى جرائم حرب" على ضوء "العدد الكبير من الضحايا المدنيين وحجم الدمار".

وأعلن الجيش الإسرائيلي الذي يشن حملة قصف مدمر على  قطاع غزة  ردا على هجوم إرهابي غير مسبوق في تاريخ الدولة العبرية نفذته حركة حماس داخل إسرائيل في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، أن القصف الأربعاء أدى إلى تصفية القيادي في حماس محمد عصار الذي عرف عنه بأنه "قائد منظومة الصواريخ المضادة للدروع في الحركة".

ويذكر أن حركة حماس، وهي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول خرى على أنها منظمة إرهابية.

إجلاء جرحى ومواطنين مزدوجي الجنسية

في ذات السياق وللمرة الأولى منذ بداية الحرب في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، أجلي 76 جريحا فلسطينيا و335 مواطنا من الأجانب ومزدوجي الجنسية الأربعاء من قطاع غزة إلى مصر عبر رفح، المنفذ البري الوحيد لقطاع غزة غير الخاضع للسيطرة الإسرائيلية، وفق مسؤول مصري.

ويأتي مرور حاملي الجوازات الأجنبية من بين قائمة مبدئية ضمت 500 أجنبي، والعشرات من سكان القطاع المصابين بجروح خطيرة إلى مصر أمس الأربعاء بموجب اتفاق بين إسرائيل ومصر وحماس.

ومن بين من جرى إجلاؤهم حاملو جوازات سفر من كل من أستراليا والنمسا وبلغاريا وجمهورية التشيك وفنلندا وإندونيسيا وإيطاليا واليابان والأردن وبريطانيا والولايات المتحدة.

وقال مسؤولو حدود في غزة إن  معبر رفح الحدودي  سيُعاد فتحه اليوم الخميس حتى يتمكن المزيد من الأجانب من الخروج. وقال مصدر دبلوماسي إن نحو 7500 من حاملي جوازات السفر الأجنبية سيغادرون القطاع على مدى أسبوعين تقريبا.

وأعرب الرئيس الأميركي  جو بايدن  عن ارتياحه لعملية الإجلاء، مؤكدا أنها تمت بفضل "الدور المحرك" للولايات المتحدة بمساعدة قطر.

"أكثر من 20 ألف جريح ما زالوا في غزة"

غير أن منظمة أطباء بلا حدود غير الحكومية شددت على أن "أكثر من 20 ألف جريح ما زالوا في غزة، مع إمكانية محدودة للحصول على الرعاية الصحيّة بسبب الحصار والقصف المستمر". كما حذرت منظمة الصحة العالمية بأنه "لا يجب تحويل الاهتمام عن الاحتياجات الأكبر" لآلاف "المرضى في غزة الذين وضعهم خطر إلى درجة تحول دون إمكانية إجلائهم".

وتواجه المستشفيات صعوبات بسبب نقص الوقود الذي أدى إلى إغلاق أبواب بعضها بما في ذلك المستشفى الوحيد في غزة لعلاج السرطان. وترفض إسرائيل السماح للقوافل الإنسانية بإدخال الوقود وترجع هذا إلى أن مقاتلي حماس سيستخدمونه لأغراض عسكرية. وقال أشرف القدرة المتحدث باسم السلطات الصحية في غزة إن مولد الكهرباء الرئيسي في المستشفى الإندونيسي لم يعد يعمل بسبب نقص الوقود.

زيارة جديدة بلينكن إلى المنطقة

وفي ظل المخاوف من اشتعال المنطقة، يزور وزير الخارجية الأميركي  أنتوني بلينكن  إسرائيل الجمعة في إطار جولة إقليمية جديدة، فيما دعت تركيا وإيران إلى عقد مؤتمر دولي كبير في أسرع وقت ممكن بهدف تجنب توسع الحرب.

وقُتل ما لا يقلّ عن 1400 شخص في إسرائيل منذ بداية الحرب، غالبيتهم مدنيون قضوا في اليوم الأول لهجوم حماس الإرهابي غير المسبوق منذ قيام إسرائيل عام 1948، وفق السلطات الإسرائيلية. كما أعلن الجيش مقتل 332 جنديا بعضهم على الحدود مع لبنان في قصف لحزب الله المدعوم من إيران والمتحالف مع حماس.

وتعتبر دول عديدة حزب الله اللبناني، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية. ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وأغلبية الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كـ "منظمة إرهابية".

وفي قطاع غزة، ارتفعت حصيلة القتلى نتيجة القصف الإسرائيلي إلى 8796، بينهم 3648 طفلاً، فيما لا يزال أكثر من 2000 شخص في عداد المفقودين تحت الأنقاض، بحسب السلطات الصحية التابعة لحركة حماس.

ويخضع القطاع الفلسطيني منذ التاسع من تشرين الأول/ أكتوبر "لحصار كامل" من اسرائيل يشمل الحرمان من إمدادات المياه والغذاء والكهرباء، فيما يتخذ الوضع الإنساني أبعادا كارثية بالنسبة للسكان البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة، بحسب ما صرحت الأمم المتحدة.

وأعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، التابعة للأمم المتحدة مقتل أكثر من سبعين من معاونيها "مع عائلاتهم في غالب الأحيان" منذ اندلاع الحرب، لكن مديرها فيليب لازاريني أكد لدى دخوله القطاع أمس الأربعاء على هامش عملية الإجلاء، أن "الأونروا ستبقى مع اللاجئين الفلسطينيين في غزة لتقديم الخدمات الضرورية".

ع.أ.ج/ ع ش (أ ف ب، رويترز)

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: حرب غزة مخيم جباليا فلسطين وإسرائيل الجيش الإسرائيلي غزة حماس وحرب غزة فتح معبر رفح حرب غزة مخيم جباليا فلسطين وإسرائيل الجيش الإسرائيلي غزة حماس وحرب غزة فتح معبر رفح القصف الإسرائیلی قطاع غزة أکثر من فی غزة

إقرأ أيضاً:

تفاصيل خطة إسرائيلية لإدارة قطاع غزة

قالت صحيفة فاينانشيال تايمز ، اليوم الاثنين الأول من تموز 2024 ، إن إسرائيل تستعد لاختبار نموذج تجريبي لإدارة قطاع غزة في مرحلة ما بعد الحرب المستمرة والتي انطلقت شرارتها في السابع من أكتوبر الماضي.

وبحسب الصحيفة ، فإن خطة إدارة غزة ستكون من خلال إنشاء سلسلة من التجمعات تكون خالية من حركة حماس ، لكن الخطة قوبلت بشك كبير من قبل العديد من الأشخاص الذين تم اطلاعهم عليها.

وذكرت أن إسرائيل ستطلق هذا المخطط التجريبي قريباً، وهو مشابه لما يسمى بـ"الجيوب الإنسانية"، وستتمركز أساساً في أحياء العطاطرة، وبيت حانون، وبيت لاهيا شمال قطاع غزة، وفقاً لستة أشخاص مطلعين على الخطة.

وبموجب هذا المخطط، سيقوم الجيش الإسرائيلي بنقل مسؤولية توزيع المساعدات من "معبر إيريز" (بيت حانون) الغربي إلى الفلسطينيين الذين تم فحصهم، والذين سيقومون بتوزيعها وتوسيع مسؤولياتهم تدريجياً لتولي الحكم المدني في المنطقة، وستتولى القوات الإسرائيلية، على الأقل في مرحلة أولية، ضمان الأمن، وفق الصحيفة.

إقرأ/ي أيضا: الرئاسة الفلسطينية توضح موقفها من تسليم غـزة لقوات دولية

وفي حالة نجاحها، ستقوم إسرائيل بعد ذلك بتوسيع "هذه التجمعات" جنوباً إلى أجزاء أخرى من غزة، كوسيلة لاستبدال حكم "حماس"، بعد ما يقرب من عقدين من حكم الحركة للقطاع.

وقال أحد الأشخاص المطلعين على تفاصيل المخطط، إن المشروع يُنظر إليه أيضاً على أنه وسيلة لممارسة الضغط على "حماس"، بعد تعثر المحادثات بشأن اتفاق وقف إطلاق النار.

وتأتي هذه المبادرة الإسرائيلية الأخيرة، بعد أشهر من الضغوط الدولية على حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لصياغة نظام بديل موثوق به لغزة ما بعد الحرب، لكن شخصين آخرين اطلعا على الخطة قالا إنها مجرد نسخة أخرى من المحاولات الإسرائيلية السابقة، والتي أحبطتها "حماس" بحكم الأمر الواقع.

وقالت "حماس" في بيان، الثلاثاء الماضي، إنها لن تسمح لأي طرف بـ"التدخل" في مستقبل قطاع غزة، وأنها "ستقطع أي يد للاحتلال الإسرائيلي الذي يحاول العبث بمصير ومستقبل شعبنا".

وأضاف شخص آخر مطلع على خطط إسرائيل بشأن إدارة غزة في فترة ما بعد الحرب، وفق الصحيفة البريطانية، أن المحاولات الإسرائيلية لتحديد الفلسطينيين المحليين الذين يمكنهم إدارة غزة بدلاً من "حماس"، مستمرة منذ نوفمبر الماضي 2023، "دون أي نجاح كبير".

وتابع: "هذه (الخطة) هي مجرد تكرار لمحاولات سابقة، والفكرة التي تدور في أذهان الإسرائيليين هي أن جهة ما، سواء الدول العربية أو المجتمع الدولي، سوف تدفع ثمنها، وسيقوم السكان المحليون في غزة بإدارتها، وأضاف الشخص: "لكن لا أحد يُبادر".

إقامة دولة فلسطينية

وتتمثل إحدى العقبات الرئيسية في رفض نتنياهو المستمر لأي دور للسلطة الفلسطينية في غزة، والتي تمارس حكماً ذاتياً محدوداً في أجزاء من الضفة الغربية المحتلة.

كما رفض نتنياهو بشكل قاطع أي مسار مستقبلي إلى الدولة الفلسطينية، وكرر رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي تولى منصبه لفترة طويلة هذا الموقف في الأسابيع الأخيرة، قائلاً: "لست مستعداً لإقامة دولة فلسطينية هناك (في غزة). لست مستعداً لتسليمها إلى السلطة الفلسطينية".

ومع ذلك، يواصل نتنياهو وكبار مساعديه، الإصرار على أن الحكومات العربية ستلعب دوراً رئيسياً في أي ترتيبات ما بعد الحرب، سواء من خلال توفير الدعم الدبلوماسي أو التمويل أو حتى قوات حفظ السلام.

ودعا تساحي هنجبي، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، إلى "قيادة من أعلى إلى أسفل" تتكون أساساً من "مجموعة من الدول العربية المعتدلة، إلى جانب الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة".

وقال في مؤتمر أمني، الأسبوع الماضي، إنهم بالاشتراك مع "قيادة فلسطينية محلية" سيقودون "التحرك لخلق بديل لحماس"، ومع ذلك، رفض المسؤولون العرب لعب أي دور من هذا القبيل، دون وجود السلطة الفلسطينية، والتقدم المادي نحو إقامة دولة فلسطينية، وفقاً لخمسة أشخاص مطلعين على المناقشات.

وقال أحد الدبلوماسيين العرب لـ"فاينانشيال تايمز": "لن تدعم الدول العربية إعادة الإعمار في غزة، أو خطط ما بعد الحرب، ما لم تتخذ إسرائيل خطوات ملموسة نحو إقامة دولة فلسطينية".

ولم تكن "الجيوب الإنسانية" سوى جزء تكتيكي واحد من خطة أوسع بكثير من ثلاثة مستويات لمرحلة ما بعد الحرب، والتي دعمتها المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، ووزير الدفاع يوآف جالانت، وفقاً لمسؤول كبير.

وبموجب الخطة الكاملة، حسبما أوردت "فاينانشيال تايمز"، فإن تحالفاً دولياً واسعاً يضم دولاً عربية معتدلة سيوفر "الغلاف" الدبلوماسي والمالي الشامل لغزة ما بعد الحرب، وسيتولى مسؤولو السلطة الفلسطينية وغيرهم من القادة المحليين داخل غزة إدارة النظام الجديد، وهو مستوى متوسط ​​من الحكم يعتقد العديد من الدبلوماسيين الأجانب أنه يجب أن يكون "حكومة تكنوقراط".

وعلى أرض الواقع، تسعى إسرائيلي على ما يبدو إلى إدارة "الجيوب الإنسانية" من قبل ممثلين عن التحالف الدولي والعربي (إذا ما نجحت حكومة نتنياهو في إقناع أطراف عربية بالمشاركة وهو ما رفضته الأطراف العربية حتى الآن)، ومسؤولي السلطة الفلسطينية المحليين، ومقاولين من القطاع الخاص ورجال الأعمال.

تدريب السلطة الفلسطينية

وقال العديد من الأشخاص المطلعين على المناقشات بشأن غزة بعد الحرب، إن هناك خططاً أيضاً لتدريب قوة فلسطينية محلية من داخل غزة لتتولى الأمن في "الجيوب الإنسانية".

وستتألف مثل هذه القوة من أفراد أمن سابقين في السلطة الفلسطينية يسافرون إما إلى الأردن، أو الضفة الغربية للتدريب تحت رعاية الفريق الأميركي مايكل فينزل، المنسق الأمني ​​في القدس بين إسرائيل، والسلطة الفلسطينية.

ومع ذلك، فقد واجهت الخطة مقاومة من المستويات العليا في حكومة نتنياهو، الذين "ليسوا على استعداد حتى للتلفظ بكلمات السلطة الفلسطينية"، وكانوا الآن يناقشون فقط مخطط "التجمعات" الأولي، كما قال مسؤول إسرائيلي كبير سابق.

وتابع: "إذا حاولت التجربة على المستوى الأدنى فقط، فلن ينجح الأمر.. لن يستثمر أحد المال في هذا دون خطة شاملة طويلة المدى"، وأضاف: "لا يوجد مشترين".

المصدر : وكالة سوا

مقالات مشابهة

  • مفاوضات أممية مع إسرائيل لنشر نظام اتصالات في قطاع غزة
  • معضلة إسرائيل القادمة.. من يدير قطاع ​​غزة بعد الحرب؟
  • نيجيريا: الولايات المتحدة والأمم المتحدة تدينان "الهجمات المروعة" في بورنو
  • انقسام بالداخل الإسرائيلي بشأن خطة اليوم التالي للحرب في غزة
  • نزوح الآلاف وسط قصف إسرائيلي لمناطق بجنوب قطاع غزة
  • روسيا تحذر من نقل إسرائيل أنظمة باتريوت إلى أوكرانيا
  • المظاهرات الدامية في كينيا تخلف عشرات القتلى
  • هجمات 7 أكتوبر.. دعوى قضائية على 3 دول
  • تفاصيل خطة إسرائيلية لإدارة قطاع غزة
  • وزير الدفاع الإسرائيلي: خنقنا حماس في غزة