المجموعة العربية في"العمل الدولية" تعقد اجتماعا تنسيقيا لدعم غزة
تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT
عقد رؤساء وأعضاء وفود الدول العربية الأعضاء في مجلس إدارة منظمة العمل الدولية من أطراف الإنتاج الثلاث "حكومات وأصحاب عمل وعمال" في جنيف اجتماع تنسيقي، بدعوة فايز المطيري المدير العام لمنظمة العمل العربية ، وذلك بحضور إبراهيم خريشة سفير دولة فلسطين ومندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف، ومحمود عبدالله الصديقي، منسق المجموعة العربية في جنيف، والدكتور عامر الحجري مدير عام المكتب التنفيذي لمجلس وزراء العمل والشؤون الاجتماعية بمجلس التعاون الخليجي، وبمشاركة الدكتورة ربا جرادات مدير المكتب الإقليمي للدول العربية في منظمة العمل الدولية.
أوضح "المطيري" أن الاجتماع التنسيقي جاء تأكيداً لحرص منظمة العمل العربية المتواصل منذ إنشائها على دعمها الثابت لعمال وشعب فلسطين والدفاع عن القضية الفلسطينية وإيصال صوت المجموعة العربية في المحافل العربية والدولية، بهدف توحيد المواقف العربية وحشد الدعم الدولي ومناصرة الدول الصديقة في هذا الظرف القاهر الاستثنائي الذي تشهده فلسطين المحتلة.
في مستهل الاجتماع رحب "المطيري"بالمشاركين، موضحاً أهمية التوافق على موقف موحد يستنكر الإبادة الجماعية والقصف الممنهج الذي تقوم بها سلطات الاحتلال في قطاع غزة مستهدفة الأطفال والنساء والشيوخ والمستشفيات والمدارس ودور العبادة، وتفاقم تأثيرها على العمال وأصحاب العمل ؛ بالتزامن مع عمليات اعتقال الآلاف من العمال الفلسطينيين.
وأكد فايز المطيري سعي المنظمة والدول العربية الأعضاء في مجلس إدارة منظمة العمل الدولية في دورتها 349 لعام 2023 لحشد الدعم الدولي لإدانة هذه الأعمال الوحشية واللا إنسانية والمطالبة بالوقف الفوري للعدوان المتواصل على شعب وعمال فلسطين.
الدعم الإنساني للأبرياءوناشد المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته لتقديم الدعم الإنساني للأبرياء، فضلاً عن المطالبة بفتح المعابر والممرات الإنسانية لإدخال المساعدات من الوقود والغذاء والدواء والاحتياجات الأساسية اليومية وسط انقطاع الماء والكهرباء والاتصالات والإنترنت والذي يعيق الأعمال الإغاثية.
من جانبه شرح إبراهيم خريشة سفير دولة فلسطين من خلال عرض مفصل الأوضاع المأساوية التي يعيشها عمال وشعب فلسطين، موضحاً الآثار الكارثية التي خلفتها الحرب المتواصلة على قطاع غزة، وضرورة الخروج بموقف موحد يدعم عمال وشعب فلسطين، مستندين إلى قرارات الشرعية الدولية ومبادرات السلام العربية المتعددة وإقرار حق الشعب الفلسطيني في دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: العمل الدولیة منظمة العمل العربیة فی
إقرأ أيضاً:
دنابيع السياسة العربية.. من دنبوع اليمن إلى دنبوع فلسطين
محمد الجوهري
تصريحات الرئيس الفلسطيني المزعوم محمود عباس (أبو مازن) عن مجاهدي حماس في غزة، وألفاظه النابية بحقهم، لا تقدم جديداً سوى المزيد من السقوط الأخلاقي للسلطات العميلة التي تستمد شرعيتها من البيت الأبيض، الحليف الرئيسي للكيان الصهيوني. وهذه الظاهرة ليست وليدة اليوم، بل هي عُرف سياسي متفشٍّ في أغلب الجمهوريات العربية، حيث تبقى تلك الأنظمة خانعة كماً وكيفاً، مقابل بقائها في السلطة الوهمية، واستفادة أصحابها من بعض الامتيازات الخاصة، كالأرصدة الضخمة وممارسة الفساد بحق الشعوب دون حسيب أو رقيب.
ولم يعد خافياً أن عباس وأفراد عائلته يملكون مصالح مشتركة مع الاحتلال، وبسببها لا يزال في السلطة منذ أكثر من عشرين عاماً، حيث ترتبط هذه المصالح باستمرار خدماته للكيان الصهيوني. وينطبق هذا الوضع على أعضاء حكومته العميلة، المشاركين في قمع الشعب الفلسطيني، وتبرير كل إجرام إسرائيلي بحقه، كما هو الحال في غزة والضفة، حيث ينفذ الجيش الإسرائيلي عمليات قتل وخطف علني، بتواطؤ عباس وأزلامه.
في اليمن، كما في فلسطين، توجد حكومتان: إحداهما مرضيٌّ عنها دولياً وتحظى بدعم أمريكي، وأخرى منبوذة دولياً لكنها تستمد قوتها من الشارع اليمني. ومن البدهي أن تقف الأخيرة مع الشعب الفلسطيني في مظلوميته الكبرى، حيث لا ضغوطات غربية تمنعها من ذلك، بخلاف الأخرى التي يتمنى أعضاؤها أن يكون لهم موقف مشرف من غزة، لكن ذلك يتعارض مع مصدر شرعيتهم في البيت الأبيض، ما يفقدهم إياها بمجرد إعلان تضامنهم مع الشعب الفلسطيني.
وعلى هذا القياس تتشكل أغلب الحكومات العربية؛ فإذا أراد شعبٌ ما أن يسترد حريته، صُدم بالهيمنة الأمريكية التي بدورها تفرض عليه حكومة شكلية لا شرعية لها سوى من المجتمع الدولي، الذي تهيمن عليه الغطرسة الأمريكية. ولهذا، فإن ظاهرة “الدنابيع” هي الأكثر انتشاراً في عالمنا العربي.
وكلمة “دنبوع” -في الأصل- تشير إلى الفار عبد ربه منصور هادي، فهذا لقبه، وهو ليس أول رئيس شكلي في المنطقة، لكن غباءه الشديد فضح عمالته وتبعيته للسعودية وأسيادها الغربيين في أكثر من موقف، وأهمها تصريحه العفوي بشأن تفاجئه بالعدوان السعودي على بلاده، رغم أن الأخيرة زعمت أن عاصفة الحزم كانت بطلب منه. وله أيضاً تصريح سابق يكشف عبوديته لنظام عفاش، حين أكد أنه لم يستلم أي سلطة من سلفه سوى العلم الجمهوري.
مطلع العام 2022، اضطرت السعودية إلى استبدال الدنبوع بآخر لا يقل عنه عمالة للغرب، وهو المرتزق رشاد العليمي الذي لا يقل عنه ولاءً للخارج، إذ يطالب منذ عام ونصف بتدخل أمريكي لاحتلال بلاده بحجة حماية الملاحة الصهيونية في البحر الأحمر، في سقوطٍ أخلاقي لا نظير له في التاريخ اليمني الحديث أو القديم. فالعليمي لا يبالي بأي معايير أخلاقية، ولا يكترث لأي دوافع سوى عبوديته للمال، كما لا يحرص على تقديم أي صورة مشرفة له أمام المجتمع اليمني، إذ إن الشرف ليس من دوافعه هو وأمثاله في مجلس الثامنة الخونة الموالي للغرب والصهاينة.
وهكذا يتجلى المشهد العربي في صورته القاتمة: زعامات مستوردة، أنظمة مصطنعة، لا شرعية لها إلا بقدر خدمتها لمصالح الاستعمار الغربي، ولا قيمة لها لدى شعوبها إلا بمقدار ما تُمعن في قهرهم ونهبهم. وما محمود عباس سوى حلقة صغيرة في سلسلة طويلة من دنابيع السياسة العربية الذين ما إن تهب عليهم رياح التحرر حتى ينكشف عوارهم، ويسقط قناع الزيف عن وجوههم الباهتة.
ولم يكن عباس حالة شاذة؛ فقد سبقه ولحقه كثيرون، كأنور السادات، الذي رهن القرار المصري لواشنطن، ووقع اتفاقيات الاستسلام مع الصهاينة، ثم سُمّي عهده “عصر الانفتاح على الغرب” ولو على حساب كرامة مصر، وكذلك خلفه حسني مبارك، الذي جعل من مصر مخفراً كبيراً لحماية حدود الكيان الصهيوني في وجه المقاومة الفلسطينية، وبارك حصار غزة لسنوات طويلة.
وكذلك حال ملوك الخليج والأردن، فالشرعية هناك مطلقة للطغاة، وليس للشعب أي حق في الحديث عن حقوقه المصادرة، وأولها حق التعبير والتضامن مع الشعب الفلسطيني، وكل هؤلاء، وأمثالهم، يثبتون حقيقة أن الاحتلال العسكري ليس الشكل الوحيد للاستعمار، بل إن أخطر أشكاله هو الاحتلال السياسي الداخلي، عبر وكلاء صغار بلباس الزعماء.