دور بطولى لـ«أم كلثوم» و«عبدالحليم» بعد نكسة 1967بليغ حمدى موسيقار مقاتل.. سمير الإسكندرانى خدع المخابرات الإسرائيلية

 

على مدى تاريخنا الحديث، لم يكن الفن أبدًا مجرد أداة للتسلية والترفيه، بل أداة وقوة لا يستهان بها أبدًا فى الأزمات التى عانى منها العالم العربى على مدى عقود متصلة، ونحن حاليًا نعيش المأساة التى يعانى منها الشعب الفلسطينى فى غزة من قبل العدو الصهيونى، والقلوب تعتصر حزنًا على الآلاف الذين استشهدوا والأطفال الملائكة الذين يلقون حتفهم يوميًا على يد المجرمين من جنود الصهاينة.

الفن هنا ليس مجرد شجب واستنكار على وسائل التواصل الاجتماعى أو مجرد التعاطف الذى لا يجدى مع شعب تتم إبادته أمام أعين العالم يجب أن يكون الفن أكثر فاعلية مع الأحداث، ومجرد مقاطعة حفلات هذا لا يجد فى تلك المحنة الهائلة.

نستعرض فى هذا التقرير الدور الإيجابى والفعال لعمالقة الفن فى الزمن الجميل فى عصر المحن والأزمات الحادة.. كوكب الشرق أم كلثوم بعد نكسة 1967، أصيبت بحالة من الحزن الشديد وصل لمرحلة الاكتئاب ولكنها أبدا لم تئن، إنها مطربة عظيمة يجب أن يكون لها دور لمساندة وطنها وهو يمر بتلك المرحلة الصعبة، كان قرارها السريع والمشرف أن تغنى فى كافة دول العالم لكى يصل صوت مصر للعالم كله، حتى داخل الدول المساندة للكيان الصهيونى وقررت أن يكون عائد جميع حفلاتها للمجهود الحربى، وبالفعل حققت تلك الحفلات عائدًا ماديًا هائلًا، ضربت كوكب الشرق أروع الأمثال فى مساندة وطنها بشكل إيجابى، وكسبت احترام العالم أجمع وليس ملايين العرب فى كل مكان، بل أشاد بها الرئيس الفرنسى شارل ديجول.

أم كلثوم

وكرمها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بمنحها جواز سفر دبلوماسى، هذا فضلا عن أغانيها الوطنية إلى ألهبت حماس الملايين فى مصر والعالم العربى منها، «أصبح عندى الآن بندقية» و«مصر التى فى خاطرى» و«أنا الشعب».

العندليب الراحل عبدالحليم حافظ كان مثلا يحتذى به فى حب الوطن كان دوره عظيما أيضاً بعد نكسة 1967، بعد أيام قليلة من حرب 67، غنى أغنيته الخالد «عدى النهار» تأليف عبدالرحمن الأبنودى وألحان بليغ حمدى، ليزرع الأمل من جديد فى نفوس الملايين من أبناء الشعب المصرى والعربى.

وأبدع أيضاً فى أغنيات «أحلف بسماها، فدائى، البندقية اتكلمت». ولم يقتصر دوره على مجرد الغناء بل أقام حفلات فى العواصم المختلفة لكى يصل صوت مصر للعالم كله وأيضاً خصص عائد تلك الحفلات لصالح المجهود الحربى.

ربما لا يعلم الكثير حدوث نوع من البروتوكول بين أم كلثوم وعبدالحليم، ليقومان بدورهما فى مساندة الوطن بشكل فعال، ونجحا بشكل هائل فى الوقوف بجانب الوطن ليضربا أروع المثل فى تعظيم دور الفن فى وقت المحن.

الفناة الراحلة ماجدة الصباحى استطاعت بعبقرية فضح المستعمر الفرنسى فى دولة الجزائر الشقيقة، عندما قامت ببطولة الفيلم الرائع «جميلة بوحريد» عبرت من خلاله عن معاناة الشع بالجزائرى، شعب المليون شهيد مع الاحتلال الفرنسى، عبرت بشكل بطولى عن المجاهدة الجزائرية جميلة بوحريد.

وحقق الفيلم نجاحًا هائلا وعرض فى العديد من المهرجانات السينمائية العالمية ليكون بمثابة وثيقة تاريخية ضد الاستعمار الفرنسى وجرائمه الوحشية للشعب الجزائرى، ولا ننسى دورها الرائع فى فيلم «العمر لحظة» وكتان من إنتاجها عاتم 1976، وفضحت ممارسات الجيش الإسرائيلى فى الأراضى المحتلة وقتل الأطفال الأبرياء بالقاذفات الإسرائيلية.

الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب كان من أوائل الفنانين الذين توقعوا وحشية إسرائيل من خلال أغنيته الخالدة «أخى جاوز الظالمون المدى، فحق الجهاد وحق الفدا»، كان ذلك عام 1948، عقب حرب 1948، وتوغل إسرائيل فى الأراضى الفلسطينية ومازالت المأساة قائمة حتى الآن.

بليغ حمدي

الموسيقار الراحل بليغ حمدى الذى أبدع أروع الأغنيات الوطنية فى عصور الانكسار والانتصار بعد ساعات قليلة من قيام حرب أكتوبر 1973، كان حاضرا بقوة ليبدع أغنيات «باسم الله، ع الربابة، عاش اللى قال، سكة واحدة»، ورفض تقاضى أى أجر حبًا وعشقًا فى مصر، كان بحق موسيقار عاشق لمصر، كان بحق ملحن فذ قل أن يجود الزمان بمثله.

الفنان والمطرب الراحل سمير الإسكندرانى الذى قدم للمخابرات المصرية خدمات جليلة للغاية كانت حديث العالم، ولن ينسى جهاز المخابرات العامة ما قدمه الفنان الراحل لوطنه فى عصر المحنة والانكسار حتى تحقق النصر المبين فى أكتوبر 1973، ولا ننسى أغنيته الشهيرة «يا رب بلدى».

الفان الراحل نور الشريف تفوق على نفسه فى العديد من الأفلام الوطنية منها: «بئر الخيانة، ناجى العلى»، ولا ننسى المسلسل الشهير «الثعلب» الذى جسد براعة رجال المخابرات المصرية وخداع العدو قبل تحقيق نصر أكتوبر العظيم.

منذ أكثر من عشرين عامًا استطاع الشاعر والدكتور مدحت العدل أن يجمع عددًا هائلًا من الفنانين فى أوبريت «القدس حترجع لنا» بقيادة الفنانة الكبيرة الراحلة هدى سلطان، عقب استشهاد الطفل الفلسطينى محمد الدرة ومشهد قتله الذى أبكى العالم أجمع وهو فى أحضان والده لتكون رسالة هائلة تفضح المحتل الإسرائيلى.

الفنانة الراحلة نادية لطفى كان لها دور بطولى عد نكسة 1967، كانت حريصة دائما على زيارة الجنود والضباط فى الجبهة، وكان ترتدى الزى العسكرى حتى يشعر الجنود أنها معهم بكل جوارحها، واستمرت فى هذا الدور حتى فى حرب أكتوبر وما بعدها.

كما حرصت على زيارة الأراضى أكثر من مرة، والتقت كثيرا مع الزعيم الفلسطينى الراحل يسر عرفات، كانت بحق فنانة مجاهدة.

الفنانة الراحلة تحية كاريوكا كان لها العديد من الأدوار البطولية فى حقبة الأربعينيات، رفضت الرقص أمام الزعيم التركى كمال أتاتورك، لأنه سب السفير المصرى فى تركيا أمامها. كما ساعدت الرئيس الراحل أنور السادات فى الاختفاء لمدة عامين أثناء اتهامه فى إحدى القضايا، وذكر الرئيس السادات ذلك الموقف أثناء تكريمه لها فى سبعينيات القرن الماضى. كما ساعدت بعض الفدائيين وهربت لهم السلاح لمقاومة الاحتلال الإنجليزى.

الفنانة الراحلة شادية كانت بحق صوت مصر فى عصر الانكسارات والانتصارات من خلال مجموعة من الأغنيات التى ألهبت حماس الملايين، منها: «يا حبيبتى يا مصر، يا أم الصابرين، رايحة فين يا عروسة، مصر اليوم فى عيد، ادخلوها سالمين».

الفنان الراحل محمود يس الذى قدم أكثر من فيلم عن حرب أكتوبر أشهر فيلم «الرصاصة لا تزال فى جيبى»، كان بحق فيلم رائع، وحصل بسبب هذا الفيلم على تكريم من الرئيس الراحل أنور السادات فى أول عيد للفن 1976. وجسد ببراعة دور ضابط المخابرات فى الفيلم الشهير «الصعود إلى الهاوية» عام 1976.

ولا ننسى دور الفنانين الكبار عادل إمام ومحمود عبدالعزيز فى مسلسلى «دموع فى عيون وقحة» و«رأفت الهجان» اللذين جسدا ببراعة بطولات المخابرات المصرة لسنوات طويلة وكانا عاملين فى تحقيق نصر أكتوبر العظيم.

كان هذا تقرير عن دور الفن الحقيقى فى عصور المحن، وبعث الأمل فى النفوس لتحقيق الانتصارات وتحرير الأرض.

الفنانون فى هذا العصر لا يمكن أن يكون دورهم فى الشجب والاستنكار على وسائل التواصل الاجتماعى أو التوقف عن الغناء فى الحفلات، لماذا لا تقام حفلات غنائية كبرى فى مختلف أنحاء العالم العربى لدعم الشعب الفلسطينى ماديًا قبل أن يكون معنويًا، والحمد لله نجوم ونجمات الغناء «كثر» فى العالم العربى لماذا لا يقيمون حفلات على أعلى مستوى لدعم الشعب الفلسطينى فى محنته والمعروف أن تلك النوعية من الحفلات تدر أرباحا هائلة.

المطرب ليس دوره أن يسكت صوته، لا بد أن يكونوا فاعلين مثل أم كلثوم وعبدالحليم حتى لو غنوا خارج حدود الوطن العربى لفضح الممارسات الإسرائيلية إعطاء الدعم العائل للشعب الفلسطينى ماديًا ومعنويًا وأيضاً إنتاج مسلسلات درامية وأفلام سينمائى تجسد طولات الفلسطينيين أمام وحشية الجيش العدو الإسرائيلى، ألا هل بلغت، اللهم فاشهد.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: عبدالحليم أم كلثوم بليغ حمدى سمير الاسكندراني المخابرات الإسرائيلية الشعب الفلسطيني غزة ماجدة الصباحي محمد عبدالوهاب إسرائيل العالم العربى أم کلثوم ولا ننسى أن یکون

إقرأ أيضاً:

برشلونة في مهب الأزمات.. شتاء صعب ينتظر الكتالونيين

الجديد برس|

في تطورات مثيرة تعصف بموسم نادي برشلونة الإسباني، أعلن المدير الرياضي للنادي، أندرسون ديكو، عن قرار حاسم يتعلق بسوق الانتقالات الشتوية المقبلة. النادي الذي يواجه أزمة اقتصادية خانقة اختار الانسحاب من سباق التعاقد مع لاعبين جدد في يناير، إلا في حال حدوث إصابة خطيرة قد تجبره على التحرك.

برشلونة يجد نفسه في معركة مستمرة لتسجيل لاعبين جدد، من بينهم داني أولمو وباو فيكتور، بسبب نقص الموارد المالية اللازمة. وعلى الرغم من الآمال المعقودة على عقد الرعاية مع “نايكي”، إلا أن هذه الشراكة لم تحقق النتائج المتوقعة، مما دفع الإدارة القانونية للنادي إلى البحث عن حلول قضائية لتجاوز الأزمة.

كما تسعى الإدارة إلى تخفيف العبء المالي من خلال بيع بعض اللاعبين، مثل المدافع أندريس كريستنسين، لتوفير موارد جديدة تسهم في تسجيل لاعبين جدد خلال فترة الانتقالات.

إلى جانب المصاعب الاقتصادية، شهدت نهاية العام أداءً مخيباً على المستوى الرياضي، حيث فقد الفريق ١٦ نقطة في آخر سبع مباريات وتراجع إلى المركز الثالث في جدول ترتيب الدوري الإسباني، بعد أن كان متصدراً لمدة ١٧ جولة متتالية.

صحيفة ماركا الإسبانية كشفت أن الإدارة الرياضية بقيادة ديكو، وبالتعاون مع المدير الفني الألماني هانزي فليك، ما زالت تبحث عن حلول لهذه الإخفاقات، إلا أن المشاكل المتراكمة جعلت المهمة أكثر تعقيداً.

إحدى أكبر العقبات التي تواجه النادي هي قاعدة 1:1، التي تمنعه من استثمار كامل العائدات الناتجة عن بيع اللاعبين. ووفقاً لهذه القاعدة، يمكن للنادي استثمار نصف الأموال فقط، مما يحد من مرونة الإدارة في تعزيز صفوف الفريق.

ورغم هذه التحديات، يتمسك كل من فليك وديكو بالتفاؤل، إذ يؤمنان بقدرة الفريق على المنافسة مع الكبار. انتصارات الفريق هذا الموسم أمام أندية كبرى مثل بايرن ميونخ وريال مدريد وبوروسيا دورتموند تعزز هذا التفاؤل، إلا أن تحقيق التوازن بين الضغوط الاقتصادية والطموحات الرياضية سيظل التحدي الأكبر الذي يواجه النادي حتى نهاية الموسم.

مقالات مشابهة

  • المطران منيب يونان يكتب: لنتبع نجم الميلاد.. لنتبع نجم العدالة
  • وزير الثقافة يفتتح المعرض الاستيعادي للفنان الراحل مصطفى الفقي
  • وزير الثقافة يفتتح "المعرض الاستيعادي" للفنان الراحل مصطفى الفقي
  • برشلونة في مهب الأزمات.. شتاء صعب ينتظر الكتالونيين
  • تفاصيل تصدر مصر قائمة الدول الأفريقية في القوة الناعمة (فيديو)
  • الجيش: تفجير ذخائر غير منفجرة في منطقة الناعمة
  • المسلمي: القوة الناعمة تؤثر في الشعوب مثل الدبلوماسية الهادئة والفن والرياضة (فيديو)
  • إبراهيم النجار يكتب: غليان في العالم!
  • بالصور.. الجيش تسلّم مركز الناعمة التابع سابقًا للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
  • فعالية نسائية بمديرية المنيرة بالحديدة إحياءً لذكرى ميلاد الزهراء