حياد لبنان.. ورقة عمل لكشر والصّائغ عن ملتقى التأثير المدني
تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT
في سياقٍ شرق-أوسطي يسوده العنف الدموي، وانتهاك القانون الدولي والقانون الإنسانيّ الدولي في فلسطين، تبرز ورقة "حياد لبنان من "لقاء الخيمة" إلى التحديات الراهنة" التي أعدها الدكتور سيمون كشر وزياد الصائغ ونشرها "ملتقى التأثير المدني"، إعادة اعتِبار لقضيّة إشكالية في نِقاش السياسات العامَّة في لبنان.
في المحور الأول كتب الدكتور كشر: "إعتبرت الشهابية أن صيانة سيادة لبنان تتطلب سياسة أخوية مع المحيط العربي مؤسسة على التعاون المخلص، وعلى الدعم لكل سياسة عربية مشتركة.
وأضاف كشر:" في دور لبنان العربي وسياسته الخارجية، ربط الرئيس شهاب استقلالية لبنان بحياديته عن افتراق الدول العربية، كما ربط صيانة سيادة لبنان بسياسة أخوية مع المحيط العربي، عمل أن يكون لبنان صلة الوصل بين الشرق والغرب. ورغم ذلك، اتبع معادلة واضحة جدا تقول بوقف العهد الشهابي إلى جانب الدول عند اتفاقها، وعدم التدخل هو القرار عند اختلافها. كما أنه كان يعتبر بأن استقلالية لبنان تتطلب سياسة تضامنية مع البلدان العربية عندما تتفق على موقف عربي مشترك، وسياسة حياد بين هذه البلدان عندما يفترقون فيما بينهم، أو في علاقاتهم مع البلدان الأجنبيّة. في الحياد الإيجابي، كانت القاعدة الكبرى الموجهة لسياسة لبنان الخارجية في ظل الشهابيّة هي قاعدة عدم الانحياز. وتجلى ذلك من خلال إدراك الرئيس شهاب لضرورة إجراء توازن سياسي، وإعادة العلاقات الوديّة مع جيران لبنان العرب، وفي الوقت نفسه الحفاظ على العلاقات التقليدية مع الغرب حيث القيم التي يحرص عليها لبنان.
أما في المحور الثاني فكتب الصائغ:" المدخل إلى مقاربة الحياد لا يستقيم إلّا من خلال فَهم تعقيدات الصيغة اللّبنانية التعدديّة. منذ نُشوء الكيان اللبناني كان لكل من المكونات الروحية حلفاء، أو داعمون. كان ثمة من توازن إقليمي - دولي يوازي التوازن الداخلي. كان هناك حتّ حمايات مفتَرَضة. أنشأت الإمبراطورية العثمانية نظام الملل، وأنتَجت الإمبراطوريّة الرّوسيّة المسألة الشرقيّة، وسعى الغَرب الأنغلو – ساكسونيّ لِقيام إسرائيل على حساب حقوق الشعب الفلسطيني التاريخيّة. في خضم كل هذه التناقضات أو ربما التقاطعات، كان لا بد من تأمين مناعة للكيانِ اللُّبناني في مواجهة التّمَوضع في محاور، والاصطفاف ضمن صراعات، ما قد يستدعي الاهتزازات الإقليمية – الدولية إلى الجمهورية الجنين عام 1943. إستَشعر الفلاسفة المؤثرون في قيام الكيان اللبناني ومنهم ميشال شيحا، وشارل مالك خطر إعداد نشوء إسرائيل في اغتِصابٍ لفلسطين. وتحسسوا أيضا أنّ تركيبة الصيغة اللبنانية التعدديّة، والمحتضِنة لطوائف يتطلع بعض الفاعلات والفاعلين فيها إلى بناء تحالفات مع قوى مؤثرة من وراء الحدود، تحسسوا أنها لا يمكن أن تستمر بِشَكْل سليمٍ دون إعلانِ حياد لبنان. لم يكن في فكرِهم استقالة لبنان من دعم قضايا الحرية والعدالة وحقوق الإنسان، وفي مقدمها قضية فلسطين، لكن حتما لم يكن في فكرهم أيضا قبُول بتحويل لبنان منصة عسكرية أمنية تستبيح سيادة الدولة باسمِ دعمِ هذه القضايا.
وختم الصائغ: "ميثاق 1943 لم يكن تلاقي سلبيتين، بل كان دعوة لتَنقية الالتِزام الوطني من شوائب الارتهان إلى الخارج، أي خارج. كان تدعيما لفرادة الهويّة اللبنانيّة في وجهها العربي، وامتدادها الأممي. واتفاق الطائف أكد على هذا الميثاق ربطا بخيار العيشِ الواحِد، مع ما يحمله هذا الخيار من تكريسٍ للدولة المدنية، أي تعميم المواطنة على أنّها تتفوق على كُلّ الهويّات الأخرى دون إلغائها، وتحديدًا تِلك الدّينيّة منها(...) وهذا يقتضي الذّهاب أبعد من رفعِ شعار الحياد الإيجابي، والدعوة إلى مؤتمر دولي لتكريسه في القانون الدولي من خلال مجلس الأمن.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
الرئيس السيسي: لا يمكن الحياد أو التنازل عن ثوابت الموقف المصري تجاه القضية الفلسطينية
قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إنه لا يمكن الحياد أو التنازل عن ثوابت الموقف المصري تجاه القضية الفلسطينية.
وطمأن الرئيس السيسي، الشعب المصري خلال كلمته بالمؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره الكيني، أنه لا يمكن التساهل أو المساس بالأمن القومي المصري.
اقرأ أيضاًالرئيس السيسي: مصر عازمة على العمل مع ترامب للوصول لسلام قائم على حل الدولتين
الرئيس السيسي: لن نسمح بتهجير الفلسطينيين لتأثيره على الأمن القومي المصري