ما خطورة الحرب التي شنتها حماس في السابع من أكتوبر؟
تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT
تشكل الحرب الدائرة مع حماس تهديداً أشد خطورة على إسرائيل من حرب عيد الغفران عام 1973، أي قبل نحو خمسين عاماً.. ففي عام 1973، كان الأمر مجرد صراع عسكري، تمكّن الإسرائيليون من تحويل دفته، على الرغم من تكبدهم خسائر فادحة، ولم يكن أحد يرى آنذاك أن وجود دولة إسرائيل في خطر.
لماذا يثق الإسرائيليون والمجتمع الدولي بقدرة نتانياهو على إدارة هذه الحرب؟
الأمر مختلف هذه المرة، فهذه حرب سياسية، والمؤشرات الأولية تشير إلى أن إسرائيل بدأت تخسرها، حسب هنري باركي، أستاذ كرسي كوهين للعلاقات الدولية في جامعة ليهاي وزميل أول مساعد دراسات الشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية.
وهذا أخطر بكثير، يقول باركي في تحليله بموقع مجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية، لأن شرعيتها على المحك في نظر الكثيرين.. ربما يظن الإسرائيليون ويعتقدون أن هذا خطأ وأن الناس يغضون الطرف عن وحشية هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول)، لا يهم، فالانطباعات انطباعات، وهي لا تزول، والمذبحة الجارية في غزة تعزز يوميّاً سردية حماس.
The Hamas War Is Far More Dangerous to Israel Than the Yom Kippur War | The National Interest
My argument that Netanyahu is at the core of this catastrophe and he is the greatest threat that Israel confronts.https://t.co/QjpYamsBoE
ويضيف الكاتب: "لنواجه حقيقة الأمر، فربما تكون حماس فازت بالفعل بالمعركة السياسية.. وفي قلب هذه الهزيمة الإسرائيلية يوجد شخص واحد، إنه رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، فهو بطبيعة الحال المسؤول النهائي عن عدم تأهب إسرائيل، وعن السعي لإجراء تغييرات دستورية هدفها الوحيد تحقيق مصلحته الشخصية".
دور نتنياهو في المأساةلكن دور نتانياهو في هذه المأساة أعظم بكثير، بحسب باركي، فهو زعيم لا يتمتع بمصداقية دولية، حيث تجلت على مر السنين غطرسته وافتقاره إلى التعاطف وتبنيه سياسات غير شرعية وقاسية في الضفة الغربية المحتلة، وربما كان الأمر الأشد صدمة للجميع تعيينه سياسيين عنصريين في حكومته وسلكه الدبلوماسي.. وصار أحفاد ضحايا الهولوكوست (أسوأ تجربة من تجارب كراهية الأجانب تشهدها الإنسانية) يصفون أنفسهم بأنهم عنصريون على أعلى المستويات في حكومتهم.
To force Israel to withdraw from land captured during the 1973 Yom Kippur War, Saudi Arabia increased the price of oil five times overnight.
- A clip from Bitter Lake by Adam Curtis. pic.twitter.com/VAzxnKOCKq
وأثار نتانياهو نفور كثيرين وكراهية زعماء حتى المؤيدين لإسرائيل منهم، كما أن وجوده على رأس الحكومة يسهّل جداً على الناس عدم تصديق المزاعم والحجج الإسرائيلية.. وقد برهن على عجزه التام عن تحمل مسؤولية إخفاقاته من خلال إلقائه اللوم علناً على قيادة الاستخبارات في هجوم 7 أكتوبر (اضطر إلى سحب بيانه تحت ضغط شعبي).
نتنياهو انتهى سياسياًفلماذا يثق الإسرائيليون، ناهيك عن المجتمع الدولي، في قدرة نتانياهو على إدارة هذه الحرب واضعاً مصالح البلاد في الصميم؟.. يتساءل الكاتب ويقول إن نتنياهو يعلم أنه انتهى سياسياً ولن ينجو من المحاسبة السياسية التي سيخضع لها بمجرد انتهاء الصراع، وصار كل ما يأمله انتزاع شيء من "النصر" من الحرب الدائرة مع حماس لإنقاذ سمعته.. فهو في نهاية المطاف رئيس الوزراء الأطول خدمة في هذا المنصب في تاريخ البلاد، وستكون هذه الكارثة الشيء الذي يذكره الناس به إلى الأبد.
كما يرفض أيضاً فهم الصورة السياسية الأكبر ويصر على شن حرب كارثية من الواضح أن الإسرائيليين لم يكونوا متأهبين لها، ونتيجة لذلك سيتفاقم هذا الصراع يوماً بعد يوم، كما يتضح من كل القنابل التي تقتل المدنيين الفلسطينيين فتقوض أي دعم.
ويتيح التاريخ أيضاً مساراً في هذا الصدد.. فلجنة أغرانات، التي تشكلت بعد حرب 1973، ألقت باللوم في الإخفاقات التي حدثت على القيادة السياسية والمراتب العليا في صفوف قوات الدفاع الإسرائيلية، وكان أداء رئيسة الوزراء غولدا مائير أفضل نوعاً ما من وزير الدفاع موشيه ديان، بطل حرب الأيام الستة عام 1967، الذي عرض الاستقالة مرتين على الأقل، لكن مائير رفضت قبولها، وتلطخت سمعته الناصعة.
وأدت إخفاقات 1973 في نهاية المطاف إلى ظهور الجناح اليميني على حساب حزب العمل الحاكم منذ فترة طويلة في إسرائيل.. وهذه المرة أيضاً، بوسع المرء أن يتوقع نتيجة مماثلة، فيعاقب الناخبون الإسرائيليون نتانياهو وجناحه اليميني أشد العقاب، لكن خلافاً لحزب العمل، الذي تقبّل مصيره في سلام، لا يستطيع المرء الجزم بأن اليمين في إسرائيل ما يزال يؤمن بالديمقراطية.
مطالبات باستقالة نتنياهووقال الكاتب: "لو كان نتانياهو يريد حقاً أن يتذكره الناس بشكل إيجابي نوعاً ما، أو بالأحرى بشكل أقل سلبية، فعليه أن يستقيل ويؤيد تشكيل حكومة وحدة وطنية تحت قيادة شخص يلهم الثقة في الداخل والخارج.. ومن الأسماء التي كثر الحديث عنها جنرال سلاح الجو المتقاعد عاموس يدلين".
المجتمع الإسرائيلي قوي، كما برهن جميع جنود الاحتياط، بمن فيهم من تظاهروا أسبوعاً بعد أسبوع ضد التعديلات الدستورية التي أجراها نتانياهو، والذين التحقوا على الفور بوحداتهم العسكرية، حيث عاد كثيرون منهم من وجهات سفرهم في الخارج.. ويخاطر نتانياهو بإحداث شرخ أكبر في هذا التلاحم.
جدير بالذكر أن نتانياهو استفاد من بطولة شقيقه يوناتان نتانياهو سنة 1976 في إنقاذ الرهائن المدنيين من مطار عنتيبي في أوغندا، بعد اختطافهم على أيدي إرهابيين فلسطينيين وألمان، وكان يوناتان نتانياهو، الذي قاد غارة العمليات الخاصة لإنقاذهم، هو الضحية الوحيدة التي تكبدتها إسرائيل آنذاك.
واختتم الكاتب مقاله بالقول: "ضحى شقيقه بحياته من أجل بلاده، وعلى "بيبي" اليوم أن يقدم، مثله مثل شقيقه، مصلحة البلاد ويستقيل من منصبه".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل
إقرأ أيضاً:
حماس: نتانياهو يماطل في بدء مفاوضات المرحلة الثانية لاتفاق غزة
اتهمت حركة حماس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الخميس، بـ"المماطلة" في بدء المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقال المتحدث باسم الحركة عبداللطيف القانوع في بيان إن "نتانياهو يماطل بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار"، مؤكداً أن "مفاوضات المرحلة الثانية لم تبدأ عملياً، وجاهزون للانخراط فيها حسب ما نص عليه الاتفاق".
وقالت حماس، الأربعاء، إنها مستعدة لأن تفرج "دفعة واحدة"، وليس على دفعات متتالية، عن كل الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في قطاع غزة، وذلك خلال المرحلة الثانية من اتفاق التهدئة، التي يفترض أن تبدأ في الثاني من مارس (آذار).
ويفترض بالمرحلة الثانية من اتفاق التهدئة أن تنهي الحرب بشكل كامل في غزة، لكنّ المفاوضات بشأنها لم تنطلق بعد، إذ تتبادل حماس وإسرائيل الاتهامات بانتهاك المرحلة الأولى.
أما المرحلة الثالثة والأخيرة من الاتفاق فتتمحور حول إعادة إعمار قطاع غزة المدمّر.
وأسفر هجوم حماس على إسرائيل عن مقتل 1211 شخصاً، معظمهم من المدنيين.
ورداً على الهجوم شنّت إسرائيل حرباً أسفرت عن تدمير القطاع بأكمله وخلّفت ما لا يقلّ عن 48297 قتيلاً غالبيتهم من المدنيين، وفقاً لوزارة الصحة التابعة لحركة حماس، والتي تعتبر الأمم المتحدة أرقامها موثوقاً بها.