موقع 24:
2025-04-11@02:11:26 GMT

ما خطورة الحرب التي شنتها حماس في السابع من أكتوبر؟

تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT

ما خطورة الحرب التي شنتها حماس في السابع من أكتوبر؟

تشكل الحرب الدائرة مع حماس تهديداً أشد خطورة على إسرائيل من حرب عيد الغفران عام 1973، أي قبل نحو خمسين عاماً.. ففي عام 1973، كان الأمر مجرد صراع عسكري، تمكّن الإسرائيليون من تحويل دفته، على الرغم من تكبدهم خسائر فادحة، ولم يكن أحد يرى آنذاك أن وجود دولة إسرائيل في خطر.

لماذا يثق الإسرائيليون والمجتمع الدولي بقدرة نتانياهو على إدارة هذه الحرب؟

الأمر مختلف هذه المرة، فهذه حرب سياسية، والمؤشرات الأولية تشير إلى أن إسرائيل بدأت تخسرها، حسب هنري باركي، أستاذ كرسي كوهين للعلاقات الدولية في جامعة ليهاي وزميل أول مساعد دراسات الشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية.

حرب خطرة

وهذا أخطر بكثير، يقول باركي في تحليله بموقع مجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية، لأن شرعيتها على المحك في نظر الكثيرين.. ربما يظن الإسرائيليون ويعتقدون أن هذا خطأ وأن الناس يغضون الطرف عن وحشية هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول)، لا يهم، فالانطباعات انطباعات، وهي لا تزول، والمذبحة الجارية في غزة تعزز يوميّاً سردية حماس. 

The Hamas War Is Far More Dangerous to Israel Than the Yom Kippur War | The National Interest
My argument that Netanyahu is at the core of this catastrophe and he is the greatest threat that Israel confronts.https://t.co/QjpYamsBoE

— Henri Barkey (@hbarkey) November 1, 2023

ويضيف الكاتب: "لنواجه حقيقة الأمر، فربما تكون حماس فازت بالفعل بالمعركة السياسية.. وفي قلب هذه الهزيمة الإسرائيلية يوجد شخص واحد، إنه رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، فهو بطبيعة الحال المسؤول النهائي عن عدم تأهب إسرائيل، وعن السعي لإجراء تغييرات دستورية هدفها الوحيد تحقيق مصلحته الشخصية".

دور نتنياهو في المأساة 

لكن دور نتانياهو في هذه المأساة أعظم بكثير، بحسب باركي، فهو زعيم لا يتمتع بمصداقية دولية، حيث تجلت على مر السنين غطرسته وافتقاره إلى التعاطف وتبنيه سياسات غير شرعية وقاسية في الضفة الغربية المحتلة، وربما كان الأمر الأشد صدمة للجميع تعيينه سياسيين عنصريين في حكومته وسلكه الدبلوماسي.. وصار أحفاد ضحايا الهولوكوست (أسوأ تجربة من تجارب كراهية الأجانب تشهدها الإنسانية) يصفون أنفسهم بأنهم عنصريون على أعلى المستويات في حكومتهم. 

To force Israel to withdraw from land captured during the 1973 Yom Kippur War, Saudi Arabia increased the price of oil five times overnight.

- A clip from Bitter Lake by Adam Curtis. pic.twitter.com/VAzxnKOCKq

— FreePalestineQuotes (@PalestineQuotes) October 30, 2023

وأثار نتانياهو نفور كثيرين وكراهية زعماء حتى المؤيدين لإسرائيل منهم، كما أن وجوده على رأس الحكومة يسهّل جداً على الناس عدم تصديق المزاعم والحجج الإسرائيلية.. وقد برهن على عجزه التام عن تحمل مسؤولية إخفاقاته من خلال إلقائه اللوم علناً على قيادة الاستخبارات في هجوم 7 أكتوبر (اضطر إلى سحب بيانه تحت ضغط شعبي).

نتنياهو انتهى سياسياً

فلماذا يثق الإسرائيليون، ناهيك عن المجتمع الدولي، في قدرة نتانياهو على إدارة هذه الحرب واضعاً مصالح البلاد في الصميم؟.. يتساءل الكاتب ويقول إن نتنياهو يعلم أنه انتهى سياسياً ولن ينجو من المحاسبة السياسية التي سيخضع لها بمجرد انتهاء الصراع، وصار كل ما يأمله انتزاع شيء من "النصر" من الحرب الدائرة مع حماس لإنقاذ سمعته.. فهو في نهاية المطاف رئيس الوزراء الأطول خدمة في هذا المنصب في تاريخ البلاد، وستكون هذه الكارثة الشيء الذي يذكره الناس به إلى الأبد.

كما يرفض أيضاً فهم الصورة السياسية الأكبر ويصر على شن حرب كارثية من الواضح أن الإسرائيليين لم يكونوا متأهبين لها، ونتيجة لذلك سيتفاقم هذا الصراع يوماً بعد يوم، كما يتضح من كل القنابل التي تقتل المدنيين الفلسطينيين فتقوض أي دعم.

ويتيح التاريخ أيضاً مساراً في هذا الصدد.. فلجنة أغرانات، التي تشكلت بعد حرب 1973، ألقت باللوم في الإخفاقات التي حدثت على القيادة السياسية والمراتب العليا في صفوف قوات الدفاع الإسرائيلية، وكان أداء رئيسة الوزراء غولدا مائير أفضل نوعاً ما من وزير الدفاع موشيه ديان، بطل حرب الأيام الستة عام 1967، الذي عرض الاستقالة مرتين على الأقل، لكن مائير رفضت قبولها، وتلطخت سمعته الناصعة.

وأدت إخفاقات 1973 في نهاية المطاف إلى ظهور الجناح اليميني على حساب حزب العمل الحاكم منذ فترة طويلة في إسرائيل.. وهذه المرة أيضاً، بوسع المرء أن يتوقع نتيجة مماثلة، فيعاقب الناخبون الإسرائيليون نتانياهو وجناحه اليميني أشد العقاب، لكن خلافاً لحزب العمل، الذي تقبّل مصيره في سلام، لا يستطيع المرء الجزم بأن اليمين في إسرائيل ما يزال يؤمن بالديمقراطية.

مطالبات باستقالة نتنياهو

وقال الكاتب: "لو كان نتانياهو يريد حقاً أن يتذكره الناس بشكل إيجابي نوعاً ما، أو بالأحرى بشكل أقل سلبية، فعليه أن يستقيل ويؤيد تشكيل حكومة وحدة وطنية تحت قيادة شخص يلهم الثقة في الداخل والخارج.. ومن الأسماء التي كثر الحديث عنها جنرال سلاح الجو المتقاعد عاموس يدلين".

المجتمع الإسرائيلي قوي، كما برهن جميع جنود الاحتياط، بمن فيهم من تظاهروا أسبوعاً بعد أسبوع ضد التعديلات الدستورية التي أجراها نتانياهو، والذين التحقوا على الفور بوحداتهم العسكرية، حيث عاد كثيرون منهم من وجهات سفرهم في الخارج.. ويخاطر نتانياهو بإحداث شرخ أكبر في هذا التلاحم.

جدير بالذكر أن نتانياهو استفاد من بطولة شقيقه يوناتان نتانياهو سنة 1976 في إنقاذ الرهائن المدنيين من مطار عنتيبي في أوغندا، بعد اختطافهم على أيدي إرهابيين فلسطينيين وألمان، وكان يوناتان نتانياهو، الذي قاد غارة العمليات الخاصة لإنقاذهم، هو الضحية الوحيدة التي تكبدتها إسرائيل آنذاك.

واختتم الكاتب مقاله بالقول: "ضحى شقيقه بحياته من أجل بلاده، وعلى "بيبي" اليوم أن يقدم، مثله مثل شقيقه، مصلحة البلاد ويستقيل من منصبه".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل

إقرأ أيضاً:

المقاومة العمياء التي أخذت غزة إلى الجحيم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في السابع من أكتوبر، خرجت حماس من خلف ضباب الخطاب المتكلّف، لتفتح على غزة أبواب الجحيم، لم تكن العملية سوى مقامرة مسلّحة بلا بوصلة، ولا ملامح مشروع.

رفعت حماس راية "المقاومة"، لكنها – في الجوهر – لم تكن إلا فعلًا انفعاليًا منزوع التخطيط، استدرجت به الاحتلال الإسرائيلي إلى تدمير منهجي للقطاع، دون أن تملك خطة خروج، ولا حتى خريطة سياسية تدير بها مآلات ما بعد الضربة.

ما فعلته حماس في ذلك اليوم لم يكن إلا تتويجًا لمنهج متراكم من التفرّد، وإقصاء الآخر، واحتكار القرار الفلسطيني، منذ انقلابها الدموي في عام 2007، حين انتزعت السلطة من يد السلطة الوطنية الفلسطينية بقوة السلاح، اختارت أن تدير غزة كمنطقة مغلقة تحت سلطتها، لا تحت مظلة مشروع وطني جامع، ولعبت حماس لعبة الإقصاء مع من يخالفها، وألغت من يختلف معها، واستفردت بمصير مليوني فلسطيني، دون رقابة، دون محاسبة، ودون أي حسّ بمسؤولية الشراكة.

لم تنجح حماس في السياسة، وفي ظني أنها لم تنجح أيضا في الميدان، عسكريًا، أساءت استخدام "المفاجأة" في الأيام الأولى، حين أطلقت موجة الهجوم بعيدًا عن مجمل المكونات الوطنية، ثم تركت المعركة مفتوحة على مصراعيها، دون تنسيق مع أي فصيل، ودون حساب لحجم الرد الإسرائيلي الذي جاء أعنف مما توقعه أي تقدير، انتهى الأمر بسقوط عشرات الآلاف من الشهداء والمصابين، وتشريد مئات الآلاف، فيما ظل قادة الحركة يتحدثون من الخارج عن "نصر استراتيجي" لا يراه أحد سوى على شاشاتهم.

هذا الفشل العسكري لم يكن معزولًا عن سياق أوسع من الانتماءات المتضاربة التي تتحكم في قرار حماس، فالحركة لم تكن يومًا ذات ولاء فلسطيني خالص، نشأتها كانت تحت عباءة جماعة الإخوان المسلمين، ومنها استمدّت أيديولوجيتها، ورؤيتها العابرة للحدود. ثم ما لبثت أن نسجت تحالفات مع قوى إقليمية – وعلى رأسها إيران – التي دعمتها بالسلاح والمال، ولكن بثمن سياسي باهظ، جعل قرارها أسيرًا لأجندات لا تُبنى في غزة، بل في طهران، وفي غرف عمليات لا تعرف حدود فلسطين ولا طبيعة شعبها.

هذا الانتماء المتشظي أضعف استقلالية الحركة، وانحرف ببوصلتها من مشروع وطني إلى مشروع وظيفي، يخدم مصالح خارجية، ويزايد باسم القضية على حساب معاناة الفلسطينيين، حتى الإعلام لم يسلم من هذا التفرّد، إذ تسعى حماس باستمرار إلى احتكار صورة المقاومة، وتنسب لنفسها كل عمل عسكري، حتى وإن كانت فصائل أخرى صاحبة المبادرة، ولطالما استثمرت في الصورة الدعائية، أكثر من استثمارها في بناء استراتيجية حقيقية قادرة على الإنجاز لا الاستعراض.

وما يُفاقم المشهد أن قيادة الحركة تعيش في الخارج، متنقلة بين العواصم، تستقر في فنادق خمسة نجوم، بينما شعبها يحترق تحت القصف.. حياة الرفاهية التي يعيشها هؤلاء لا علاقة لها بالحرمان الذي يعانيه أهل غزة، لا كهرباء، لا دواء، لا غذاء، ولا أفق. كل ما تملكه حماس لشعبها هو خطاب استهلاكي عن "الثبات"، و"الرباط"، و"الاصطفاف خلف المقاومة"، بينما قياداتها تصدر الأوامر من عواصم بعيدة، ثم تعود لتخطب في الجنازات لمن بقي حيًا.

الرعونة السياسية كانت حاضرة دائمًا، فكل خطوة خطيرة اتخذتها حماس، كانت بمعزل عن باقي الفصائل، دون أي دراسة للعواقب. قرار الحرب لم يكن قرار إجماع وطني، بل قرار فصيل واحد يظن أنه وحده يملك حق القتال والتفاوض، وحق مصادرة دماء الناس تحت لافتة "المصلحة العليا". وهكذا، تحوّلت "المقاومة" من فعل يرتبط بالشرف إلى فعل سلطوي، يُستخدم لتكريس الحكم، لا لتحرير الأرض.

وفي ظل هذا الانسداد، كانت مصر، كالعادة، تمارس دورها العروبي الثابت، بخطاب عقلاني لا يتأثر بالاستفزازات، وذلك لسبب بسيط هو أن مصر لم تنظر يومًا إلى القضية الفلسطينية من زاوية الفصائل، بل من زاوية الشعب، دعمت الحق الفلسطيني عبر التاريخ، منذ 1948، وقدّمت آلاف الشهداء، وأبقت ملف فلسطين على رأس أولوياتها رغم تبدّل الأنظمة والضغوط الدولية.

اليوم، مصر تميّز بين الموقف من ممارسات حماس، وموقفها من الشعب الفلسطيني. فتحت معبر رفح رغم الدمار، واستقبلت المصابين والجرحى، وقدّمت المساعدات اليومية، وأقامت مستشفيات ميدانية، وأرسلت القوافل الطبية، وتحملت فوق طاقتها، دون أن تطلب شكرًا، رغم أن قيادات حماس لم تتوقف عن إطلاق تصريحات مستفزة، بل أحيانًا خارجة عن حدود الأدب السياسي.

بل إن مصر – بما تحمله من ثقل دبلوماسي – أفسحت المجال لكافة المبادرات، وأبقت خيوط التفاوض قائمة، رغم تعنت الطرفين، محاولة وقف الحرب بأي وسيلة، وحماية المدنيين من طاحونة القتل المجاني، لم تساوم مصر على دم الفلسطيني، بل رفعت صوتها عاليًا في المحافل الدولية دفاعًا عن القضية، لا عن سلوك الفصائل.

والأهم هو أن مصر تملك من الحكمة ما يفرّق بين القضية وبين من يعبث بها، وهي ترى أن النضال لا يُقاس بعدد الصواريخ، بل بنتائجه الواقعية، وقدرته على إعادة الحقوق لا على تراكم الجثث، وأن المقاومة الحقيقية لا تكون بقتل الأمل في قلوب الناس، بل ببنائه، والبناء لا يكون بالعناد السياسي بل بالتوافق الوطني. وهذا ما فشلت فيه حماس مرارًا، لأنها لا تؤمن بفكرة الوطن أصلًا، بل بفكرة الجماعة، وما دونها فرع وتفصيل.

إن التاريخ سيذكر كثيرًا من مشاهد البطولة في فلسطين، لكنه لن يرحم من استخدم دم الشهداء ليرسّخ حكمه، ومن تاجر بالدمار ليبرّر الفشل، ومن اختبأ خلف ستار "المقاومة" ليهرب من فشله في بناء دولة، أو حتى إدارة قطاع محاصر.

فلسطين تستحق من يحملها كهوية، لا من يحملها مثل راية حزبية، وتستحق مقاومة تعرف متى تقاتل، ومتى تفاوض، ومتى تصمت لأجل الناس، لا لأجل الكاميرات، لذلك نقول بوضوح ونقول عكس التيار وننتظر الهجوم من الكثيرين نقول ما لم يتم استرداد القرار الوطني من يد من خطفوه، ستظل غزة تحترق، بينما من أشعلوا النار يراقبون من بعيد.. بلا ندم، بلا خجل.

مقالات مشابهة

  • دبلوماسي فلسطيني سابق: إسرائيل تسعى لفرض نفوذ أوسع بغزة
  • دبلوماسي فلسطيني سابق: إسرائيل تفشل في إنهاء حماس وتسعى لفرض نفوذ أوسع بغزة
  • إسرائيل تزعم: حماس تمتنع عن القتال في الأنفاق وتُركز على هذا الأمر
  • إعلام العدو: “إسرائيل” فشلت في تحقيق أهداف الحرب وحماس لا تزال تتسيد غزة
  • ضمن سياسة تفكيك الجغرافيا الفلسطينية وضغطًا على «حماس».. إسرائيل تمحو رفح من الخريطة وتحولها لمنطقة عازلة
  • في طلب رفعها من قائمة الإرهاب.. كيف شرحت حماس لبريطانيا هجوم 7 أكتوبر؟
  • 9 شواهد تكشف صورة قاتمة لدولة الاحتلال بعد انتكاسة السابع من أكتوبر
  • تسعة شواهد تكشف صورة قاتمة لدولة الاحتلال بعد انتكاسة السابع من أكتوبر
  • المقاومة العمياء التي أخذت غزة إلى الجحيم
  • صاحب خطة الجنرالات: ثلاثة أسباب لفشل “إسرائيل” في الحرب على غزة