106 سنوات على وعد بلفور المشؤوم.. ماذا قال عنه «هيكل»؟
تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT
يوافق اليوم، مرور 106 أعوام على صدور وعد بلفور، الذي صدر في مثل هذا اليوم من عام 1917، متضمنًا منح اليهود، الحق في إقامة وطن قومي لهم في فلسطين، التي كانت منطقة عثمانية ذات أقليّة يهوديّة، وهو الوعد الذي رحبت به بريطانيا، ومن بين نتائجه، تأجج المنطقة بالصراعات والحروب وآخرها ما يشهده الشعب الفلسطيني حاليًا من جرائم حرب على أراضيه، وقتل المدنيين العزل، فكيف صدر هذا الوعد المشؤوم؟
نص وعد بلفور لاحتلال فلسطينيتناول الكاتب محمد حسنين هيكل، وعد بلفور، في كتابه «المفاوضات السرية بين العرب واسرائيل.
«عزيزي اللورد روتشيلد..إنه من دواعي سروري الكبير، أنّ أنقل إليكم باسم حكومة صاحب الجلالة، الإعلان التالي، عن التعاطف مع الأماني اليهودية والصهيونية، الذي عُرض على مجلس الوزراء وأقره، ونصه كما يلي»
«إنّ حكومة صاحب الجلالة تنظر بالعطف إلى إنشاء وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل قصارى جهدها لتسهيل تحقيق هذا الهدف، ومن المفهوم أنّ هذا الإعلان لا يمثل تحيزًا ضد الحقوق المدنية والدينية لطوائف غير يهودية موجودة في فلسطين، كما أنه لا يؤثر على الأوضاع القانونية أو الساسية التي يتمتع بها اليهود في البلاد الأخرى، وسأكون شاكرًا لكم إذا تفضلتم وأبلغتم هذا الإعلان لعلم الاتحاد الصهيوني»، المخلص آرثر بلفور.
ظروف صدور وعد بلفورويقدم «هيكل» قراءة عن الظروف التي صدر فيها وعد بلفور، قائلًا: «ربما أهم ما يمكن ملاحظته في الظروف المتصلة بصدور وعد بلفور، هو ما تقوله وثيقة بريطانية تحوي محضرًا لجلسة مجلس الوزراء بتاريخ 3 سبتمبر 1917 «أثناء مناقشات صدور وعد بلفور وتمهيد إعلانه».
ولفت إلى: «ورد في محضر الجلسة، أنّ وزير الحربية إيرل ديربي، أبلغ المجلس أن وفدا يهوديا على مستوى عال يمثل المؤتمر الصهيوني، توجه لمقابلته وعرض عليه رغبة يهود العالم في مشاركة الحلفاء في تضحية الدم، وذلك بتشكيل قوة اليهود يطلق عليها اسم «الفيلق اليهودي» حتى تحارب في صفوف الحلفاء، ومن ثم يكون لها دور في تحقيق النصر».
وأكمل «هيكل»: «وبعد انتهاء الحرب- العالمية الأولى- وفي أثناء إعداد وثائق مؤتمر السلام في فرساي، أصرت الحركة الصهيوينة على ضرورة أن يحتوي قرار المؤتمر بانتداب بريانيا على فلسطين إشارة اضحة في مقدمته لـ وعد بلفور، تأكيدا إضافيا بأن المهمة الرئيسية للانتداب البريطاني هي العمل على إنشاء الوطن القومي لليهود في فلسطين».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: وعد بلفور محمد حسنين هيكل الصهيونية اليهودية وعد بلفور فی فلسطین
إقرأ أيضاً:
إذا لم يكن حزب الإصلاح من اليهود فمَن اليهود؟
محمد محسن الجوهري
تتشابه مواقف الكيان الصهيوني وحزب الإصلاح إلى حد التطابق في كثير من القضايا، خاصةً الوضع في اليمن، حيث يتبنى إخوان الشياطين موقف اليهود رسمياً منذ العام 2004 بمعاداة كل من يعادي اليهود، ورأيناً كيف ديدن الطرفان هجمات البحر الأحمر ويعتبرانها اعتداءات إرهابية، فيما يرحب حزب الإصلاح بكل غارة تشنها “إسرائيل” وحلفاؤها على البلاد، ويعتبرونها انتصاراً لهم ولمبادئهم الدينية.
إعلامياً أيضاً، تتبنى قنوات الإصلاح الخطاب الصهيوني حرفياً، ومن يتابع قنوات مثل “يمن شباب” و”سهيل” و”بلقيس”، لا يفرق بين خطابها التحريضي وبين ما يردده أفيخاي أدرعي بشأن محور المقاومة، وكأن الإصلاح يستقي خطه التحريري من ناطق جيش العدو، وأن تلك الوسائل الإعلامية مجرد نسخ محلية من الإعلام اليهودي المتعدد الجنسيات.
مؤخراً، وعند بدء الحديث عن تدخل عسكري مباشر من الكيان والقوات الأمريكية، استهل حزب الإصلاح تلك الحملة بالترحيب المباشر وغير المباشر، وسخَّر مواقفه السياسية ووسائل إعلامه لاستقبال الغزاة الصهاينة، وتقديم البلاد لهم على طبق من فضة، ولو كان القرار بيدهم لبادروا بإعلان الوصاية الإسرائيلية على اليمن، كما سبق وأعلنوها مع النظام السعودي عشية الحرب على اليمن قبل تسع سنوات، ولولا رعاية الله وتضحيات رجال الرجال، لكانت البلاد ساحة يسرح فيها اليهود ويمرحون، على غرار ما يفعلون في كل المحافظات المحتلة، كعدن وحضرموت والمهرة وغيرها.
ولا يقتصر التشابه بين حزب الإصلاح واليهود على المواقف السياسية وحسب، فعقيدة الإصلاح مقتبسة من الإسرائيليات بشكلٍ جذري، ويرى معتنقوها بأن اليهود إخوة لهم، ويحرمون في الوقت ذاته كل دعواتٍ للوحدة الإسلامية، وينشرون الفتن ودعوات الكراهية أينما رحلوا، ويشهد على ذلك مراكزهم التي كانت منتشرة بطول البلاد وعرضها، وتدعو اليمنيين إلى الاقتتال والعنف فيما بينهم، فيما ترحب بكل غزو خارجي للبلاد، ولو كان يهودياً.
ولا ننسى أن قيادات حزب الإصلاح، كانت تطوف بشكلٍ مستمر بمبنى السفارة الأمريكية في صنعاء، ومنها كانت تأخذ توجيهاتها السياسية والدينية، وعلى إثرها تكون التحركات الإخوانية على الأرض، لدرجة بلغت تكفير كل من يعادي اليهود في اليمن، ويكفي أن تلعن اليهود و”إسرائيل” حتى تحظى بمعاداة الإصلاح، والصرخة خير دليل على عشقهم الأبدي لليهود و”إسرائيل”، فالإصلاحي قد يقبل بانتهاك كل الحرمات إلا حرمة اليهود، فهي مقدسة في دينهم وعقديتهم.
كما أن الغدر بالنسبة لهم مجرد تكتيك سياسي، وكلما عاهدوا عهداً نبذه فريقٌ منهم، تماماً كأسيادهم، وكم من الشواهد العملية على ذلك حتى مع حلفائهم في الرياض وأبوظبي، ومن قبل مع نظام عفاش الذي فتح لهم البلاد على مصراعيها فكافأوه بحادثة النهدين الشهيرة، ومثلها مع سائر التنظيمات السياسية كالاشتراكي والناصري، ولكلٍ منهما قصة غدر طويلة مع الزنداني وصعتر وبقية البغاة في الحزب.