طبيب نرويجي: وجود قاعدة عسكرية بمستشفى الشفاء كذبة إسرائيلية
تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT
قال الطبيب النرويجي المختص بالتخدير والطوارئ مادس جيلبرت، الذي عمل في مستشفى الشفاء بقطاع غزة لمدة 16 عاما، إن إسرائيل لم تستطع تقديم أي دليل يثبت صحة ادعاءاتها حول وجود قاعدة عسكرية بالمستشفى.
وذكر جيلبرت، في حديث للأناضول: علينا أن نسأل الإسرائيليين إذا كانوا متأكدين من وجود قاعدة عسكرية في مستشفى الشفاء، أين كانوا منذ 16 عاما؟ أين الدليل؟ أين الصور؟
وأردف "عملت في مستشفى الشفاء لمدة 16 عامًا، تجولت في كل مكان بداخله، والتقطت الصور والفيديو، وتحدثت مع المرضى والعاملين، ونمت في المستشفى ولم أر قط قاعدة عسكرية".
وتابع "لماذا لم يقدم جهاز الاستخبارات الإسرائيلي أي دليل؟ هذا يذكرني بموقف وزير الخارجية الأميركي الأسبق كولن باول في مجلس الأمن الدولي، حين قدم مزاعم كاذبة بأن العراق يمتلك أسلحة الدمار الشامل. هذه كلها أكاذيب حرب، وإسرائيل مدمنة على الكذب".
وذكر جيلبرت أن لإسرائيل تاريخا طويلا في مهاجمة المستشفيات وسيارات الإسعاف والعاملين في قطاع الصحة والعيادات الصحية الأساسية، مبينا أنه رأى هجمات إسرائيل على المرافق الصحية لأول مرة عندما جاء إلى غزة عام 2006.
استهداف المستشفياتوانتقد الطبيب النرويجي الهجمات الإسرائيلية التي تستهدف المستشفيات في غزة، مشدد على أن أي شخص عادي صاحب ضمير ووجدان لا يهاجم المستشفيات.
وأكد أن منظمة الصحة العالمية وثقت أكثر من 100 هجوم على المرافق التي تقدم الخدمات الصحية في قطاع غزة والضفة الغربية خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.
وتابع "لم يقصفوا المستشفيات فحسب، بل قصفوا أيضًا المدنيين والمباني والمدارس والمساجد والكنائس وأنابيب المياه وقوارب الصيد وكل ما يخص المجتمع، لأنهم ربما يريدون كسر صمود الفلسطينيين وتخويفهم".
وذكر أن الوسيلة الوحيدة لحماية المرضى الذين يعالجون في المستشفيات هي وقف القصف وتوفير الكهرباء والمياه من إسرائيل، والتأكد من حصول المحتاجين على مياه الشرب مجانا.
ولفت جيلبرت إلى أن غرف العلاج تحتاج إلى الإضاءة، والمولدات تحتاج إلى الوقود لتوفير الكهرباء لأجهزة التنفس وأجهزة المراقبة والحاضنات وكل ما يحتاجه الطب الحديث.
وانتقد تصريحات إسرائيل بأنها ستنقل المرضى من غزة إلى مناطق أخرى، قائلا "هذا يتعارض مع القانون الدولي، ولا يجوز لقوة الاحتلال أن تقوم بتهجير الأشخاص الذين تحتلهم بالقوة، أو توطين مواطنيها في الأراضي التي تحتلها".
وقال جيلبرت إن فكرة نقل المرضى إلى مكان آخر غريبة، مؤكدا أن هذه الفكرة غير واقعية.
الانهياروأشار إلى أن المستشفى الإندونيسي في غزة تضرر أيضا نتيجة القصف الإسرائيلي، مبينا أن هذا الوضع يظهر أن جميع المستشفيات في غزة على وشك الانهيار.
وذكّر بتحذير مسؤولي وزارة الصحة من أنه إذا لم يتم توفير الوقود لمستشفى الشفاء اليوم، فسيتعين إيقاف أنشطة المستشفى اعتبارًا من صباح الغد، وقال إن إسرائيل زادت من عمليات القصف.
وأضاف "إذا لم تُقتل أثناء القصف الإسرائيلي، فإنهم يريدون إخافتك من الموت بالتجويع والعطش والنزيف".
وأردف "هذا هو تكتيك القوة الاستعمارية التي تحاول الآن اغتنام الفرصة الأخيرة في مشروعها الاستعماري الاستيطاني للتخلص من الفلسطينيين، واحتلال الضفة الغربية وغزة بأكملها، هذا ما أخشاه".
وأعرب الطبيب عن حزنه إزاء الهجوم الإسرائيلي على مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني في غزة يوم 30 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مبينا أنه عمل سابقًا مع الفريق الطبي بهذا المستشفى.
ولفت إلى أن نظام الرعاية الصحية الفلسطيني وموظفيه يتمتعون بقدر كبير من الصلابة، مؤكدا أن الفلسطينيين لا يستسلمون أبدًا، إنهم مصممون.
وأشار إلى أن الفريق الطبي تمكّن من تحويل مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني إلى مستشفى يعالج فيه كافة مرضى السرطان في غزة.
وعن الهجمات الإسرائيلية، قال "أي نوع من البشر هؤلاء الذين يحاولون جر الناس إلى الجوع والعطش؟ ثم قصفوا المدنيين والعزل والمستشفى، تحدثت مع زملائي هذا الصباح، لقد دمروا جزءًا كبيرًا من المدينة والمستشفى التركي، ويمكن رؤية الدبابات الإسرائيلية في الخارج".
وبيّن "في رأيي هذا ليس مجرد جريمة حرب فحسب، بل هو جريمة ضد الإنسانية، جريمة ضد القيم الأساسية التي يجب أن نتحلى بها جميعا".
وأوضح "سواء كنا مسلمين أو مسيحيين أو يهودا أو ملحدين، يجب علينا حماية وإنقاذ كل شخص، لأن كل شخص حياته مقدسة".
وأضاف أن "القادة الأوروبيين والرئيس (الأميركي جو) بايدن صامتون تماما، أو الأسوأ من ذلك يدعمون المطالب الإسرائيلية".
التواطؤ والصمتوبشأن تشكيك بايدن في عدد القتلى الذي أعلنه وزير الصحة في غزة، قال جيلبرت إن "الشعب الفلسطيني هو الشعب الوحيد الذي عليه أن يثبت أنه قُتل، عليه أن يثبت أنه مات".
وأوضح "لقد صُدمت من التواطؤ والصمت من جانب القادة السياسيين في أوروبا، نحن نشاهد الإبادة الجماعية الفلسطينية، ونشاهد القتل الجماعي".
وأكد جيلبرت أن أكثر من 4 آلاف طفل فلسطيني قتلوا في غزة منذ بدء الحرب الإسرائيلية عليها في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وختم حديثه متسائلا "هل الأطفال والنساء أهداف عسكرية؟ بالطبع لا، ومع ذلك القادة الأوروبيون يجلسون بصمت ويشاهدون مقتل طفل فلسطيني كل 10 دقائق، هذا عار تاريخي، هذه وصمة عار، فشل كبير للإنسانية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: مستشفى الشفاء قاعدة عسکریة إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
وزير التعليم العالي ومحافظ القليوبية يتفقدان مصابى غزة بمستشفى الناس
قام الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، بزيارة تفقدية لمستشفى الناس الخيري في شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، ورافقه خلال الزيارة المهندس أيمن عطية، محافظ القليوبية، حيث كان في استقبالهما أيمن عباس، رئيس مجلس إدارة المستشفى، وبحضور الدكتور محمد دنيا، المدير الطبي للمستشفى، وعدد من الأطباء ورؤساء الأقسام.
وأكد الدكتور أيمن عاشور أنه بناءً على توجيهات القيادة السياسية، تم وضع خطة شاملة لتقديم جميع الخدمات الطبية اللازمة لأشقائنا في غزة، وتلبية احتياجاتهم الصحية وتوفير الرعاية الطبية والعلاجية لهم.
وقال إن مستشفى الناس الخيري يُعد صرحًا طبيًا متميزًا وأحد أبرز المستشفيات الخيرية غير الهادفة للربح، حيث يُسهم بفعالية في تقديم الرعاية الصحية والعلاجية للأشقاء من غزة.
وخلال الزيارة، التقى وزير التعليم العالي بعدد من المصابين والمرضى من أشقائنا بغزة، واطمأن على تلقيهم الرعاية الطبية اللازمة، مؤكدًا دعم الدولة المصرية وجميع أجهزتها للأشقاء الفلسطينيين، ومتمنيًا عودتهم لأرضهم سالمين.
كما اطمأن الوزير على الحالة الصحية لعدد من المرضى الأفارقة والمصريين الذين يتلقون الرعاية الصحية داخل المستشفى.
وأكد الوزير أنه تم رفع درجة الاستعداد في مستشفيات إقليم القاهرة الكبرى، وتوفير أعلى درجات الجاهزية لاستقبال أكبر عدد من الحالات، فضلاً عن تجهيز أطقم طبية كاملة من أعضاء هيئة التدريس في حال الحاجة للتدخل الطبي الفوري أو تقديم الدعم اللازم للمستشفيات التابعة لوزارة الصحة.
وأشاد بمستوى الخدمة الطبية والعلاجية المقدمة داخل مستشفى الناس قائلًا: "إن مستشفى الناس يعد صرحًا طبيًّا ذكيًّا نفخر به في منظومة الصحة المصرية لخدمة المواطنين من مصر والوطن العربي وإفريقيا بدعم وجهود المجتمع المدني والأهلي".
وأضاف: "إن ما شهدناه من دقة منظومة العمل، وحداثة الأجهزة الطبية ومواكبتها للمعايير العالمية، واعتمادها على أحدث النظم العلاجية، يجعلنا نتجه نحو البدء في تنفيذ خطة طموحة للتعاون والتنسيق بين مستشفى الناس ومستشفى بنها الجامعي"، مؤكدًا ضرورة البدء في التعاون لإنشاء مركز بحثي تعليمي تدريبي بين الجانبين لخدمة المصريين بجميع محافظات الجمهورية والأشقاء من مختلف أنحاء الوطن العربي وأفريقيا.
من جانبه، أكد المهندس أيمن عطية، محافظ القليوبية، أن مستشفى الناس يعد نقطة مضيئة على أرض محافظة القليوبية، مشيرًا إلى حرص المحافظة على تقديم جميع أوجه الدعم للمستشفى، كونه نموذجًا ناجحًا لخدمة المصريين بجميع أنحاء الجمهورية .
فيما عبر أيمن عباس عن اعتزازه بهذه الزيارة التي تعكس اهتمام الدولة وتقديرها لجهود المجتمع المدني، وتعطي دفعة قوية للأمام لجميع القائمين على هذا العمل الخيري، مؤكدًا أن الهدف هو تحقيق إضافة على أرض الواقع لخدمة الوطن وجميع طوائف الشعب.
جدير بالذكر أن مستشفى الناس تم إنشاؤه عام 2019 على مساحة 30 ألف متر مربع، ويقدم خدماته بالمجان للأطفال والكبار ، حيث تبلغ نسبة تلقي الخدمة من المستشفى 70% من الأطفال، و30% من الكبار، بطاقة استيعابية تصل إلى 600 سرير، و 10 غرف عمليات و140وحدة رعاية مركزة، و4 وحدات قسطرة قلبية، وبه 48 عيادة خارجية.
ونجح المستشفى منذ عام 2019 في تقديم أكثر من 506 آلاف خدمة طبية، وعلاج أكثر من 50 ألف طفل، وبها قسم للقلب والجهاز الهضمي والحروق، وتم افتتاح قسم جديد لعلاج مرضى السكري من الأطفال.