وسط تخاذل العرب والنظام الدولى: من يحاكم إسرائيل على «هولوكوست فلسطين»؟
تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT
الصهاينة ارتكبوا جرائم حرب لا تسقط بالتقادم.. والمجتمع الدولى لم يتحرك
جاءت ضربات المقاومة الفلسطينية لإسرائيل فى السابع من أكتوبر الماضى بمثابة انتصار جديد للعرب ضد إسرائيل، ففى صبيحة اليوم التالى للذكرى الخمسين لانتصارات اكتوبر وتحطيم أسطورة الجيش الذى لا يقهر، وجهت المقاومة الفلسطينية ضربة موجعة لإسرائيل أثبتت فيها هشاشة الدفاعات الإسرائيلية وأكدت للمرة الثانية أن أسطورة الجيش الذى لا يقهر ما هى إلا وهم.
ممارسات جيش الاحتلال ضد الفلسطينيين، لم تكن وليدة هذه الأيام فحسب، بل تعود إلى سنوات طويلة حيث دأب جيش الاحتلال على استهداف المدارس والمؤسسات التعليمية، وبدأت تلك المجازر منذ أعلن تيودور هرتزل الأب الروحى للدولة الصهيونية فى المؤتمر الصهيونى الأول فى مدينة بازل عام 1897 عن حق الشعب اليهودى فى تحقيق بعثة القومى فى أرض الميعاد التى ادعوا أنها فلسطين.
ومنذ ذلك الحين يسعى الإسرائيليون جيلا وراء جيل لترسيخ أقدامهم فى فلسطين بكل السبل المشروعة وغير المشروعة، على جثث الشهداء الفلسطينيين، وقاموا بالعديد من المجازر الوحشية ضدهم والتى تصل إلى حد جرائم الحرب التى يعاقب عليها القانون الدولى ولا تسقط بالتقادم، وأصبح السؤال الأهم من يحاكم إسرائيل على هذه الممارسات الوحشية؟
منظمة العفو الدولية
وكانت منظمة العفو الدولية قد أكدت فى تقرير لها ارتكاب القوات الإسرائيلية هجمات غير قانونية، من بينها غارات عشوائية تسببت فى سقوط أعداد كبيرة فى صفوف المدنيين، وأكدت المنظمة أنه يجب التحقيق فيها على أنها جرائم حرب.
وتحدثت المنظمة إلى ناجين وشهود عيان، وحللت صور الأقمار الصناعية، وتحققت من الصور ومقاطع الفيديو للتحقيق فى عمليات القصف الجوى التى نفذتها القوات الإسرائيلية فى الفترة من 7 إلى 12 أكتوبر الماضى، والتى أدّت إلى دمار مروّع، وقضت على عائلات بأكملها.
وحققت المنظمة فى خمس هجمات فقط من بين كل تلك الهجمات التى قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلى ضد الفلسطينيين وأكدت المنظمة أن الهجمات الإسرائيلية انتهكت القانون الدولى الإنسانى، عن طريق عدم توخى الاحتياطات الممكنة لدرء الخطر عن المدنيين، أو من خلال شن هجمات عشوائية أخفقت فى التمييز بين المدنيين والأهداف العسكرية، أو من خلال تنفيذ هجمات موجهة مباشرة ضد الأعيان المدنية.
وقالت أنياس كالامار، الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية: "إن القوات الإسرائيلية أظهرت فى نيتها المعلنة استخدام كافة الوسائل لتدمير حماس، وازدراءً صادمًا لأرواح المدنيين، حيث دمرت شارعًا تلو الآخر من المبانى السكنية، مما أسفر عن مقتل المدنيين على نطاق واسع وتدمير البنية التحتية الأساسية.
يضاف إلى ذلك استخدام الجيش الإسرائيلى للقنابل الفسفورية المحرمة دوليا والتى تؤدى إلى تفحم الجثث وهو ما أثبتته تقارير المنظمات الحقوقية العاملة فى فلسطين، وهو ما يرفضه القانون والأعراف الدولية والإنسانية، خاصة أن تلك الممارسات الوحشة تستهدف المدنيين المسالمين فى منازلهم أو فى أماكن الإيواء.
من جانبه، أكد الدكتور عبدالسند يمامة رئيس حزب الوفد، والمرشح لانتخابات رئاسة الجمهورية أن الجرائم التى يرتكبها جيش الاحتلال حيال فلسطين، تعد جرائم ضد الانسانية بأكملها.
وأشار رئيس حزب الوفد إلى أن تعمد إسرائيل قطع الاتصالات عن غزة مع منع دخول المساعدات وقطع الكهرباء والمياه مؤشر لمساعى ارتكاب جرائم ابشع، مطالبًا جميع المؤسسات الدولية والإنسانية حول العالم بضرورة تكثيف جهودها بانقاذ ما تبقى من بشر على أرض غزة.
وخلال حديثه فى القمة التى عقدت بالقاهرة، أعرب الرئيس عبدالفتاح السيسى عن دهشته البالغة، من وقوف العالم متفرجًا على أزمة إنسانية كارثية يتعرض لها مليونان ونصف المليون إنسان فلسطينى فى قطاع غزة.
وأكد الرئيس «السيسى» أن هذه الممارسات نبذها العالم المتحضر الذى أبرم الاتفاقيات، وأَسَسَّ القانون الدولى، والقانون الدولى الإنسانى لتجريمها ومنع تكرارها.
وقال الدكتور أيمن الرقب، القيادى بحركة فتح، إن جيش الاحتلال الإسرائيلى لم يكتفٍ بفتح جبهة الحرب على غزة بل استمر فى التصعيد فى الضفة الغربية، وأكد لـ«الوفد» أنّ الهجوم على جنين ونابلس لم يتوقف، ولكنه كان أشرس فى جنين حيث تواصلت عمليات الاغتيالات والاعتقالات، ولم يكتف جيش الاحتلال بما فعله ضد الشعب الفلسطينى الأعزل فى غزة، بل نقل أعمال القمع والعنف ضد سكان الضفة الغربية أيضا.
وأشاد القيادى بحركة فتح بمساع الرئيس عبدالفتاح السيسى لفتح أفق للسلام ووقف الحرب ضد الشعب الفلسطينى، مشيرا إلى أنّ القاهرة تعتبر أن ما حدث يوم 7 أكتوبر نتج عن سلوك حكومة اليمين الإسرائيلى وانسداد الأفق أمام الشعب الفلسطينى.
وأشاد القيادى بحركة فتح الحراك بالمصرى تجاه الشعب الفلسطينى، وقال: نأمل أن يفضى هذا الحراك لوقف الحرب المسعورة على شعبنا الفلسطينى.
تخاذل النظام الدولى
وفى السياق نفسه، أكد اللواء دكتور أحمد توفيق، أستاذ إدارة الأزمات، إنّ قيام إسرائيل بارتكاب جرائم حرب فى غزة تحت بصر وسمع المجتمع الدولى دون أى حساب أظهر أمرين خطيرين، الأول هو مدى انحياز المجتمع الدولى بكل منظماته للكيان الإسرائيلى تحت المظلة الأمريكية التى تدفع اغلب ميزانية المنظمات الدولية.
وأضاف أن الأمر الثانى هو مدى ضعف تأثير الدول العربية على المجتمع الدولى والمنظمات الدولية رغم كل ما تملك من موارد غاية فى الأهمية مثل البترول والغاز، ولكنها للاسف لم تستخدم هذا السلاح الفعال الذى كان له بالغ الأثر فى انصياع المجتمع الدولى أيام حرب 73.
وقال أستاذ إدارة الأزمات: لن تتم محاكمة إسرائيل على جرائم الحرب فى غزة فى ظل هذا النظام الدولى الجائر والنظام العربى غير الفاعل حيث نرى للأسف أن الجامعة العربية لم يكن لها أى دور سوى الشجب والتنديد، ولم يظهر لها أى دور فعال فى أى قضية تخص الشأن العربى لأسباب كثيرة لا يتسع هنا المجال لذكرها.
كما أكد أنه لن يكون هناك حل نهائى للقضية الفلسطينية وتوقف ممارسات جيش الاحتلال إلا بالعودة لحدود 67 وبدولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، وغير ذلك ستظل المقاومة مستمرة أجيال وراء أجيال ولن يضيع حق وراءه مطالب.
المحكمة الجنائية الدولية
وتساءل الدكتور أحمد القرمانى، أستاذ القانون وعضو الجمعية المصرية للقانون الدولى، عن دور مجلس الأمن المحكمة الجنائية الدولية مما يحدث فى فلسطين من جرائم حرب واضحة، قائلا: إن الواقع الدولى غير عادل والقانون الدولى يحتاج لألية لتنفيذه لأنه ببساطة شديدة الدول الخمس التى لها حق الفيتو فى مجلس الأمن هى من تتحكم فى مجلس إدارة العالم، وأمريكا التى تدعم إسرائيل دعما غير محدود هى التى تترأس هذا المجلس!
وأضاف عضو الجمعية المصرية للقانون الدولى أنّه من المفترض أن مجلس الأمن يتحرك ولكن الفيتو اللعين يمنع ذلك، كذلك المحكمة الجنائية الدولية لابد أن تتحرك خاصة أن ما تقوم به إسرائيل من ابادة واستهداف للمدنيين والمستشفيات والتهجير القسرى وقتل الأطفال كلها تعتبر جرائم حرب، لكن أمريكا تضغط على المحكمة وتحمى إسرائيل.
وتساءل أستاذ القانون عن العرب ولماذا لا يوحدون الصف لمواجهة إسرائيل؟ وأضاف قائلا: نحن لم نتعلم الدرس إسرائيل لديها خرافات دينية تتعلق بشعب الله المختار والسيطرة على أراضى العرب من النيل للفرات وهم يعدون العدة من زمن وأمريكا وبريطانيا وفرنسا والكثير من الدول الغربية تدعم ذلك وبقوة، وللأسف فالعرب غير قادرون على استحواذ القوة بالعلم والعمل والتصنيع، فنحن فى أشد ضعفنا وإسرائيل وأمريكا يعلمون ذلك لأنهم استطاعوا أن يخترقوا المجتمعات العربية.
وأشار أستاذ القانون الدولى إلى أن جامعة الدول العربية لها دور عظيم ولكن بيد العرب أنفسهم الاعتصام بحبل الله جميعا والعمل والكفاح، فالترف أساس نهاية الإمبراطوريات، مؤكدا أننا نحتاج لامتلاك السلاح والعلم والإنتاج وعدم الاعتماد على الدول خارج الوطن العربى وأفريقيا، فنحن قادرون على الانطلاق لكن أين الإرادة؟ نحن فى حرب وجود والقانون الدولى لا يطبق الا على الدول الضعيفة بدون قوة لا وجود لنا، وللأسف مشهد الفرقة العربية متكرر منذ أن كنا صغار اتفقوا على ألا يتفقوا واجتمعوا على الا يجتمعوا وكان الله فى عون مصر التى تدفع ثمن فرقة العرب وهى التى تتحمل أعباء القضية الفلسطينية بكل مساؤى الواقع الفلسطينى من تناحر داخلى واقتسام على السلطة.
وأضاف قائلاً: أنا كمصرى فخور بدور مصر الإنسانى والتاريخى والعرب ان لم يقفوا خلف مصر ستكون نهايتهم حتمية، فمصر دولة كبيرة وسياستها الخارجية تجعلها محل ثقة وتقدير أمام العالم.
من جانبه قال الدكتور أحمد محمد رفعت أستاذ القانون الدولى ومندوب مصر الأسبق باليونسكو ورئيس جمعية القانون الدولى، إن جرائم الحرب تشمل جرائم الإبادة التى تتم حيال المدنيين وتدمير المؤسسات الصحية والتعليمية، وأوضح أستاذ القانون الدولى أن المحكمة الجنائية الدولية ليس لديها نصوص ثابته حيال معاقبة المتهمين بجرائم الحرب، بل إن هناك تحقيقات تمت حيال الواقعة لتحديد المتسبب، مشيرا إلى أن المحكمة الجنائية الدولية تحاكم أفراداً وليس دولاً.
واستكمل القانون الدولى حديثه لـ«الوفد» قائلاً: إن التحقيقات تكشف من هو المسئول عن إصدار أوامر القتل والإبادة فيعاقب حال ثبوت ادانته بالإعدام أو السجن مدى الحياة، مشيرا إلى أن هناك 4 أنواع من الجرائم تعاقب عليها محكمة الجنايات الدولية أولها الجرائم الإنسانية والإبادة الجماعية وجريمة الحرب والعدوان.
وأوضح مندوب مصر الأسبق باليونسكو، أن هناك عقوبات تفرض على الدولة لكن ليس عن طريق المحكمة الجنائية الدولية بل عن طريق الأمم المتحدة منها عقوبات اقتصادية ودبلوماسية.
وعن المسئول عن تحريك الدعوى الجنائية رد أستاذ القانون الدولى قائلاً: إن المدعى العام هو المسئول عن تحريك الدعوى الجنائية أو عن طريق مجلس الأمن، أو عن طريق شكاوى من دولة ضد دولة ارتكبت جرائم الحرب، وعلى المحكمة الجنائية الدولية التحقيق.
وأكد أستاذ القانون الدولى أن إسرائيل أرتكتب 4 أنواع من الجرائم التى تعاقب عليها المحكمة الجنائية الدولية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المقاومة الفلسطينية السابع من أكتوبر إسرائيل هولوكوست عدد الشهداء جيش الاحتلال تيودور هرتزل بازل المحکمة الجنائیة الدولیة الشعب الفلسطینى المجتمع الدولى جیش الاحتلال جرائم الحرب مجلس الأمن جرائم حرب عن طریق إلى أن
إقرأ أيضاً:
كاتبان إسرائيليان: ترامب يطالب العرب بدفن قضية فلسطين
تناول مقالان في صحيفتين إسرائيليتين بالنقد والتحليل خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتهجير الفلسطينيين في قطاع غزة، واتسم المقالان برؤيتين متناقضتين.
ففي حين تحدث الكاتب ميرون رابوبورت في مقاله بمجلة "+972" الإخبارية اليسارية التوجه عن التهديد المباشر الذي تمثله الخطة على الاستقرار في المنطقة والعالم يرى نظيره دان بيري في مقاله بصحيفة "جيروزاليم بوست" أن اقتراح ترامب ربما نجح في تهيئة الأطراف الفاعلة بالمنطقة لما يجب فعله من خطوات قد تفضي في نهاية المطاف إلى الهجرة الطوعية لسكان القطاع الفلسطيني.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 25 أسئلة يجيب عنها 5 خبراء فلسطينيون حول مستقبل فلسطينlist 2 of 2النسيان يتهدد آلاف السوريين ببريطانيا بعد تجميد طلبات لجوئهمend of listوفي المقال الأول يقول رابوبورت إن احتمال أن يوافق أكثر من مليوني فلسطيني على مغادرته الآن يقترب من الصفر، منبها إلى أن معظم سكان القطاع من اللاجئين أو أحفاد لاجئي نكبة عام 1948 الذين ظلوا 75 عاما في مخيمات اللاجئين بغزة ولم يتركوا وطنهم.
كما أن احتمال أن تقبل دول مثل الأردن أو مصر استضافة ولو كان عددا بسيطا من هؤلاء السكان ضئيل بالقدر نفسه، لأن مثل هذه الخطوة قد تزعزع استقرار أنظمتها الحاكمة، وفق مقال مجلة "+972".
ويعتقد الكاتب أن استحواذ الولايات المتحدة على غزة وحكمها وتطويرها بعيد المنال، لكنه يقول مستدركا إنه حتى لو لم تتقدم هذه الفكرة شبرا واحدا فإنها قد أحدثت تأثيرا عميقا في الخطاب السياسي اليهودي الإسرائيلي.
إعلان
لا مفاجآت
ولم يكن مفاجئا -كما يقول رابوبورت- أن سارع قادة اليمين المتطرف في إسرائيل إلى التعبير عن ابتهاجهم بالمقترح الأميركي رغم أن عواقبه قد تكون ماحقة على المنطقة بأسرها.
ووفقا للمقال، فإن الشعور بأن إسرائيل حصلت بخطة ترامب على فرصة تاريخية لتفريغ قطاع غزة من سكانه من شأنه أن يمنح زخما هائلا لمطالب وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي المستقيل إيتمار بن غفير اللذين يحثان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على نسف وقف إطلاق النار قبل أن يصل إلى مرحلته الثانية، واحتلال غزة، وإعادة بناء المستوطنات اليهودية في القطاع.
وكشفت المجلة أن وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق -وهي وكالة تابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية- بدأت بالفعل في وضع الخطط اللازمة لوضع فكرة ترامب موضع التنفيذ حتى بدون الحاجة لوجود قوات أميركية على الأرض.
وتشمل الخطط -على سبيل المثال- أنه في حال رفضت مصر السماح باستخدام معبر رفح لتسهيل عملية "التطهير العرقي" في غزة يمكن للجيش الإسرائيلي أن يفتح مسارات أخرى "من البحر أو البر، ومن هناك إلى مطار لنقل الفلسطينيين إلى الوجهات المقصودة".
تشمل الخطط في حال رفضت مصر السماح باستخدام معبر رفح لتسهيل عملية "التطهير العرقي" في غزة أن يفتح الجيش الإسرائيلي مسارات أخرى "من البحر أو البر، ومن هناك إلى مطار لنقل الفلسطينيين إلى الوجهات المقصودة
ويحذر رابوبورت في مقاله من أن خطة ترامب لن تختفي من السياسة اليهودية الإسرائيلية حتى لو انتقل اتفاق وقف إطلاق النار إلى المرحلتين الثانية والثالثة وأُفرج عن جميع الأسرى وانسحب الجيش من غزة وتحقق وقف دائم لإطلاق نار.
وبمجرد أن تتبنى إسرائيل مقترح الرئيس الأميركي حلا للقضية الفلسطينية فإن الكاتب يبين أن الرسالة الموجهة إلى الفلسطينيين واضحة، وهي أنه ليس هناك إمكانية للتوصل إلى تسوية مع إسرائيل وراعيها الأميركي -على الأقل في شكلها الحالي- لأنهما "مصممان على القضاء على الشعب الفلسطيني".
وهذا سيجعل من المستحيل على أي زعيم فلسطيني يحاول التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل أن يحافظ على الدعم الشعبي.
إعلانلكن الكاتب يزعم أن الخطر لا ينتهي عند هذا الحد، فترامب "بجهله التام بالشرق الأوسط" عمد إلى "تجزئة" القضية الفلسطينية، إذ لا يرى حلا لها كمسألة تخص اليهود والفلسطينيين الذين يعيشون بين النهر والبحر، بل يلقي بهذه المسؤولية على الدول المحيطة.
دفن القضية
وأضاف أن الرئيس الأميركي لا يدعو مصر والأردن وغيرهما من الدول العربية إلى الموافقة على قبول مئات الآلاف من الفلسطينيين في أراضيها فحسب، بل يطلب منها فعليا أن توافق على "دفن القضية الفلسطينية".
وفي صحيفة "جيروزاليم بوست" يدّعي الكاتب دان بيري أن تقسيم "الأرض المقدسة" إلى دولتين أو دولة واحدة -سواء أكانت متساوية الحقوق أم لا- هو بدائل حقيقية "وستبقى كذلك".
وبدا الرئيس الأميركي -برأيه- "متخبطا" إزاء الواقع المعقد بتفاصيله السيكولوجية المجتمعية الدقيقة بطرحه خطة "خطيرة وغير مدروسة" لتهجير الغزيين.
وعلى الرغم من أن كاتب المقال يشير إلى أن الخطة المطروحة تواجه بعض العقبات مثل رفض الدول العربية لها وتمسك الفلسطينيين بالأرض وبما يسميها "روحهم الوطنية المميزة" فإنه يعتقد أن الشعب الأميركي لا يرغب بالغوص في مستنقع عسكري آخر بالشرق الأوسط لإرضاء "أوهام" ترامب.
ضغط مقصودومع ذلك، فإن الكاتب يرى أن ترامب ربما نجح في تهيئة الأطراف المعنية بضرورة فعل ما ينبغي عليهم فعله، وأولها -كما يوضح بيري- أن تضغط الدول العربية على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لكي تتنحى، كشرط لتقديم عشرات المليارات من المساعدات لإعادة إعمار غزة بشكل شبه كامل، وهذا يتطلب إقناع الدول العربية المعتدلة بأن "تتوقف عن الاستغراق في تخيلات الفلسطينيين المتطرفة".
وثانيها: أنه يجب تشكيل حكومة مدنية من التكنوقراط في غزة تكون لها ارتباطات بالسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية ولكنها مختلفة، بحيث يمكن الوثوق بها حتى يتسنى لها تقديم نموذج "أقل فسادا ولا تكون تعاني اختلالا".
إعلانكما ينبغي على هذه الحكومة أن تعمل بالتنسيق مع مصر ودول الخليج بدعم غربي هادئ لإقامة إدارة سليمة قد توفر طريقا موثوقا للاستقلال في المستقبل.
وثالثها: أن على الدول العربية وربما الغرب أن توافق على إرسال قوات أمنية إلى غزة لمساعدة السلطات الجديدة.
وقال الكاتب إن الأمر قد يقتضي أن يُعرض على قادة حماس وأي مسلحين آخرين "المنفى"، معتبرا أن هذا هو "التهجير السكاني الذي يجب أن يحدث".