شاهد: لبنانيون يقطفون الزيتون على وقع القصف والطيران الإسرائيلي
تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT
ينهمك غسان حسان في قطاف أشجار زيتون معمرة في بلدة حاصبيا في جنوب لبنان، بينما يصمّ الأذان أزيز طائرة استطلاع إسرائيلية لا تفارق سماء المنطقة القريبة من الحدود مع إسرائيل لتزيد من قلق سكان متعبين.
اعلانويقول حسان وهو يقطف حبوب الزيتون الناضجة في البستان الواقع عند أطراف البلدة لوكالة فرانس برس "هذا العام يختلف عن سابقه .
ما أن ينهي جملته حتى يتلقى أحد عماله رسالة على هاتفه النقال حول قصف يطال بلدة حدودية قريبة يسكنها مع أفراد عائلته. فيتوقف عن القطاف ويتصل بيدين مرتجفتين بقريب للاطمئنان قبل أن يتنفس الصعداء ويتابع عمله.
يحلّ موسم قطاف الزيتون، وهو أحد المواسم الرئيسية في مناطق عدة في جنوب لبنان وينتظره السكان من عام لآخر، على وقع تصعيد بين حزب الله وإسرائيل لم تسلم منه أشجار الزيتون.
وتشهد المنطقة الحدودية تبادلاً للقصف بين الطرفين منذ أن شنّت حركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر هجوماً غير مسبوق على إسرائيل. وقتل 62 شخصاً، بينهم 47 مقاتلاً من حزب الله وأربعة مدنيين ضمنهم مصور في وكالة أنباء "رويترز"، وفق حصيلة جمعتها فرانس برس، وثمانية أشخاص في الجانب الإسرائيلي، وفق الجيش.
ويطلق سكان جنوب لبنان على طائرات الاستطلاع الإسرائيلية المسيرة اسم "أم كامل"، نسبة الى أو "الزنانة" بسبب "الزنة" التي تحدثها من دون توقف.
ويقول حسان "كانت نسبة مرتفعة من العمال السوريين موجودة في بلدات الخيام والوزاني والماري، لكنهم غادروا" ما "أثّر سلباً علينا وبتنا بصعوبة نجد عمالاً".
ويشكل النازحون السوريون الذين يقول لبنان إنه يستضيف أكثر من مليونين منهم، اليد العاملة الرئيسية في موسم قطاف الزيتون. لكن التصعيد دفع مئات العائلات الى الفرار خصوصاً من البلدات الحدودية.
"نخاطر بحياتنا"وكان السكان يشكون أساساً من تراجع المحصول هذا العام. وفاقم التوتر الأمني الوضع سوءاً، خصوصاً بعدما أدى القصف الإسرائيلي إلى اندلاع حرائق، أتت، وفق ما قال وزير الزراعة اللبناني عباس الحاج حسن لفرانس برس، على أربعين ألف شجرة على طول الشريط الحدودي في محافظتي النبطية وصور.
ويقول حسين شاهين بينما يقطف مع عدد من العمال حقل زيتون على أطراف حاصبيا، بعد وقت قصير من سماع دوي قصف بعيد نسبياً، "نأمل أن تهدأ الأوضاع حتى يتسنى لنا جمع المحصول هذا العام".
ويتابع "قلت للعمال، حمّلوا الأكياس .. لا نعرف ماذا يطرأ علينا. عندما تسقط أول قذيفة نمشي".
وجمع العمال الزيتون في أكياس وضعوها تحت الأشجار، تمهيداً لنقلها. على امتداد مساحات واسعة في قضاءي حاصبيا ومرجعيون، يمكن رؤية عائلات وعمال يفترشون الأرض أو يتسلقون الأشجار أو يستريحون قبل أن يعاودوا نشاطهم، فيما طائرات الاستطلاع لا تفارق الأجواء.
ويوضح شاهين "يخاطر الناس بحياتهم.. ينتظرون الموسم من عام لعام حتى يبيعوا الزيت ويؤمنوا لقمة العيش"، متابعاً "عندما يحصل القصف، يعودون الى منازلهم ويفرجها الله في اليوم اللاحق".
ويضم قضاء حاصبيا وحده، وفق مسؤول في التعاونية الزراعية في المنطقة رشيد زويهد، قرابة مليون ونصف مليون شجرة زيتون.
ويوضح المدرس المتقاعد (73 عاماً)، وهو صاحب معصرة زيتون، أن "موسم الزيتون هو مصدر رزق. قصف أم لا، الناس مضطرون لأن يتوجهوا الى الحقول ويجمعوا الزيتون. يخاطرون بكل تأكيد لكنهم مجبرون".
"الرزق كالولد"في الهبارية، ينشط أفراد عائلة الشعار في قطف الزيتون. وتقول منى الشعار (54 عاماً) بينما تضع وزرة على خصرها وتنتقل من شجرة إلى أخرى "لا نشعر بالخوف، لكن صوت الطيران صرع رأسنا منذ الصباح. لقد وتّر أعصابنا".
ويتقاسم أفراد العائلة المهمات، منهم من يغطي الأرض بقماش لجمع الزيتون عليه، وآخرون يتناوبون على القطاف بواسطة عصا يضربون بها أغصان الشجر ليتساقط الزيتون الأخضر أو باستخدام أيديهم.
على بعد أمتار، يقول عدنان الشعار إنه لا يشعر بالخوف. ويضيف "قبل قليل، استهدف قصف تلال الهبارية وكفرشوبا" الواقعتين على بعد بضعة كيلومترات. "سمعناه بوضوح، لكننا تأقلمنا مع الوضع".
ويعتبر عدنان نفسه محظوظاً لتمكنه وعائلته من التوجه الى أرضهم. ويطلق علة شجرة الزيتون في المنطقة اسم "شجرة البركة"، كونها من أبرز مصادر الدخل في تلك المنطقة. ويعتمد كثر على عائدات بيع الزيتون والزيت في معيشتهم.
اعلانتحقيق لـ"مراسلون بلا حدود": "الصحفيون في جنوب لبنان كانوا مستهدفين"الأمم المتحدة: في لبنان .. نزوح 29 ألف شخص من المنطقة الحدودية مع إسرائيلشاهد: في ظل خشية من التصعيد مع حزب الله ... إسرائيليون يتبرعون بالدم على الحدود مع لبنانودفع التصعيد، وفق الأمم المتحدة، نحو 29 ألف شخص للنزوح، غالبيتهم الساحقة من جنوب البلاد، خوفا من توسّع الحرب الى لبنان.
ويقول الشعار "أعرف أشخاصاً لم يتمكنوا من جمع رزقهم لأنهم قريبون أكثر من المنطقة الحدودية ويتعرضون للقصف".
ويوضح "لقد تركوا رزقهم وأرضهم.. الأمر صعب، لأن الفرد يتعب من أجل رزقه. الرزق كالولد، تهتم به كما تهتم بابنك".
المصادر الإضافية • أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: الجيش الإسرائيلي يقصف "خلية عسكرية" في لبنان شاهد: مدرعات ودبابات إسرائيلية تحتشد بالقرب من الحدود اللبنانية بلد منهك اقتصاديا.. هل يفتقر لبنان إلى مقومات التحضير لحرب محتملة بين حزب الله وإسرائيل؟ الشرق الأوسط إسرائيل جنوب لبنان لبنان حزب الله اعلانالاكثر قراءة شاهد: مدارس أصبحت خالية من التلاميذ في اليابان.. والسبب: تراجع عدد السكان مباشر. تستمر التغطية| الأمم المتحدة تصف القصف الإسرائيلي لجباليا بـ"الفظاعة" وقد "يرقى إلى جرائم حرب" ألمانيا تناقش تقليص أسبوع العمل إلى أربعة أيام شاهد: مطالِبين بـ"إنقاذ أطفال غزة".. أمريكيون يقاطعون كلمة وزير الخارجية بلينكن في الكونغرس شاهد: إسرائيلية تودع ابنها إلى جبهة القتال.. "يجب قتل جميع الفلسطينيين وتدمير غزة ومستشفياتها" اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. عشرات القتلى في قصف جديد على مخيم جباليا والأمم المتحدة تحذر من جرائم حرب يعرض الآن Next بايدن يؤيد "فترة توقف" في الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس يعرض الآن Next منظمة الصحة العالمية تدعو إلى هدنة إنسانية عاجلة في غزة يعرض الآن Next عنف المستوطنين يجبر فلسطينيي الضفة الغربية على الرحيل والولايات المتحدة تصفه بـ"المزعزع للاستقرار" يعرض الآن Next شاهد لحظة عبور بعض الأجانب ومزدوجي الجنسية من غزة إلى مصر عبر معبر رفح LoaderSearchابحث مفاتيح اليوم غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس إسرائيل قطاع غزة طوفان الأقصى فلسطين الشرق الأوسط ألمانيا مصر كتائب القسام Themes My Europeالعالممال وأعمالرياضةGreenNextسفرثقافةفيديوبرامج Servicesمباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Games Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعونا النشرة الإخبارية Copyright © euronews 2023 - العربية EnglishFrançaisDeutschItalianoEspañolPortuguêsРусскийTürkçeΕλληνικάMagyarفارسیالعربيةShqipRomânăქართულიбългарскиSrpskiLoaderSearch أهم الأخبار غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل حركة حماس قطاع غزة طوفان الأقصى My Europe العالم مال وأعمال رياضة Green Next سفر ثقافة فيديو كل البرامج Here we grow: Spain Discover Türkiye From Qatar أزمة المناخ Destination Dubai Explore Azerbaijan مباشرالنشرة الإخباريةAll viewsنشرة الأخبارجدول زمني الطقسGames English Français Deutsch Italiano Español Português Русский Türkçe Ελληνικά Magyar فارسی العربية Shqip Română ქართული български Srpskiالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الشرق الأوسط إسرائيل جنوب لبنان لبنان حزب الله غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس إسرائيل قطاع غزة طوفان الأقصى فلسطين الشرق الأوسط ألمانيا مصر كتائب القسام غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل حركة حماس قطاع غزة طوفان الأقصى یعرض الآن Next جنوب لبنان حزب الله
إقرأ أيضاً:
تكثيف عمليات القصف بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله
تكثفت عمليات القصف المتبادل بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، الأحد، في وقت تتواصل فيه الجهود الدبلوماسية في إطار مفاوضات تتعلق بصفقة لوقف إطلاق النار.
وشهد الأحد إطلاق أكثر من 240 صاروخا من لبنان مما أسفر عن إصابة تسعة إسرائيليين، أحدهم بجروح خطيرة، كما شنت القوات الجوية الإسرائيلية غارات مكثفة على أهداف لحزب الله في الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت وأهداف أخرى في البقاع اللبناني.
واستهدفت الغارات مراكز قيادية وعسكرية، بما في ذلك مكاتب استخباراتية ووحدات صاروخية تابعة للحزب.
ووفقا لبيان صادر عن الجيش الإسرائيلي "شنت طائرات حربية لسلاح الجو بتوجيه من هيئة الاستخبارات العسكرية سلسلة غارات استهدفت 12 مقر قيادة عسكرية لحزب الله في منطقة الضاحية الجنوبية في بيروت".
وشملت الغارات استهداف مقرات لركن الاستخبارات في حزب الله ووحدة الصواريخ البحرية فيه والوحدة 4400 المسؤولة عن نقل الوسائل القتالية من إيران مرورا بالعراق وسوريا إلى حزب الله في لبنان، وفقا للمصدر ذاته.
وقال الجيش "لقد استخدم حزب الله مقرات القيادة لتخطيط وتنفيذ مخططات إرهاببة ضد المواطنين الإسرائيليين وقوات جيش الدفاع العاملة في منطقة جنوب لبنان. تعتبر هذه الغارات حلقة مهمة في عمليات جيش الدفاع لضرب قدرات حزب الله لتنفيذ مخططات إرهابية مختلفة ضد دولة إسرائيل".
وأفاد الجيش الإسرائيلي أن "الغارات نُفذت بعد تحديد دقيق للأهداف ووسط ظروف جوية صعبة". في الوقت نفسه، وسّعت القوات البرية عملياتها في جنوب لبنان، متوغلة نحو الخط الثالث للقرى، بهدف تحقيق سيطرة استراتيجية استعدادا لأي سيناريو مستقبلي، وفقا لمراسل "الحرة" في تل أبيب.
قصف مكثف على لبنانوأفادت مراسلة "الحرة" في بيروت بتعرض بلدات يحمر الشقيف والجبل الأحمر بين حاروف وشوكين وزبدين قضاء النبطية، صباح الاثنين، لغارات إسرائيلية، وسجلت أيضا غارات على أرنون وكفرتبنيت وحرج علي الطاهر ومحيط قلعة الشقيف، وغارات على مجرى نهر الليطاني بين زوطر ودير سريان وبين شوكين وميفدون وأطراف كفرصير، و3 غارات على عين قانا في إقليم التفاح.
وكانت سجلت غارات، ليل الأحد، على حي البياض في مدينة النبطية وعلى أنصار والخيام ودمّرت منزلا في يحمر وسقط قتيل بغارة على دير الزهراني، كما شن الطيران الحربي غارات على أنصارية ومجرى نهر الليطاني وعين قانا، ونفذ الجيش الإسرائيلي تفجيرات ضخمة في بلدة الخيام للمنازل السكنية، وفق ما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام.
ودمرت الغارات الحربية الإسرائيلية 15 منزلا في بلدة يحمر الشقيف في غارات كثيفة.
وأشارت تقارير أمنية للاشتباكات التي شهدتها بلدة الخيام في القطاع الشرقي ومحاولات تقدم نفذها الجيش الاسرائيلي للسيطرة على الخيام، وتستمر التحركات الإسرائيلية في دير ميماس، وسجل انتشار لجنود إسرائيليين بالدبابات بين كروم الزيتون في تلك المنطقة.
ولفت مواطنون من دير ميماس إلى أن قوات إسرائيلية قامت بعمليات تفجير في البلدة بالقرب من دير ميما وصولا حتى مجرى الليطاني.
وتدور اشتباكات بين عناصر من حزب الله وقوات إسرائيلية وبشكل شرس في محيط بلدية الخيام بعدما تقدمت قوات إسرائيلية مدعومة بدبابات الميركافا من جهة الشاليهات ومعتقل الخيام في الأطراف الجنوبية تحت غطاء من الغارات والقصف المدفعي والفوسفوري على وسط الخيام وعلى أطرافها لناحية إبل السقي وجديدة مرجعيون.
وفي القطاع الغربي ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام نقلا عن مصدر أمني أن دورية مؤللة إسرائيلية تقدمت، عند الساعة الخامسة من صباح الاثنين، من شمع باتجاه البياضة غربا، وبعد اجتيازها مئات الأمتار استهدفها عناصر من حزب الله وأصابوا دبابتي ميركافا، مع استهداف تجمعات للجيش الإسرائيلي في البياضة، وأفادت مراسلة "الحرة" بأنه مع استمرار الاشتباكات سجل انسحاب دبابات إسرائيلية من المنطقة.
وفي القطاع الأوسط اندلعت اشتباكات بين عناصر من حزب الله وقوات إسرائيلية عند مثلث مارون الراس - عيناتا - بنت جبيل.
وفي الضاحية الجنوبية لبيروت شن الطيران الحربي، مساء الأحد، ما يقارب العشر غارات بعد التحذيرات التي أطلقها الجيش الإسرائيلي، وقد ارتفعت سحب من الدخان غطت سماء الضاحية وبيروت، مع انبعاث روائح كريهة، وأدت الغارات إلى تدمير مجمعات سكنية.
وفي حصيلة غير نهائية للغارة التي شنها الطيران الحربي على منطقة البسطة التحتا في العاصمة بيروت أعلنت وزارة الصحة عن ارتفاع الحصيلة إلى 30 قتيلا و67 جريحا.
حزب الله من جهته أصدر وللمرة الأولى منذ بداية الحرب 51 بيانا عسكريا حول العمليات التي نفذها، الأحد، وتوقف مراقبون عند الأعداد ونوعية الصواريخ التي أطلقها باتجاه الداخل الإسرائيلي لا سيما تل أبيب تنفيذا لمعادلة تل أبيب مقابل بيروت.