القدس المحتلة-سانا

من صيدلية إلى أخرى في قطاع غزة المحاصر، وتحت قصف الاحتلال الإسرائيلي يحاول معتز الزعانين الحصول على حليب لطفله الرضيع، لكن جميع محاولاته لم تفلح لنفاده، بسبب منع الاحتلال إدخال الاحتياجات الأساسية إلى القطاع منذ بدء عدوانه في السابع من تشرين الأول الماضي.

ويؤكد الزعانين لمراسل سانا أنه خاطر بنفسه بالخروج من مركز الإيواء التابع لوكالة الأونروا وسط القطاع، وبحث عن الحليب تحت القصف المدفعي والجوي الغاشم عله يجد علبة حليب واحدة لطفله ذي الخمسة أشهر لكن دون جدوى، مبيناً أنه يضطر لأن يقدم لطفله غذاء غير مناسب لعمره، ما تسبب له بتلبك معوي كما أخبره الأطباء.

وحذر الزعانين من أن مصير آلاف الأطفال الرضع سيكون مجهولاً، ووضعهم الصحي في خطر شديد، ما لم يتوفر الحليب المناسب لأعمارهم، موجهاً نداء استغاثة لكل أحرار العالم لإنقاذ حياة آلاف الأطفال في غزة الذين يتهددهم الجوع والجفاف.

من جانبه يوضح الطبيب يحيي العثامنة أن الأطفال الرضع في غزة يعيشون كارثة، فهم لا يحصلون على الحليب المناسب لأعمارهم، وحتى إن توفر بعض أنواع الحليب فإن المياه التي يتم خلطه بها ملوثة ولها مخاطر على صحة الطفل، مؤكداً أنه تم تسجيل مئات حالات الإصابة بين الأطفال الرضع، بأمراض في المعدة والتنفس، بفعل البيئة القاتلة التي تسبب بها العدوان الإسرائيلي الذي دمر منظومة الحياة الصحية والبيئية في قطاع غزة.

ويشكو نحو 600 ألف نازح ومنكوب يقيمون في مراكز الإيواء في قطاع غزة من انفجار أنابيب الصرف الصحي فيها وتكدس القمامة، جراء توقف عمل شاحنات نقل النفايات لنفاد الوقود بفعل الحصار الإسرائيلي الكامل على القطاع مع بدء عدوانه المستمر لليوم الـ27.

عاصم حمدان وهو مقيم كذلك في مركز إيواء في وسط قطاع غزة ونزح من منزله الكائن في حي الزيتون، يقول: كل المقيمين في مراكز الإيواء التابعة لوكالة الأونروا يشربون مياها ملوثة، نتيجة توقف محطات التحلية عن العمل إثر نفاد الوقود، يضاف إلى ذلك التلوث والروائح الكريهة بفعل تكدس القمامة داخل مراكز الإيواء وانعدام المياه، ما حول حياة النازحين إلى جحيم ومعاناة يفاقمها عدم توفر الخبز والمواد الغذائية، مشيراً إلى أن أهالي القطاع يعيشون تحت القصف والمجازر، ويعانون الجوع وانعدام الأمن الغذائي، جراء الحصار والعدوان الذي طال الأسواق والمخابز والمحال التجارية، وما تبقى نفدت منه البضائع.

محمد أبو شباب

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

«اليونيسيف»: مستقبل أطفال العالم في خطر

الأمم المتحدة (وكالات)

أخبار ذات صلة أول وزيرة لشؤون الشعوب الأصلية في البرازيل لـ«الاتحاد»: «إعلان الإمارات» خريطة طريق للحفاظ على المناخ «أبوظبي للطفولة»: برامج ومبادرات لخلق بيئة داعمة وآمنة للأطفال

حذرت منظمة اليونيسيف من التحول الديموغرافي والتداعيات المتزايدة لظاهرة الاحترار وتهديد التكنولوجيا المتصلة، وكلها «توجهات كبرى» ترسم مستقبلاً قاتماً للأطفال في عام 2050، داعية إلى التحرك الآن لضمان آفاق أفضل لشباب الغد.
وحذرت كاثرين راسل المديرة العامة لمنظمة للأمم المتحدة للطفولة أمس، من أن «الأطفال يواجهون العديد من الأزمات بدءاً بالأزمات المناخية إلى المخاطر عبر الإنترنت، ويتوقع أن تتفاقم في السنوات المقبلة».
وقالت في بيان بمناسبة نشر تقرير اليونيسيف الرئيسي الذي يتناول موضوعا مختلفاً كل عام «إن عقوداً من التقدم خاصة للفتيات، معرضة للتهديد».
هذا العام تنظر اليونيسيف إلى العام 2050 وتحدد ثلاثة «توجهات رئيسية» تهدد - إضافة إلى النزاعات التي لا يمكن التنبؤ بها - «بشكل خطير» الأطفال إذا لم تتخذ القرارات اللازمة في الوقت المناسب.
وبحلول منتصف القرن، يفترض أن يكون عدد الأطفال «أقل من 18 عاماً» مماثلاً لعددهم اليوم، أي حوالي 2.3 مليار نسمة، لكن مع زيادة عدد سكان العالم بشكل كبير بنحو 10 مليارات نسمة.
وعلى الرغم من انخفاض نسبة الأطفال في جميع المناطق، فإن أعدادهم ستزداد بشكل كبير في بعض المناطق الفقيرة، ولا سيما في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. 
وتشير اليونيسيف إلى إمكانية تعزيز الاقتصاد فقط إذا تم اتخاذ التدابير اللازمة لضمان حصول هذا العدد الكبير من الشباب على تعليم جيد وخدمات صحية ووظائف.
والتهديد الآخر هو تغير المناخ وتداعياته المدمرة أكثر وأكثر، حيث تشير توقعات اليونيسيف إلى أنه إذا استمر المسار الحالي لانبعاث غازات الدفيئة، سيتعرض عدد أكبر من الأطفال لموجات الحر في عام 2050 بنحو ثمانية أضعاف مقارنة بعام 2000، و3.1 مرة أكثر للفيضانات المدمرة أو حتى 1.7 مرة أكثر للحرائق. 
وثالث «التوجهات الكبرى» التكنولوجيا الحديثة، لا سيما الذكاء الاصطناعي، وسيكون إتقانه بلا شك شرطاً أساسياً للمسار التعليمي وجزءاً كبيراً من وظائف المستقبل.
لكن الفجوة الرقمية لا تزال آخذة في الاتساع، حيث أصبح اليوم 95% من السكان متصلين بالإنترنت في البلدان الغنية، مقابل 26% فقط في البلدان الفقيرة، خاصة في غياب القدرة على الوصول إلى الكهرباء أو شبكة إنترنت أو هاتف محمول أو جهاز كمبيوتر.
وتصر اليونيسيف على أن «الفشل في إزالة هذه العقبات أمام الأطفال في هذه البلدان، خاصة الذين يعيشون في كنف أسر فقيرة، سيؤدي إلى عدم مواكبة جيل محروم من التطور التكنولوجي».
ويشكل انتشار التكنولوجيا الجديدة دون رقابة تهديداً على الأطفال وبياناتهم الشخصية، ويعرضهم بشكل خاص لمتحرشين جنسياً.
وصرحت نائبة مدير قسم الأبحاث في اليونيسيف، سيسيل أبتيل: «هناك مخاطر كثيرة تهدد أطفال المستقبل، لكن ما أردنا توضيحه هو أن الحلول بأيدي صناع القرار الحاليين»، موضحة «سيكون الاتجاه الصحيح هو الذي سيسمح للأطفال بالاستمرار والعيش بأفضل الطرق في عام 2050».

مقالات مشابهة

  • استمرار الإبادة والمجازر وحرب التجويع منذ 48 يومًا شمالي قطاع غزة
  • «اليونيسيف»: مستقبل أطفال العالم في خطر
  • نداءات استغاثة لإنقاذ حياة المرضى والجرحى المحاصرين في شمال غزة
  • وسط تشريد وتجويع و استشهاد أطفال غزه : العالم يحتفل باليوم العالمي للطفل!!
  • اليونيسف تتوقع معدل بقاء الرضع على الحياة إلى 98% بحلول عام 2050
  • مستشفى كمال عدوان في جباليا يطلق نداء استغاثة لإنقاذ حياة عشرات المرضى والجرحى جراء الحرب على قطاع غزة
  • اليونيسف: الاحتلال يدمر جيلا من أطفال غزة بالكامل
  • أطفال غزة: «معاناة لا يمكن تصورها» وسط القصف والحصار
  • كارثة إنسانية جراء نفاد الوقود في غزة.. ماذا يحدث في فلسطين؟ (فيديو)
  • أب يقتل ابنتيه التؤام الرضع بمساعدة والديه وشقيقه