ما هو وقف إطلاق النار وما هي الهدنة ومتى يمكن عقدهما ومع مَن؟
تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT
دعت الأمم المتحدة إلى "وقف فوري لإطلاق النار" في قرارها الأخير بشأن الصراع في الشرق الأوسط.
بدعوتها إلى "هدنة إنسانية فورية"، أثارت الأمم المتحدة غضب إسرائيل، خاصة وأن القرار لا يشير إلى حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد حماس.
مختارات سفير إسرائيل في برلين ينتقد امتناع ألمانيا عن التصويت على قرار غزة إسرائيل والأمم المتحدة: توتر وعلاقة معقدة! هل بدأ الجيش الإسرائيلي عمليته البرية الواسعة في قطاع غزة؟وكانت هذه المنظمة الإسلاموية الفلسطينية المسلحة، التي يصنفها الاتحاد الأوروبي وألمانيا والولايات المتحدة ودول عربية منظمة إرهابية، قد قتلت أكثر من 1400 شخص في إسرائيل في هجوم كبير يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، معظمهم من المدنيين.
وردا على هذا الهجوم الإرهابي، قامت إسرائيل منذ ذلك الحين بقصف وقصف العديد من القواعد المشتبه بها لحماس في قطاع غزة. كما بدأ الجيش الإسرائيلي هجوما بريا.
ماذا يعني قرار الأمم المتحدة بالنسبة لحرب إسرائيل ضد حماس؟
أولا وقبل كل شيء، قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ليست ملزمة بموجب القانون الدولي. وينبغي أن تُفهم على أنها مناشدات للأطراف المتصارعة، والتي تعكس رأي الأغلبية في الهيئة العالمية.
إن قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وحدها هي الملزمة بموجب القانون الدولي. وهذا يعني أن هذه الهيئة العليا للأمم المتحدة يمكنها تهديد الدول المعنية بالعقوبات إذا لم تلتزم بالقرار. إن قبول إسرائيل وحماس بالهدنة التي طالبت بها الجمعية العامة للأمم المتحدة أمر متروك بالكامل لطرفي الصراع - فهما غير مجبرين على القيام بذلك.
متى يتم التوافق على الهدنة عادة؟
غالبا ما تكون الهدنة عبارة عن اتفاقية غير رسمية إلى حد ما بشأن وقف القتال. ويكون ذلك لفترة زمنية قصيرة ومناطق محدودة. وغالبا ما تخدم الهدنة هدفا محددا.
يستمر إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة ولكن بكميات غير كافية، كما تقول الأمم المتحدة
على سبيل المثال، يمكن الاتفاق على وقف مؤقت لإطلاق النار لمدة ثلاثة أيام على طرق نقل محددة بهدف السماح بإيصال المساعدات الإنسانية أو نقل المدنيين إلى مكان آمن. هنا يمكن الحديث أيضا عن "هدنة إنسانية".
ويمكن أيضا استخدام وقف إطلاق النار خلال مفاوضات تبادل الأسرى أو حتى محادثات السلام. ومع ذلك، لا يمكن فهم هذه الهدنة أو وقف إطلاق النار المؤقت على أنه مؤشر على نهاية الأنشطة الحربية.
ما مدى إلزامية وقف إطلاق النار الرسمي؟
في المقابل، فإن هناك نوعا آخر من وقف إطلاق النار، وهو نوع له طابع تعاقدي رسمي: "وقف إطلاق النار يقطع العمليات الحربية بموجب اتفاق متبادل بين المتحاربين"، وفق ما ورد في الفصل الخامس من الاتفاقية الخاصة باحترام قوانين وأعراف الحرب البرية، وهو جزء من اتفاقيات لاهاي. ولذلك فإن هذا هو المصطلح الراسخ في القانون الإنساني الدولي. وهو يخضع بالتالي لقواعد معينة.
ووفقا للاتفاقية الخاصة باحترام قوانين وأعراف الحرب البرية، يمكن أيضا أن يكون وقف إطلاق النار محدودا من حيث الموقع والوقت. ولكن: "إذا لم يتم الاتفاق على مدة محددة، فيمكن للأطراف المتحاربة استئناف الأعمال العدائية في أي وقت". ولكن هناك شرط أساسي وهو: يجب إخطار العدو باستئناف المعارك "في الوقت المناسب، وفقا لشروط الهدنة".
مصافحة تاريخية: رئيس الوزراء الإسرائيلي رابين وزعيم منظمة التحرير الفلسطينية عرفات يتصافحان عند التوقيع على اتفاقيات أوسلو الأولى بين الإسرائيليين والفلسطينيين في سبتمبر/أيلول 1993. وقد أنشأ الاتفاق الأساس للحكم الذاتي الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة.
إلا أنه في حال قام العدو بانتهاك جسيم من جانب واحد لشروط وقف إطلاق النار، فإن هذا يعفي الطرف الآخر من التزام الإخطار.
من يستطيع إبرام معاهدة سلام؟
في كثير من الحالات يكون وقف إطلاق النار الرسمي بمثابة مقدمة لمعاهدة سلام، والتي تنظم بعد ذلك السلام الدائم. ويمكن لدولة ما أن تعلن انتهاء الحرب -ولو من جانب واحد- دون الالتزام بشروط محددة.
ولكن لا يمكن إبرام معاهدات السلام واتفاقيات السلام إلا بين حكومات معترف بها بموجب القانون الدولي. ولأن حركة حماس لا تتمتع بهذه المكانة فلا يمكن عقد اتفاقية معها.
يعترف أكثر من ثلثي أعضاء الأمم المتحدة بـ"دولة فلسطين"، لكن حكومتها الرسمية هي السلطة الفلسطينية في رام الله بالضفة الغربية. وفي عام 2012، امتنعت ألمانيا عن التصويت، عندما نُظّم تصويت في الأمم المتحدة بخصوص الاعتراف بدولة فلسطينية.
كلير روت/جان وولتر/ف.ي
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: هدنة إنسانية في غزة مفاوضات بين حماس وإسرائيل الهدنة الإنسانية وقف إطلاق النار اتفاقية السلام دويتشه فيله هدنة إنسانية في غزة مفاوضات بين حماس وإسرائيل الهدنة الإنسانية وقف إطلاق النار اتفاقية السلام دويتشه فيله وقف إطلاق النار الأمم المتحدة للأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
غارة جوية إسرائيلية على شرق لبنان رغم اتفاق وقف إطلاق النار
بيروت - استهدفت غارة جوية إسرائيلية فجر الأربعاء 25ديسمبر2024، منطقة بعلبك في شرق لبنان، في "خرق" لاتفاق وقف إطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، حسبما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية.
وقالت الوكالة إنّ الغارة التي استهدفت منزلا في سهل طاريا مجاورا لضفاف مجرى نهر الليطاني غرب مدينة بعلبك، لم تُسفر عن "وقوع إصابات".
وأفاد مصدر أمني وكالة فرانس برس مشترطا عدم الكشف عن هويته، بأنّ الغارة نُفّذت "عند الساعة الثانية وأربعين دقيقة (00,40 ت غ)، مستهدفة مستودعات في سهل بلدة طاريا يُعتقد أنّها تابعة لحزب الله".
ودخل اتفاق لوقف إطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله حيز التنفيذ فجر 27 تشرين الثاني/نوفمبر. غير أن الطرفين تبادلا الاتهامات بانتهاكه.
وبدأ الطرفان تبادل إطلاق النار عبر الحدود في تشرين الأول/أكتوبر 2023 غداة اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة. وبعد نحو عام من ذلك، كثفت الدولة العبرية اعتبارا من 23 أيلول/سبتمبر غاراتها على لبنان مستهدفة خصوصا معاقل الحزب في جنوب لبنان وشرقه وضاحية بيروت الجنوبية. وهي بدأت في 30 منه عمليات برية في المناطق الحدودية بجنوب لبنان.
وبموجب اتفاق وقف النار، تمّ تشكيل لجنة إشراف تضمّ فرنسا والولايات المتحدة ولبنان وإسرائيل وقوات قوة الأمم المتحدة في لبنان (يونيفيل) لمراقبة تنفيذ الهدنة والانتهاكات المحتملة من الجانبين.
ودعت السلطات اللبنانية إلى ممارسة ضغط على إسرائيل لوقف الانتهاكات.
وكان الجيش الإسرائيلي أفاد الأحد عن تدمير "منشآت تخزين أسلحة... بما يتوافق مع وقف إطلاق النار والاتفاقات بين لبنان وإسرائيل".
وخلال جولة قام بها في جنوب لبنان الإثنين، قال رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي من بلدة الخيام "لكي يقوم الجيش بمهامه كاملا على لجنة المراقبة... أن تقوم بدورها الكامل والضغط على العدوّ الإسرائيليّ لوقف كل الخروقات".
وفي اليوم ذاته، دعت قوة الأمم المتحدة في لبنان (يونيفيل) إلى "الإسراع في سحب الجيش الإسرائيلي".
وبموجب اتفاق الهدنة، من المقرر أن يعزز الجيش اللبناني واليونيفيل انتشارهما في جنوب لبنان، وأن ينسحب الجيش الإسرائيلي خلال 60 يوما.
Your browser does not support the video tag.