حماس انتهكت حقوق الفلسطينيين الدينية والمدنية طيلة حكمها لغزة ووضعتها تحت حكم أصولي، لا يختلف في تشدده عما هو موجود في إيران وأفغانستان ومثل طالبان والملالي اضطهدت أيضاً النساء.
السؤال المغيّب الذي لا يطرح صراحة حول حركة حماس هو ذلك المتعلق بمدى استحقاقها لنعت "مقاومة"، فهل هي حقيقة حركة تقاوم من أجل مصلحة الشعب الفلسطيني في المقام الأول؟ ماذا قدمت هذه الجماعة الإسلامية لسكان غزة منذ أن أخذت الحكم في ظروف انتخابية غامضة سنة 2007؟ هل نشرت العدل بين الغزيّين؟ أما السؤال الثاني فهو: ماذا حققت حماس للقضية الفلسطينية بهجوم 7 أكتوبر المروّع؟ هل بَرْبَرت القضية أم أنْسَنتها؟ هل أغرق "طوفان الأقصى" إسرائيل أم غزة المدينة والقضية الفلسطينية برمّتها؟
لم تكن حماس سوى شؤم على الفلسطينيين منذ نشأتها بمباركة إسرائيلية مثلما كان الحال بالنسبة إلى كل الحركات الإسلامية في أغلب البلدان العربية التي كانت بمباركة الأنظمة الحاكمة أملاً منها في تحجيم دور الحركات التقدمية والليبرالية وقد جاءت حماس أو جيء بها لضرب حركة فتح.
ادعاء الانتماء إلى الدين والدفاع عن المقدسات جنّب حركة حماس الإخوانية النظر إليها بعين ناقدة خوفاً من الاتهام بمعاداة الإسلام أو رفض الحل الإسلامي أو تطبيق الشريعة وهو ما فتئت تبشر به جماعة الإخوان المسلمين، أمُّ حماس الأيدولوجية، منذ ولادتها سنة 1928 والذي تمكنت من غرسه في نفوس أغلبية الجماهير العربية عن طريق المنظومات التربوية التي قُدمت لها على طبق من ذهب، علاوة على وسائل الإعلام المساندة لمشروعها.
في تقارير كثيرة، ذكرت منظمة العفو الدولية أن حركة حماس كثيراً ما استخدمت الصراع مع إسرائيل لـ "تصفية الحسابات" مع خصومها الفلسطينيين ووثقت المنظمة إعدام الكثير من الأشخاص واعتقال وتعذيب العشرات من دون محاكمات، كما تحدثت تقارير أخرى عن حملات وحشية واختطاف وتعذيب وارتكاب جرائم ضد فلسطينيين متهمين بالتعاون مع إسرائيل.
لقد انتهكت حماس حقوق الفلسطينيين الدينية والمدنية طيلة حكمها لغزة ووضعتها تحت حكم أصولي لا يختلف في تشدده عما هو موجود في إيران وأفغانستان.. مثل طالبان والملالي اضطهدت حماس النساء الفلسطينيات بفرضها الحجاب عليهن وإنشاء شرطة إسلامية تراقب كل صغيرة وكبيرة في حياة الناس الخاصة، واضطهدت الفلسطينيين المسيحيين وجعلتهم ذميّين في بلدهم وقد هرب جلّهم من غزة إذ منعوا حتى من الاحتفال بأعيادهم علانية.
أما كارثة الكوارث فهي ما ارتكبته يوم 7 أكتوبر الماضي والذي بينت من خلال ذلك العمل الإرهابي المشين أنها لا تعير أدنى اهتمام لسلامة أهل غزة، ما ارتكبه أفراد حماس في حق مدنيين إسرائيليين وأجانب لا يمتّ بأيّ صلة للمقاومة ولا للإنسانية.. لقد قتلوا بأبشع الطرق شباناً جاؤوا من كل بلدان العالم ليحتفلوا بعيد الحب والسلام وهم في أغلبيتهم الساحقة دعاة سلام، من اليسار المساند لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته.
أيقظت المذبحة التي ارتكبتها حماس في وعي اليهود ولا وعيهم جميعاً جرح المحرقة وكان واضحاً أن الرد الإسرائيلي سيكون بلا حدود، وهكذا أعطت الفرصة للمتطرفين في إسرائيل لتحويل غزة إلى مقبرة جماعية كبيرة بعدما كانت أكبر سجن مفتوح في العالم.
لم يكتف خالد مشعل بـ "طوفان الأقصى" الأول الذي أغرق غزة وراح ضحيته ما يقارب الـ8000 فلسطيني، فهو يطالب اليوم بطوفان أكبر يصنع به التاريخ! ولم يتردد في الحديث عن النصر الذي حققته منظمته!
إذا لم ينتفض من تبقى من الفلسطينيين العقلاء والعرب ووضع حد للنزعات الانتحارية لحماس، قد تتحقق نبوءة المفكر التونسي العفيف الأخضر القائل ذات عام إن منظمة التحرير الفلسطينية ضيّعت نصف فلسطين وقد تضيّع حماس نصف الشعب الفلسطيني!
من الصعوبة الوصول إلى حل عادل ودائم في الشرق الأوسط من دون وضع حد لاحتلال غزة من طرف حماس.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل
إقرأ أيضاً:
محلل سياسي يكشف الفارق بين طوفان الأقصى وحرب أكتوبر (فيديو)
قال المفكر والكاتب نبيل عبد الفتاح أن حرب 6 أكتوبر 1973 كانت نتيجة للتخطيط العسكري المدروس من قبل القيادة المصرية.
السنوار وعملية طوفان الأقصى.. إرث مقاتل يتجدد بالاستشهاد (فيديو) قاسم: طوفان الأقصى بداية تغيير الشرق الأوسطوأضاف نبيل عبدالفتاح خلال حواره مع برنامج "نظرة" على قناة “صدى البلد”، تقديم الإعلامى حمدى رزق، أن النصر في حرب اكتوبر يعكس وجود استراتيجية مدروسة وعقليات حكيمة وشعب مستعد للمشاركة في المعركة بشكل مثالي.
الأحداث التي وقعت في طوفان الأقصى تشبه حربًا غير منتظمة في غزةولفت عبد الفتاح إلى إن الأحداث التي وقعت في طوفان الأقصى 7 أكتوبر 2023 تشبه حربًا غير منتظمة في غزة، لكن الفارق الجوهري هو أن فلسطين لا تمتلك جيشًا نظاميًا، مما يميز ما حدث في 6 أكتوبر عن طوفان الأقصى.
وتابع : “الشعب الفلسطيني لم يتجاوز الحدود، بل ما جرى كان رد فعل طبيعي على الانتهاكات الإنسانية المستمرة التي يرتكبها جيش الاحتلال في الأراضي الفلسطينية”.