متى ستفعّل الإرادة الجمعية العربية والإسلامية؟
تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT
متى ستفعّل الإرادة الجمعية العربية والإسلامية؟
الشعوب هي مالكة الأرض والحكم والمواقف والتعامل مع الأعداء… والشعوب قالت كلمتها.
ننصح المسؤولين العرب بأن لا يكونوا كما قال الرسول (ص): «آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان».
أليس هذا التجييش الإعلامي والعسكري والمالي الأعمى الذي يمارسة الغرب الاستعماري تجاه شعب فلسطين عودة لأحقاد وكراهيات الحملات الصليبية القديمة؟
أليس الدافع عند ملايين الأمريكيين المسيحيين الصهيونيين، الذي يعلنونه ليل نهار، هو هوس ديني بضرورة انتصار الكيان الصهيوني، كمقدمة لرجوع السيد المسيح لينقذ هذا العالم؟
* * *
ما الذي يبقى من روح ومبادئ والتزامات الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي إذا كان موت الآلاف من أطفال غزة، حرقاً وقتلاً وتمزيقاً إلى أشلاء، ناهيك عن ألوف القتلى من المواطنين الآخرين، الذين ماتوا تحت أنقاض البنايات والبيوت ومجمعات العمل والمستشفيات ودور العبادة، وفي عرض الشوارع بفعل آلة التدمير الصهيونية الهمجية الدموية الحاقدة، التي قررت محو مقاطعة غزة وساكنيها من الوجود؟
إذا كان كل ذلك لم يستدع عقد اجتماع واحد لقمة عربية، أو لقمة إسلامية لبحث هذا الاعتداء الجبان على إخوة عرب مسلمين ومسيحيين محاصرين عزلا، واتخاذ مواقف مشتركة ملائمة لإيقاف هذا الكيان الصهيوني المجنون عند حده، وللإعلان أمام العالم كله أن هوية العروبة وأخوة الدين تستدعي قطع كل علاقة تبادلية سياسية واستخباراتية واقتصادية وإعلامية معه في الحال؟
وإنها، إذ تفعل ذلك فإنه استجابة لما طالبت به الملايين من العرب والمسلمين، التي لا ولن تعترف لهذا الكيان بحق الاستيلاء على ذرة من أوطان العرب والمسلمين.
بل لنكن أكثر صراحة: أليس هذا التجييش الإعلامي والعسكري والمالي، والدعم السياسي الأعمى، الذي يمارسة الغرب الاستعماري تجاه شعب فلسطين الأعزل، هو معاودة جديدة لروح وحروب وكراهيات الحملات الصليبية القديمة؟
أليس الدافع عند ملايين الأمريكيين المسيحيين الصهيونيين، الذي يعلنونه ليل نهار، هو هوس ديني بضرورة انتصار الكيان الصهيوني، كمقدمة لرجوع السيد المسيح لينقذ هذا العالم؟
وإذا كان الأمر كذلك أليس من واجب العرب المسلمين والمسيحيين، وواجب المسلمين غير العرب، الديني والأخلاقي والإنساني، أن يقفوا في وجه هذه المهزلة الصليبية الجديدة، التي تؤججها الصهيونية، منذ عقود حتى تقنع الغرب الأمريكي والأوروبي بأنها إنما تحتل أرض فلسطين باسم وعد إلهي متخيل لشعب مختار متخيل، يعرف القاصي والداني أنه لا يمكن أن يصدر من رب العالمين، رب الرحمة والعدل والقسط والميزان والمحبة والمساواة في الكرامة الإنسانية.
أليس كل ذلك هو المكون الخفي وراء كل تصريحات المسؤولين السياسيين الصهاينة، وتهديدات كبار العساكر الصهيونيين اليومية التي تقطر كرهاً وحقداً واحتقاراً لكل ما هو عربي أو إسلامي، سواء في فلسطين أو في بلدان العرب والمسلمين؟
ألا يلاحظ الجميع أن تصريحاتهم جميعاً لم تذكر قط بأن حربهم المجنونة ستحاول، فقط تحاول، في الحد الأدنى، تجنب قتل الأطفال والنساء وكبار السن؟
وإذن، أليس من حق الشعوب العربية والإسلامية أن تطرح هذا السؤال: إذا كنتم، أيها المسؤولون، لا ترون في خروج الملايين منا طلباً شعبياً ساحقاً، بأن تعتبروا الكيان الصهيوني كياناً استعمارياً معتدياً بهمجية بهيمية، على أخوة لنا في العروبة والدين، وبأن تتراجعوا عن اعتقاداتكم وظنونكم السابقة بأن محاولة التصالح والتطبيع مع هذا الكيان قد تدخل الرحمة والمحبة في قلبه، فإنكم في هذه الحالة لا تحكموننا بالشرعية الديمقراطية، التي تقول بأنكم خدمة لمطالب شعوبكم وأنكم لستم سادتهم.
وفي هذه الحالة فأنتم بين أمرين: إما أن تتراجعوا عن سياساتكم الخاطئة تلك، أو أن تتركوا مسؤولية الحكم لغيركم، سواء أكان هؤلاء من شرفاء أفراد العائلات الحاكمة أو من شرفاء العساكر النبلاء، أو ممن ستنتخبهم الشعوب في انتخابات جديدة.
ما عاد من حق أحد أن يتعامل مع موضوع الصراع الوجودي مع الإدعاءات والممارسات الصهيونية من جهة ومع الاستعمار الغربي الذي أوجد هذا الكيان، وأثبت مؤخراً أنه معه حتى لو كان ظالماً متوحشاً، لا يملك ذرة من شفقة إنسانية حتى مع الأطفال المولولين خوفاً وضياعاً، ما عاد من حق أحد أن يتصرف وكأنه يملك شخصياً البلدان التي يحكم. فالشعوب هي المالكة للأرض وللحكم وللمواقف وللتعامل مع الأعداء.
والشعوب قالت كلمتها.. ننصح المسؤولين العرب والمسلمين بأن لا ينطبق عليهم قول الرسول (ص): «آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان». لا نريد لهم أن يصبحوا كذلك المسؤول الذي ما زال يكذب ثم يكذب حتى يكتب عند الله كذاباً. نقول لهم كل ذلك احتراماً لهم وشفقة بهم، مع علمنا بتعقيدات اللحظة الدولية.
*د. علي محمد فخرو وزير بحريني سابق، كاتب قومي عربي
المصدر | الشروقالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الصهيونية الصليبية الإرادة الجمعية الجامعة العربية الحرب الوحشية منظمة التعاون الإسلامي الکیان الصهیونی العرب والمسلمین هذا الکیان
إقرأ أيضاً:
أمل عمار: مصر تعيش العصر الذهبي للمرأة بفضل الإرادة السياسية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ألقت المستشارة أمل عمار، رئيسة المجلس القومي للمرأة، كلمة مصر الرسمية خلال الجلسة الافتتاحية للجنة وضع المرأة بالأمم المتحدة (CSW69)، التي تناولت "مراجعة واستعراض التقدم المحرز بمنهاج عمل بيجين +30".
وأكدت المستشارة أمل عمار أن مصر كانت دائمًا في طليعة الدول الداعمة لتمكين المرأة، حيث لعبت النساء المصريات أدوارًا قيادية على مدار التاريخ، من العصر الفرعوني وحتى الجمهورية الجديدة، التي تشهد العصر الذهبي للمرأة المصرية، بدعم من إرادة سياسية قوية تهدف إلى تعزيز مشاركة المرأة في مختلف المجالات، فضلاً عن إطلاق الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة 2030 والتي تعد خارطة طريق لتحقيق التنمية المستدامة.
واستعرضت رئيسة المجلس القومي للمرأة مجموعة من الإنجازات التي حققتها مصر في هذا المجال، لافتة الى انه حيث التمثيل السياسي، هناك 20 مادة بدستور 2014 لتمكين المرأة، ضمن لها تخصيص 25% من مقاعد البرلمان لتصل نسبة تمثيلها في مجلس النواب ل27% ،و14% في مجلس الشيوخ ،كما تولت المرأة الكثير من المناصب كسراً للحاجز الزجاجي منها مستشارة للأمن القومى ونائباً لمحافظ البنك المركزي.... ومناصب وزارية... ومنصب محافظ ونواب الوزراء.... وتم تعيينها قاضية في مجلس الدولة والنيابة العامة لأول مرة.
وعن التمكين الاقتصادي، تستحوذ المرأة على 45% من إجمالي مشروعات جهاز تنمية المشروعات ....وبلغ نصيب المرأة في صندوق التنمية المحلية 65% من المستفيدين ...وفي إطار أول شراكة على مستوي العالم بين البنك المركزي والمجلس القومي للمرأة تم إطلاق برنامج تحويشة للإدخار والإقراض الرقمى ،كما أُطلق أول نموذج محاكاة مع بنك مصر لتشجيع المرأة الريفية على استخدام الخدمات البنكية.
وعن الحماية الاجتماعية تستفيد النساء من 89% من البرامج مع زيادة ميزانية برنامج تكافل وكرامة بنسبة 235% ومثلت النساء 65% من المستفيدين من برامج التدريب للعاملين بالجهات الحكومية.
وفي إطار الاستثمار في الفتيات تم اطلاق برنامج نورة في العديد من المحافظات ليشمل تمكين الفتيات من سن 10 الي 14 سنة لإمدادهن بالمعرفة والمهارات لتنمية قدراتهن وتم الاحتفال بتخريج أول دفعة 6125 فتاة.
وبالنسبة لمجال الرعاية الصحية للمرأة ...أطلقت مبادرة 100 مليون صحة للكشف المبكر عن الأمراض وبرامج التوعية لضمان حياة صحية وآمنة للمرأة ، كما تم تكثيف الجهود للقضاء على زواج الأطفال وختان الاناث
وأضافت رئيسة وفد مصر ، فيما يتعلق بمحور الحماية فقد صدرت حزمة تشريعية تحمي المرأة من صور العنف داخل الأسرة وخارجها ونجحت في تطوير نظام التنسيق الوطني داخل اقسام الشرطة والمستشفيات واماكن العمل، كما تم إنشاء أول وحدة مجمعة لحماية المرأة من العنف .
واختتمت المستشارة أمل عمار كلمتها بالتأكيد أنه على الرغم من كل هذه الإنجازات، لا يمكن أن نحتفل دون أن نتوقف عند معاناة المرأة الفلسطينية التي تعيش ظروفاً قاسية تحت الاحتلال وتواجه التهجير والاعتقال والانتهاكات اليومية.. وتفقد كافة حقوقها الأساسية من تعليم وعمل ورعاية صحية.
وإننا ندعو المجتمع الدولي لتحمل مسئوولياته في دعم المرأة الفلسطينية وحمايتها من الانتهاكات لضمان حصولها على كافة حقوقها المشروعة.
كما أكدت ، انضمام وفد مصر للبيان الذى تم القاؤه بإسم دول ال٧٧ والصين وبيان المجموعة الافريقية".