نوفمبر 2, 2023آخر تحديث: نوفمبر 2, 2023

المستقلة/- رأى مختصون في الشأن المالي ومكافحة الفساد أنَّ تعدّد الجهات الرقابيَّة وعدم حصرها بجهة معينة يُسبب حالة من الإرباك، فضلاً عن التكلفة المالية التي ستتكبدها الحكومة لتعاقدها مع شركات عالمية بهذا الشأن، يأتي ذلك بينما صرّح مستشار رئيس الوزراء للشؤون المالية، مظهر محمد صالح، بأنَّ تعاقد الجهات الحكومية مع شركات التدقيق المالي العالمية الرصينة يمثل قوة تدقيقية دولية تسهم في الحد من ظواهر الفساد المتعدد الأطراف.

مقرر اللجنة المالية النيابية للدورة الرابعة، الدكتور أحمد الصفار بيّن في حديث لصحيفة “الصباح” تابعته االمستقلة، أنَّ “شركات التدقيق العالمية- وإن كانت تمتلك خبرات طويلة في عمليات التدقيق والبحث والتحري- إلا أنَّ العراق لا يفتقر لهذه الكفاءات، فالكثير من الخبرات الأكاديمية والمهنية تمتلك الخبرة الكبيرة في أصول المحاسبة والرقابة، فضلاً عن أنَّ هذه الخبرات الوطنية تكون أدرى بتفاصيل الشؤون المالية في العراق”.

ولفت إلى أنَّ “مسألة تدقيق المال العام والوصول إلى العدالة والحرص على المال العام والتصدي للفساد؛ تحتاج إلى إرادة حكومية قوية لإنجاح هذه العملية”.

وأشار الصفّار إلى نقطة جديرة بالاهتمام تتعلق بتعدد الجهات الرقابية التي قد تسبب حالة من التشتت والإرباك، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإنَّ “الخبرات الوطنية أكثر حرصاً في المحافظة على المال العام من الشركات الأجنبية التي يكون الغرض من التعاقد معها الحصول على الأموال والتي ستكبد الدولة مبالغ كبيرة، وبالتالي ستكون مُكلِفة على العراق”، وأوضح أنه “حفاظاً على المال العام والتقليل من التكلفة والحد من التجاوز على المال العام، يجب الاستعانة بالخبرات الوطنية والكفاءات التي تمتلك معلومات وتفاصيل عن المعاملات المالية”.من جانبه، قال مدير “منظمة راصد للنزاهة”، عبد الرزاق السلطاني، في حديث لـ”الصباح”: إنَّ “مشكلة تعدد مراكز القرار العراقي وخضوعه للمزاجيات، تركت- وما زالت- الأثر البالغ في إدارة الدولة ومفاصلها المختلفة، وهذه المشكلة انعكست بالضد على بناء المؤسسات بشكل مهني رصين”، وبيّن أنه “من هنا، فإنَّ تعدد الجهات الرقابية مضيعة للوقت وهدر للمال العام، فضلاً عن إضعاف المؤسسات ذات العلاقة، تحديداً (هيئة النزاهة الاتحادية) التي تحتاج إلى مزيد من الدعم الحكومي لتقوم بواجباتها على أكمل وجه، وكان لخطواتها في استرداد الأموال المُهرّبة خارج العراق الأثر الواضح في رعب الكثير من الفاسدين الهاربين خارج وداخل البلاد”.

ولفت إلى “أننا عراقيون نثق بمؤسساتنا الوطنية، ومنها هيئة النزاهة”، عادّاً أنَّ “تجربة الاستعانة بالشركات الخارجية والدولية أثبتت فشلها، وكانت للعراق تجربة قبل 3 سنوات عندما استقدم شركات تساعد في جهود مكافحة الفساد وقد استنفدت أموالاً طائلة وجهوداً كبيرة دون جدوى”.

وكان مستشار رئيس مجلس الوزراء للشؤون المالية، مظهر محمد صالح، قال أمس الأربعاء، لـ”واع”: إنَّ “شركات التدقيق العالمية تمتلك خبرات طويلة في التحري عن المعاملات المالية الأكثر تعقيداً، ولا سيما النشاطات والمعاملات المالية والإدارية ذات الارتباطات الواسعة والمتشعبة والمسماة بالنشاطات المتفرعة ذات الأذرع الطويلة”.

وأضاف أنَّ “استخدام قوة تدقيقية دولية إضافية للمراكز المالية المهمة في بلادنا أخذت صورته تتضح في الحد من ظواهر الفساد النظمي المتعدد الأطراف، وأنَّ الآثار الإيجابية لهذا التدقيق الشامل المتعدد الأغراض تمثل بلا شك بعداً جديداً في توفير مناخ مبني بتقييم مستوى الانضباط المالي، إضافة إلى دوره في تقوية مسارات طويلة الأمد تعد ذات أهمية راسخة في الإدارة الحكومية، وتمتد في الوقت نفسه عبر مفاصل النشاطات المالية الحكومية المتشعبة الأغراض في بلادنا”.

 

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

كلمات دلالية: على المال العام

إقرأ أيضاً:

العراق يدعو شركات نفط عالمية لإجراء محادثات بشأن عقود كردستان

حددت وزارة النفط العراقية الثلاثاء المقبل موعدا للاجتماع في بغداد مع وزارة الثروات الطبيعية في إقليم كردستان العراق لمناقشة القضايا المتعلقة بالعقود المبرمة والتوصل لتفاهمات تصب في تطوير الحقول النفطية، فيما وجهت دعوة للشركات الأجنبية المتعاقدة مع حكومة إقليم كردستان لتطوير حقول الإقليم، وذلك حسبما ذكرت وكالة الأنباء العراقية (واع)

وذكرت الوزارة في بيان أن المحادثات ستتناول "القضايا المتعلقة بالعقود المبرمة للتوصل لتفاهمات تصب في تطوير الحقول النفطية بأفضل الممارسات العالمية وبما يخدم المصلحة الوطنية".

وقالت ثماني شركات نفط دولية تعمل في منطقة كردستان العراق أمس الجمعة إنها لن تستأنف صادرات النفط عبر ميناء جيهان التركي، رغم إعلان بغداد عن الاستئناف الوشيك للتصدير.

وقالت وزارة النفط أمس إن بغداد ستعلن خلال الساعات المقبلة استئناف صادرات النفط من إقليم كردستان العراق "بمعدل أولي 185 ألف برميل يتصاعد تدريجيا للوصول إلى الطاقة المحددة بالموازنة الاتحادية العامة"، وذلك من خلال شركة تسويق النفط العراقيو (سومو) الحكومية.

وقالت رابطة صناعة النفط في كردستان (أبيكور)، التي تمثل 60% من إنتاج المنطقة، في وقت لاحق إنه لم تجر أي اتصالات رسمية لتوضيح الاتفاقيات التجارية وضمانات الدفع للصادرات السابقة والمستقبلية.

إعلان

وكان المتحدث باسم رابطة أبيكور، مايلز كاغينز استبعد الأنباء التي تتردد في بغداد بشأن إعادة استئناف تصدير نفط إقليم كردستان لأنه لايوجد أي تواصل رسمي مع الشركات الأعضاء في الرابطة.

وقال كاغينز، في بيان صحفي أمس، إن الشركات الأعضاء في الرابطة "لم تتلق أي تواصل لعقد اتفاقيات جديدة توفر ضمان الدفع للصادرات السابقة والمستقبلية بما يتوافق مع شروطها التعاقدية والقانونية والتجارية الحالية".

ومنذ أكثر من أسبوعين تتحدث وزارة النفط الاتحادية في العراق عن تحقيق اجتماعات ناجحة مع وزارة الثروات الطبيعية في حكومة إقليم كردستان بشأن استئناف تصدير النفط الخام من حقول كردستان إلى ميناء جيهان التركي
بمعدل 300 إلى 325 ألف برميل يوميا من خلال شركة (سومو) لكن يبدو أن هذه الاجتماعات كانت تعقد بغياب الشركات العاملة في الإقليم التي ترتبط مع حكومة إقليم كردستان بعقود شراكة لاستثمار النفط الخام في الحقول الكردستانية.

وكانت تركيا قد أوقفت تدفقات النفط في مارس/آذار 2023 بعد أن أمرت غرفة التجارة الدولية أنقرة بدفع تعويضات لبغداد قدرها 1.5 مليار دولار عن صادرات نفطية بلا تصاريح لحكومة إقليم كردستان عبر خطوط أنابيب بين عامي 2014 و2018.

مقالات مشابهة

  • المشاط: نتوقع نمو الاقتصاد المصري بنسبة 4% بنهاية يونيو 2025 و4.5% في العام المالي المقبل
  • المالية النيابية تدعم عملية التحويل الرقمي المالي في المصارف
  • العلاق : التحويل المالي الخارجي “آمن” من (النافذة) إلى (المنصة) ثم إلى بنوك المراسلة
  • ديوان المحاسبة يحصد جائزة “Talent Awards” العالمية
  • رئيس اللجنة المالية النيابية: الوضع المالي والاقتصادي في البلد جيد
  • وقفة احتجاجية لموظفي صندوق صيانة الطرق أمام وزارة المالية لتغيير المدير المالي
  • رئيس بنك «HSBC الإمارات» لـ «الاتحاد»: المتانة المالية لأبوظبي ترسخ جاذبيتها للاستثمار العالمي
  • البنك المركزي يدعو لعدم الإحتفاظ بالودائع المالية لدى شركات ومؤسسات الصرافة
  • "الخدمات المالية" تُطلق 5 منصات رقمية للتداول "عن بُعد" لشركات الوساطة
  • العراق يدعو شركات نفط عالمية لإجراء محادثات بشأن عقود كردستان