دخلت أسواق اليمن في مرحلة متقدمة من الحذر والترقب مع تصاعد الحرب الإسرائيلية على غزة، ودخول صنعاء على الخط عبر إطلاق صواريخ نحو دولة الاحتلال، وفي الجانب التجاري اتخذت صنعاء إجراءات لمنع تداول بضائع الداعمين لإسرائيل، خصوصاً من الولايات المتحدة الأميركية.

 

وأصدرت صنعاء، أول من أمس الثلاثاء، حزمة قرارات تقضي بحظر دخول وتداول منتجات الشركات الأميركية، وشطب الوكالات والعلامات التجارية للشركات الأميركية والشركات التي قالت وزارة الصناعة والتجارة التابعة لسلطة الحوثيين في صنعاء إنها داعمة لإسرائيل.

 

وأكدت الوزارة أن القرارات تأتي في سياق الموقف اليمني الرسمي والشعبي الداعم لأبناء الشعب الفلسطيني وصمودهم في وجه آلة الحرب والعدوان الإسرائيلي الأميركي، وتفعيل سلاح المقاطعة في وجه حرب الإبادة التي يتعرض لها سكان قطاع غزة. ولم تتوقف حملات مقاطعة بضائع الاحتلال وداعميه شعبيا في صنعاء وعديد المناطق اليمنية طوال الفترات الماضية.

 

ويرى الباحث الاقتصادي اليمني عصام مقبل في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن أهمية مثل هذه القرارات في حظر البضائع تكمن في تسجيل موقف حتى لو كان رمزيا أو تأثيره محدودا بالنظر لما يحدث في غزة من اعتداءات ومجازر وحشية تتم بمشاركة دول كبرى تغرق المنطقة بمنتجاتها الصناعية وبضائعها وسلعها.

 

ووفق الباحث الاقتصادي فإن اليمن يستورد جميع احتياجاته السلعية من الخارج بنسبة تتجاوز 90% ومثل هذه التوجهات وحملات مقاطعة السلع والبضائع المستوردة من بعض الدول قد تكون فرصة مهمة لتنمية الصناعة المحلية وتنمية القطاعات الإنتاجية الواعدة، كالقطاع الزراعي، والاستفادة بشكل أمثل من قدراته وإمكانياته، سواء في توفير الغذاء أو دعم الصناعات الغذائية المحلية.

 

وحسب وزارة الصناعة والتجارة في صنعاء، فإن القرارات المتخذة تشمل عشرات الوكالات والعلامات التجارية في مجالات الأغذية والمشروبات والمعدات والسيارات وأدوات التجميل والمطهرات الخاصة بالشركات التي أشارت إلى أنها شريكة في المجازر الدموية بحق الأطفال والنساء والأبرياء في قطاع غزة.

 

وسيتم بموجب القرارات المتخذة، وفق مصدر مسؤول في وزارة الصناعة والتجارة التابعة لسلطة الحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء، منع أي نشاط أو دخول أي منتجات أو أصناف للوكالات والعلامات التجارية الداعمة لإسرائيل إلى السوق اليمنية.

وأشادت وزارة الصناعة والتجارة بتعاون التجار والقطاع الخاص اليمني مع قرارات المقاطعة، مؤكدةً أنها ستعمل بالتعاون والتنسيق مع القطاع الخاص على توفير السلع والمنتجات البديلة من شركات أخرى غير داعمة لإسرائيل، موضحة أن قرار الحظر يستهدف كل الشركات والوكالات المرتبطة بالاقتصاد الإسرائيلي.

 

كانت الغرفة التجارة والصناعة المركزية بأمانة العاصمة صنعاء قد نظمت خلال الأسبوع الماضي وقفة احتجاجية للتنديد بالاعتداءات والجرائم التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني، حيث أهابت بجميع التجار والشركات اليمنية التضامن مع القطاع الخاص الفلسطيني ورفع مستوى التجارة والتبادل المنفعي والاقتصادي معهم.

 

كما أعلنت غرفة أمانة العاصمة صنعاء عن إنشاء قطاع المتاجر والمولات والمراكز التجارية، وتوجهها لإنشاء المزيد من القطاعات لتضم كافة النشاطات التجارية والصناعية لأعضائها وإبراز أنشطتهم وتعزيز مكانتهم في خدمة الاقتصاد الوطني والعمل على تنظيمهم وتطوير مختلف أعمالهم وأنشطتهم.

 

وأكد مصدر مسؤول في الغرفة، لـ"العربي الجديد"، أن قطاع التجارة سيكون له دور كبير خلال الفترة المقبلة لما يمثله هذا النشاط من أهمية في تأمين الإمدادات الغذائية وسهولة الوصول إليها ونظمها الحديثة في الإدارة والتسويق لصالح المستهلكين، وخاصة في ظل الحرب الإسرائيلية على غزة وتفاقم الاضطرابات في المنطقة.

 

وفي المقابل، يرى المحلل الاقتصادي أحمد السلامي، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن مثل هذه القرارات التي تقضي بمقاطعة وحظر دخول السلع من بعض الدول إلى اليمن يجب أن تكون مدروسة وتتم بالتنسيق مع القطاع الخاص والتجار المستوردين وكل الشركات التي تتم مقاطعة سلعها وحظر استيرادها، لأن بعض الإجراءات والقرارات مثل شطب علامات تجارية قد تستهدف التجار اليمنيين أكثر من علامات الشركات المحظورة، مشيراً إلى أن الضرر الرئيسي يصيب التاجر الذي يتحمل تبعات ذلك خسائر جسيمة بينما قد يكون هناك تفاوت في التأثير على المستوى العام لهذه المنتجات في الأسواق المحلية.

 

وتتحكم سلطة الحوثيين في صنعاء بإدارة ميناء الحديدة الاستراتيجي الذي اعتمد اليمن عليه بدرجة رئيسية قبل إغلاقه في العام 2018 في الاستيراد والشحن التجاري بنسبة تتجاوز 70%، في حين رافق قرار إغلاقه قيام الحكومة اليمنية الشرعية بتحويل خطوط الشحن التجاري إلى ميناء عدن والموانئ الواقعة تحت إدارتها.

 

وأعادت الحكومة اليمنية في مطلع العام 2023 فتح ميناء الحديدة الواقع على البحر الأحمر، شمال غربي اليمن، أمام الملاحة التجارية في إطار تفاهمات بين جميع الأطراف في ظل جهود أممية ودولية للتوصل إلى اتفاق هدنة بين أطراف الصراع الدائر في اليمن منذ العام 2015.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن اقتصاد حرب غزة مقاطعة وزارة الصناعة والتجارة فی صنعاء

إقرأ أيضاً:

«المنافسة» تشعل عروض السيارات خلال رمضان

يوسف العربي (أبوظبي)
ضاعفت وكالات بيع سيارات في الإمارات عروض القيمة المضافة لشهر رمضان لهذا العام لتشتعل حدة المنافسة في ظل تنامي حصة السيارات الصينية بالأسواق المحلية.
وركزت العروض الرمضانية على تقليص التكاليف الأولية لاقتناء السيارة، من خلال توفير التأمين والتسجيل بشكل مجاني، مع تأجيل القسط الأول لمدة تصل إلى 6 أشهر.
 وشملت العروض عقود الصيانة المجانية التي تتراوح مدتها بين عامين و40 ألف كيلومتر، إلى 5 أعوام و100 ألف كيلومتر.
وأدى الانخفاض في سعر السيارات خلال الفترة الماضية إلى محدودية الحسومات المباشرة على الأسعار ضمن العروض لشهر رمضان خلال هذا العام.

نمو الطلب
قال محمد خضر، رئيس شركة الماجد للسيارات الموزع الحصري لشركة «كيا موتورز» في الإمارات، لـ«الاتحاد»، إن شهر رمضان الفضيل يعد الموسم الأفضل لبيع السيارات في الدولة حيث تترقب شريحة كبيرة من المشترين طرح العروض الرمضانية على السيارات لاتخاذ قرار الشراء.
ونوه بأن العروض الرمضانية لهذا العام ركزت على تقليص التكاليف الأولية لاقتناء السيارة الجديدة من خلال توفير التأمين والتسجيل بشكل مجاني، مع تأجيل القسط الأول لمدة تصل إلى 6 أشهر. وأضاف أن العروض شملت عقود الصيانة المجانية وتمديد الضمان مع تقديم بعض الحسومات المباشرة على أسعار بعض الموديلات.
وأكد خضر، أن العروض الترويجية على السيارات خلال شهر رمضان تقدم قيمة مضافة حقيقية للمشتري، وتسهم بدورها في تحريك وتيرة المبيعات والتي توقع زيادتها بنسبة 20% خلال شهر رمضان مقارنة بالشهر الذي سبقه.

أخبار ذات صلة علي الظاهري لـ «الاتحاد»: مصنع لاستعادة المواد القابلة للتدوير من النفايات في الربع الأول شخصيات إسلامية.. سمع النبي قراءته في الجنة حارثة بن النعمان الأنصاري

ثقة المستهلكين
بدوره، توقع سليمان الزبن، رئيس «هيونداي وجينيسيس الإمارات»، أن شهر رمضان يشهد زيادة ملحوظة في الطلب على السيارات في الإمارات، خاصة مع العروض الترويجية القوية التي تقدمها الشركات خلال تلك الفترة، متوقعاً ارتفاعاً يتراوح بين 10% إلى 15% مقارنة برمضان الماضي، خصوصاً مع تزايد الإقبال على السيارات الكهربائية والهجينة، بالإضافة إلى تحسن ثقة المستهلكين بالسوق. 
وأوضح لـ «الاتحاد»، أن عروض رمضان لهذا العام ستوفر خيارات تمويل بفوائد منخفضة على طرازات محددة، إلى جانب مزايا إضافية متعلقة بالضمان والخدمات، متوقعاً أن يواصل سوق السيارات في الإمارات زخمه وتنوّعه خلال 2025، مع استمرار الطلب القوي على السيارات الفاخرة والعائلية، إلى جانب التوسع في قطاع السيارات الكهربائية. وهذا من شأنه زيادة المنافسة بين العلامات التجارية، ما يعني أن المستهلكين سيحصلون على خيارات أفضل من حيث الأسعار والتكنولوجيا والخدمات. فعلى مستوى هيونداي، سيتم طرح إصدارات جديدة من سيارات الدفع الرباعي. كما أن دعم الحكومة للبنية التحتية الخاصة بالمركبات الكهربائية سيعزز هذا التحول، ويجعل السوق أكثر تنوعاً واستدامة.

موسم سنوي 
من ناحيته، أكد الخبير بقطاع السيارات كمال الشخشير، أن عروض شهر رمضان على السيارات تتميز بالتنافسية والقوة خلال العام الحالي نتيجة تنامي حصة السيارات الصينية في السوق المحلية.
ونوه بأن السيارات الصينية باتت تحظى بشعبية واسعة بين المشترين في الوقت الراهن، لاسيما مع طرح هذه السيارات من خلال وكلاء بيع معتمدين يتمتعون بسمعة عريقة، ما عزز من ثقة العملاء بها خاصة أن هذه السيارات تأتي بمزايا متقدمة وبأسعار تنافسية.
ونوه بأن هذه المنافسة ضغطت على أسعار بيع السيارات ما جعل معظم العروض الرمضانية تركز على عروض القيمة المضافة من تأمين وتسجيل مجانيين، وصولاً لعقود الصيانة المجانية وتمديد فترات الضمان.
 وأشار إلى أن وكلاء بيع السيارات لا يمكنهم إغفال طرح العروض الرمضانية على السيارات حيث يعني ذلك خروجهم من المنافسة خلال الشهر الكريم لاسيما أن العملاء يترقبون هذه العروض ويرجئون قرار الشراء لحين طرحها.
ولفت إلى أن معظم مبيعات السيارات خلال شهر رمضان تتركز في النصف الثاني من الشهر الفضيل حيث يرغب معظم المشترين بقضاء العيد بالسيارة الجديدة، فضلاً عن انقضاء النصف الأول من الشهر في إعداد أوراق التمويل والحصول على الموافقات اللازمة.
عروض متنوعة 
وكشفت شركة شكودا أبوظبي عن عروضها الرمضانية الحصرية لعام 2025، والتي تشمل طرازات أوكتافيا، وسوبيرب، وكوشاك وكودياك لتقدم بذلك مجموعةً متنوعة من الطرازات الحديثة.
 وتم طرح «كودياك الجديدة» بسعر يبدأ من 144.000 درهم أما بالنسبة لسيارة أوكتافيا، فتم طرحها بسعر يبدأ من 89.950 درهماً. وأعلنت العربية للسيارات، الوكيل الحصري لسيارات رينو في دبي والشارقة والإمارات الشمالية، عن إطلاق حملة بمناسبة شهر رمضان المبارك تهدف لتسهيل اقتناء سيارة رينو جديدة وتتضمن الحملة عروضاً على طرازات متنوعة من سيارات رينو، ما يعكس التزام الشركة بتوفير قيمة استثنائية. 
وتشمل العروض سيارة «داستر»، التي يمكن للعملاء الحصول عليها بسعر يبدأ من 57.500 درهم، كما تشمل رينو «كوليوس»، التي تبدأ أسعارها من 75.500 درهم، و«أركانا»، التي تبدأ أسعارها من 69.000 درهم، وأخيراً، سيارة السيدان «ميجان»، التي تبدأ أسعارها من 66.500 درهم. 
وأعلنت «أودي - أبو ظبي»، عن تقديم عروض رمضانية حصرية على مجموعة مختارة من طرازاتها الجديدة وشبه الجديدة، مما يمنح العملاء قيمة مضافة ويوفر لهم مجموعة واسعة من المزايا كتمديد مدة الضمان وخطط الخدمة الشاملة.
ويمكن اقتناء سيارة A6 بسعر يبدأ من 246 ألف درهم، أو Q3 ابتداءً من 188 ألف درهم، في حين يبدأ سعر طراز Q5 من 250 ألف درهم، وQ8 من 370 ألف درهم. 
وتأتي جميع هذه الطرازات مع مجموعة واسعة من خدمات القيمة المضافة تشمل ضماناً لمدة 5 سنوات (أو 1 مليون كيلومتر)، وخطة خدمة لمدة 5 سنوات (أو 120 ألف كيلومتر)، وخدمة المساعدة على الطريق لمدة 5 سنوات، وتسجيلاً مجانياً، بالإضافة إلى تظليل نوافذ مجاني.

مقالات مشابهة

  • صنعاء ترفع حالة التأهب القصوى استعداداً لتنفيذ هذا الأمر.. هذا ما سيحدث خلال الساعات القادمة
  • لكي تستحق القمة العربية اسمها..
  • الصناعة والتجارة تحظر نشر إعلانات مضللة للمستهلك
  • واشنطن تحظر سفر مواطنيها إلى اليمن
  • «المنافسة» تشعل عروض السيارات خلال رمضان
  • ارتفاع صاروخي في أسعار اللحوم بالأقاليم الجنوبية يشعل غضب الساكنة وموجة مقاطعة تلوح في الأفق
  • أمريكا تنسّق مع السعوديّة والإمارات للتصعيد في اليمن
  • أمريكا تدفع بورقة طارق صالح في وجه صنعاء
  • الناطق باسم “حماس”: تمديد المرحلة الأولى بالصيغة التي يطرحها العدو مرفوض
  • نبيلة عبيد تعود للدراما بـ”جذوة”.. وهذا سبب اختيارها عملاً سعودياً