إرث نتنياهو تحت المجهر بعد هجوم حماس
تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT
كشفت صحيفة أميركية إن الرئيس جو بايدن ناقش مع كبار مساعديه احتمالية أن تكون أيام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السياسية معدودة.
ونقلت صحيفة بوليتيكو الأميركية عن مسؤوليْن أميركيين قولهما أنه تم بحث موضوع حياة بنيامين نتنياهو السياسية في اجتماعات البيت الأبيض الأخيرة التي شارك فيها بايدن، وشمل ذلك المناقشات التي طرحت منذ رحلة بايدن إلى إسرائيل، حيث التقى نتنياهو.
وأضاف المسؤولان أن بايدن ذهب أيضا إلى حد اقتراح أن على نتنياهو التفكير في الدروس التي سيشاركها مع من سيخلفه في المنصب.
وأكد مسؤول أميركي حالي ومسؤول أميركي سابق أن إدارة بايدن تعتقد أن نتنياهو لم يتبق له سوى وقت محدود في منصبه.
نتنياهو.. صقر مكسور الجناح
رسخ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صورته بوصفه أحد الصقور فيما يتعلق بالقضايا الأمنية على خلفية خدمته في وحدة خاصة من قوات النخبة نفذت عددا من أجرأ عمليات إسرائيل لإنقاذ رهائن.
إلا أن إرث أطول رئيس وزراء لإسرائيل بقاء في المنصب سيتشكل من جديد الآن بعد واحد من أسوأ الإخفاقات الأمنية التي شهدتها إسرائيل، كما سيتشكل بمصير أكثر من 200 محتجز لدى حماس خلال هجومها الكبير على جنوب إسرائيل وأكثرها دموية منذ قيامها قبل 75 عاما.
وأدخل عدد القتلى وروايات الذعر وصور العنف القادمة من التجمعات السكانية في جنوب إسرائيل البلاد في حالة من الصدمة.
وفي سادس فتراته في منصب رئيس الوزراء يرأس نتنياهو (74 عاما) ائتلافا يمينيا من أكثر حكومات إسرائيل تشددا، ويتعرض لضغوط متزايدة بعد أن تحولت الصدمة الأولية إلى ثورة غضب إزاء الإخفاقات التي سمحت بوقوع الهجوم.
ويرفض نتنياهو تحمل المسؤولية ويقول إنه سيتعين على الجميع الإجابة على الأسئلة الصعبة عندما تنتهي الحرب مع حماس، وفي أحد مؤتمراته الصحفية النادرة تجاهل سؤالا حول إذا ما كان سيستقيل.
لكن المزاج العام في إسرائيل تغيّر، وأظهرت استطلاعات رأي أن أغلبية كبيرة تحمله المسؤولية، وهو توجه تؤكده صور لوزراء حكومته وهم يتعرضون لمضايقات في العلن عند نزولهم من سياراتهم الرسمية.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة معاريف يومي 18 و19 أكتوبر أن وزير الدفاع السابق بيني غانتس، وهو رئيس حزب معارض ينتمي لتيار الوسط انضم لحكومة وحدة تشكلت مؤخرا، يحظى بدعم 48% من المشاركين ليكون رئيسا للوزراء مقابل 28% فقط لصالح نتنياهو.
وكتبت صحيفة إسرائيل هيوم في مقال هذا الأسبوع "سيرحل نتنياهو. شأنه شأن كبار مسؤولي الجيش والمخابرات وجهاز الأمن العام. لأنهم فشلوا"، بحسب رويترز.
وتضررت شعبية نتنياهو، الذي يواجه محاكمة في تهم فساد ينفيها، بفعل المعركة الضارية حول خطط للحد من سلطات المحكمة العليا، وهي خطط جعلت مئات الآلاف من الإسرائيليين ينزلون إلى الشوارع لأشهر.
وستتأجل التداعيات السياسية مؤقتا في ظل استمرار الضربات الجوية الإسرائيلية التي تقول وزارة الصحة في غزة إنها قتلت أكثر من 8000 فلسطيني وفي ظل توّغل الدبابات الإسرائيلية إلى عمق القطاع المحاصر.
لكن الكثير من الأمور ستتوقف على نتيجة العملية التي يتمثل هدفها المعلن في تدمير حماس إلى الأبد وعلى إذا ما كان حزبه سيواصل دعمه رغم الدعوات المتزايدة للتغيير.
حليف لنتنياهو: على الحكومة تحقيق النتائج المرجوة
قال داني دانون المندوب الإسرائيلي السابق لدى الأمم المتحدة وعضو الكنيست عن حزب الليكود "لست قلقا من استطلاعات الرأي، لكن ما يقلقني هو تحقيق النتائج وأعتقد أن على رئيس الوزراء نتنياهو والحكومة تحقيق النتائج المرجوة".
وأضاف "شهدنا الكثير جدا من الجولات في الماضي، عندما كان الضغط يجبر الحكومة على عدم استكمال المهمة، وعلى ترك حماس في السلطة".
وتابع "إن لم تنفذ الحكومة ما وعدت به وهو القضاء على حماس، فأنا واثق من أن ذلك لن يكون مقبولا، لا من الجمهور ولا من المنظومة السياسية".
لكن الاختبار العسكري، على مشقته، ليس التحدي الوحيد.
يُنظر إلى نتنياهو، الذي استنفد كل النوايا الحسنة حتى لحلفاء مثل الولايات المتحدة خلال معركته حول التعديلات القضائية، بشكوك عميقة من معظم دول العالم بسبب تحالفه مع أحزاب دينية وقومية متطرفة.
وبالإضافة إلى الضغوط بسبب قضايا مثل التوسع الذي لا يتوقف في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة، يتصاعد ناقوس الخطر دوليا إزاء عدد الضحايا خلال قصف غزة.
وتعرض الاقتصاد، المتضرر بالفعل من جراء حالة عدم اليقين التي تسببت فيها التعديلات القضائية التي عارضها بقوة أغلب مجتمع الأعمال، لضربة إضافية إذ تقول شركات في قطاعات متباينة مثل الإنشاءات وخدمات الأغذية إن عائداتها تشهد تراجعا حادا.
وبدا نتنياهو، الذي عادة ما كان يظهر واثقا ومطمئنا، غير طبيعي بشكل متزايد خلال الفترة الماضية خاصة عندما كتب تغريدة في وقت متأخر من إحدى ليالي هذا الأسبوع حمّل فيها قادة أجهزة المخابرات المسؤولية عن الفشل في تحذيره من هجوم السابع من أكتوبر.
وحُذفت التغريدة في صباح اليوم التالي وأصدر نتنياهو اعتذارا، لكن الضرر كان قد وقع بالفعل وأشعل فتيل انتقادات من الصحافة ومن مختلف ألوان الطيف السياسي.
وقال أحد الكتاب في صحيفة يديعوت أحرونوت عنه "إنه لا يصلح لمنصب رئيس الوزراء"، مضيفا أنه كان يتعين على نتنياهو الاستقالة أو أن يتم عزله مباشرة بعد هجوم 7 أكتوبر.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات بنيامين نتنياهو البيت الأبيض بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي إسرائيل حماس بيني غانتس الضربات الجوية الإسرائيلية غزة حزب الليكود الولايات المتحدة الضفة الغربية المحتلة قصف غزة أخبار إسرائيل بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل الحرب على غزة بنيامين نتنياهو البيت الأبيض بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي إسرائيل حماس بيني غانتس الضربات الجوية الإسرائيلية غزة حزب الليكود الولايات المتحدة الضفة الغربية المحتلة قصف غزة أخبار إسرائيل رئیس الوزراء ما کان
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تأمر بإخلاء مناطق في غزة وتتوعد بـ«هجوم شديد»
غزة (الاتحاد)
أخبار ذات صلةأصدر الجيش الإسرائيلي، أمس، أوامر إخلاء جديدة لسكان عدة أحياء في قطاع غزة، محذّراً من «هجوم بقوة شديدة».
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر منصة «إكس»: «نكرر تحذيراتنا العاجلة إلى جميع سكان قطاع غزة المتواجدين في منطقة دير البلح في أحياء: الصحابة، والسماح، والعودة، والزوايدة، والصلاح». وأضاف أدرعي: «هذا إنذار مسبق وأخير قبل الهجوم، سنهاجم بقوة شديدة كل منطقة يتم استخدامها لإطلاق قذائف صاروخية».
وشن الجيش الإسرائيلي غارة جوية، فجر أمس، على خيمة لصحافيين في مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، قتلت أحدهم وهو مصور صحافي، وأدت إلى إصابة آخرين بجروح. وأعلنت السلطات الصحية في قطاع غزة أمس، مقتل 57 فلسطينياً وإصابة 37 آخرين بجروح خلال الـ 24 ساعة الماضية من جراء استمرار القصف الإسرائيلي مناطق مختلفة من قطاع غزة.
وذكرت السلطات في بيان أنه «وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 57 شهيداً منهم واحد تم انتشال جثمانه من تحت الأنقاض و137 إصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية».
وأضافت أنه بذلك ترتفع حصيلة الضحايا والإصابات منذ استئناف العدوان على القطاع في 18 مارس الماضي إلى 1391 قتيلاً و3434 إصابة. وأوضحت السلطات أن حصيلة العدوان ترتفع بذلك أيضاً إلى 50752 قتيلاً و115475 إصابة منذ السابع من أكتوبر عام 2023.
وفي سياق متصل، دعت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أمس، إلى فتح تحقيق دولي مستقل في مقتل 15 من أفراد الطواقم الإنسانية الشهر الماضي في هجوم شنته القوات الإسرائيلية على جنوب قطاع غزة.
وقال الدكتور يونس الخطيب، رئيس جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في مؤتمر صحافي في رام الله: «نطالب العالم بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة ومحايدة بشأن ظروف القتل المتعمد لطواقم الإسعاف في قطاع غزة».
وأضاف الخطيب أنه لم تتم الإجابة على العديد من الأسئلة بعد. وقال «لماذا تم إخفاء الجثث؟».
وفي 23 مارس، قتل 15 مسعفاً وعاملاً إنسانياً بنيران إسرائيلية في رفح بجنوب قطاع غزة.
ونشر الهلال الأحمر الفلسطيني السبت مقطع فيديو عثر عليه على هاتف محمول لمسعف قُتل مع زملاء له في مارس، ويُظهر سيارات إسعاف تحمل شارات واضحة وقد أضاءت مصابيحها مع دوي إطلاق نار كثيف.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته أطلقت النار على «إرهابيين» ومركبات اعتبرها «مشبوهة» كانت تتحرك نحوها، من دون أن تخطر السلطات الإسرائيلية مسبقاً، مشيراً إلى أن مصابيحها كانت مطفأة.
لكن الفيديو الذي وزّعه الهلال الأحمر يظهر سيارات إسعاف تسير بمصابيح مضاءة.
وتبدو في الفيديو الذي صُوّر على ما يبدو من داخل مركبة خلال سيرها، شاحنة إطفاء حمراء وسيارات إسعاف تسير في الظلام.
وكان من بين القتلى 8 من موظفي الهلال الأحمر، و6 من أعضاء الدفاع المدني الفلسطيني في غزة، وموظف واحد من وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا».
وعُثر على الجثث مدفونة قرب مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، فيما وصفه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بأنه قبر جماعي.