افتتاحيات صحف الإمارات
تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT
أبوظبي في 2 نوفمبر/ وام/ سلطت الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم في افتتاحياتها الضوء على مباحثات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، وملك الأردن عبدالله الثاني بن الحسين، في أبوظبي، التي ركزت على جهود البلدين الشقيقين المكثفة لوقف الحرب على غزة، لافتة إلى أن المباحثات تجسد نهج البلدين الراسخ في دعم التعايش، والتعاون الإقليمي لما فيه مصلحة جميع الشعوب، وتعزيز العمل المشترك لتحقيق السلام في المنطقة.
كما سلطت الصحف الضوء على جهود الإمارات الدبلوماسية لتهدئة الوضع في غزة ، مشيرة إلى أن وزارة الخارجية الإماراتية دعت في بيان لها إلى أهمية الالتزام بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الأخير الداعي إلى هدنة إنسانية ووقف الأعمال العدائية، باعتباره خطوة مهمة لوقف التصعيد وحماية الأرواح، والسماح بإيصال المساعدات إلى القطاع بشكل آمن وعاجل ومستدام ومن دون عوائق.
فتحت عنوان “شراكة السلام والتنمية” .. قالت صحيفة “الاتحاد” إن الإمارات والأردن تنطلقان من رؤى مشتركة لترسيخ السلام والاستقرار والازدهار لشعوب المنطقة، في الدعوة إلى وقف التصعيد بقطاع غزة، وتجنيب المنطقة خطر الانزلاق إلى دوامة عنف جديدة، وإيجاد أفق سياسي واضح للسلام العادل والشامل والمستدام؛ وهو ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، وملك الأردن عبدالله الثاني بن الحسين، خلال مباحثاتهما في أبوظبي، في إطار تنسيق جهود البلدين الشقيقين المكثفة لوقف الحرب على غزة.
وأشارت إلى أن التنمية المستدامة، مرتكز مهم آخر في مباحثات الجانبين اللذين ينشدان الاستقرار والأمن للجميع، وتحقيق تطلعات الشعوب إلى مستقبل أكثر نماء وتقدماً، ومواجهة التحديات العالمية عبر دعم فرص الحوار والتفاهم والتشاور والحلول الدبلوماسية، كما تجسد المباحثات نهج البلدين الراسخ في دعم التعايش، والتعاون الإقليمي لما فيه مصلحة جميع الشعوب، وتعزيز العمل المشترك لتحقيق السلام في المنطقة.
وأكدت أن العلاقات الأخوية بين الإمارات والأردن في تطور دائم، من خلال تنفيذ حزمة متنوعة من المشروعات المشتركة في مختلف المجالات؛ حيث شهدت الزيارة تبادل البلدين مذكرات تفاهم بقيمة ستة مليارات دولار في إطار توسيع آفاق التعاون، بما يسهم في تحقيق نقلة نوعية كبرى في الشراكة التنموية الطموحة بين البلدين، ويعكس خصوصية العلاقات الثنائية على المستويين الرسمي والشعبي.
من ناحية أخرى وتحت عنوان “ صوت الإمارات مجدداً”.. كتبت صحيفة “الخليج” :"من جديد ارتفع صوت دولة الإمارات مطالباً بوقف سفك الدماء في قطاع غزة ، مؤكدة حق المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ في الحماية الكاملة بموجب القانون الدولي الإنساني والمعاهدات الدولية، وعلى ألا يكونوا هدفاً للصراع".
وأشارت إلى أن وزارة الخارجية الإماراتية دعت في بيان لها إلى أهمية الالتزام بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الأخير الداعي إلى هدنة إنسانية ووقف الأعمال العدائية، باعتباره خطوة مهمة لوقف التصعيد وحماية الأرواح، والسماح بإيصال المساعدات إلى القطاع بشكل آمن وعاجل ومستدام ومن دون عوائق.
وقالت : “ ولأن الإمارات تدرك مآلات هذا التدمير العشوائي غير المسبوق فقد حذرت من «تداعيات يصعب تداركها» ”.
وذكرت أن مجلس الأمن الدولي كان قد التأم يوم الإثنين الماضي في جلسة طارئة بناء على طلب من دولة الإمارات والصين لبحث التصعيد في الأراضي الفلسطينية، والسعي للتوصل إلى قرار دولي يحقن الدم الفلسطيني ويحول دون استمرار التدمير المنهجي الذي تمارسه القوات الإسرائيلية في القطاع .
وأضافت “الخليج” في ختام افتتاحيتها أنه في إطار التزامها الوطني والقومي، تخوض دولة الإمارات معركة دبلوماسية ضارية في الأمم المتحدة ، وتعمل على إقناع دول العالم بضرورة التوصل إلى تسوية سلمية عادلة للقضية الفلسطينية، تحقق للشعب الفلسطيني تطلعاته في تقرير مصيره وإقامة دولته الفلسطينية على أرضه وعاصمتها القدس الشريف، لأن الاستمرار في تجاهل هذه الحقوق لن يؤدي إلا إلى المزيد من الحروب التي ستتكرر وتؤدي إلى المزيد من المآسي.
دينا عمرالمصدر: وكالة أنباء الإمارات
كلمات دلالية: إلى أن
إقرأ أيضاً:
ما طبيعة السلام الذي يريده ترامب في المنطقة؟ محللان يجيبان
رغم دورها الفاعل في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وإسرائيل، تبدي إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب انحيازا يصل إلى حد الإنكار العلني لوجود شعب فلسطيني من الأساس.
ففي الوقت الذي يأمل فيه الجميع صمود اتفاق وقف الحرب أمام محاولات تخريبه التي تبدو جلية في تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وبعض وزرائه المتطرفين، يرى محللون أن الولايات المتحدة في عهد ترامب قد تنخرط رسميا في حرب ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وقد أكد ترامب خلال حفل تنصيبه -اليوم الاثنين- رغبته بالعمل على توسيع اتفاقات التطبيع التي بدأها خلال عهدته الأولى، وهو ما يعني برأي الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي "محاولة إحياء صفقة القرن التي لم يتمكن من تمريرها خلال 4 سنوات قضاها في البيت الأبيض".
الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال حفل تنصيبه في 20 يناير/كانون الثاني 2025 بقاعة الكونغرس (الفرنسية) تجاهل للقضية الفلسطينيةكما قال ترامب خلال التنصيب إنه يريد أن يكون إرثه في ولايته الثانية والأخيرة صنع السلام ووضع حد لكل الحروب. في حين قال نتنياهو إنه يتطلع للعمل مع الرئيس الأميركي العائد للبيت الأبيض "لإنهاء حكم حماس في غزة وهزيمة المحور الإيراني".
لكن هذا الحديث -كما قال البرغوثي في برنامج مسار الأحداث- ليس إلا محاولة من نتنياهو للتملق لترامب واستجداء دعمه لمخططات عودته للحرب، ولكل ما تريده إسرائيل.
ومع ذلك، فقد أعطى ترامب إشارة واضحة خلال حفل تنصيبه بأنه لا مكان للقضية الفلسطينية في ولايته الجديدة، برأي البرغوثي، الذي لفت إلى أن الرئيس الأميركي لم يذكر فلسطين ولا شعبها بينما صب حديثه على إسرائيل وأسراها واتفاقات التطبيع التي يريد توسيعها.
إعلانومن غير الممكن قراءة هذا الحديث لترامب سوى على أنه تجاهل للقضية الفلسطينية من جانب الرئيس الذي لعب دورا فعليا في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار الأخير بسبب عدم رغبته في تحمل الولايات المتحدة نفقات الحرب الإسرائيلية، كما يقول البرغوثي.
في المقابل، يرى كبير الباحثين في المجلس الأميركي للسياسة الخارجية جيمس روبنز، أن ترامب عازم على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بكل مراحله لأنه يرغب في منع اندلاع حرب أخرى ويسعى لتحقيق السلام.
سلام بشروط إسرائيل
غير أن السلام الذي يتحدث عنه روبنز سيكون مشروطا بإلقاء حركة حماس أو أي من فصائل المقاومة سلاحها، والاعتراف بحق إسرائيل في الوجود والتحول للعمل السياسي.
وحتى صفقة القرن التي يراها البرغوثي محاولة لتصفية قضية فلسطين تماما من خلال الترويج لدولة ممزقة لا تملك جيشا ولا سيادة أو اتصالا جغرافيا، يقول روبنز "إنها فرصة لكي يحصل الفلسطينيون على رفاهية اقتصادية".
هذا الحديث من روبنز يؤكد -برأي البرغوثي- حقيقة أن الولايات المتحدة تريد شعبا فلسطينيا مستسلما وليس مسالما بحيث يقبل بمنح إسرائيل كل ما تراه حقا لها وهو أمر غير قابل للتحقق، وفق تعبيره.
ويمكن تلمس هذا التوجه الأميركي في حديث روبنز الذي يرى أن حصار غزة لأكثر من 17 عاما ثم تدميرها ومحاولة إبادتها تماما خلال الحرب الأخيرة كان نتيجة سلوك حماس ورفضها إجراء انتخابات ديمقراطية وتخويف المعارضين من المشاركة فيها.
ليس هذا وحسب، فقد عزا المتحدث الأميركي ابتلاع إسرائيل للضفة الغربية وتجاوزها لاتفاق أوسلو ولقرارات الأمم المتحدة، إلى ما سماه "فساد الفلسطينيين وسوء استغلالهم لأموال المعونات".
ولا يختلف رأي روبنز كثيرا عن آراء أعضاء في إدارة ترامب نفى بعضهم وجود شعب فلسطيني من الأساس ومنهم مايك والتز مستشار الأمن القومي الذي دعا لتدمير حماس ومنح إسرائيل حرية التحرك في غزة حتى مع تطبيق وقف إطلاق النار.
إعلانوهناك أيضا مايك هاكابي المرشح لمنصب السفير الأميركي لدى تل أبيب، والذي قال إن الفلسطينيين "مجموعة من اللصوص يحاولون سرقة أرض إسرائيل التي منحها لها الرب".
لذلك، فإن الإدارة الأميركية الجديدة "لا تختلف عن الإدارة القديمة وهي تريد جلب فلسطيني ما من مكان ما لحكم غزة أو فلسطين كلها وفق ما تريده إسرائيل، وإلا فلن تسمح للفلسطينيين بإجراء انتخابات ولا بتقرير مصير"، كما يقول البرغوثي.