صندوق النقد الدولي مرن مع لبنان ومتفهّم والشامي يؤكّد: البرنامج قائم
تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT
كتبت سابين عويس في" النهار": وفيما كان التركيز في المرحلة السابقة على رصد مدى تقدم لبنان في تنفيذ التزاماته تجاه صندوق النقد الدولي، الذي بات حالياً الملاذ الأخير ربما للبنان للحصول على أي دعم مالي، بدا من توقف الكلام عن المشاورات الجارية معه وكأن تلك المشاورات توقفت وأن الصندوق انسحب من البرنامج المحتمل مع لبنان.
يقول الشامي إنه على تواصل دائم ومستمر مع بعثة الصندوق، كاشفاً عن اجتماع عبر تقنية زوم سيعقد اليوم في إطار المواكبة الدائمة للعمل الجاري على الإجراءات الإصلاحية. يؤكد أن هناك ٧ لجان تعمل حالياً على إعداد الاقتراحات في الملفات المتصلة بالإصلاحات التي كلفه بها مجلس الوزراء، من الإصلاحات الضريبية والتهرب الضريبي والجمارك والمحاسبة العمومية والمعلوماتية والقطاع العام.
يجزم الشامي بأن العمل لا يزال مستمراً، لافتاً الى المرونة والتفهّم اللذين يبديهما الصندوق حيال لبنان، وهو لا يزال في انتظار إقرار المشاريع والإجراءات الإصلاحية المتفق عليها. يذكر نائب رئيس الحكومة بها كالآتي: هيكلة القطاع المصرفي، الانتظام المالي، الكابيتال كونترول، وبعض التعديلات على قانون السرية المصرفية التي ستُدرج في قانون المصارف، فضلاً عن الإجراءات المطلوبة في مجال توحيد سعر الصرف وإطلاق التدقيق المصرفي، فضلاً عن التدقيق الأجنبي للمصرف المركزي الذي أنجزته شركة "kPMG" ولكنه لم يُنشر بعد.
لا ينفك الشامي يعيد ويكرر الرد على كل ما يشاع عن أن الصندوق يطالب بشطب الودائع، فيقول إن استعادة الودائع من خلال صندوق استرداد الودائع قائمة، ولكنها ستكون مرهونةً بمدى إنجاز الإجراءات المسبقة المشار إليها، التي عند إنجازها سيتحول لبنان تلقائياً الى البرنامج مع الصندوق. فالمفاوضات انتهت، والمشاورات الجارية حالياً ترمي الى بعض التعديلات والملاحظات الرامية الى تحسين الاتفاق. وعودة الودائع الى أصحابها ستكون تدريجية وفق حجم الأصول التي سيلحظها الصندوق، وبالتالي لا يمكن الكلام عن شطب للودائع بل على العكس العمل جارٍ لتأمين الوسائل الآيلة الى الحفاظ على حقوق المودعين ومن هنا أهمية إقرار الإصلاحات المطلوبة وهيكلة القطاع المصرفي.
يعي الشامي أن عملية سد الفجوة المالية لا يمكن أن تتم بالطريقة التي تدار بها الأمور حالياً، أي بالتأخر عن إرساء الإجراءات الإصلاحية والقوانين المطلوبة، إلا أنه مؤمن بأن العملية ممكنة والكلام عن إمكانية استرجاع المودعين لودائع حتى المئة ألف دولار ليس وهماً ولكنه يحتاج الى السير في تنفيذ البرنامج، فيما الودائع التي تفوق هذا المبلغ ستحال الى صندوق استرداد الودائع وتعاد الى أصحابها على فترة زمنية مرهونة بسرعة تنفيذ الإصلاحات.
يعي الشامي دقة الظروف والمتغيرات التي فرضتها التطورات الأمنية الاخيرة، ولكنه يعي أيضاً أن البلاد لا يمكنها أن تستمر في حال الترقب، ولا سيما أن الأمور المطلوب تحقيقها تحتاج الى الإرادة الداخلية التي تؤمّن مقوّمات الصمود.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
اتحاد الغرف السعودية ينظّم لقاءً موسعًا لدعم صندوق تمكين القدس
نظّم اتحاد الغرف السعودية اليوم لقاءً موسعًا لصندوق تمكين القدس مع قطاع الأعمال السعودي، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن فيصل بن عبدالعزيز رئيس مجلس أمناء الصندوق.
ويأتي هذا اللقاء تأكيدًا لدور الاتحاد الفاعل في تعزيز إسهام القطاع الخاص السعودي في قضايا الأمة الإسلامية ومن أهمها دعم الشعب الفلسطيني على وجه الخصوص.
وفي مستهل اللقاء أعرب الأمير تركي بن فيصل عن تقديره للدور الذي يقوم به الاتحاد والغرف التجارية في مجال العمل الخيري، مشيرًا إلى أن اللقاء يأتي دعمًا لفلسطين وصمود شعبها انطلاقًا من مواقف المملكة الثابتة منذ عهد الملك عبدالعزيز -رحمه الله- وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود, وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله-.
اقرأ أيضاًالمملكةالسفير آل جابر يلتقي سفير بعثة الاتحاد الأوروبي لدى اليمن
9وقال:” إن فلسطين والقدس خاصة تمر بظروف صعبة مما يستعدي تكثيف الجهود لتمكين الشعب الفلسطيني اقتصاديًا واجتماعيًا من خلال صندوق تمكين القدس”، وعد اللقاء فرصة سانحة لمضاعفة الحشد وبناء الشراكات وتوسعة العمل في ظل ما يتميز به البنك الإسلامي للتنمية من سمعة طيبة وحضور عالمي.
ودعا سموه قطاع الأعمال السعودي لدعم صندوق تمكين القدس انطلاقًا من دوره المجتمعي وواجبه الديني.
من جانبه نوه نائب رئيس اتحاد الغرف السعودية فايز بن ذعار الشعيلي في كلمته بجهود المملكة في دعم قضايا الأمة العربية والإسلامية ودورها الريادي في تأسيس المنظمات الإسلامية ومن بينها البنك الإسلامي للتنمية وصندوق تمكين القدس، مشيراً إلى دور القطاع الخاص السعودي في دعم البرامج التنموية والمشروعات الاقتصادية للمنظمات الإسلامية، وإنجازاته في مجال الأعمال الخيرية والإنسانية، وتفاعله الإيجابي مع الحملات الإنسانية تحت مظلة الجهات الحكومية المعنية بالمملكة.
وأعرب عن استعداد الاتحاد لتقديم الدعم لبرامج “صندوق تمكين القدس”، والتنسيق مع مختلف الجهات المعنية على المستويين المحلي والدولي لتحقيق مستهدفات الصندوق.
من جهته أوضح مدير صندوق التضامن الإسلامي للتنمية المكلف عادل الشريف أن المملكة ومن بينها القطاع الخاص السعودي قدمت نماذج ملهمة في العطاء والإسهامات الإنسانية لتصبح مثالًا يقتدى به عالميًا في قيم التكافل والتنمية المستدامة، مشيرًا إلى أن الصندوق تأسس على أسس منهجية تنموية متكاملة لتعزيز التعاون والشراكة بين القطاع الخاص والمؤسسات التنموية والجهات المانحة تحت إشراف البنك الإسلامي للتنمية.
بدوره قال نائب رئيس مجلس أمناء صندوق تمكين القدس منيب المصري:” إن المملكة هي الشقيقة الكبرى وسند فلسطين وأرض للعطاء والخير بقيادتها وشعبها”، مثمنًا مواقفها المشرفة للدفاع عن فلسطين والمقدسات منذ عهد الملك عبدالعزيز -رحمه الله-.
وبين أن جهود الصندوق التنموية هي جزء من الواجب الديني والعربي في تعزيز صمود الشعب الفلسطيني وتوفير معينات الحياة الكريمة له ليبقى على أرضه.
وشهد اللقاء تقديم عرض مرئي عن صندوق دعم تمكين القدس الذي تأسس في العام 2021 بصفته صندوقًا استئمانيًا ووقفيًا تحت إدارة البنك الإسلامي للتنمية بناء على قرار مجلس إدارة صندوق التضامن الإسلامي للتنمية، ويهدف لتمكين الشعب الفلسطيني اقتصاديًا واجتماعيًا في فلسطين عامة ومدينة القدس خاصة، حيث تركز أنشطة الصندوق على 4 قطاعات رئيسية هي التعليم والإسكان والتنمية المجتمعية والتمكين الاقتصادي.