حملة اعلامية دعائية تستبق كلمة نصرالله غدا: لا إعلان للحرب، وإنما استعداد لها
تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT
نشطت عشية خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، غداً، الحركة الديبلوماسية في بيروت مع وصول مسؤولين غربيين للتحذير من «مخاطر تمدُّد الحرب إلى لبنان»، من بينهم مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى باربارا ليف ووزير الدفاع الفرنسي سيباستيان ليكورنو.
وذكرت «الأخبار» أن المبعوثة الألمانية الخاصة للشؤون الإنسانية ديك بوتزل المعنيّة بعمل المنظمات الدولية في لبنان، ستصل غداً للاطّلاع على خطط الطوارئ التي وضعت للتعامل مع التطورات في حال توسّع الحرب لجهة العمل أو الإخلاء.
وكتبت" النهار": اذا كان استقراء مسار التطورات المرتبطة بالواقع الميداني على الجبهة الحدودية بين لبنان وإسرائيل يرتبط الى حد بعيد بالكلمة التي سيلقيها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في الثالثة من بعد ظهر غد الجمعة، فان اكثر ما استرعى المراقبين الحملة الإعلامية الدعائية التي انطلقت عبر وسائل التواصل الاجتماعي ويظهر فيها نصرالله باوضاع مختلفة خاطفة وهو يراجع الرسالة التي اعدها للالقاء غدا. اذ ان هذه الخطوة "النادرة" عكست اتجاها واضحا لدى "حزب الله" لتعميم الانطباعات في الداخل والخارج ورسائل في كل الاتجاهات، بان الرسالة ستكون حدثا مدويا بذاته في تقرير وتحديد ورسم المسار المقبل للمواجهة الجارية بين "حزب الله" وبعض الفصائل الحليفة له وإسرائيل عند الحدود الجنوبية.
وجاء في افتتاحية" اللواء": بصرف النظر عن المناشدات والمزايدات، فالسيد نصر الله ليس بوارد ارسال رسائل تطمين لاحد، سوى الجانب الفلسطيني بأن المقاومة لن تقلب له «ضهر المجن» (اي تتخلى عنه)، لكن المؤكد ان السيد نصر الله سيوجه تهديداً واضحاً للاسرائيليين، اي طلقة تطلق على الاراضي اللبنانية، ستتسبب باشعال الحرب، واستهداف اي مدني موجود على الاراضي اللبنانية سيشعل الحرب ايضاً.
وذكرت «نداء الوطن» أنّ الخطوط العريضة لكلمة نصرالله غداً، ستتناول بداية «تأبين شهداء الحزب الذين سقطوا الشهر الماضي، وبلغوا حتى أمس 50 شهيداً». ثم يتحدث عن عملية «طوفان الأقصى» التي نفذتها حركة «حماس» في السابع من الشهر الماضي، فيعتبر أنها «نقطة تحوّل في تاريخ اسرائيل»، ويصفها بـ»الإنتصار الكبير الذي ردّ الإعتبار للقضية الفلسطينية وأعادها الى الواجهة». وبعد «التنديد القوي بوحشية إسرائيل في استهداف المدنيين وارتكاب المجازر والإبادة الجماعية في غزة»، سيحذّر نصرالله من «الأبعاد الاستراتيجية للحرب التي تتجاوز مسألة تدمير «حماس»، الى تدمير غزة وتهجير أهلها الى مصر وإقامة واقع جيوسياسي جديد». وإذ يدين «التدخلات العسكرية الأميركية والأوروبية، واستقدام البوارج والأساطيل»، سيؤكد على «أنّ «حزب الله» هو جزء من الحرب، وفي صلبها وداخلها، وهو من يحدّد كيف يتعاطى فيها ويحدد خطواته». وسيعلن أنّ «الحزب لا يريد الحرب للحرب ولا يسعى إليها، وإنما هو جاهز لها إذا فُرضت عليه». ويحذّر إسرائيل من «عواقب ومغبة أي حماقة ترتكبها وأي تجاوز للخطوط الحمر، بأنها سترى ما لم ترَه في حياتها، وما ينسيها يوم 7 تشرين الأول». ويخلص الى القول: «لا إعلان للحرب، وإنما استعداد لها، علماً أنّ «حماس» ستخرج منتصرة، وأنّ العد العكسي لزوال إسرائيل بدأ، وقد أثبتت فعلاً أنها أوهن من بيت العنكبوت».
وكشف مصدر واسع الاطلاع لـ»نداء الوطن» عن «رسائل ومراجعات مباشرة تلقتها الجهات الرسمية السياسية والأمنية، من سفراء وأمنيين غربيين، تتصل بالانفلاش الحاصل للفصائل الفلسطينية الإسلامية، وعلى رأسها حركة «حماس» في لبنان، التي تتصرف ميدانياً وسياسياً وإعلامياً وكأنها هي الدولة، ومخاطر ذلك على الدولة اللبنانية التي قد تتعرض لاجراءات تزيد حدّة التضييق على مؤسساتها واقتصادها».ولفت المصدر الى «أنّ الغربيين يسألون: لماذا لا يتصرف لبنان، كباقي الدول العربية، حيث هناك ضوابط صارمة لتحرك أي جهة خارجية؟ وبينما يشكو لبنان من ضغط النازحين السوريين وعبئهم، نراه يشرّع أبوابه للفصائل الفلسطينية لتتصرف على هواها بلا حسيب ولا رقيب، وهذا الأمر ممنوع على هذه الفصائل فعله في أية دولة من دول العالم».وقال المصدر «إنّ الأخطر في الرسائل والمراجعات، التحذير الصريح من أنّ لبنان الذي يبيح ساحته للعمل الفلسطيني الإسلامي المسلح والسياسي والإعلامي، سيكون الوجهة الطبيعية لقادة هذه الفصائل («حماس» و»الجهاد») و»كوادرها»، في حال التوصل الى تسوية للحرب في غزة، إذ يجري الحديث عن امكانية ترحيل أعداد بالمئات سيكون ملاذهم المخيمات الفلسطينية في لبنان، ما يعني زيادة التوتر في هذه المخيمات التي شهد أكبرها، أي مخيم عين الحلوة، معارك ضارية للسيطرة عليه من قبل الإسلاميين المدعومين من «حماس»، في مواجهة حركة «فتح» ذات النفوذ التاريخي فيه».وأضاف المصدر «أنّ على السلطات اللبنانية التنبه لما ينتظر لبنان من اجراءات بعد انتهاء حرب غزة، خصوصاً أنه تم رصد انتقال «كوادر» أساسية من «حماس» الى لبنان، وبدأوا يخرجون على شاشات التلفزة، ويطلقون مواقف خارج الإطار السياسي الرسمي للدولة اللبنانية، وبما لا طاقة للبنان على تحمّله».
وأشار محللون وخبراء عسكريون واستراتيجيون لـ«البناء» الى أن «احتمال توسّع الحرب على الجبهة الجنوبية مع الاحتلال الاسرائيلي لا يزال مستبعداً رغم تزايد نسبته كلما طالت حرب الإبادة والعدوان البري الإسرائيلي على غزة»، موضحين أن توسيع حزب الله عملياته العسكرية وإطلاق زر الصواريخ التدميرية على كيان الاحتلال سيعني انخراط محور المقاومة بأكمله بالحرب وسنكون حينها أمام حرب إقليمية الجميع فيها خاسر ولن تنتهي إلا برابح وخاسر نهائي أو بتسوية كبرى». وأوضح الخبراء أن «الخط الأحمر لإعلان محور المقاومة الحرب الشاملة على إسرائيل هو تدمير غزة بأسلحة كيميائية أو صواريخ تدميرية تسقط عشرات آلاف الضحايا أو الاقتراب من نقطة القضاء على حركة حماس».ويتوقع الخبراء تعثّر جيش الاحتلال الإسرائيلي في الدخول الى غزة رغم تكراره المحاولة من خلال بناء اعتماد تكتيك الأرض المحروقة وبناء رؤوس جسور لتحقيق اختراق وسط قطاع غزة وتقسيمه إلى أقسام تتيح له البقاء فيها لوقت طويل وتحقيق إنجازات ميدانية تعيد له هيبته وقوة ردعه ويبرر أمام الرأي العام الإسرائيلي الدخول في مفاوضات تحت عنوان أن تحرير الأسرى هو الأولوية.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
تقسيم الوطن : حول ضرورة تطوير شعار الثورة ومناهضة الحرب
بابكر فيصل
إتخذت ثورة ديسمبر المباركة من شعار “حرية .. سلام .. عدالة” بوصلة لتحقيق الأهداف الكبرى التي خرج من أجلها ملايين السودانيين لإسقاط النظام الفاسد المستبد، وبعد إندلاع حرب الخامس عشر من أبريل اللعينة رفعت القوى المدنية الديمقراطية شعار “لا للحرب” للتعبير عن إنحيازها للجماهير وعدم التماهي مع أطراف الحرب.
ومنذ الأيام الأولى للحرب، ظلت القوى المدنية تحذر من أن تطاول أمدها سيؤدي لنتائج وخيمة على البلاد والعباد، والتي يقف على رأسها الخطر الكبير الذي سيهدد وحدة البلاد وينذر بتقسيها و تفتيت كيانها الحالي.
وبعد مرور أكثر من عشرين شهراً أضحى خطر تفكيك البلاد ماثلاً عبر ممارسات لا تخطئها العين كان في مقدمتها خطاب الكراهية الجهوي والعنصري الذي ضرب في صميم النسيج الإجتماعي وخلق حاجزاً نفسياً يمهد لإنقسام البلاد بصورة واضحة.
تبع ذلك ثلاث خطوات إتخذتها سلطة الأمر الواقع في بورتسودان تمثلت في الآتي : قرار تغيير العملة الذي فرض واقعاً على الأرض تمثل في تقسيم النظام المالي بالبلاد بحيث صارت الولايات التي تقع تحت سيطرة الجيش تتعامل بعملة مختلفة عن تلك التي يتم تداولها في مناطق سيطرة الدعم السريع.
كذلك كان قرار إجراء إمتحانات الشهادة السودانية في الولايات التي يسيطر عليها الجيش وعدم قيامها في الولايات التي يسيطر عليها الدعم السريع اضافة لولايات تدور فيها رحى المعارك يصب عملياً في إتجاه تكريس عملية تقسيم البلاد عبر حرمان التلاميذ من حقهم في الجلوس للإمتحان فقط لأنهم يتواجدون في رقعة جغرافية لا يسيطر عليها الجيش.
الأمر الثالث تمثل في عدم إستطاعة قطاعات واسعة من الشعب السوداني إستخراج الأوراق الثبوتية ( أرقام وطنية، جوازات سفر الخ) وهى حق طبيعي مرتبط بالمواطنة التي تقوم عليها الحقوق والواجبات في الدولة لذات السبب المتعلق بالعملة وإمتحانات الشهادة.
هذه الخطوات مثلت البداية الفعلية لتقسيم البلاد, ويزيد من تفاقمها الخطوة المزمع إتخاذها من طرف بعض القوى السياسية والحركات المسلحة بإعلان حكومة موازية تجد تبريرها في ضرورة خدمة الشعب في المناطق التي لا يسيطر عليها الجيش، ولا شك أن هذه الخطوة ستشكل خطراً كبيراً على وحدة البلاد مهما كانت مبررات تكوينها (داوها بالتي كانت هى الداءُ).
لمواجهة هذه المعطيات الخطيرة المتسارعة، تقع على القوى المدنية الديمقراطية وقوى الثورة مهمة جسيمة للحفاظ على وحدة البلاد، وليس أمامها من سبيل سوى تكوين جبهة مدنية واسعة يتم من خلالها تطوير شعار الثورة ليصبح “حرية .. سلام .. عدالة .. وحدة”، وكذلك تطوير شعار مناهضة الحرب ليصبح ” لا للحرب، لا لتقسيم البلاد”.
إنَّ أهمية الحفاظ على وحدة البلاد لا تقلُّ بأي حال من الأحوال عن أهمية المناداة بالوقف الفوري للحرب، ولا مناص من تنادي كافة القوى الحريصة على عدم تقسيم البلاد لكلمة سواء يتم من خلالها تجاوز كل الخلافات من أجل تحقيق الهدفين معاً.