بصمود وثبات وعزيمة لن تنكسر، وبفرحة مصوبة بالألم، ظهرت الطفلة الفلسطينية ميساء صلاح، في مشهد مؤثر نقله رواد مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، وهي تتحدث عن كيفية إنقاذ الكتب الدراسية الخاصة بها، وشهادات تكريمها وشقيقها، رغم القصف الإسرائيلي المتواصل على كل بقعة من أرض فلسطين، ليحصد الفيديو آلاف الإعجابات، حيث وثقه المصور الفلسطيني مهند أبو رزق.

الحرب على غزة.. «ميساء» تنقذ كتبها

«أنقذت أنا كتبي اللي بتعنيلي كل شيء، لأنها كانت ترافقني في كل مكان، وشهاداتي من الروضة والصف الأول والثاني والثالث والرابع والخامس، هاي الكتب كل شيء في حياتي، فيها طفولتي وفيها ذكرياتي ومذاكراتي»، بهذه الكلمات عبرت الطفلة «ميساء»، عن سعادتها بإنقاذ كتبها من القصف الإسرائيلي، مؤكدة أنها تحب التعليم والتعلم وتحتفظ بها من الروضة وحتى الصف الخامس الابتدائي الذي حرمها الاحتلال الإسرائيلي من استكماله بعد إعلان فلسطين تأجيل الدراسة نظرا للحرب على غزة.

بثبات ظهرت الطفلة «ميساء» في الفيديو المتداول وهي تتصفح كتبها وشهادات التقدير التي حصلت عليها وشقيقها، متوقفة عند شهادة تقدير تحمل صورتها أهدتها إليها مديرة مدرستها، وفق الطفلة الفلسطينية: «هاي أكتر شيء بحبه لأنه من المديرية أعطاتني إياه بالصف الثالث، وأنا بحب التعليم ولو كتبي إدمرت هتتحطم كل طفولتي ويتحطم كل شي، طفولتي اللي كانت بتتبني في البيت علشان كده أخدتهم، بعد ما قرأت فيهم، وحطيت الشنطة جنبي علشان لو صار شيء أطلع أنا وياهم، وفعلا صار اللي كنت بفكر فيه والبيت اتقصف فأخدتهم معايا».

«ميساء» تحلم بأن تكون مهندسة

تحلم الطفلة الصغيرة بأن تٌصبح مهندسة، لكنها ربما تفقد حلمها بعدما فقدت عددا من أفراد أسرتها وفق المصور الفلسطيني محمد فايق لـ«الوطن»: «ميساء فقدت جزءا من أسرتها، أخوها وزوجته وأطفالهم في قصف على منزلها بغزة، ورغم أنها تحلم بأن تكون مهندسة لكن ربما تكون أحلامها الصغيرة مٌهددة بالتحطم في ظل استمرار مجازر قوات الاحتلال الإسرائيلي، فهاي الطفلة أحلامها تُغتال مثلها مثل كثيرين من الأطفال الذين يقتلون دون ذنب».

لم تتوقف مجازر الاحتلال الإسرائيلي على قصف المنازل وقتل الأطفال، لكن نجت الطفلة «ميساء» بصعوبة وفقا له: «بعد الفيديو بيت ميساء اتقصف وهي نجت بصعوبة وأهلها أصيبوا وهم الآن في المستشفيات المختلفة، لكن إن شاء الله سيتعافون».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الحرب على غزة فلسطين غزة القصف الإسرائيلي

إقرأ أيضاً:

غزة تنهض من الرماد.. مهندسة فلسطينية تعيد رسم ملامح القطاع بعد الحرب

وسط الدمار الذي خلفته الحرب الإسرائيلية على غزة، تبرز المهندسة الفلسطينية مجد العويني كرائدة في إحياء الأمل لدى أهالي القطاع، من خلال إعادة تصميم واجهات المنازل والأحياء التي دمرها القصف.

بشعارها الملهم "عمرناها مرة، بنعمرها ألف مرة"، تقدم العويني تصورات مستقبلية تُحيي الأمل لدى العائلات التي فقدت منازلها وتبحث عن بارقة أمل في إعادة الإعمار.

العويني، التي تخصصت في مجال إعادة الإعمار وحصلت على شهادة الدكتوراه في هذا التخصص، تواجه القلق المتزايد لدى الفلسطينيين من مستقبل غزة بعد الحرب، فعبر حساباتها على منصات التواصل الاجتماعي، بدأت بنشر مقاطع فيديو تعرض إعادة تصميم المنازل التي أرسل أصحابها صورها المدمرة، وكانت رسائلهم متشابهة، "كيف ستبدو منازلنا بعد الحرب؟".

View this post on Instagram

A post shared by Majd Al-Uwaini – MAS Group (@majd.aluwaini)

تقول العويني، "فكرت في هذه الفكرة بعد أن شاهدت تقارير مبالغا فيها حول المدة الطويلة التي قد يستغرقها إعادة إعمار غزة. بفضل خبرتي في إعادة الإعمار بعد الحروب السابقة، شعرت بمسؤولية تقديم تصورات بديلة تُظهر الإمكانيات الحقيقية التي نمتلكها، وهدفي كان نشر الأمل بين الناس".

ولا تقتصر جهود العويني على المنازل الفردية، فقد توسعت أعمالها لتشمل تصميمات للأحياء المركزية في غزة. من بين هذه المشاريع، قامت بإعادة تصميم حي الرمال، الذي تعرض لتدمير شامل، ودوار النجمة في مدينة رفح، الذي تحول إلى كومة رمال بفعل القصف الإسرائيلي.

وتؤكد العويني أن رسائل الناس لم تتوقف عند منازلهم الخاصة، بل امتدت لتشمل طلبات بإعادة تصور الأحياء والبنية التحتية العامة. وتقول "كانت الرسائل تعكس رغبة حقيقية في رؤية تعافٍ شامل لغزة على مستوى أكبر يشمل كل مرافق المدينة".

وتضيف، "هدفي من هذه التصورات كان تقديم رؤية شاملة لإعادة بناء المدينة بشكل يضمن استدامتها ويعيد نبض الحياة إليها، وهو ما يجعل الناس يشعرون بالأمل مرة أخرى".

View this post on Instagram

A post shared by Majd Al-Uwaini – MAS Group (@majd.aluwaini)

انتشرت مقاطع الفيديو التي نشرتها العويني بشكل واسع عبر حسابها على إنستغرام، حيث أظهرت إعادة تصميم لمنازل مدمرة بدت بشكل أجمل بعد التعديل الرقمي. وتصف العويني تفاعل الناس مع هذه المقاطع بقولها، "كانت الفيديوهات بمثابة بصيص أمل لشعب مكلوم يعاني من غياب العدالة الإنسانية".

وتروي العويني قصة رسالة تلقتها من عائلة فقدت منزلها بالكامل، "قالوا لي: رأينا بيتنا يتحول إلى رماد، ولكن عندما شاهدنا التصميم الجديد، شعرنا بأن الأمل عاد إلينا". وتضيف "هذا النوع من التفاعل يعطيني دافعا أكبر للاستمرار في تقديم المزيد".

ولم تكن العويني الوحيدة التي تلقت ردود فعل مؤثرة، فالطبيب الفلسطيني وليد الكحلوت، الذي فقد منزله في بيت لاهيا شمال غزة، عبّر عن دهشته وسعادته عندما شاهد إعادة تصميم واجهة منزله المدمّر. ويقول "رؤية المنزل المعاد تصميمه بثت فينا روح الأمل، ونتمنى أن تتوقف الحرب حتى نبدأ بإعادة البناء على أرض الواقع".

وتختم العويني رسالتها للعالم بقولها "رسالتي للعالم هي أن غزة، بعزيمة أبنائها وبإيماننا بقدراتنا وثقتنا بالله، ستنهض من رمادها. لا يمكن لأي قوة أن تثنينا عن إعادة بناء وطننا وإحياء روح شعبنا".

وتتعرض غزة المحاصرة منذ سنوات، لعدة حروب خلفت دمارا واسعا في البنية التحتية والمنازل. ومع كل جولة من القصف، يظهر تساؤل متجدد حول إمكانية إعادة الإعمار وسط التحديات الاقتصادية والسياسية.

وتمثل مبادرات مثل مبادرة العويني بارقة أمل لسكان غزة، حيث تساهم في تغيير الرؤية السائدة عن الدمار وتعزز من ثقتهم في إمكانية استعادة حياتهم الطبيعية.

مقالات مشابهة

  • لحظة واحدة أنقذت ترامب.. فوهة البندقية كشفت ريان ويسلي روث
  • الحبس 6 أشهر للمتهم بإنهاء حياة طفلة التجمع
  • أرادت استقبال والدتها فسقطت من الطابق السابع..مقتل طفلة مصرية
  • مصر .. مصرع طفلة سقطت من الطابق السابع أمام أعين امها
  • الجزيرة ترصد آثار القصف الإسرائيلي على منزل في مخيم النصيرات
  • عادل عصام الدين: يظل الهلال هو الهلال اللي يخوف ولا يزال متقدم ع الاتحاد .. فيديو
  • مقال بـ واشنطن بوست: الجوع يفترس سكان غزة مع تدهور الوضع الإنساني جراء القصف الإسرائيلي
  • غزة تنهض من الرماد.. مهندسة فلسطينية تعيد رسم ملامح القطاع بعد الحرب
  • كاميرا الجزيرة ترصد آثار القصف الإسرائيلي على منازل شمال غربي مدينة غزة
  • شهيد و4 إصابات بينها طفلة بقصف الاحتلال لمنزل في جنوب لبنان