الأمل الأخير لسكان غزة.. حقائق بشأن معبر رفح
تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT
عبرت أول دفعة من حملة جوازات السفر الأجنبية والمصابين من غزة إلى مصر من خلال معبر رفح، الأربعاء، بعد أسابيع من المفاوضات المكثفة، في حين تعتبر الحدود في جنوب القطاع المحاصر "الأمل الأخير" لسكان غزة للهروب مع سقوط القنابل الإسرائيلية على القطاع، وفق تقرير من شبكة "سي إن إن".
وجاء الفتح الجزئي في أعقاب اتفاق توسطت فيه قطر بين إسرائيل وحماس ومصر وبالتنسيق مع الولايات المتحدة، وعقب فترة وجيزة من إدخال شاحنات المساعدات في الجيب، وهو تطور تطلب أيضا محادثات مطولة.
ورفح يشكل المعبر الحدودي الوحيد في غزة الذي لا تسيطر عليه إسرائيل، التي أغلقت معابرها مع القطاع في أعقاب هجوم حماس في 7 أكتوبر. وقد برز كموقع حاسم مع تدهور الحالة الإنسانية في القطاع.
الوضع في رفح الآن؟ظل المعبر مغلقا خلال الأسابيع القليلة الأولى من الحرب بين إسرائيل وغزة، ولكن تم افتتاحه جزئيا مؤخرا للسماح لعدد صغير من شاحنات المساعدات بالدخول إلى غزة. قبل أن يفتح الأربعاء، مرة أخرى للسماح لعدد محدود من مئات الجرحى الفلسطينيين والأجانب بالخروج.
وسرعان ما تم نقل الفلسطينيين المصابين إلى المستشفيات في مصر، بينما انتظرت سيارات الإسعاف وعمال القنصلية على الجانب المصري لمعالجة حالات المقبول بدخولهم البلاد.
وفي تحديث أولي بعد ظهر الأربعاء، قال مسؤولون في الجانب الفلسطيني إن 110 من حاملي جوازات السفر الأجنبية غادروا غزة. ولم يتضح بعد ما إذا كان جميع حاملي جوازات السفر الأجنبية قد عبروا الحدود إلى مصر.
وفي الوقت ذاته، قال عمال الإغاثة إن الإمدادات التي وصلت غزة هي جزء بسيط مما هو مطلوب لـ 2.2 مليون شخص محشورين في القطاع تحت الحصار الذي تفرضه إسرائيل ومصر.
ولم تدخل أي شاحنة وقود إلى المعبر منذ أسابيع. وقالت إسرائيل مرارا إن حماس ستحول الوقود لجهودها الحربية، وفق ما نقلته الشبكة الأميركية.
لماذا المعبر مهم جدا الآن؟يقع معبر رفح في شمال سيناء المصرية، وهو المعبر الحدودي الوحيد بين غزة ومصر. يقع على طول سياج طوله 12.8 كلم يفصل غزة عن صحراء سيناء.
وتغيرت السيطرة على غزة عدة مرات على مدى السنوات الـ 70 الماضية. سقطت تحت السيطرة المصرية في الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948، وسيطرت عليها إسرائيل في حرب عام 1967، وبعد ذلك بدأت إسرائيل في توطين اليهود هناك وقلصت بشكل كبير حركة سكانها الفلسطينيين.
وفي عام 2005، سحبت إسرائيل قواتها ومستوطنيها من القطاع، وبعد عامين استولت حماس على القطاع.
ومنذ ذلك الحين، فرضت مصر وإسرائيل قيودا مشددة على حدودهما مع القطاع، وتفرض إسرائيل مزيدا من الحصار على غزة من خلال تقييد السفر بحرا أو جوا. كما أحاطت إسرائيل القطاع بسياج حدودي شديد التحصين.
ووفقا لأرقام الأمم المتحدة، عبر ما معدله 27 ألف شخص الحدود كل شهر اعتبارا من يوليو من هذا العام. وكانت الحدود مفتوحة لمدة 138 يوما ومغلقة لمدة 74 يوما هذا العام حتى ذلك الشهر.
وغالبا ما تعتمد عمليات الإغلاق على الحالة الأمنية والسياسية على أرض الواقع. وفي حين أن إسرائيل لا تملك سيطرة مباشرة على المعبر، فإن إغلاق مصر غالبا ما يتزامن مع تشديد إسرائيل للقيود المفروضة على غزة.
كيف تغير الوصول إلى معبر رفح مع مرور الوقت؟وقعت إسرائيل ومصر معاهدة سلام في عام 1982، والتي شهدت انسحاب الدولة اليهودية من شبه جزيرة سيناء التي استولت عليها من مصر في عام 1967.
ثم فتحت إسرائيل معبر رفح، الذي كانت تسيطر عليه حتى انسحابها من غزة, في عام 2005. ومنذ ذلك الحين وحتى استيلاء حماس على غزة، في عام 2007، كان المعبر تحت سيطرة الاتحاد الأوروبي، الذي عمل بشكل وثيق مع المسؤولين المصريين.
وبين عامي 2005 و2007، استخدم حوالي 450 ألف مسافر المعبر بمعدل حوالي 1500 شخص يوميا.
والتنقل عبر معبر رفح في الأيام العادية محدود للغاية. فقط سكان غزة الذين يحملون تصاريح وكذلك الرعايا الأجانب يمكنهم استخدامه للسفر بين غزة ومصر.
وغالبا ما يضطر سكان غزة الذين يرغبون في عبور الحدود للانتظار فترات طويلة.
وفي أعقاب سيطرة حماس على القطاع، شددت مصر وإسرائيل بشكل كبير القيود على حركة البضائع والأشخاص داخل القطاع وخارجه. لكن في عام 2008، فجر المسلحون التحصينات على الحدود مع مصر بالقرب من رفح، مما دفع ما لا يقل عن 50 ألف من سكان غزة إلى الدخول إلى مصر لشراء الغذاء والوقود وغيرها من الإمدادات.
وبعد وقت قصير من الاختراق، أغلقت مصر المعبر بالأسلاك الشائكة والحواجز المعدنية.
لماذا تتردد مصر في فتح المعبر أمام سكان غزة؟وتشعر مصر، التي تستضيف بالفعل ملايين المهاجرين، بالقلق إزاء احتمال عبور مئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيها.
وأكد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، مؤخرا أن بلاده تحاول المساعدة، ضمن حدود.
وقال: "نحن بالطبع نتعاطف، لكن بحذر، فبينما نتعاطف، يجب علينا دائمًا استخدام عقولنا من أجل الوصول إلى السلام والأمان بطريقة لا تكلفنا الكثير".
وعبرت الدفعة الأولى من المصابين في سيارات إسعاف في وقت سابق الأربعاء، وفحصتهم فرق طبية مصرية قبل توجيههم إلى مستشفيات مختلفة حسب خطورة حالتهم.
وأعدت مصر مستشفى ميدانيا في الشيخ زويد التي تبعد نحو 15 كلم عن رفح كما تعتزم توجيه بعض المصابين لمستشفى دائم هناك، ومستشفى آخر في العريش، أو نقلهم إلى الإسماعيلية على مسافة أبعد، وفقا لمدى خطورة وضعهم الصحي.
ولم ترد تأكيدات فورية بشأن هويات أو جنسيات أول دفعة من حملة جوازات السفر الأجنبية الذين غادروا غزة، لكن مصادر في دول عدة قدمت تفاصيل عما تسنى التوصل إليه بموجب الاتفاق.
وأظهرت قائمة، تضم على ما يبدو الدفعة الأولى من حملة جوازات السفر الأجنبية المسموح لهم بمغادرة القطاع، نُشرت على صفحة هيئة المعابر والحدود في غزة على فيسبوك، مجموعات من مواطني اليابان والنمسا وبلغاريا وإندونيسيا والأردن وأستراليا وجمهورية التشيك وفنلندا، وكذلك موظفين من بعض المنظمات غير الحكومية، واللجنة الدولية للصليب الأحمر.
كما خرجت "مجموعة أولى تضم خمسة مواطنين فرنسيين" ضمن أكثر من 400 شخص من الأجانب ومزدوجي الجنسية تم إجلاؤهم، الأربعاء، من قطاع غزة نحو مصر، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية.
ويقصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة بشكل كثيف ردا على الهجمات التي شنها مسلحون من حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر وأسفرت عن مقتل أكثر من 1400 شخص، معظمهم من المدنيين في اليوم الأول من الهجوم، وفق سلطات الدولة العبرية.
وأعلنت وزارة الصحة في حكومة حماس أن حصيلة القصف الإسرائيلي بلغت 8796 قتيلا معظمهم من المدنيين.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: جوازات السفر الأجنبیة حماس على معبر رفح سکان غزة على غزة فی عام
إقرأ أيضاً:
مسؤولون في جيش الاحتلال: قوة حماس تتعاظم دون إنجاز صفقة تبادل
يمنع وجود الأسرى الإسرائيليين المتبقين على قيد الحياة والموزعين في أرجاء قطاع من "القضاء العسكري" بشكل عملي على حركة حماس، ويعمل على إحباط إمكانية عمل جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي، فيما تُسمى "جزر متسعة"، لا تدخل إليها القوات كي لا يتعرضوا للخطر.
وقال المحلل العسكري الإسرائيلي يوآف زيتون، في مقال افتتاحي عبر صحيفة "يديعوت أحرونوت"؛ إن حماس "تنجح بهذا في إعادة تثبيت حكمها الجزئي في القطاع، وبعد ثلاثة أشهر من قتل ستة مخطوفين في النفق في رفح على أيدي حماس، يحرص الجيش على عدم القيام بأي عمل قد يؤذي عشرات الأسرى المتبقين على قيد الحياة".
واعتبر زيتون أنه لهذا السبب: "لا يعمل جنود الجيش بريا ولا يهاجمون أيضا في مناطق واسعة في قطاع غزة، وحماس تستفيد من ذلك وترمم قدراتها العسكرية في هذه المناطق الكبرى الموجودة في شمال القطاع، وذلك بالتوازي مع الأماكن الوحيدة التي يهاجم فيها الجيش الإسرائيلي في هذه الأشهر، وهي جباليا وبيت لاهيا المجاورة لها".
إظهار أخبار متعلقة
وذكر أن "مسألة المخطوفين الإسرائيليين في أسر حماس، أصبحت عاملا مركزيا يؤخر ويضيق إنجازات الجيش في القطاع، بينما يقول مسؤولون كبار في هيئة الأركان في أحاديث مغلقة، ويقصدون أحد أهداف الحرب التي وضعتها الحكومة، تصفية البنى التحتية العسكرية والسلطوية لحماس التي تعاظمت في قطاع غزة، برعاية إسرائيلية وقطرية على مدى الـ 15 سنة التي سبقت 7 أكتوبر".
وذكر أن "وجود المخطوفين في قطاع غزة، يؤثر ويغير أساليب القتال وأماكن العملية البرية والهجمات الجوية، ويقيد جدا القوات في ضرب حماس بشكل أكبر، وذلك بدءا من أوامر فتح النار البسيطة في الميدان، وحتى القرارات إلى أين تُرسل الألوية".
وزعم أن "لدى الجيش الإسرائيلي معلومات استخبارية معقولة عن وضع المخطوفين، تستند أساسا إلى معلومات تنتزع من التحقيق مع المخربين المعتقلين، وحل لغز ما يعثر عليه في الميدان ككاميرات المتابعة وتحليل المعطيات المتجمعة المختلفة، ونوعية المعلومات عن وضع المخطوفين وأماكنهم تتغير باستمرار؛ لأن حماس تحاول نقلهم من مكان إلى مكان، وتوزيعهم في القطاع لتصعيب الأمر على الجيش لإنقاذهم في عمليات خاصة".
وقال؛ إنه "في الجيش، يقدرون أن سياسة حماس في إعدام المخطوفين إذا ما لوحظت حركة قريبة لقوات الجيش لم تتغير، ولهذا فإن الخطر على حياتهم واضح وفوري، وليس فقط بسبب شروط الأسر التي ستتفاقم في الشتاء المقترب".
وأشار إلى "محاولة الجيش توضيح هذا الوضع للمستوى السياسي، بأن عدم التوجه إلى صفقة لتحرير المخطوفين، يمس مباشرة باحتمال الإيفاء بالهدفين اللذين حددتهما الحكومة في بداية الحرب: تقويض سلطة حماس وإعادة المخطوفين، ويقدرون في الجيش أن حماس شددت الحراسة على المخطوفين، ولولا وجودهم لكان كل الأمر بدا مختلفا في قطاع غزة، وعمل الجيش كان سيكون أكثر سحقا ضد حماس دون القيود التي تستفيد منها حماس. وهناك فرق بين تفكيك القدرات العسكرية لحماس، والمس بحكمها المدني الذي ضعف، ولكنه لا يزال قائما في القطاع".
وأكد أن هناك "في الجيش يوجد من يقدر أن حماس تخلت عمليا عن جباليا في أعقاب الاجتياح الطويل لفرقة 162، الذي بدأ قبل نحو شهرين ونصف، وصفي خلاله أو اعتقل أكثر من ألف مخرب من حماس، بينما فقد الجيش الإسرائيلي 28 ضابطا ومقاتلا منذ بداية العملية".
وقال؛ إن "الأغلبية الساحقة من الجمهور الغزي لم ترَ جنود الجيش الإسرائيلي في معظم هذا الهجوم الطويل الممتد لـ 14 شهرا من القتال، ولهذا، فإن حماس لا تزال متجذرة بقوة لدى الغزيين كحكم، لأنه ليس لها أي منافس، وهي مثلا أخذت الحظوة على حملة التطعيم ضد شلل الأطفال، التي سمحت إسرائيل بتنفيذها وهي تعمل على قمع جيوب المقاومة لحكمها، التي تطل بين الغزيين في مظاهرات محلية، كما نشخص أيضا آلية تعويض مالي من جانب حماس لنشطائها وموظفيها: فمؤخرا عادت لتدفع لهم أجرا شهريا، وإن كانت بضع مئات من الشواكل وليس بالآلاف مثلما قبل الحرب، وذلك رغم الضائقة الاقتصادية التي تعيشها".
وأضاف أن "الجمهور في غزة ليس قريبا من الانقلاب على حماس ولم تتراكم بعد الطاقة لذلك؛ لأنه لا ينشأ لها بديل، إضافة إلى ذلك، فإن معظم الجمهور الغزي المتجمع في جنوب القطاع، لم يعد يشعر منذ أشهر طويلة بوقع ذراع الجيش، وهو مشغول أساسا بالبحث عن خيمة أو بطانية للشتاء، وهذا يهمهم أكثر من موت السنوار الذي نسي هكذا، حسب الحوار الذي نلتقطه في الشارع الفلسطيني".
"الحكومة لا تقرر"
ومن ناحية البديل لحكم حماس، قال زيتون؛ إنهم "في الحكومة يواصلون أساسا الرفض ولا يبادرون: يرفضون طلب بعض الوزراء إقامة حكم عسكري إسرائيلي، وبالطبع يرفضون أيضا دخول السلطة الفلسطينية إلى المنطقة حتى ولو على سبيل تجربة محلية. المبادرة التي بحثت في الحكومة قبل أكثر من شهر لإدخال مقاولين أمريكيين يوزعون الغذاء، لا تزال بعيدة عن التنفيذ، وتبدو كعرض إعلامي أكثر من أي شيء آخر".
إظهار أخبار متعلقة
وأضاف أنه "لم تصل إلى قيادة المنطقة الجنوبية أوامر بالبدء بالخطوة، وهذه لا تزال لدى جهات أمنية أخرى مجرد موضع دراسة، وفي الجيش يقولون أيضا؛ إنه إلى شمال القطاع نحن لا نزال ندخل نحو 50 شاحنة مساعدات كل يوم، بل ونقوم بحملات إنسانية خاصة، بمساعدة منظمات إغاثة دولية نحرص على إبقاء الغذاء والماء في مناطق القتال في بيت لاهيا وبيت حانون وجباليا، كي يرى العالم أنه لا يوجد تجويع في غزة حتى في الأماكن التي فصلناها".
وزعم نقلا عن الجيش، أن "الوقود يدخل إلى غزة أسبوعيا وأساسا لتفعيل محولات المياه ولاستخدام المستشفيات، لكن خط الكهرباء الجديد مثلا الذي سمحنا بإقامته، ينتج منذ الآن 20 ألف كيلو واط كل يوم لمئات آلاف النازحين في المواصي. هناك يصل أيضا الماء والغذاء بشكل سريع في غضون عشر دقائق أيضا من معبر كيسوفيم، الذي أقمناه وأعدنا فتحه، مما يقلل ظاهرة سلب الشاحنات".