رئيس “سدايا” يدعو لتشكيل مستقبل معزّز بالذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT
أكد معالي رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) الدكتور عبدالله بن شرف الغامدي, أن المسؤولية تجاه ضمان النشر الآمن والعادل للذكاء الاصطناعي أصبح ذات أهمية قصوى بينما نقف على أعتاب ما أطلق عليه الكثيرون: ثورة الذكاء الاصطناعي، داعيًا إلى تشكيل مستقبل معزّز بالذكاء الاصطناعي يكون آمنًا وشاملاً ومفيدًا للبشرية جمعاء.
جاء ذلك في كلمة القاها معاليه خلال مشاركته في اجتماع الطاولة المستديرة تحت عنوان: ما الذي ينبغي للمجتمع العلمي فعله فيما يتعلق بمخاطر وفرص الذكاء الاصطناعي؟ ضمن أعمال قمة سلامة الذكاء الاصطناعي التي تنظمها بريطانيا في (بلتشلي بارك) شمال غرب لندن خلال الفترة من 1 – 2 نوفمبر 2023.
وقال معاليه: رأينا الإمكانات التحويلية للذكاء الاصطناعي في أركان الجامعات ومعامل الأبحاث لكن مع هذه الإمكانات يتحتَم علينا واجب أن نفهم ونُنظِّم ونوجِّه اندماجها في نسيجنا المجتمعي؛ إذ من الأهمية بمكان أن نرى هذه القاعة المليئة بالعقول وصنّاع القرار الذين يُمثِّلون محور هذه الرحلة.
وأضاف معاليه : كانت جهودنا التعاونية في ورش العمل والمؤتمرات والمنشورات ذات الوصول المفتوح مهمة في تعزيز التبادل الغني للمعرفة حول سلامة الذكاء الاصطناعي، وهذا الحوار المفتوح والمستودع المشترك للأفكار هو مؤشر واضح على التزامنا المشترك في ضمان أن يكون الذكاء الاصطناعي الذي ننشره قويًا.
ووجّه معاليه خلال كلمته الدعوة إلى قادة المجال لتعميق الحوار حول الذكاء الاصطناعي، وقال : من خلال تحويل أبحاث السلامة النظرية إلى إرشادات وأدوات عملية، يمكننا معاً ضمان التطبيق المسؤول لتقنيات الذكاء الاصطناعي, فهذه ليست مجرّد تطورات تقنية، وإنما هي حجر الأساس لمجتمعاتنا المستقبلية واقتصاداتنا وتفاعلاتنا العالمية.
وأكد معاليه أهمية أن يصاحب الوتيرة السريعة للتقدم في الذكاء الاصطناعي قوة ومرونة الأطر التنظيمية، مشددًا على أهمية التعاون على تطوير سياسات تسترشد بأحدث الأبحاث وترتكز على رفاهية مواطنينا, إذ يمكن للتآزر بين جميع الأوساط ذات العلاقة أن يشكل مستقبلاً يكون فيه الذكاء الاصطناعي قوة من أجل الخير على نطاق واسع.
وخلص معاليه إلى القول : إن مسار إدراج الذكاء الاصطناعي -رغم أنه واعد – مليء بالتحديات لكن في قاعة مثل هذه مع مزيج من الصرامة الأكاديمية والبصيرة التنظيمية سنسلك هذه الحدود بمسؤولية وفعالية، ومعًا يُمكننا تشكيل مستقبل معزّز بالذكاء الاصطناعي يكون آمنًا وشاملاً ومفيدًا للبشرية جمعاء.
ومن المقرّر أن تواصل القمة أعمالها يوم غد بعقد جلستين الأولى بعنوان : بناء فهم مشترك لمخاطر الذكاء الاصطناعي الرائد وإمكانية التعاون المستقبلي, والجلسة الثانية: مشاركة الفرص العالمية للذكاء الاصطناعي (الرعاية الصحية) إلى جانب عقد اجتماعي طاولة مستديرة الأول حول إيجاد الإجراءات والخطوات القادمة لإقامة تعاون مستقبلي، والثاني حول تبادل الفرص العالمية للذكاء الاصطناعي، إضافة إلى عدد من الاجتماعات الثنائية وتعزيز التواصل.
وتهدف قمة سلامة الذكاء الاصطناعي إلى إيجاد فهم مشترك للمخاطر التي يشكلها تقنيات الذكاء الاصطناعي الحدودي والحاجة إلى اتخاذ إجراءات بشأنها، واستعراض مجالات التعاون المحتملة في أبحاث سلامة الذكاء الاصطناعي.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية للذکاء الاصطناعی الاصطناعی ا
إقرأ أيضاً:
كلية السلطان هيثم للذكاء الاصطناعي
◄ نقترح استحداث منصب وزير الدولة للاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي لإحداث نقلة نوعية وكمية في بلادنا
د. عبدالله باحجاج
شاركتُ في ملتقى "معًا نتقدَّم" في نسخته الثالثة، وعلى عكس النسخة الثانية، لم نتمكن من التفاعل في الحوار، بسبب الإقبال الكبير على طلب التفاعل، خاصةً من الشباب الذين بادروا في طرح تساؤلاتهم ومرئياتهم بشفافية عالية، وقد حاولتُ جاهدًا التفاعل، وبالذات في جلسات الاقتصاد والتنمية، ومستقبل المهن والوظائف، وتنمية المحافظات.
هذا الملتقى يُمثِّل عنوان استراتيجية تؤسس لجوهر النهضة المُتجددة في بلادنا، والتي انطلقت عام 2020؛ ولذلك نجد في مقالنا الأسبوعي المناسبة المواتية لطرح الأفكار التي لم تأخُذ حقها في الطرح للسبب سالف الذكر، ولن تستوعبها كلها مساحة هذا المقال، وسنُركِّز على مستقبل الوظائف في بلادنا، وكيف يمكن الإسهام في حل قضية الباحثين عن عمل؟
في النسخة الثالثة من ملتقى "معًا نتقدَّم"، تعرَّفنا على جهود الوزارات في صناعة مواردنا للاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي، وهي جهود مشكورة، لكنها ليست كافية، ولا تسير وفق نَسَق تحدياتها الراديكالية والطموحات الناجمة عنها؛ فالذكاء الاصطناعي لا يقتصر فحسب على توفير فرص عمل جديدة، وإنما كذلك يُعد من مصادر الدخل. صحيحٌ أن هناك وظائفَ ومهنًا ستختفي خلال المدى الزمني المتوسط، لكن في المقابل ستبرُز وظائف جديدة أكثر من نظيرتها المندثرة، فنحن في ظل الثورة الصناعية الرابعة التي ينبغي على بلادنا الاهتمام أكثر بمستقبل وظائفها الجديدة، وإعادة وتأهيل شبابنا لها من الآن، وبصورة ممنهجة؛ حيث إن مُستقبلها في ظل هذه الثورة يتغير بسرعة مكوكية، فإحدى الدراسات -مثلًا- تُشير إلى أن 44% من وظائف المُديرين سيتم استبدالها بالحواسيب. ودراسة متخصصة أخرى تؤكد استحداث 133 مليون وظيفة عالميًا خلال السنوات الخمس المقبلة في الوقت الذي ستندثر قرابة 73 مليون وظيفة. وتوضح هذه الدراسة كذلك أن هناك 5 اتجاهات رئيسية تُشكِّل ملامح سوق العمل في منطقة الخليج؛ وهي: العولمة، والديموغرافيا، والتكنولوجيا الرقمية، وأخلاقيات الأعمال التجارية، والتعلم.
وقد اطَّلعتُ على استراتيجيات دولتين مجاورتين في تكوين مواردها البشرية للاقتصاد الرقمي؛ إذ قطعتا أشواطًا مُتقدِّمة؛ لأنها بدأت منذ عام 2017، وأصبح إحداها تتطلع إلى عوائد مالية تقدر بـ90 مليار دولار بحلول عام 2031. وهذا العام الأخير يُشكِّل أكبر التحديات لبلادنا، ولا بُد من الإسراع لتحويل هذه التحديات إلى فرص من الآن، وهذا مُمكِنٌ الآن. ومن هنا، نقترح الآتي:
إنشاء كلية حكومية مُتخصِّصة في الذكاء الاصطناعي. تأسيس مجلس أعلى للذكاء الاصطناعي. وضع استراتيجية وطنية معاصرة للاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي. استحداث منصب وزير دولة -دون حقيبة وزارية- للاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي.تلكم المقترحات دقيقة وموضوعية لإحداث نقلة نوعية وكمية؛ لمواجهة تحديات مستقبل الوظائف الجديدة، ومن ثم تُحتِّم تحديات المواجهة أن تُؤهِّل بلادنا خلال المدى الزمني المتوسط ما لا يقل عن 300 ألف شاب عُماني، وجعل قضية التأهيل والتأسيس للوظائف المستقبلية مُستدامة؛ لأن مستقبلها في التكنولوجيا الرقمية، وإيراداتها مرتفعة، مما يُبشر بالقضاء على الخلل في الإيرادات التقليدية ذات العوائد المتدنية جدًا. وهنا حل لإشكالية الرواتب والدخول المُنخفضة، وإيجاد التوازن الطبيعي فيها، وبالتالي لا يمكن أن نضمن مُسايرة هذا العصر إلّا من خلال إقامة مثل تلكم المؤسسات العصرية، وبالذات إنشاء "كلية السلطان هيثم للذكاء الاصطناعي"، وليس من خلال المسارات الراهنة، مع وضع استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي، تُحدَّد فيها النسب المئوية لتكوين مواردنا البشرية والخبرات الأجنبية التي يُمكن الاستفادة منها، وإقامة شراكات مع الدول الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي.
ومن ضمن هذه السياقات الوطنية الجديدة، يمكن كذلك إعادة تأهيل الكثير من الباحثين عن عمل في تخصصات الذكاء الاصطناعي، وعلى وجه الخصوص الهندسة الحديثة السريعة والفعَّالة.. إلخ.
إنَّ هذا الملف الاستراتيجي العاجل لبلادنا يستوجب له استحداث منصب وزير دولة للاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي، أي وزير بلا حقيبة؛ لدواعي التخصُّص فيه والتركيز عليه، وكما قُلنا في مقالات سابقة إنَّ الكثير من الدول تلجأ إلى مثل هذا الاستحداث لأهمية القطاع في مستقبلها، والرهانات الوجودية.
رابط مختصر