تحقيق يوثق استهداف جيش الاحتلال مناطق دعا المدنيين للتوجه إليها في غزة
تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT
وثقت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، استهداف جيش الاحتلال لتجمعات المدنيين جنوبي غزة، عقب إصدار أوامر إخلاء شمال القطاع، مما دفع الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الأخرى إلى التحذير من أنه لا يوجد مكان آمن في غزة للمدنيين.
وقالت "بي بي سي" إن تحذيرات جيش الاحتلال كانت مصحوبة بخرائط بها أسهم تشير إلى مناطق محددة بشكل غامض للتحرك نحوها، لكن مع ذلك استهدفت الغارات المناطق المحددة.
وقال جيش الاحتلال إنه يتواصل مع سكان غزة بعدة طرق، بما في ذلك إسقاط المنشورات، ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي باللغة العربية، والتحذيرات الصادرة من خلال المنظمات المدنية والدولية.
وفيما يلي التحقيق الكامل لهيئة الإذاعة البريطانية حول استهداف الاحتلال للمدنيين جنوبي غزة.
خان يونس – 10 أكتوبر
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي في 10 أكتوبر/تشرين الأول إن طائراته المقاتلة قصفت خلال الليل أكثر من 200 هدف في الرمال في الشمال، وخان يونس في الجنوب.
وقامت "بي بي سي" بدراسة الغارة التي وقعت في ذلك اليوم في وسط خان يونس لفهم موقع وحجم الأضرار، حيث أظهرت لقطات فيديو نُشرت في أعقاب الهجوم الأنقاض والمباني المنهارة في وسط المدينة.
وأوضحت "بي بي سي"، أن المتحدث باسم جيش الاحتلال نشر في صباح 8 تشرين الأول/ أكتوبر تحذيرا على موقع "إكس" (تويتر سابقا)، تدوينة تعطي تعليمات لسكان مختلف المناطق في غزة بمغادرة منازلهم والانتقال إلى مكان آخر حفاظا على سلامتهم.
في حين أن مناطق الإخلاء تم تحديدها بوضوح في كثير من الأحيان، إلا أن الوجهات التي طُلب من السكان التوجه إليها كانت في كثير من الأحيان أكثر غموضًا.
وفي هذه الحالة، طُلب من أولئك الذين يعيشون في أحياء عبسان الكبيرة وعبسان الصغيرة، على بعد بضعة كيلومترات جنوب شرق وسط خان يونس، في تغريدة بتاريخ 8 أكتوبر/تشرين الأول أن يذهبوا إلى "مركز مدينة خان يونس".
الخريطة المضمنة في الفيديو المنشور على تويتر لسكان الحيين تسلط الضوء على أماكن إقامتهم الحالية، ومميزة بسهم يشير ببساطة إلى اتجاه خان يونس.
لا يمكننا استبعاد احتمال وجود تعليمات مختلفة لاحقة، لكن بي بي سي لم تجد أي دليل على ذلك.
رفح – 11 أكتوبر
وتحققت "بي بي سي" من وقوع غارة أخرى في اليوم التالي، جنوبًا بالقرب من الحدود مع مصر. أصابت الضربة التي وقعت في 11 أكتوبر/تشرين الأول ساحة النجمة وسط مدينة رفح. وشاهدت بي بي سي مقطع فيديو نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي يظهر الدمار الذي خلفته الغارة. باستخدام الصور المتوفرة للساحة قبل الهجوم، تمكنا من التعرف على شكل المباني مثل ساحة النجمة.
كما تضمن التحذير، الذي أصدره جيش الاحتلال الإسرائيلي في 8 أكتوبر/تشرين الأول، تعليمات لسكان رفح تطلب منهم التوجه فوراً إلى الملجأ الموجود في وسط مدينة رفح "من أجل سلامتك".
وتحتوي الخريطة الموجودة في الفيديو لسكان أحياء رفح على سهم يوجه السكان نحو مدينة "رفح".
قامت بي بي سي بتحليل جميع المنشورات التحذيرية الصادرة عن جيش الاحتلال على وسائل التواصل الاجتماعي باللغة العربية والتي علمت بها في هذه الفترة الزمنية. ولم تتمكن من العثور على دليل على أي تعليمات مختلفة لاحقة، لكن ذلك لا ينفي احتمال صدور تعليمات أخرى.
خان يونس – 19 أكتوبر
وبعد ثمانية أيام، في خان يونس، وقعت ضربة أخرى في شارع جمال عبد الناصر. وتأكدنا من ذلك من خلال مشاهدة مقاطع فيديو للمباني المنهارة في أحد الشوارع الرئيسية في المدينة. ومن خلال مطابقة شكل المباني في الفيديو مع تلك الموجودة في صور ثابتة أخرى لنفس الموقع، تمكنا من التحقق من أن هذا هو نفس المكان.
وتظهر لقطات إضافية من أعقاب الحادث جثث القتلى والجرحى يتم انتشالها من تحت الأنقاض ونقلها إلى مستشفى ناصر القريب.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أصدر تحذيراً في 16 أكتوبر/تشرين الأول لسكان مدينة غزة للانتقال جنوباً إلى خان يونس إذا "كانت سلامتك وسلامة أحبائك تهمك".
مرة أخرى، هناك احتمال أن تكون هناك تعليمات أخرى كانت مختلفة، لكننا لم نجد أي دليل على ذلك.
المخيمات في وسط غزة: 17، 18، 25 أكتوبر
وإلى الشمال، في وسط غزة، توجد أربعة مخيمات للاجئين. وتحققت بي بي سي من الغارات التي استهدفت اثنتين منها. تُظهر اللقطات المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي آثار الغارة على مخيم البريج في 17 أكتوبر/تشرين الأول، أنقاضاً واسعة النطاق وألسنة لهب وجثثاً ملطخة بالدماء يتم انتشالها من الأضرار. لقد تحققنا من اللقطات من خلال مطابقة المباني الموجودة في هذه اللقطات مع الصور التي التقطتها وكالات الأنباء في أعقاب الحادث. لقد تحققنا أيضًا من موقع اللقطات باستخدام مسجد كان مرئيًا.
وقد تعرض مخيم آخر قريب، وهو مخيم النصيرات، للقصف في اليوم التالي، 18 أكتوبر/تشرين الأول. لقد تحققنا من لقطات نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي لآثار الحادث، والتي تظهر سيارات الإسعاف والمخلفات والأشخاص الذين يحاولون إخماد النيران والمخبز المدمر. وقد حددنا موقعه من خلال مطابقة أسماء المتاجر التي يمكن رؤيتها في الفيديو مع تلك التي ظهرت في الصور المنشورة قبل وقوع الغارة.
وعلى الرغم من التحذير السابق الصادر في 8 أكتوبر/تشرين الأول والذي يأمر سكان منطقة المغازي الشرقية والجنوبية بالذهاب إلى المخيمات في وسط غزة، لا يبدو أن هناك أي مخيمات في الموقع المحدد على خريطة التغريدة.
ومع ذلك، فقد حددنا ثلاثة مخيمات قريبة: النصيرات والبريج، اللتين تعرضتا للضربات في 17 و18 أكتوبر/تشرين الأول، ومخيم آخر يسمى دير البلح.
لا يمكننا استبعاد احتمال وجود تعليمات مختلفة لاحقة، لكن بي بي سي لم تجد أي دليل على ذلك.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الاحتلال غزة غزة قصف الاحتلال شهداء سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وسائل التواصل الاجتماعی أکتوبر تشرین الأول جیش الاحتلال فی الفیدیو خان یونس دلیل على بی بی سی من خلال فی وسط
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تكثف استهداف المنظومة الصحية في شمال غزة
نيويورك (الاتحاد)
أخبار ذات صلة «الفارس الشهم 3» تواصل مبادراتها الإنسانية لإغاثة نازحي غزة «أونروا»: طفل يقتل كل ساعة في غزةواصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدافها لمستشفيات شمال قطاع غزة المحاصر، مما أدى إلى إصابة عدد من المرضى والجرحى.
وأفادت مصادر طبية فلسطينية بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي أجبرت أمس، الجرحى والمرضى على إخلاء المستشفى الإندونيسي شمال القطاع، سيراً على الأقدام، وسط قصف مدفعي وجوي مكثّف طال أقسام المستشفى ومحيطه.
وأشارت المصادر الطبية إلى إصابة نحو 20 شخصاً في مستشفى كمال عدوان، إثر عمليات النسف المستمرة في ساحاته، وسط دعوات فلسطينية بتحرك دولي عاجل لحماية المنظومة الصحية ومستشفيات قطاع غزة من العدوان الإسرائيلي.
وفي سياق متصل، أكدت الأمم المتحدة أن القيود التي تفرضها إسرائيل على دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة الفلسطيني، ما زالت مستمرة. أفادت بذلك المتحدثة المساعدة باسم الأمم المتحدة ستيفاني تريمبلاي، في مؤتمر صحفي عقدته بمقر المنظمة في ولاية نيويورك الأميركية مساء أمس.
وأوضحت تريمبلاي أن المؤسسات التابعة للأمم المتحدة تحاول بشتى السبل إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، مضيفة أن قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة تمكنت في 20 ديسمبر الجاري من الدخول إلى شمال غزة رغم القيود الإسرائيلية.
في السياق، أعلن وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية توم فليتشر، أمس، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تواصل منع العاملين الإنسانيين من الوصول بشكل هادف إلى المحتاجين في قطاع غزة، مشيراً إلى أنه تم رفض أكثر من 100 طلب للوصول إلى شمال القطاع منذ 6 أكتوبر الماضي. وأضاف فليتشر، في بيان صحفي عقب زيارته الأولى إلى الشرق الأوسط بصفته أيضاً منسق الإغاثة الطارئة للأمم المتحدة، أن غزة أصبحت حالياً المكان الأخطر لتقديم الدعم الإنساني في عام شهد مقتل أكبر عدد مسجل من العاملين في المجال الإنساني. وأوضح أنه نتيجة لذلك أصبح من المستحيل تقريباً إيصال حتى جزء بسيط من المساعدات المطلوبة على الرغم من الاحتياجات الإنسانية الهائلة.
واعتبر فليتشر أن حصار شمال غزة الذي استمر لأكثر من شهرين «أثار شبح المجاعة» في حين أن جنوب القطاع مكتظ للغاية، ما يخلق ظروفاً معيشية مروعة واحتياجات إنسانية أعظم مع حلول الشتاء. وحذر وكيل الأمين العام من استمرار غارات الاحتلال الجوية على المناطق المكتظة بالسكان في جميع أنحاء غزة، بما في ذلك المناطق التي أمرت قوات الاحتلال بالانتقال إليها، ما تسبب في الدمار والنزوح والموت.
في غضون ذلك، قالت تقارير إعلامية في غزة، أمس، إن إسرائيل تقتل عناصر تأمين المساعدات الإنسانية الواصلة إلى القطاع وتوفر رعاية كاملة لسرقتها، وذلك من أجل تجويع المدنيين.
وأضافت: «الاحتلال الإسرائيلي يوفر رعاية كاملة لسرقة المساعدات، ويقتل عناصر تأمينها لتجويع المدنيين ولخلق بيئة اقتصادية خانقة تؤدي إلى غلاء فاحش في الأسعار وفق خطة ممنهجة».