أحمد يحيى الديلمي
يبدو أن أمريكا ومعها أوروبا لم يتعظوا مما جرى عام 2006م على يد الثلة المؤمنة في لبنان ، فرغم أن مادلين أولبرايت أعلنت في ذلك الوقت أن ما يجري في لبنان مقدمة لترجمة مشروع الشرق الأوسط الجديد ، إلا أن حزب الله ومجاهديه الأبطال استطاعوا إسقاط هذا المخطط الإجرامي الرهيب وسقطت معه أولبرايت وتصريحاتها في مزبلة التاريخ ، واليوم هاهي نفس القوى الاستعمارية البغيضة تحاول إحياء المشروع من جديد بقرون أخرى تمتد إلى حضرموت والمهرة وبعض المناطق اليمنية حسب المخطط المرسوم، لخلق مواقع فاصلة تُمكنها من التحكم في شؤون المنطقة .
المشكلة أن هذا المخطط بدأ يتآكل من الداخل ومن الأرض التي صدر فيها وفلقد تعاظمت ردود الفعل المستهجنة والمتعاطفة على ما يجري في غزة من فظائع ومنكرات في أمريكا وأوروبا بعيداً عن هيلمان الأنظمة كما جاء على لسان بعض الناشطين في فرنسا وأمريكا وبريطانيا ، قال أحدهم في هذا الشأن «كم أصبحنا نمقت هؤلاء الجبابرة وهم يروون لنا الأعمال البشعة ويمجدون القتل المتعمد لذاته ليؤكدوا أن دويلة ما يُسمى بإسرائيل ليست إلا ربيبةً لهم ، من خلالها يسعون إلى ترجمة الاستراتيجيات التي يرسمونها ويضعونها في مخيلاتهم ويحاولون ترجمتها على الواقع ولو على حساب أشلاء الأطفال والنساء وأنين الشيوخ وصدى الصواريخ التي تسقط على رؤوس الأبرياء وتُهدم المنازل فوقهم لدفنهم أحياء وحكامنا الأفذاذ يشرعنون مثل هذه الأفعال الفظيعة ، وكأن مشاهد القتل والدمار تحولت إلى سيمفونية يستمتعون بها صباحاً ومساء ويزيفون الأخبار ويسوِّقون الأكاذيب التي تُمجدها وكأنهم يعيشون المعركة بتفاصيلها كاملة .
الحقيقة أنه رغم الخسائر الكبيرة والفظائع الكارثية وحالة الدمار البشعة ، إلا أن طوفان الأقصى حقق نتائج هامة تمثلت في تعرية الإعلام الغربي وكشف أوكار الجريمة فيه ، فلقد تعرض لأكبر فضيحة وهو ينقل تصريحات بايدن عن قتل الأطفال في غزة ، ولم يبادر إلى تكذيب مثل هذه الأقوال رغم أن الإعلام الأمريكي كذبها نقلاً عن المتحدث باسم البيت الأبيض، وهكذا يتعاطى الإعلام الغربي مع كارثة الشعب الفلسطيني ليمثل حالة من الانحطاط والتجرد من كل القيم الأخلاقية والمبادئ الإنسانية ، أي أن هذا الإعلام سقط حتى في نظر شعوبهم ، فلقد تابعنا تغريدات في أوروبا تُعبر عن رفض مطلق واستنكار وسخط لما يسوِّقه هذا الإعلام ، وحتى الإعلام داخل الأراضي المحتلة أصبح لا يعترف بتصريحات نتنياهو وأركان حكمه ، بل يُمجدون أعمال المجاهدين الأبطال من أبناء فلسطين المظلومين عندما اقتحموا المستوطنات والقواعد العسكرية في غمضة عين وساقوا معهم الأسرى والغنائم إلى غزة كما جاء على لسان ناشط صهيوني يبحث عن أخيه الأسير ، قال أن نتنياهو في ما يقوم به لا يبحث عن أسرانا ومفقودينا بقدر ما يبحث عن استعادة ماء وجهه الذي سفحه الفلسطينيون وكرامته التي تبعثرت واختلطت بآمال الفلسطينيين الباحثين عن الحق .
هذه النخب الجديدة التي كثر وجودها في الأرض المحتلة قد تتعاضد مع نفس النخب التي يتعاقب وجودها في أوروبا كلما تمادى الحقير نتنياهو في عدوانه الشرس على الأطفال والنساء في غزة وتُشكل مرحلة جديدة تُعيد التوازن للنظام العالمي وتُعيد أمريكا إلى الصواب والتعامل بمسؤولية مع ما يعانيه البشر من مآس .
بالمقابل كل الدلائل والمؤشرات والمشاهد الإجرامية التي ينشرها الإعلامان الأمريكي والغربي تكشف عن حجم المؤامرة التي حيكت في زمن مبكر وتدفع الساسة في الغرب بشكل عام إلى إحياء نفس المشروع الاستعماري البغيض المسمى بالشرق الأوسط الجديد بما يؤكد أن أمريكا والغرب بشكل عام لم يتعظوا ولم يُدركوا أن أصحاب الحق لن يتخلوا عن حقهم مهما عظمت التضحيات ، وهذا ما يجري اليوم في غزة ، نمُدُ أيدي الضراعة إلى الخالق سبحانه وتعالى أن ينصر المقاومين من أبناء غزة ويمُدُهم بالعزائم والقوة التي تمكنهم من دحر الأعداء المغتصبين وتحرير الأقصى إن شاء الله ، إنه على ما يشاء قدير ، والله من وراء القصد ..
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
ماكرون: جاهزون لكل السيناريوهات مع أمريكا أو بدونها و نحن بحاجة إلى الشجاعة في الردع
المناطق_متابعات
خاطب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الفرنسيين مساء الأربعاء، في خطاب عبر فيه لأول مرة عن خيبة أمل من النظام العالمي، مشيرا الى أن الولايات لا تقف إلى جانب اوروبا في الأزمة الأوكرانية، مؤكدا أن “أمننا في خطر”.
وقال إن التهديد الروسي يطال الجميع في أوروبا، متهما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتدخل في انتخابات الدول الأوروبية، وأن روسيا ستزيد عدد جنودها وأدواتها القتالية بشكل كبير خلال 5 أعوام.
أخبار قد تهمك ماكرون: التهديد الروسي يطال الجميع في أوروبا 5 مارس 2025 - 10:28 مساءً وزير الدولة للشؤون الخارجية ومبعوث الرئيس الفرنسي الخاص إلى لبنان يناقشان الأوضاع الإقليمية الراهنة والموضوعات ذات الاهتمام المشترك 4 مارس 2025 - 7:54 مساءًكما أضاف أن روسيا تهدد فرنسا وأوروبا وأن السلام قد لا يتحقق قريبا وعلينا التعايش مع هذا الأمر، وفق تعبيره.
وتابع “علينا الاستمرار بتقديم المساعدات لأوكرانيا لتكون أقوى في المفاوضات… السلام لا يكون بالاستسلام… روسيا هي من بدأت بغزو أوكرانيا عام 2014”.
وأوضح ماكرون أنه “لا يمكن تصديق روسيا وأن السلام في أوكرانيا من مصلحة أوروبا أيضا، لافتا الى ان باريس تعمل مع الشركاء لتحقيق السلام في أوكرانيا.
وكشف أنه تم تجهيز خطة للسلام في أوكرانيا، وأن على الدول الأوروبية الاستعداد لأوروبا “دون المساعدة الأمريكية”.
كذلك أكد الالتزام بالشراكة مع أميركا والناتو، مشيرا الى الجهوزية التامة لكل السيناريوهات مع أميركا أو بدونها، لافتا الى ان مستقبل أوروبا لا يمكن أن يتقرر في أمريكا فقط.
وقال ماكرون إنه سيتخذ قرارات عسكرية جوهرية بالاجتماع القادم في أوروبا، وستزيد بلاده إنتاج الذخائر في الاتحاد الأوروبي، مشيرا الى ان الجيش الفرنسي الأكثر فاعلية في أوروبا.
الى ذلك اعتبر أن التهديد الروسي لا يعرف حدودا، وأن هناك بحاجة إلى الشجاعة في الردع، وأنه من الضروري أيضا الاعتماد على نفسنا في الاقتصاد.
وأضاف أن الرسوم الأمريكية يجب أن تُردع، داعيا المؤسسات الفرنسية لتقديم “الحلول” لتعزيز الاقتصاد، مؤكدا أن لأوروبا قدرات كبيرة لمواجهة أي تحد عالمي.
جاء خطاب ماكرون عشية انعقاد المجلس الأوروبي، الخميس، في بروكسل، والذي يعد حاسماً لمستقبل أوكرانيا بعد وقف واشنطن المساعدات المقدمة لكييف.