الثورة نت:
2024-07-03@13:33:48 GMT

فلسطين.. كرامة الأمة المستباحة..!

تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT

 

 

إن رد الفعل الأمريكي _الغربي _ الصهيوني، على فعل المقاومة الموسوم بـ (طوفان الأقصى) أثمر عن دمار هائل ومذابح مريعة ومرعبة طالت نساء وأطفالاً وشيوخاً ومدنين عزل، ولم تطالاً مقاوماً واحداً، وهذا يدل عن العقيدة الإجرامية لعصابات الاحتلال التي اعتادت على استهداف المدنيين حين تفشل في الوصول للمقاومين، كان هذا ديدنها في جنوب لبنان حين كانت المقاومة الفلسطينية تنشط فيه، قبل عام 1991م.


كما أن رد الفعل الإجرامي جاء كمحاولة صهيونية لاستعادة هيبة مفقودة وإعادة الثقة للمؤسسة العسكرية والأمنية في الكيان، وأيضا لإعادة الثقة لمستوطني الكيان الذين فقدوا ثقتهم بكيانهم وبقدراته في توفير الحماية لهم، وهو ما دفع كثيرين من مواطني الكيان للمغادرة والعودة من حيث أتوا..!!
شخصيا لست على علم من أن معركة طوفان الأقصى جاءت بناء على تنسيق مسبق بين أطراف محور المقاومة، أو هي حصيلة اجتهاد ذاتي لفصائل مقاومة الداخل الفلسطيني، لكن وأيا كان الأمر وكانت الدوافع لتفجير معركة طوفان الأقصى وما أكثرها، فإن رد الفعل الأمريكي والغربي والصهيوني عليها تجاوز كل الحدود العسكرية والقانونية والأخلاقية والإنسانية، والأقبح طبعا في الموقف هو رد الفعل الأمريكي البريطاني الذي ذهبت أطرافه حد تسويق الأكاذيب وتحريك الأساطيل وتبني نظرية الجلاد دون التفكير بحال الضحية وحقوقه التي تعرفها جيدا واشنطن ولندن وكل المنظومة الغربية، التي تدرك جيدا حق هذا الشعب الذي سلب منه بواسطتهم منذ 75 عاما، يوم منحت بريطانيا التي استعمرت المنطقة فلسطين للصهاينة تعويضا لهم عما لحقهم على يد النازية، وكان المفترض أن يتعوضوا بأراض ألمانية وليس في فلسطين..؟!
إن أجمل ما كشفته معركة طوفان الأقصى هو هذا التلاحم المقدس بين الكيان وحلفائه الذي جعل أمريكا وبريطانيا يعلنان حالة الطوارئ ويحركان أساطيلهما لإنقاذ كيانهم المدجج بأحدث الأسلحة الحديثة والفتاكة ومنها السلاح النووي ومشتقاته من الأسلحة المحرمة دوليا والتي لم يتردد هذا الكيان في استخدامها ضد أبناء الشعب العربي في فلسطين، والكارثة المفزعة أن هذا الكيان لم يواجه دولة من دول المنطقة، ولم يواجه جيشا كلاسيكيا، بل كل هذا الجنون الأمريكي والغربي والصهيوني يأتي ضد مجموعة مقاومين سلاحهم بدائي لم يأت من شركات لوكهيد ولا أي من شركات صناعة الأسلحة بل سلاحهم مصنع ذاتيا وفي ورش بدائية وعلى أيديهم، لكن هرولة أمريكا وبريطانيا والغرب ليس دافعه سلاح المقاومة بل إرادة المقاومة إرادة الإنسان الرافض للاحتلال المؤمن بحق شعبه بالحرية والاستقلال ودولة ذات سيادة على كامل ترابه الوطني، نعم إن ما أرعب أمريكا وبريطانيا والعدو ليس الأسلحة بل تلك الإرادة التي يتمتع بها أبطال المقاومة التي جعلتهم يقتحمون معسكرات العدو المجهزة بأحدث الأسلحة الفتاكة، وهم يحملون أسلحة بدائية، لكنهم مسلحون بإرادة قدرتها تتجاوز كل أسلحة الكون، أنها إرادة طلاب حق وأصحاب حق وهي كسلاح مادي ومعنوي تفوق كل أسلحة الدمار الشامل قدرة واقتدارا، ولأجل القضاء عليها هرولت أمريكا وبريطانيا وتداعى الغرب لتبرير جرائم الصهاينة في رد فعل تجاوز المنطق العسكري والقانوني والأخلاقي، ورافق هذا تصريحات نارية وعنترية وأكاذيب وكل هذا يعكس حقيقة الضعف والارتباك الذي يعيشه العدو وأجهزته وقادته، وهو الارتباك الذي طال حلفاءه ورعاته في واشنطن ولندن، لينعكس كل هذا في حراك دبلوماسي وإعلامي زائف، وجرائم إبادة وتطهير يقوم بها الاحتلال ومحاولة التغطية على فشله وتجاوز الإهانة الساخرة التي وضعته بها المقاومة أمام مستوطنيه ورعاته والمجتمع الدولي بأسره، الذي أصبح يسخر ويتندر من هذا الكيان ومن قدراته الزائفة؟!
أن أمريكا هي المسؤولة الأولى عن الجرائم التي يرتكبها الصهاينة في فلسطين بما في ذلك استخدام ذخائر محرمة دوليا زودت بها أمريكا عبر جسرها الجوي جيش الكيان ليستخدمها ضد مواطني وأطفال ونساء فلسطين وبتشجيع مباشر ودعم علني من قبل أمريكا وبريطانيا اللذين تشجعان الكيان على القيام بحرب إبادة ضد شعب يطالب بحرية وطنه وباستقلاله من المحتل والغازي الذي يحتل أرضه منذ 75 عاما متجاهلا كل القرارات الدولية الصادرة والمؤيدة لحقه بالحرية والاستقلال وإقامة دولته المستقلة، والتي حالت دون تنفيذها أمريكا وبريطانيا اللتان تعدان المسؤولتان عما يجري في فلسطين..!
إن ما يجري للشعب العربي الفلسطيني اليوم هو بمثابة جريمة إنسانية وأخلاقية ووصمة عار في جبين الإنسانية والعالم المتحضر إن كان هناك عالم متحضر فعلا لديه بقايا من قيم وأخلاقيات، هذا العالم الذي يؤيد حق المحتلين ولا يعترف بحق المحتل الذي صودرت أرضه وحريته، وينظر لمقاومته بأنها عمل إرهابي، مع أن كل القوانين والشرائع السماوية والأرضية تعطي لكل شعب يتعرض للاحتلال حق مقاومة المحتل حتى تحرير أرضه واستقلال وطنه. إن العالم لا يمكن أن يكون صهيونيا على غرار حكام البيت الأبيض أو حكام 10دونغ ستريت، وبالتالي من العيب أن يقف هذا العالم باستجداء الصهاينة كي يسمحوا بفتح ممرات آمنة أو عدم تهجير شعب بكامله من أراضيه بذريعة عدم جواز مقاومته لمن يحتله..؟!
إن المجتمع الدولي مطالب بالوقوف بحزم أمام الغطرسة الإجرامية للكيان الصهيوني ورعاته في واشنطن ولندن اللذين يتخذان من جرائم هذا الكيان آخر أوراق بقائهما في واجهة الهيمنة التي لم تعد متاحة لهما إلا في منطقتنا العربية بعد أن تجاوزت شعوب الأرض هيمنة وغطرسة واشنطن ولندن إلا بعض أنظمة منطقتنا العربية التي لا تزال تعبد أمريكا وكأنها (اللات والعزى وهبل)..؟!
يتبع…

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

إسرائيل البديل التقتيل

#إسرائيل البديل #التقتيل

القصر الكبير : #مصطفى_منيغ

أصبحت إسرائيل رغم التأييد الغربي الأمريكي المطلق لغطرستها تعاني الخوف من الغد ، بل الهلع المجتاح لكيانها مهما كان المجال دون قياس في الحد ، من نمو الغضب الجارف لكل ما شيدته من سابق عهد ، وتيك من علامات الرجوع للمَسْكَنَةِ عساها تَلحَق التخطيط لانقاد ما يستوجب الاتقاد ، قبل حصول زلزال الانتقام الذاتي بتخريب الصهاينة أنفسهم بأنفسهم حالما يفقدون كرها المِقْوَد ، لتترنح بهم ما جعلوها ركوباً بالتحايل والدهاء المعاكس لسنة الحياة وزرع ما يترتب عليه يسر الاستحواذ ، على ما للغير من حقوق لأجل التوسُّع والعيش في بحبوحة بالمجان والتمتع البشع بكل ما بالباطل جشعها امتد .

… دوام القوة يقتضي الحكمة في تصريف متطلباتها حفاظاً على معادلة التعايش مع الطبيعي بأسلوب المساواة في مواجهة الحقوق بالواجبات لصعود سلَّم التطوُّرِ بضميرٍ أنساني يزكِّي التفوُّق الحاصل عن امتلاك تلك القوة فيما يقتضيه المرور فوق الكوكب الأرضي بما يساير استمرار الحياة المفعمة بالأمن والاطمئنان والسلام لا اقْرَب من ذلك ولا أبْعَد ، إسرائيل غير مؤهلة لامتلاك تلك القوة إلا من خلال فترات معيَّنة فتفقدها مباشرة حتى لا تطغى فتصل إلى امتلاك حلول الظُّلمْ للفوز بما تستحق عليه عقاب المُؤبَّد ، وفي غزَّة المثال الأكثر دلالة البالغ الأهمية بانتصار المقاومة كأمر حتمي مؤكَّد ، وانهزام إسرائيل في يوم بالنسبة لتاريخها الأسود ، بداية لعودة الحياة للقوانين والأعراف الدولية والعقاب لمن استحقَّت في الأقصَى مُحدَّد ، يقيناً أن البشرية لها خالق يحميها من جور مَن أنزل آيات غضبه عليهم المنتهين وجامعتهم إسرائيل لمصير العبرة الخالدة في مرضى القلوب أظِنّاء من طرف الحق المتشبثين بنظرية يعمل بها مَن لنعيم الطبيعة الإنسانية جحَد ، القائمة على تفضيل عرق على آخر بتعاليل لا أساس لها من الصحة هدفها التعالي بالباطل في الأرض واتخاذها لبشاعة معاصيهم استخفافا بالقوانين أنسب مَلَذّ .

مقالات ذات صلة من كلّ بستان زهرة – 68- 2024/07/01

… صراحة فيما سبق لم يعد العرب في حاجة لإشهار المزيد من التخاذل والتخلِّي عن نخوة الانتساب لشبه الجزيرة تلك وما تفرَّع عنها من ارتباط بالعروبة وصولاً إلى الأقصَى في شمال القارة الإفريقية موفور المدَد ، لقد كانت إسرائيل منذ زمن ليس بالهين باسطة أذرعها الأخطبوطية لانجاز وتنفيذ مثل الغاية التي تزعمت المملكة العربية السعودية بتدخُّلٍ حميمي من لدن الولايات المتحدة الأمريكية لتفتيت عرى تلك الرقعة الناطق سكانها بلغة الضاد ، ثم انتقل مثل الاهتمام لكل من الامارات العربية الفاقدة هوية المنبع الأصيل باحتضان حضارة زرعت مخالبها المشيَّدة على هيأة ناطحات السحاب المُطلَّة على رَخاءٍ خادِمٍ لنظامٍ لا مِلّة له صادم تتولَّى أمره بعض دول الغرب وتدبِّر شأنه حسب ميولاتها إسرائيل بما هو كالاحتلال الفكري الدخيل أو أشَد ، جزء من هذا الاستنتاج يعود الفضل فيه إلى معركة طوفان الأقصى المباركة بقيادة حماس وكل الفصائل المجاهدة بحق لتخليص الشعب العربي المسلم الفلسطيني من مذلة الاحتلال الإسرائيلي وسحق عملاء الموساد ، حيث ابتعد العرب كل من مسافته الفارقة بينه سراً وعلانية عن أي انتصار تصبغ به المقاومة العصر بلون التحرُّر من العبودية وما ترمز إليه من تبعية لنظام التحقير والاستغلال والتفرد بمزايا الحكم المطلق الجاعل الخارج عنه بالدرجة الثالثة في سلَّم التقدُّم مهما بدكتاتوريته حل أو ساد ، ومع توالي الأيام أدركت أمريكا وما يسبح في فلكها أن حماس لم تعد في حربها مع إسرائيل بحاجة للعرب بل معتمدة خطَّطت منذ البداية على نفسها فحققت المعجزات القتالية وكأنها دولة عظمى تملك من الإمكانات ما استطاعت به النصر على أفتك عدو بل والاستمرار فيه حيال اندهاش وإعجاب جل جيوش العالم النظامية بما لا يحصره عدد ، مما أوقع إسرائيل في ورطة متعددة الجوانب أقلها ضرراً ذاك التخبُّط غير المسبوق الذي عم مختلف طبقات مجتمعها ليحرمها الشعور بالأمن وإعادة ما كانت تتمتع به من استقرار انطلاقا منه صوب المحرَّم عليها تتمدَّد ، أضف على ذلك ما لحق اقتصادها من عيب فادح ليصبح مهدداً بالإفلاس على كل اللوائح العالمية ذى الاختصاص بالأحمر مُقيَّد ، دون إغفال ضخامة الخسائر التي لحقت بآلياتها العسكرية الباهظة التكاليف وتصاعد عدد القتلى في صفوف جيش دفاعها الذي فقد لقب الجيش الذي لا يُهزم وللأبد ، وحتى يتم غلق الدائرة على دولة بني صهيون عززت المقاومة اللبنانية إرادتها بالاجتهاد والتفوق العلمي الذي جعلها تُخرج أكثرية الأجهزة والمعدات الالكترونية المتقدمة الصنع المتخصصة في مجال الاستخبارات الشديدة الحساسية والتعقيد عن الخدمة بواسطة صواريخ ذكية لم تستطع إسرائيل التصدي لها لتأسِّس صداعاً أصاب الرؤوس الإسرائيلية بآفة الدوران خلال هروب يؤشر لخوف منتهي بالسقوط النهائي فالتراجع عن أحلام لتُستبدل بكوابيس تبعد الكرى عن جفون أفقدها البصر حمر دم الشهداء اللبنانيين الفلسطينيين اليمنيين العراقيين السوريين وهم يُذبحون بالقنابل الأمريكية غدرا ، هؤلاء الشهداء الرافعين راية المجد بغير حاجة لمن يرفعها معهم من عرب الأنظمة التي أكل عليها الدهر وشرب .

مصطفى منيغ

مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان في سيدني – أستراليا.

سفير السلام العالمي

aladalamm@yahoo.fr

مقالات مشابهة

  • الجهاد: العملية في "كرمئيل" تؤكد أن المقاومة هي الخيار لمواجهة حرب الإبادة
  • إيران تؤكد دعمها للمقاومة الفلسطينية وتلميحات بعملية “الوعد الصادق 2” ضد “إسرائيل”
  • التصنيع في زمن الحرب..المقاومة تصنع المعجزات
  • الحرب على غزة وصمود المقاومة
  • مسير لخريجي الدورات العسكرية المفتوحة بمديرية الجراحي بالحديدة
  • إسرائيل البديل التقتيل
  • وقفات في ذمار تضامنا مع الشعب الفلسطيني
  • أنصار إسرائيل
  • رئيس مجلس الأمة الجزائري يدعو إلى المشاركة بقوة في الانتخابات الرئاسية 7 سبتمبر المقبل
  • رئيس مجلس الأمة الجزائري يدعو للمشاركة بقوة في الانتخابات الرئاسية 7 سبتمبر القادم