فلسطين.. كرامة الأمة المستباحة..!
تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT
إن رد الفعل الأمريكي _الغربي _ الصهيوني، على فعل المقاومة الموسوم بـ (طوفان الأقصى) أثمر عن دمار هائل ومذابح مريعة ومرعبة طالت نساء وأطفالاً وشيوخاً ومدنين عزل، ولم تطالاً مقاوماً واحداً، وهذا يدل عن العقيدة الإجرامية لعصابات الاحتلال التي اعتادت على استهداف المدنيين حين تفشل في الوصول للمقاومين، كان هذا ديدنها في جنوب لبنان حين كانت المقاومة الفلسطينية تنشط فيه، قبل عام 1991م.
كما أن رد الفعل الإجرامي جاء كمحاولة صهيونية لاستعادة هيبة مفقودة وإعادة الثقة للمؤسسة العسكرية والأمنية في الكيان، وأيضا لإعادة الثقة لمستوطني الكيان الذين فقدوا ثقتهم بكيانهم وبقدراته في توفير الحماية لهم، وهو ما دفع كثيرين من مواطني الكيان للمغادرة والعودة من حيث أتوا..!!
شخصيا لست على علم من أن معركة طوفان الأقصى جاءت بناء على تنسيق مسبق بين أطراف محور المقاومة، أو هي حصيلة اجتهاد ذاتي لفصائل مقاومة الداخل الفلسطيني، لكن وأيا كان الأمر وكانت الدوافع لتفجير معركة طوفان الأقصى وما أكثرها، فإن رد الفعل الأمريكي والغربي والصهيوني عليها تجاوز كل الحدود العسكرية والقانونية والأخلاقية والإنسانية، والأقبح طبعا في الموقف هو رد الفعل الأمريكي البريطاني الذي ذهبت أطرافه حد تسويق الأكاذيب وتحريك الأساطيل وتبني نظرية الجلاد دون التفكير بحال الضحية وحقوقه التي تعرفها جيدا واشنطن ولندن وكل المنظومة الغربية، التي تدرك جيدا حق هذا الشعب الذي سلب منه بواسطتهم منذ 75 عاما، يوم منحت بريطانيا التي استعمرت المنطقة فلسطين للصهاينة تعويضا لهم عما لحقهم على يد النازية، وكان المفترض أن يتعوضوا بأراض ألمانية وليس في فلسطين..؟!
إن أجمل ما كشفته معركة طوفان الأقصى هو هذا التلاحم المقدس بين الكيان وحلفائه الذي جعل أمريكا وبريطانيا يعلنان حالة الطوارئ ويحركان أساطيلهما لإنقاذ كيانهم المدجج بأحدث الأسلحة الحديثة والفتاكة ومنها السلاح النووي ومشتقاته من الأسلحة المحرمة دوليا والتي لم يتردد هذا الكيان في استخدامها ضد أبناء الشعب العربي في فلسطين، والكارثة المفزعة أن هذا الكيان لم يواجه دولة من دول المنطقة، ولم يواجه جيشا كلاسيكيا، بل كل هذا الجنون الأمريكي والغربي والصهيوني يأتي ضد مجموعة مقاومين سلاحهم بدائي لم يأت من شركات لوكهيد ولا أي من شركات صناعة الأسلحة بل سلاحهم مصنع ذاتيا وفي ورش بدائية وعلى أيديهم، لكن هرولة أمريكا وبريطانيا والغرب ليس دافعه سلاح المقاومة بل إرادة المقاومة إرادة الإنسان الرافض للاحتلال المؤمن بحق شعبه بالحرية والاستقلال ودولة ذات سيادة على كامل ترابه الوطني، نعم إن ما أرعب أمريكا وبريطانيا والعدو ليس الأسلحة بل تلك الإرادة التي يتمتع بها أبطال المقاومة التي جعلتهم يقتحمون معسكرات العدو المجهزة بأحدث الأسلحة الفتاكة، وهم يحملون أسلحة بدائية، لكنهم مسلحون بإرادة قدرتها تتجاوز كل أسلحة الكون، أنها إرادة طلاب حق وأصحاب حق وهي كسلاح مادي ومعنوي تفوق كل أسلحة الدمار الشامل قدرة واقتدارا، ولأجل القضاء عليها هرولت أمريكا وبريطانيا وتداعى الغرب لتبرير جرائم الصهاينة في رد فعل تجاوز المنطق العسكري والقانوني والأخلاقي، ورافق هذا تصريحات نارية وعنترية وأكاذيب وكل هذا يعكس حقيقة الضعف والارتباك الذي يعيشه العدو وأجهزته وقادته، وهو الارتباك الذي طال حلفاءه ورعاته في واشنطن ولندن، لينعكس كل هذا في حراك دبلوماسي وإعلامي زائف، وجرائم إبادة وتطهير يقوم بها الاحتلال ومحاولة التغطية على فشله وتجاوز الإهانة الساخرة التي وضعته بها المقاومة أمام مستوطنيه ورعاته والمجتمع الدولي بأسره، الذي أصبح يسخر ويتندر من هذا الكيان ومن قدراته الزائفة؟!
أن أمريكا هي المسؤولة الأولى عن الجرائم التي يرتكبها الصهاينة في فلسطين بما في ذلك استخدام ذخائر محرمة دوليا زودت بها أمريكا عبر جسرها الجوي جيش الكيان ليستخدمها ضد مواطني وأطفال ونساء فلسطين وبتشجيع مباشر ودعم علني من قبل أمريكا وبريطانيا اللذين تشجعان الكيان على القيام بحرب إبادة ضد شعب يطالب بحرية وطنه وباستقلاله من المحتل والغازي الذي يحتل أرضه منذ 75 عاما متجاهلا كل القرارات الدولية الصادرة والمؤيدة لحقه بالحرية والاستقلال وإقامة دولته المستقلة، والتي حالت دون تنفيذها أمريكا وبريطانيا اللتان تعدان المسؤولتان عما يجري في فلسطين..!
إن ما يجري للشعب العربي الفلسطيني اليوم هو بمثابة جريمة إنسانية وأخلاقية ووصمة عار في جبين الإنسانية والعالم المتحضر إن كان هناك عالم متحضر فعلا لديه بقايا من قيم وأخلاقيات، هذا العالم الذي يؤيد حق المحتلين ولا يعترف بحق المحتل الذي صودرت أرضه وحريته، وينظر لمقاومته بأنها عمل إرهابي، مع أن كل القوانين والشرائع السماوية والأرضية تعطي لكل شعب يتعرض للاحتلال حق مقاومة المحتل حتى تحرير أرضه واستقلال وطنه. إن العالم لا يمكن أن يكون صهيونيا على غرار حكام البيت الأبيض أو حكام 10دونغ ستريت، وبالتالي من العيب أن يقف هذا العالم باستجداء الصهاينة كي يسمحوا بفتح ممرات آمنة أو عدم تهجير شعب بكامله من أراضيه بذريعة عدم جواز مقاومته لمن يحتله..؟!
إن المجتمع الدولي مطالب بالوقوف بحزم أمام الغطرسة الإجرامية للكيان الصهيوني ورعاته في واشنطن ولندن اللذين يتخذان من جرائم هذا الكيان آخر أوراق بقائهما في واجهة الهيمنة التي لم تعد متاحة لهما إلا في منطقتنا العربية بعد أن تجاوزت شعوب الأرض هيمنة وغطرسة واشنطن ولندن إلا بعض أنظمة منطقتنا العربية التي لا تزال تعبد أمريكا وكأنها (اللات والعزى وهبل)..؟!
يتبع…
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
حصار غزة سيقابل بحصار الكيان
هذا المنع، يعني أن العدو يحرص على إطباق الحصار على سكان غزة، وتجويعهم، ليموتوا جوعاً، بعد أن قتلوا بالقنابل الأمريكية والصهيونية على مدى 15 أسبوعاً خلال معركة طوفان الأقصى.
وجاء خطاب السيد القائد بعد يوم من خطاب ألقاه المتحدث العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة، والذي شخص من خلاله الواقع المأساوي في القطاع، جراء المماطلة الإسرائيلية في تنفيذ الاتفاق، وأكد أن حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية قد أدت ما عليها، وأوفت بالتزاماتها، لكن العدو يريد الاستمرار في غيه وعدوانه، مشيراً إلى أن المقاومة في أعلى جهوزيتها للمواجهة، أو الدخول في حرب أخرى.
وكعادته، قدم أبو عبيدة ثناء على اخوان الصدق "أنصار الله"، مقدماً شكره لليمن على مواقفه الصادق، والمخلصة مع غزة وسكانها المظلومين، وهو موقف لا مثيل له في العالم.
كل المؤشرات الآن، تدل على أننا مقبلون على حرب جديدة، يريد ترامب إدارتها بعقليتها المجنونة، كما أدارتها من قبل بادين الخرف، وفي كلا الحالتين، فإن المجرم نتنياهو سيكون رأس الحربة في أي مغامرة جديدة، وكما هي عادة هذا العدو، فإن أسلحته لمحاولة تركيع حماس، تتضمن القصف والغارات الجنونية، واستهداف المدنيين، ومقومات الحياة بالقطاع، إضافة إلى إطباق الحصار على سكان غزة.
وما يشجع هذه العربدة الصهيونية، هي المواقف المتواطئة للحكام العرب، وعدم انتفاضة الشعوب العربية والإسلامية، وإصدار مواقف إدانة لكل ما يحدث في غزة، وقد شاهد العالم، ما خرجت به قمة القاهرة من مواقف خجولة وضعيفة، لا ترتقي إلى أصالة العرب ونخوتهم وشهامتهم.
هنا يرسل السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي رسالتين هامتين:
الأولى: لفصائل المقاومة الفلسطينية [حماس]، مؤكداً أن اليمن ثابت على موقفه، وأن على الفلسطينيين أن يثقوا جيداً باليمن- وهم أيضاً واثقون- وأن اليمن لا يستطيع أن يقف متفرجاً على تجويع قطاع غزة، ولهذا صدر الموقف التاريخي للسيد القائد عبد الملك الحوثي بإعطاء مهلة 4 أيام للوسطاء، ما لم فإن استمرار الحصار على قطاع غزة سيقابل بحصار يمني جديد على الكيان الصهيوني في البحر الأحمر.
الثانية: للحكام العرب والمتخاذلين: أن الموقف الحقيقي في مواجهة العدو الأمريكي والإسرائيلي لا يكون بالبيانات الضعيفة والهزيلة، و إنما بالمواقف العملية الموجعة والمؤثرة، واليمن هنا يعطي دروسا في القيم والأخلاق ونصرة المستضعفين، وهي نابعة من أصالة الإنسان العربي الضاربة في جذور التاريخ.
بطبيعة الحال، يفهم العدو الإسرائيلي أن الحصار على ميناء أم الرشراش مكلف للغاية، وقد عانى كثيراً خلال 15 أسبوعاً من معركة "طوفان الأقصى" حيث أدت عمليات اليمن إلى إعلان الميناء إفلاسه، وتوقفه عن العمل، وتكبد الكيان الصهيوني خسائر اقتصادية لا حدود لها.
السيناريوهات المطروحة على الطاولة كثيرة ومتعددة، فقد تلجأ إسرائيل لتفادي خسائرها وتعمل على إدخال المساعدات إلى القطاع، وهنا يتجنب الجميع التصعيد القادم، أما في حال أصر العدو الإسرائيلي على استمرار الحصار على غزة، فإن اليمن ستكون لديه وثبة كبيرة، وقد نشهد مفاجآت لم تحدث في المعركة الماضية، وقد تتطور الأحداث لتصل إلى حرب شاملة، لا سيما إذا ما غامرت واشنطن وتدخلت مرة أخرى لمحاولة انقاذ ربيبتها "إسرائيل" وفك الحصار عنها.
ما حدث هو اعلان تاريخي استثنائي، فالسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، يتصدر مرة أخرى الموقف العربي الإسلامي في مناصرة غزة، وهو موقف قوي ستكون له الكثير من التداعيات على الساحتين العربية والإقليمية، والأيام ستكشف المزيد من الأمور الغامضة.
*المسيرة