الإمارات تجدد دعوتها لإيصال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة
تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT
نيويورك (الاتحاد)
أخبار ذات صلة إدانات دولية واسعة لاستهداف مخيم جباليا مئات الأجانب وعشرات الجرحى الفلسطينيين يعبرون رفح باتجاه مصرحذرت الإمارات، أمس، من الأوضاع الكارثية لنحو مليوني شخص في قطاع غزة، بسبب القصف الإسرائيلي المستمر منذ ثلاثة أسابيع، داعية إلى إيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء القطاع بشكل آمن ومستدام.
وقالت الإمارات، في بيان أمام مجلس الأمن الدولي، حول الإحاطة المقدمة من مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين: لا يخفى عليكم تدهور الأوضاع خاصة بعد فرض إسرائيل الحصار الكامل في التاسع من أكتوبر عبر قطع الكهرباء والمياه، ومنع إدخال المواد الغذائية والطبية إلى غزة، باستثناء بعض الشحنات تقل نسبتها عن أربعة في المئة من إجمالي السلع التي كانت تمر قبل هذه الحرب.
وأشارت في البيان، الذي أدلت به غسق شاهين، المنسقة السياسية لدى البعثة الدائمة للإمارات لدى الأمم المتحدة في نيويورك، إلى أنه حتى قبل الحرب الأخيرة التي تسببت في نزوح ستين في المئة من المدنيين، كان نحو ثلثي السكان من اللاجئين يعيشون في ظروف صعبة.
وأضافت: «في ظل هذه الأوضاع المفزعة، نشدد على ضرورة السماح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء قطاع غزة بشكل آمن ومستدام». وسلطت الضوء مجدداً على أوضاع النازحين واللاجئين في قطاع غزة، حيث يجب وقف الحرب وحماية المدنيين من القصف الإسرائيلي، الذي طال حتى الأماكن التي لجؤوا إليها، والذي شمل قصف حي في مخيم للاجئين في جباليا، حيث تشير التقديرات الأولية إلى وقوع مئات القتلى والجرحى، وهذا إلى جانب قصف اثنين وأربعين في المئة من مرافق وكالة الأونروا التي تستضيف نحو ستمئة ألف نازح، وغيرها من الأعيان المدنية المحمية بموجب القانون الدولي الإنساني، وهو ما أدى إلى مقتل أكثر من ثمانية آلاف شخص، قرابة سبعين بالمئة منهم من النساء والأطفال. وجددت التأكيد على رفض محاولات تهجير الفلسطينيين قسراً، مطالبة إسرائيل بإلغاء أوامرها بإخلاء أكثر من مليون شخص من شمال قطاع غزة إلى جنوبها.
وذكرت شاهين، في البيان: «نناقش اليوم مسألة بالغة الأهمية، فأعداد النازحين حول العالم تتصاعدٍ بشكل مستمر، في الوقت الذي يفتقر فيه العديد منهم للحماية والخدمات الأساسية، الأمر الذي يقتضي من المجتمع الدولي بذل جهودٍ مشتركة وعاجلة لدعم النازحين، سواء النازحين داخلياً أو اللاجئين».
وشددت على ضرورة ضمان حصول جميع النازحين داخلياً واللاجئين على الخدمات الأساسية بشكل متساو، بما في ذلك الرعاية الصحية والغذاء ومياه الشرب، مع مراعاة احتياجات النساء والأطفال الذين يتأثرون بشكل كبير من النزاعات، لافتة إلى أن ذلك يتطلب تعزيز التنسيق مع الجهات الإنسانية ووكالات الأمم المتحدة المعنية والتعاون مع الحكومات المضيفة لهم، لضمان الوصول الآمن للمساعدات الإغاثية.
وأضافت: «إن هذه المسألة من أولويات السياسة الخارجية لدولة الإمارات، فنحن نحرص على إيصال المساعدات الإنسانية للاجئين والنازحين داخلياً حول العالم، سعياً للتخفيف من معاناتهم، بما في ذلك عبر تيسير وإنشاء جسور جوية. وقد سارعت الإمارات إلى توجيه أطنان من المواد الغذائية والطبية فور اندلاع الأزمات في كل من أوكرانيا والسودان وفلسطين، وكذلك عند وقوع الزلازل والفيضانات في سوريا وتركيا وليبيا وأفغانستان وباكستان العام الجاري».
كما أكدت على وجوب حماية اللاجئين من كافة أشكال العنف، خاصة العنف الجنسي والعنف القائم على نوع الجنس، عبر وضع برامج وقائية وتوفير مساحات آمنة لهم، مع العمل على بحث السبل لتوفير العودة الآمنة والطوعية والكريمة لهم حين تتوفر الظروف الملائمة لذلك.
وأشارت في هذا السياق إلى محنة لاجئي الروهينجا، فرغم أنها تعد أحد أسوأ الأزمات الإنسانية التي تواجه اللاجئين في العالم، إلا أنها لا تحظى بالاهتمام الدولي الكافي، داعية إلى تكثيف الجهود الدبلوماسية على المستوى الدولي لحل أزمة الروهينجا، والاستجابة لأوضاعهم الإنسانية المتردية، وتهيئة الظروف الملائمة لعودتهم الطوعية والآمنة والمستدامة والكريمة إلى وطن يسوده الاستقرار.
وقالت المنسقة السياسية لبعثة الإمارات لدى الأمم المتحدة: «يجب التركيز على معالجة الأسباب الجذرية للنزوح القسري، لتجنيب الأفراد معاناة النزوح، فضلاً عن كون هذا النهج الوقائي أكثر فعالية وأقل تكلفةً للمجتمع الدولي، وهذا يعني ضرورة تعزيز التنمية في الدول التي تعاني نقص الفرص الاقتصادية، إلى جانب العمل على منع النزاعات وحلها سلمياً».
وأضافت: «يجب كذلك تكثيف الجهود الدولية للتصدي لتغير المناخ، حيث من المتوقع أن يصل عدد النازحين حول العالم بسبب هذه الظاهرة إلى أكثر من مليار شخص في عام ألفين وخمسين وفقاً لمعهد الاقتصاد والسلام».
وتابعت: «لهذا، فإن وجود استراتيجيات فعالة للتكيف مع التغير المناخي والحد من تداعياته ضروريٌ للتقليل من أعداد النازحين، ونتطلع إلى مواصلة وتعزيز النقاشات المتعلقة بهذا الموضوع خلال مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين الذي ستستضيفه دولة الإمارات نهاية الشهر الجاري».
وأكدت في ختام البيان مواصلة دولة الإمارات العمل بشكل وثيق مع الشركاء الدوليين، ومنهم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، لدعم وتوفير ظروف معيشية ملائمة للاجئين والنازحين حول العالم.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: غزة الإمارات فلسطين قطاع غزة مجلس الأمن مجلس الأمن الدولي إسرائيل المساعدات الإنسانیة الأمم المتحدة حول العالم قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
سفير سوداني لـعربي21: الإمارات تشعل الحرب ببلادنا وعدد اللاجئين بالملايين
وصف السفير السوداني بتونس، أحمد عبد الواحد، الجرائم التي ترتكبها قوات الدعم السريع في حق السودانيين بـ"الشنيعة والبشعة"، فيما اعتبر أنه: "فاقت ما يقوم به نتنياهو ضد الفلسطينيين في قطاع غزة".
وعبر تصريح لـ"عربي21" اتّهم عبد الواحد، دولة الإمارات، بـ"دعم الدعم السريع التي تسببت في نزوح ولجوء ملايين المواطنيين السودانيين"، مبرزا أنه "في المناطق التي تسيطر عليها -الدعم السريع- تمّ منع المواطنين من الزراعة وقاموا بنهب المخزون بالمستودعات، وهناك نقص كبير في المواد، ولكن الحمد لله ببقية المناطق الخارجة عن سيطرتهم، لا توجد مشاكل".
وفي السياق نفسه، لفت السفير إلى أن "السودان يحقق الاكتفاء من الغذاء وليس هناك مجاعة مطلقا، على الرغم من الوضع الصعب والحرب الدائرة بالبلاد منذ مدة وخاصة".
أما بخصوص الوضع الإنساني، قد أوضح السفير بالقول: "هناك انتهاكات بشعة من قتل وتعذيب وحتى اغتصاب نساء ترتكبها الميليشيات، وقامت هي نفسها بتوثيقها"، مشيرا إلى: "وجود نحو 10 مليون نازح بالداخل وقرابة 3 مليون لاجئ بدول مجاورة أبرزها نحو دولة التشاد".
وجوابا على سؤال: هل يمكن وصف الحرب في السودان بالأهلية؟، ردّ السفير: "لا أبدا، ليست أهلية، وإنما لها خلفية سياسية بدعم من دول خارجية"، موضّحا: "دولة الإمارات العربية المتحدة هي من تدعم الدعم السريع، وهي من تشعل الحرب بالسودان".
وفيما أكد السفير السوداني بـ"وجود دول أخرى"، رافضا تسميتها، تابع بالقول: "أمّا عن سبب الدعم الإماراتي؛ فهي من تجيب على هذا السؤال، وهي مطالبة بذلك، خاصة وأن السودان لم يكن في أي يوم من الأيام عدوا لهذه الدولة".
بخصوص احتمال تدخّل مصر عسكريا في السودان، شدّد السفير السوداني على "استحالة ذلك، وإن وقع هذا الأمر لا يكون إلا في حال تم المسّ من مصالحها بالسودان".
وفي سياق متصل، رفض السفير فكرة دخول قوات أممية أو دولية لبسط الأمن والنظام، ولو لمدة مؤقته ومحدودة، عبر القول: "الأمر مطلقا لا يستوجب ذلك".
إلى ذلك، أكد السفير السوداني، أنّ: "بلاده محسودة كثيرا، وهناك غايات واضحة لاستنزاف ثرواتها الطبيعية، وخاصة بإقليم دارفور"، حيث رجّح "إمكانية انتهاء الحرب الدائرة قريبا نظر للتحسن النسبي في الوضع الميداني".
تجدر الإشارة إلى أنه منذ منتصف نيسان/ أبريل 2023، يخوض الجيش وقوات الدعم السريع حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل وما يزيد على 11 مليون نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب، بما يجنّب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع الملايين نحو المجاعة والموت جرّاء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.