نيويورك (الاتحاد)

أخبار ذات صلة إدانات دولية واسعة لاستهداف مخيم جباليا مئات الأجانب وعشرات الجرحى الفلسطينيين يعبرون رفح باتجاه مصر

حذرت الإمارات، أمس، من الأوضاع الكارثية لنحو مليوني شخص في قطاع غزة، بسبب القصف الإسرائيلي المستمر منذ ثلاثة أسابيع، داعية إلى إيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء القطاع بشكل آمن ومستدام.


وقالت الإمارات، في بيان أمام مجلس الأمن الدولي، حول الإحاطة المقدمة من مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين: لا يخفى عليكم تدهور الأوضاع خاصة بعد فرض إسرائيل الحصار الكامل في التاسع من أكتوبر عبر قطع الكهرباء والمياه، ومنع إدخال المواد الغذائية والطبية إلى غزة، باستثناء بعض الشحنات تقل نسبتها عن أربعة في المئة من إجمالي السلع التي كانت تمر قبل هذه الحرب.
وأشارت في البيان، الذي أدلت به غسق شاهين، المنسقة السياسية لدى البعثة الدائمة للإمارات لدى الأمم المتحدة في نيويورك، إلى أنه حتى قبل الحرب الأخيرة التي تسببت في نزوح ستين في المئة من المدنيين، كان نحو ثلثي السكان من اللاجئين يعيشون في ظروف صعبة. 
وأضافت: «في ظل هذه الأوضاع المفزعة، نشدد على ضرورة السماح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء قطاع غزة بشكل آمن ومستدام». وسلطت الضوء مجدداً على أوضاع النازحين واللاجئين في قطاع غزة، حيث يجب وقف الحرب وحماية المدنيين من القصف الإسرائيلي، الذي طال حتى الأماكن التي لجؤوا إليها، والذي شمل قصف حي في مخيم للاجئين في جباليا، حيث تشير التقديرات الأولية إلى وقوع مئات القتلى والجرحى، وهذا إلى جانب قصف اثنين وأربعين في المئة من مرافق وكالة الأونروا التي تستضيف نحو ستمئة ألف نازح، وغيرها من الأعيان المدنية المحمية بموجب القانون الدولي الإنساني، وهو ما أدى إلى مقتل أكثر من ثمانية آلاف شخص، قرابة سبعين بالمئة منهم من النساء والأطفال. وجددت التأكيد على رفض محاولات تهجير الفلسطينيين قسراً، مطالبة إسرائيل بإلغاء أوامرها بإخلاء أكثر من مليون شخص من شمال قطاع غزة إلى جنوبها.
وذكرت شاهين، في البيان: «نناقش اليوم مسألة بالغة الأهمية، فأعداد النازحين حول العالم تتصاعدٍ بشكل مستمر، في الوقت الذي يفتقر فيه العديد منهم للحماية والخدمات الأساسية، الأمر الذي يقتضي من المجتمع الدولي بذل جهودٍ مشتركة وعاجلة لدعم النازحين، سواء النازحين داخلياً أو اللاجئين».
وشددت على ضرورة ضمان حصول جميع النازحين داخلياً واللاجئين على الخدمات الأساسية بشكل متساو، بما في ذلك الرعاية الصحية والغذاء ومياه الشرب، مع مراعاة احتياجات النساء والأطفال الذين يتأثرون بشكل كبير من النزاعات، لافتة إلى أن ذلك يتطلب تعزيز التنسيق مع الجهات الإنسانية ووكالات الأمم المتحدة المعنية والتعاون مع الحكومات المضيفة لهم، لضمان الوصول الآمن للمساعدات الإغاثية.
وأضافت: «إن هذه المسألة من أولويات السياسة الخارجية لدولة الإمارات، فنحن نحرص على إيصال المساعدات الإنسانية للاجئين والنازحين داخلياً حول العالم، سعياً للتخفيف من معاناتهم، بما في ذلك عبر تيسير وإنشاء جسور جوية. وقد سارعت الإمارات إلى توجيه أطنان من المواد الغذائية والطبية فور اندلاع الأزمات في كل من أوكرانيا والسودان وفلسطين، وكذلك عند وقوع الزلازل والفيضانات في سوريا وتركيا وليبيا وأفغانستان وباكستان العام الجاري».
كما أكدت على وجوب حماية اللاجئين من كافة أشكال العنف، خاصة العنف الجنسي والعنف القائم على نوع الجنس، عبر وضع برامج وقائية وتوفير مساحات آمنة لهم، مع العمل على بحث السبل لتوفير العودة الآمنة والطوعية والكريمة لهم حين تتوفر الظروف الملائمة لذلك.
وأشارت في هذا السياق إلى محنة لاجئي الروهينجا، فرغم أنها تعد أحد أسوأ الأزمات الإنسانية التي تواجه اللاجئين في العالم، إلا أنها لا تحظى بالاهتمام الدولي الكافي، داعية إلى تكثيف الجهود الدبلوماسية على المستوى الدولي لحل أزمة الروهينجا، والاستجابة لأوضاعهم الإنسانية المتردية، وتهيئة الظروف الملائمة لعودتهم الطوعية والآمنة والمستدامة والكريمة إلى وطن يسوده الاستقرار.
وقالت المنسقة السياسية لبعثة الإمارات لدى الأمم المتحدة: «يجب التركيز على معالجة الأسباب الجذرية للنزوح القسري، لتجنيب الأفراد معاناة النزوح، فضلاً عن كون هذا النهج الوقائي أكثر فعالية وأقل تكلفةً للمجتمع الدولي، وهذا يعني ضرورة تعزيز التنمية في الدول التي تعاني نقص الفرص الاقتصادية، إلى جانب العمل على منع النزاعات وحلها سلمياً».
وأضافت: «يجب كذلك تكثيف الجهود الدولية للتصدي لتغير المناخ، حيث من المتوقع أن يصل عدد النازحين حول العالم بسبب هذه الظاهرة إلى أكثر من مليار شخص في عام ألفين وخمسين وفقاً لمعهد الاقتصاد والسلام». 
وتابعت: «لهذا، فإن وجود استراتيجيات فعالة للتكيف مع التغير المناخي والحد من تداعياته ضروريٌ للتقليل من أعداد النازحين، ونتطلع إلى مواصلة وتعزيز النقاشات المتعلقة بهذا الموضوع خلال مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين الذي ستستضيفه دولة الإمارات نهاية الشهر الجاري».
وأكدت في ختام البيان مواصلة دولة الإمارات العمل بشكل وثيق مع الشركاء الدوليين، ومنهم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، لدعم وتوفير ظروف معيشية ملائمة للاجئين والنازحين حول العالم.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: غزة الإمارات فلسطين قطاع غزة مجلس الأمن مجلس الأمن الدولي إسرائيل المساعدات الإنسانیة الأمم المتحدة حول العالم قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

الإمارات تجدد رفض تهجير الفلسطينيين وتطالب بوقف الانتهاكات الإسرائيلية

ترأس خليفة شاهين المرر، وزير دولة، وفد الإمارات المشارك في الاجتماع الاستثنائي لمجلس وزراء الخارجية لمنظمة التعاون الإسلامي، في دورته العشرين بشأن الوضع في غزة، والذي عقد، أمس الجمعة، في جدة.

وفي هذا الاجتماع الاستثنائي، الذي حضره عدد كبير من وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاسلامي، ألقى المرر كلمة الإمارات، والتي أكدت على أنّ هذا الاجتماع الاستثنائي يُعقد في لحظة مفصلية وبالغة الأهمية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، يتعين فيه اتخاذ قرارات حاسمة لمواجهة تحديات صعبة تهدد القضية الفلسطينية، واستقرار المنطقة وأمنها.
وقال خليفة شاهين المرر في الكلمة إنّ "الأوضاع الحالية تتطلب المزيد من التنسيق والتعاون بين دول المنظمة باتباع مسار مختلف يغلّب الحلول السياسية والسلمية للصراع، بدلا من المواجهة والدمار، فليس مقبولاً العودة إلى الوضع الذي كان سائداً في قطاع غزة قبل السابع من أكتوبر  (تشرين الأول) 2023".

وقف الانتهاكات

وفي ضوء ما شهده قطاع غزة والأرض الفلسطينية منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، ومع استمرار العنف والهجمات الاسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، عبّرت الكلمة عن إدانة واستنكار الإمارات لتلك الأعمال، ومطالبة المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته تجاه وقف الانتهاكات الاسرائيلية المتواصلة.
كما أكد المرر على رفض الإمارات القاطع لجميع المحاولات الرامية إلى تهجير الفلسطينيين قسراً من أراضيهم، الأمر الذي يؤدي لمزيد من عدم الاستقرار والتوتر في المنطقة.

حل مستدام

وشدد على أن الحلول المؤقتة لغزة مصيرها الفشل، وأنه يتوجب الدفع بعملية تؤمّن حلاً مسؤولاً ومستداماً ليس فقط لمستقبل قطاع غزة بل للصراع الفلسطيني الاسرائيلي يوفر أفقاً سياسياً على أساس حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش بأمن وسلام جنباً إلى جنب مع إسرائيل، وبما يؤدي إلى حل مستدام يوفر الاستقرار والازدهار للمنطقة ويحقق تطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق، مؤكداً أنه لن يكون متاحاً العمل على إعادة إعمار قطاع غزة دون وجود أفق سياسي يؤمن حلاً مستداماً للصراع الفلسطيني الاسرائيلي، فلا تهجير الفلسطينيين من أرضهم مقبولاً، ولا مقبولا بقاء قطاع غزة دون سلطة وطنية فلسطينية شرعية كفوءة ومسؤولة وقادرة على حصر السلاح بيدها، وعلى توفير الأمن والاستقرار وسيادة القانون.
وأكد المرر أن "الإمارات لن تدخر جهداً في استمرار الدعم الإنساني والاغاثي للفلسطينيين، وأن عملية "الفارس الشهم 3" مستمرة ومتواصلة لتوفير المستلزمات المنقذة للحياة في قطاع غزة، وبكل الطرق الممكنة البرية والبحرية والجوية".

مقالات مشابهة

  • منظمات: وقف المساعدات الإنسانية الأميركية يعرض ملايين النساء للخطر
  • ماذا نعرف عن المساعدات العسكرية التي قدمتها أمريكا لأوكرانيا قبل قرار ترامب بإيقافها؟
  • الإمارات تجدد رفض تهجير الفلسطينيين وتطالب بوقف الانتهاكات الإسرائيلية
  • الأمم المتحدة: منع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة جريمة حرب
  • مندوب السودان بجنيف يجدد مطالبته المجتمع الدولي بالضغط على دولة الإمارات لوقف دعمها للمليشيا المتمردة
  • الأمم المتحدة: منع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة يرقى لجريمة حرب
  • تحالف الأحزاب يؤيد إعلان قائد الثورة بشأن المهلة ودخول المساعدات لقطاع غزة
  • مقرر أممي : الأوضاع الإنسانية في غزة تزداد سوءا بسبب الحصار
  • السيد القائد يعلن 4 أيام مهلة لإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة
  • أمريكا تجدد دعوتها للعراق لإنهاء الاعتماد على الطاقة الايرانية و ترحب بالتزام السوداني