البلاد – واس
واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها، واقتحمت أمس مدينة جنين شمالي الضفة الغربية، وذلك للمرة الثانية في غضون ساعات قليلة.
وأفادت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية؛ بأن قوات الاحتلال ترافقها جرافات اقتحمت المدينة من عدة محاور، من شوارع جنين-الناصرة، وجنين- نابلس، وشارع حيفا، ووصلت إلى محيط مخيم جنين، ما أدى إلى اندلاع مواجهات.
وأطلقت قوات الاحتلال الرصاص وقنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع صوب الفلسطينيين ومنازلهم، ما أدى إلى إصابة شاب بالرصاص في محيط دوار السينما، ونقل إلى المستشفى.
وأضافت أن قوات الاحتلال نشرت قناصتها على عدة بنايات في المدينة وعند أطراف المخيم، وسط تحليق مكثف لطائرات الاحتلال المروحية “الأباتشي” والمسيرات في سماء المدينة، فيما انقطع التيار الكهربائي عن مخيم جنين وحي الجابريات وأحياء واسعة في المدينة، بعد تدمير الاحتلال لمحولات الكهرباء.
فيما أعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية أمس، عن انقطاع كامل لجميع خدمات الاتصالات والإنترنت في قطاع غزة.
وأوضحت الشركة في بيان نقلته وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية، أن الانقطاع نجم عن تعرض المسارات الدولية، التي تم إعادة وصلها سابقاً، للفصل مرة أخرى.
ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، يتعرض قطاع غزة لعدوان إسرائيلي شامل، أسفر عن ارتقاء نحو 8500 شهيد وإصابة أكثر من 21 ألفاً في حصيلة غير نهائية، بالإضافة إلى دمار واسع في البنية التحتية والمنازل والمباني والمنشآت، وقطع الكهرباء والمياه والوقود، في ظل قصف متواصل من طيران الاحتلال ومدفعيته وزوارقه الحربية.
وفي الضفة الغربية، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس، ثلاثة فلسطينيين على الأقل، لدى اقتحامها مدينة بيت لحم. وأفادت مصادر محلية فلسطينية، بأن قوات من جيش الاحتلال اقتحمت عدة مناطق في بيت لحم، من بينها منطقة العبيات وواد شاهين وواد معالي، واعتقلت ثلاثة شبان على الأقل، مشيرة إلى أن اقتحام جيش الاحتلال ما زال متواصلاً، ما يرجح ارتفاع أعداد المعتقلين خلال الساعات القادمة.
وارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين في العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة لليوم الـ 26 على التوالي إلى 8796 شهيداً، إضافة إلى نحو 2000 مفقود تحت أنقاض المنازل والبنايات المدمرة في القطاع، التي استهدفها القصف الإسرائيلي. وأفادت مصادر طبية فلسطينية أن من بين الشهداء 3648 طفلاً وإصابة 22219 معظمهم من الأطفال والنساء.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية من جانبها أن 16 مستشفى في القطاع خرجت عن الخدمة، وباتت عاجزة عن تقديم العلاج والخدمات الصحية لجرحى العدوان الإسرائيلي؛ نتيجة نفاد الوقود المشغل للمولدات الكهربائية التي اُسْتُخدمت بعد أن قطعت قوات الاحتلال الإسرائيلي إمدادات الكهرباء عن قطاع غزة قبل ثلاثة أسابيع، محذرة من كارثة صحية بعد توقف عدة أقسام علاجية عن العمل.
من جهته، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه العميق بشأن تصعيد الحرب المتواصلة على قطاع غزة، وأدان انتهاكات القانون الدولي جراء ما يحصل في هذه الحرب.
وأبدى غوتريتش في بيان له عن مخاوفه بشأن توسيع جيش الاحتلال للعمليات البرية والهجمات الجوية المكثفة على القطاع. مشدداً على ضرورة حماية المدنيين.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة مجدداً إلى وقف إطلاق نار إنساني ودخول المساعدات الإغاثية إلى القطاع بلا قيود.
كما أدانت رابطة العالم الإسلامي بأشد العبارات، استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي مخيم جباليا في قطاع غزة المحاصر، مما تسبَّب في خسائر مروعة في الأرواح.
وفي بيان للأمانة العامة للرابطة، ندّد معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي رئيس هيئة علماء المسلمين فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، بهذا التصعيد الخطير، الذي راح ضحيته عدد من المدنيّين الأبرياء، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته تجاه حماية المدنيين من منحدر العقاب الجماعي بمشهده المُريع، والذي يُعَدّ انتهاكًا لقوانينه وأعرافه، والوقوف بحزم أمام تجاهل النداءات والتحذيرات، والاضطلاع بواجبه في الوقف الفوري لآلية التدمير الجماعي، التي هزَّت كل ضميرٍ حيٍّ، وفقًا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، الصادر بتاريخ 27 أكتوبر 2023م، حمايةً للمدنيين الأبرياء، واحترامًا للقانون الدولي الإنساني.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: جنين الاحتلال الإسرائیلی قوات الاحتلال جیش الاحتلال
إقرأ أيضاً:
يزيد جعايصة.. قيادي في كتيبة جنين قتلته السلطة الفلسطينية
يزيد جعايصة مناضل فلسطيني ولد في مخيم جنين شمال الضفة الغربية، كرّس حياته للدفاع عن وطنه والوقوف في وجه الاحتلال الإسرائيلي، سواء بالعمل المقاوم أو مواجهة الاعتقالات والملاحقات الأمنية، انخرط منذ سنوات شبابه في صفوف المقاومة الفلسطينية، وانتمى إلى كتيبة جنين.
قُتل برصاص أجهزة أمن السلطة الفلسطينية في 14 ديسمبر/كانون الأول 2024، أثناء اشتباكات مسلحة اندلعت في محيط مخيم جنين.
المولد والنشأةولد يزيد محمد نايف جعايصة عام 1996 في مخيم جنين شمال الضفة الغربية، ونشأ في ظل الاقتحامات المتكررة لقوات الاحتلال الإسرائيلي وأجهزة أمن السلطة الفلسطينية للمخيم.
عمل في مجال التمديدات الكهربائية، وكان يُعرف بهدوئه وتوازنه في التعامل مع الآخرين، إضافة إلى قلة كلامه التي عكست شخصيته المتزنة والمتحفظة.
الفكر والتوجه الأيديولوجيتبنى جعايصة توجها قوميا فلسطينيا، فقد تأثر بالتيارات النضالية، وآمن بالكفاح المسلح ضد الاحتلال الإسرائيلي، واعتبر المقاومة المسلحة والرد المباشر على الاحتلال ومجازره وسيلة لتحقيق حرية واستقلال الشعب الفلسطيني.
التجربة النضاليةانخرط جعايصة منذ سنوات شبابه في صفوف المقاومة الفلسطينية، وانتمى إلى كتيبة جنين متعهدا بالدفاع عن حقوق شعبه، فقد شكلت البيئة المحيطة به وحياته اليومية في المخيم ملامح شخصيته النضالية.
وأُصيب عام 2019 إصابة خطيرة في بطنه أثناء اجتياح قوات الاحتلال مخيم جنين. وتعرض للاعتقال مرات عدة على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، وأمضى ما مجموعه 4 سنوات في السجون.
واعتقل للمرة الأولى في سجن مجدو حيث قضى عامين ونصف، وواجه صنوفا من التعذيب فيه، وفي 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، دهمت قوات الاحتلال منزله في جنين وأعادت اعتقاله، وحققت معه في مركز توقيف الجلمة لأسبوعين، ثم أصدرت محكمة سالم حكما بسجنه مدة 13 شهرا مع فرض غرامة مالية بألفي شيكل.
إعلانوأثناء فترة اعتقاله، تأجلت محاكمته 7 مرات في محاولة لإضعاف عزيمته، لكنه ظلّ ثابتا على موقفه حتى أُفرج عنه في 15 ديسمبر/كانون الأول 2020.
وبعد الإفراج عنه استهدفته قوات الاحتلال مرات عديدة، واعتبرته مطلوبا أمنيا ووصفته بأنه "خارج عن القانون".
يزيد جعايصة انخرط منذ سنوات شبابه في صفوف المقاومة الفلسطينية، وانتمى إلى كتيبة جنين (مواقع التواصل) الاستشهادقُتل يزيد جعايصة برصاص أجهزة أمن السلطة الفلسطينية في 14 ديسمبر/كانون الأول 2024، أثناء اشتباكات مسلحة اندلعت في محيط مخيم جنين، وسط حصار واسع فرضته الأجهزة الأمنية على المخيم قبل 5 أيام من مقتله.
ويوم استشهاده حاصرت أجهزة السلطة مستشفى جنين الحكومي، وفتشت سيارات الإسعاف، واقتحمت مستشفى ابن سينا ومنعت الأهالي من وداع جعايصة.
وردَّ المتحدث باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية العميد أنور رجب على الانتقادات الموجهة ضد الأجهزة الأمنية في جنين، بأنها "حققت نجاحات كبيرة" في حفظ نظام المدينة والمخيم ضد من وصفهم بـ"الخارجين على القانون" في إشارة إلى مقاومي الاحتلال.