أحمد مراد (القاهرة)

أخبار ذات صلة الإمارات تجدد دعوتها لإيصال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الإمارات تحتفي بـ«يوم العلم» غداً

ترتبط الإمارات العربية المتحدة والمملكة الأردنية الهاشمية بشراكة متميزة وفاعلة، تدعمها مساحة كبيرة من التوافق والتناغم في الرؤى والمواقف تجاه مختلف القضايا الإقليمية والدولية.


ويقوم البلدان بدور محوري وفاعل في دعم مسيرة السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، في ظل وجود رؤية مشتركة بين البلدين ترسخ لأسس السلام والاستقرار في المنطقة والعالم، إضافة إلى تمتعهما بثقل وتأثير كبيرين دبلوماسياً وسياسياً واقتصادياً. وتحرص قيادتا البلدين على تعزيز أوجه التعاون المشترك في المجالات كافة، وتنسيق المواقف والرؤى، بما يخدم السلام والاستقرار في المنطقة والعالم أجمع، عبر تعزيز الآليات الدبلوماسية والبدائل السلمية.

دعم مسيرة السلام
وأوضح المساعد الأسبق لوزير الخارجية المصري، والخبير في شؤون العلاقات الدولية، حمدي صالح، أن الإمارات والأردن تجمعهما علاقات وثيقة للغاية، وهناك تنسيق مستمر ودائم بينهما في مختلف المجالات، سواء على المستوى السياسي أو الأمني أو الاقتصادي أو العسكري، ويوجد حرص شديد لدى البلدين على العمل سوياً من أجل تعزيز الأمن والاستقرار والسلام في منطقة الشرق الأوسط بصفة خاصة، والعالم بأكمله بصفة عامة.
وثمن الدبلوماسي المصري في تصريح لـ«الاتحاد» الدور المهم والمحوري الذي يقوم به صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، والملك عبدالله الثاني في دعم مسيرة السلام والاستقرار على المستويين الإقليمي والعالمي، وهو ما يظهر جلياً في تعدد اللقاءات والقمم التي جمعت بين الزعيمين خلال الفترة الأخيرة.
وخلال العام الجاري، التقى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والملك عبدالله الثاني، في 8 قمم، بينها 5 قمم ثنائية، و3 قمم دولية، وجاءت الجهود الرامية إلى تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة والعالم على رأس أجندة المناقشات والمباحثات والمشاورات التي دارت بين الزعيمين.
وقال المساعد الأسبق لوزير الخارجية المصري: «إن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والملك عبدالله الثاني، يتمتعان بعلاقات متميزة مع غالبية قادة دول العالم، وبالأخص قادة الدول الكبرى، ويحرصان على توظيف هذه العلاقات لخدمة قضايا السلام والأمن والاستقرار، ودائماً وأبداً تتصدر قضايا العالمين العربي والإسلامي اهتماماتهما في مختلف المحافل الدولية، وهو ما يجعل الإمارات والأردن محوراً مهماً ومؤثراً في منطقة الشرق الأوسط».
وشدد صالح على أهمية الثقل الدبلوماسي الذي تتمتع به الإمارات والأردن، وهو ما يعزز من جهودهما المشتركة في تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة والعالم، في ظل وجود مساحة كبيرة من التوافق والتناغم في المواقف تجاه مختلف القضايا، إضافة إلى رؤية مشتركة للسلام والاستقرار يعلنها البلدان في مختلف المحافل والمناسبات الإقليمية والدولية.

وفاق استراتيجي
من جانبه، ذكر الكاتب والمحلل السياسي الأردني، عدنان برية، أن العلاقات الإماراتية الأردنية تتجاوز ضفاف الدبلوماسية والبروتوكولات، إلى مرحلة من الوفاق الاستراتيجي المستند إلى قواعد ومبادئ ناظمة، ويمكن من خلالها مخاطبة المجتمع الدولي بلغة يفهمها، وهذا ما برز في مواقف الدولتين الداعية إلى إحلال السلام والاستقرار في ظل ما يشهده قطاع غزة.
وقال برية في تصريح لـ«الاتحاد»: إن السياقات الإماراتية الأردنية دائماً ما تلتقي في الغايات النهائية المتمثلة في إقليم سمته الحق والعدالة والسلام والاستقرار، وهو ما تعكف على تحقيقه قيادتا البلدين في مختلف المحافل الدولية.
وأوضح الكاتب والمحلل السياسي الأردني أن زيارة العاهل الأردني إلى الإمارات تأتي في ظرف حساس للغاية، في ضوء الأزمات التي يمر بها عدد من دول المنطقة، وهو ما يستدعي تعزيز تعاون الدول الشقيقة بهدف إعادة إحياء الأمل لدى الشعوب التواقة إلى السلام والاستقرار.
وأشار إلى أن تمسك دولة الإمارات والأردن بمقررات الشرعية الدولية التي تلبي الحق الفلسطيني في وطن مستقل ومستقر ومزدهر، وتجتمع عليها الأمة العربية من خليجها إلى محيطها، ليؤسس لفرصة نادرة تسفر عنها اللقاءات بين قيادتي الدولتين الشقيقتين المؤمنتين بحل الدولتين. وأضاف أن لقاءات القيادتين الإماراتية والأردنية دائماً ما يتوقع لها أن تسفر عن خطة عمل ترشد المشهد الإقليمي.

تطلعات مشتركة
بدورها، أوضحت الخبيرة في الشؤون الآسيوية، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بنى سويف المصرية، الدكتورة نادية حلمي، أن الإمارات والأردن تجمعهما شراكة فاعلة ومتميزة تدعم الجهود والمبادرات الهادفة إلى تحقيق الاستقرار والسلام في منطقة الشرق الأوسط، وتسوية الصراعات والأزمات من خلال الحوار والوسائل السياسية السليمة. 
وسبق أن أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، خلال زيارته إلى الأردن في أغسطس الماضي، أن الإمارات والأردن شريكان في العمل من أجل الاستقرار الإقليمي، وتجمعهما رؤى مشتركة لترسيخ السلام والاستقرار لشعوب المنطقة كافة.
بينما أشاد جلالة الملك عبدالله الثاني بدور دولة الإمارات العربية المتحدة في الدفاع عن القضايا العربية في مجلس الأمن، بصفتها عضواً غير دائم في المنظمة الدولية، مثمناً استمرار التنسيق والتشاور بين البلدين لخدمة القضايا العربية وتعزيز أمن المنطقة واستقرارها.
وأشارت إلى أن الإمارات والأردن تتفقان على أهمية تغليب الحلول السياسية والسلمية لمواجهة أزمات المنطقة، إضافة إلى تصدر القضية الفلسطينية أجندة سياساتهما الخارجية، وسط توافق في وجهات النظر بينهما بأن السلام الشامل والدائم والعادل هو السبيل الوحيد لحل تلك الأزمة، وهو ما يجسد إيمان البلدين بأن العمل العربي المشترك في مختلف المجالات يمثل الأساس لنجاح المنطقة في مواجهة التحديات المحيطة بها. وتابعت: «الأردن تشكل عمقاً استراتيجياً لدول الخليج العربي، وتنظر دول الخليج العربي للأردن عمقاً استراتيجياً لها، وهو الأمر الذي يؤكد أهمية تعزيز مفهوم الأمن والشراكات السياسية والاقتصادية القائمة بين الأردن والإمارات في مختلف المجالات».

تعاون وتنسيق
ترتبط الإمارات والأردن بعلاقات عسكرية رفيعة المستوى ترتكز على التعاون والتنسيق وتبادل الخبرات والكفاءات العسكرية والأمنية بينهما، ويصب التعاون العسكري بين البلدين في مصلحة الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، ويعزز العمل على مواجهة المخاطر التي تواجه الأمن الإقليمي بشكل عام، والأمن العربي بشكل خاص، حيث توجد لجنة مشتركة للتعاون الدفاعي تعقد بشكل سنوي بين الطرفين، وقد وقع البلدين اتفاقيتين و7 مذكرات تفاهم في المجالي الدفاعي.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات والأردن الإمارات الأردن فی منطقة الشرق الأوسط عبدالله الثانی السلام فی فی مختلف وهو ما

إقرأ أيضاً:

عودة ترامب وصفقاته مع نتنياهو

بعد فوزه السهل في الانتخابات الأمريكية الأخيرة، سيتساوق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع أهداف ومخططات نتنياهو، وسيدعم بشكل كبير إحياء فكرة قديمة أطلقها نتنياهو مجددا قبل فترة وجيزة تتمحور حول مشروع رسم خارطة نظام إقليمي جديد؛ بحيث تكون إسرائيل قطبا سياسيا وماليا بدعم غربي وخاصة أمريكي وعلى كافة المستويات المالية والعسكرية والإعلامية.

ما هي متضمنات النظام؟

مشروع إنشاء نظام إقليمي ليس حديث العهد، بل جرى الحديث عنه كثيرا بعد انعقاد مؤتمر مدريد للتسوية في نهاية عام 1991. وقد سعى الرئيس الإسرائيلي السابق شمعون بيرس في منتصف التسعينيات لرسم صورة للشرق الأوسط الجديد في كتابه الذي حمل نفس العنوان، بحيث تكون فيه إسرائيل القطب المالي والمائي والسياسي في ذات الوقت لكن نتنياهو أصدر كتابا فيما بعد بعنوان "مكان تحت الشمس"، ليؤكد فيه أن بناء علاقات مع الدول العربية تجعل من إسرائيل دولة متخلفة اقتصاديا، ولهذا كان يفضل بناء علاقات مع دول أوروبية متطورة حتى لو كان اقتصادها صغيرا كلكسمبورغ.

وتبعا لذلك يمكن الجزم بأن نتنياهو طرح فكرة النظام الإقليمي، أي الشرق الأوسط الجديد، قبل فترة وجيزة لتحقيق أهداف سياسية في مقدمتها محاولة تهربه من تهم الفساد، فضلا عن تعميم ثقافة مفادها بأن إسرائيل دولة طبيعية وقوية في ذات الوقت، رغم انكشاف هشاشتها إثر عملية "طوفان الأقصى" في تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

لقد مرّت على اتفاقية أوسلو واحد وثلاثون عاما (1993-2024)، من دون نيل الشعب الفلسطيني أي حق من حقوقه الوطنية، بل على العكس من ذلك، ارتفعت وتيرة النشاط الاستيطاني وسيطر الجيش الإسرائيلي على عشرات الألوف من الدونمات من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية بما فيها القدس، وتفاقمت عنصرية إسرائيل إزاء العرب الفلسطينيين في الداخل الفلسطيني والمقدسيين. وتوضح ذلك من خلال إصدار رزمة من القوانين العنصرية، ومن أخطرها قانون القومية الإسرائيلي الذي يرسخ فكرة يهودية الدولة.

وكانت طفت إلى السطح بعد كرنفال توقيع اتفاقات أوسلو في 13 أيلول/ سبتمبر 1993، مشاريع لرسم صورة نظام شرق أوسطي جديد وفق تصورات أمريكية وإسرائيلية، بحيث تكون فيه إسرائيل قطبا على كافة المستويات. وكان الهدف الاستراتيجي من تلك المشاريع بدء التطبيع الاقتصادي والسياسي والثقافي مع إسرائيل بعد صراع طويل مع الشعب الفلسطيني، لكن رغم مرور أكثر من ثلاثة عقود على اتفاقات أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، لم تتحقق خطوات جوهرية لجهة جعل النظام الإقليمي الجديد حقيقة ماثلة للعيان كما روج البعض.

عدم استشارة أهل الإقليم

من نافلة القول أنه بعد مرور أكثر من ثلاثة عقود على طرح مشروع النظام الشرق أوسطي الجديد، إلا أن معالمه لم تظهر على الأرض، رغم الحديث المكرر عنه من بعض الإسرائيليين والأمريكيين بين فترة وأخرى؛ واللافت أن العرب لم تتم استشارتهم ومشاركتهم لرسمه أو التخطيط له في الأساس، ناهيك عن كون المشروع يلبي أهدافا إسرائيلية وأمريكية في الشرق الأوسط بعيدا عن أهداف الشعوب العربية.

وبالعودة إلى المصطلح، تجمع الدراسات المختلفة بأن الشرق الأوسط ليس له ملامح جغرافية محددة المعالم، لكن البعض يشير إلى أنها المنطقة الجغرافية الواقعة شرق وجنوب البحر الأبيض المتوسط، وتمتد إلى الخليج العربي. ويُستعمل هذا المصطلح للإشارة للدول والحضارات الموجودة في هذه المنطقة الجغرافية. ويشار هنا إلى أن هذه المنطقة سُميت في عهد الاكتشافات الجغرافية من قبل المكتشفين الجغرافيين بالعالم القديم، وهي مهد الحضارات الإنسانية. ويمكن القول بأن الكيانات السياسية في هذه المنطقة تتمثل بالدول التالية: العراق، السعودية، فلسطين، الكويت، الأردن، لبنان، البحرين، قطر، الإمارات، اليمن، سوريا، مصر، سلطنة عمان، السودان، إيران، أرمينيا، تركيا، قبرص.

ويعتبر الشرق الأوسط من أكثر الدول في العالم مساهمة في إنتاج النفط 30 في المائة من الإنتاج العالمي، وكذلك يستحوذ على 60 في المائة من احتياطي النفط العالمي، ولهذا ستكون عيون إدارة ترامب على تلك المنطقة بغرض الهيمنة عليها وسرقتها ونهب خيراتها، جنبا إلى جنب مع إبقاء ذراعها قوية في عمق الشرق الأوسط، ونقصد هنا إسرائيل، دولة الإبادة الجماعية مكتملة الأركان حسب المنظمات الدولية المختلة.

مقالات مشابهة

  • كيف يخطط نتنياهو لتغيير الشرق الأوسط؟
  • أمريكا تعزز قواتها في الشرق الأوسط بمقاتلات إف-15
  • عودة ترامب وصفقاته مع نتنياهو
  • المنسق الأممي لعملية السلام بالشرق الأوسط: يجب العمل من أجل التهدئة
  • الشرق الأوسط يترقب خطوات ترامب لوقف الحرب
  • خبير عسكري: ترامب سيقيد إسرائيل في حربها على غزة ولبنان
  • عضو بـ«النواب»: فوز ترامب قد يغير معادلة الشرق الأوسط ويوقف نزيف الدم
  • رئيس إستونيا: نثمن جهود مصر لإحلال السلام في الشرق الأوسط
  • بعد فوز ترامب.. ما هو مستقبل الحروب في الشرق الأوسط؟
  • السيسي يهنئ ترامب ويتطلّع للعمل معه لإحلال “السلام والاستقرار” في الشرق الأوسط