بسنت أكرم تكتب: مهنية وموضوعية «أهل العزم»
تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT
كما تعودت أن أترك جزءا مني في كل شيء أقوم به، ليأتي حلم حياتي مندمجا القاهرة الإخبارية، وكيف امتزجت أجزاء منى في كل تغطية وحدث ونشرة، تعلمت وأتعلم وسأتعلم من هذا المكان الذى جئته محملة بخيبات، ليستغل طاقتي وقدرتي ويساعدني على اكتشاف ذاتي ومهنيتي من خلال بيئة عمل آمنة غير تقليدية، أعمل فيها بحب ولا أندم على ترك أجزاء منى في كل عمل أقوم به فيها.
وفى عيدها الأول نجحت القاهرة بعد مجهود متواصل في خلق مكان لها وسط الإعلام الإقليمي والدولي، وهذا لم يكن وليد اللحظة بل بعد أشهر من جهد متواصل وتكاتف كل فرد الدافع كي لا تبخل ًفى مؤسسة تعطيك دائما عليها بكل دقيقة ومجهود يمكن أن تقدمه لها في ظل أحداث متسارعة لم تتوقف طيلة عام.
والقاهرة هي الأخرى لم تتوقف عن تقديم صورة مهنية دقيقة صادقة تعكس الصورة كاملة بكل وعى وموضوعية.
المصدر: الوطن
إقرأ أيضاً:
شيخة الجابري تكتب: «التثقيف زمن التأفيف»
كتابٌ جميلٌ في محتواه، بديعٌ في فكرته، أنيقٌ في تصميمه، رقيقٌ في لغته، صديقٌ حميم وأنت تتعمق فيه تشعر به، جاء تحت اسم «التثقيف زمن التأفيف» لمؤلفته الشيخة اليازية بنت نهيان بن مبارك آل نهيان، وقد أسعدني كثيراً أن حضرتُ لها لقاءً مفتوحاً أدارته الدكتورة فاطمة المزروعي ضمن فعاليات معرض العين للكتاب، وكان أن أهدت المؤلفة الحضور نسخاً عن كتابها، وجدتني أذهبُ إليه مباشرةً بعد العودة للمنزل لأقف على عمل أدبي فيه الكثير من الوعي، والغزير من المعرفة.
في تلك الجلسة تحدثت المؤلفة عن كتابها الذي فيه من جميل السرد، ويزداد بين كلّ صفحة وأخرى رقةً ونداوة، هيَ تعرف كلَّ جملةٍ دار حولها نقاش، وتحمل في أعماقها الكثير من الإجابات التي تسبرُ فحوى السؤال، وتدير مفاتيح الردود ببراعة عالية، فهي رسّامة مبدعة، ومهتمة بالأدب واللغة العربية، وقد أوجزت ذلك في عبارة جاءت في تقديم الكتاب للشيخ شخبوط بن سلطان بن زايد فحواها «إذا الشّيْ لا بدْ منْهْ، بَدّه» أي ابدأ به.
وقد طرحت العديد من الأفكار التي قامت على تفكيكها، والإضاءة عليها بطريقة سهلة وبسيطة وعميقة تلمس ذلك من خلال الكم الغزير من المعلومات التي مرّت بها حول الحياة الثقافية، وهي من التأفف الأول وحتى التأفف الثامن تعرف ما تقول، وتَعي ما سطرته بين الفصول، التي تناولت عناوين مهمة هي «الإعادة أم التكرار، العادات أم الأعراف، المقارنة أم التجرد، الزمان أم المكان، الاسم أم المعنى، الخيال أم الواقع، البحث في دولاب النوستالجيا، ثم الموضوع الأخير الجمال أم الفائدة». في هذه الموضوعات التي هي عبارة عن أسئلة مفتوحة إضاءات ثقافية تأتي بأسلوب رشيق وتناول عميق.
تتنوع الموضوعات التي تستمتع وأنت تتنقل بينها في الكتاب الذي أهدته مؤلفته الشيخة اليازية إلى والدها معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، وقالت: «لأنك ألهمتنا التحاور والتفكّر، ولأنك أهديتني الكتب، لا تكفي الكلمات المتواضعة أمام فيض رؤيتكم وفضلكم، حفظكم الله لنا منارة»، كما أهدته كذلك إلى مركز اللغة العربية لما يقدمه للغة، من الحكمة، والبلاغة والوجد والضاد. حتى في الإهداء هناك دلالة واضحة على حبها للقراءة، وتعلقها الكبير باللغة العربية.
يأخذك هذا الكتاب المهم في صفحاته الـ135 إلى جولة تضعك أمام دهشة الأسئلة، و«معادلة الاسم أو المعنى»، وما وراء ذلك من دلالات وإشارات حول التراث العربي وقضاياه ومسائله المتعددة.