الوطن:
2024-11-24@11:05:05 GMT

كمال ماضي يكتب: «أهل العزم»

تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT

كمال ماضي يكتب: «أهل العزم»

وكأن القدرَ أَبَى أن تُكمِلَ «القاهرةُ الإخبارية» عامَها الأول، إلا وقد جَبرَها اللهُ جبراً عظيماً.. بتغطيةٍ أشاد بها القاصى والدانى لأحداث «غزة»، مؤكدةً أن المعدنَ النفيسَ يَظهرُ وقتَ الشدائد.

معدنٌ حاول البعضُ نثرَ التراب عليه، ذَرّ الرماد فى الأعين بحملاتِ تشكيكٍ وتنظيرٍ شُنَّت بُعَيد دقائق من إطلاق القناةِ الوليدة.

. لكنها صبرت، تمسكت بمضمارها، ولسانُ حالِها يقول: «من لا يحتملُ الصعاب، يُؤثرُ الانسحاب.

وأنا لن أنسحبَ قط من جبهةِ الكلمة، حتى أكون صوتاً يُسمع، ومنبراً للخبرِ يُحترم «حتى لو كان خبراً شائكاً».. سأرصده، لن أرتجفَ أو أغضَّ الطرفَ عنه.. سأخوضُ غماره وأحترمُ حقَّ المشاهدِ فى المعرفة.. وبيدى لا بيد عمرو، كى أقطعَ طريقاً على صناعةِ كذبٍ تتربص لتشيع البلبلة.

«القاهرة الإخبارية» بعونِ الله وقبل اكتمالِ عامِها الأول، عبرت الامتحانَ الأصعبَ باقتناصها شاشاتِ المقاهى الشعبية من مخالب القنوات الرياضية، سحبت بُساطاً لم يكن من السهل سحبه.. حازت على ثقةِ تلك الشاشات، وهى التى لا تعرفُ أبداً المجاملة.

تحيةً لكل فردٍ ساهمَ فى البناء، ولمن يصحح المسارات، لمن يعمل دونَ كللٍ أو ملل، لمن يخاطر بحياته، ومن يسهر، ومن يُتقن عملَه، وكثيرُ ما زال أمامكم.. فعلى قَدرِ أهلِ العَزمِ تأتى العَزائِمُ. 

المصدر: الوطن

إقرأ أيضاً:

الشيخ ياسر السيد مدين يكتب: الشهادتان

دخل الرجل الغريب مجلس سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأعين الصحابة ترقبه، إنه غريب لا يعرفه أحدٌ منهم، فليس من أهل المكان، ولا من ضيفانه، والغريب أنه نظيف الثياب! طيب الريح! ليس عليه من غبار الطريق شىء! ولا لعرق السفر أثر فيه! استأذن ودنا، ووضع كفيه على ركبتى سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم!كل هذا يرقبه الصحابة، ويصغون إلى ما سينطق به، فإذا به يقول: يا محمدُ أخبرنى عن الإسلام.

فيجيبه مَن آتاه الله جوامع الكلم: «الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتقيم الصلاة، وتُؤتى الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً».إن الإسلام يبدأ بطرح الغشاوة عن البصر والبصيرة، فإذا طرح الإنسان الغشاوة عن بصره وبصيرته، علم أن للكون خالقاً حكيماً، ومِن المحالِ أن يتركَه هذا الخالق سُدًى {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى} أى: مهملاً لا يُؤمَرُ ولا يُنهَى ولا يُبعثُ ولا يُجازَى؟!

فلا بد مِن أن يُكلفَ هذا الخالقُ الحكيم خَلقَه، نعم.. لا بد من أن يرسلَ إليهم مَن يُعرّفُهم به سبحانه، ويُعلّمُهم ما يأمرُهم به وينهاهم عنه، ولا بد من أن يكون لهذا الرسول أماراتٌ تدلُّ على صدقه، ومَن الذى أعلن فى مسامع الكون كله أنه رسول الله تعالى للعالمين غير سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؟! هل جرؤ إنسان أن يدعى لنفسه ذلك الشأن العظيم؟! يدعى أنه رسول للعالمين؟! يخاطبهم بما يصلح لأدناهم وأقصاهم؟!

يخاطبهم بما يصلح لحاضرهم ومستقبلهم؟! يراه الجميع على اختلاف أعراقهم وأجناسهم، وعلومهم ومعارفهم، وطبقاتهم وفئاتهم، وأزمانهم وبلدانهم، أسوةً حسنة يتأسى به كل أحد! لا يستطيع واحد أن يُزايدَ عليه فى خُلُق ولا دين! وكيف يُزايَدُ عليه فى هذا وليس فى طوق أحد أن يدركَ كُنهَ خُلقِهِ؟! {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}!

نعم، ادعى النبوة عدد من الناس، لكن لم يأتِ أى منهم ببرهانٍ واحدٍ يُصدّقُ دعواه! بل لم يكن لهم من كمال الخُلق والخَلق ما يشهد بصحة ما يدّعون! وهل بقيت كلمةٌ لواحدٍ منهم تدعو لمجرد التفكر فى شأنه؟!

إنها دعوات تضاربت فكان فى تضاربها ما يزيد الحق جلاءً وتأييداً!إن الناظر فى شأن سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، لا يتشكك فى صدق دعواه، وكيف يتشكك فى صدق دعواه ولم تُؤثر عنه فى التاريخ كذبة واحدة؟! وقد شهد بصدقه أعداؤه، هل نجد فى زوايا التاريخ وخباياه شخصاً يأتمنه أعداؤه على ودائعهم وأماناتهم؟!

هل حفظ التاريخ موقفاً كذلك الموقف الذى يَعلم فيه سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، من الوحى الشريف أن القوم جمعوا أربعين رجلاً قوياً لقتله، ثم هو يذهب لابنِ عمِّه على بن أبى طالب الذى هو بمنزلة ولدِه حتى يُعلمه ودائع القوم ليردها عليهم؟! وهو يطمئنه أنه لن يناله من القوم مكروه؟!

إن السيرة كلها سلسلة من براهين النبوة وآيات الصدق!

وكفى بكتاب الله تعالى شاهداً على صدقه، صلى الله عليه وسلم، إنه تضمن آيات قصَّت على أهل الكتاب أدق تفاصيل حياة أجدادهم فلم ينكروا منها شيئاً! فمن أين أتى بها إن لم تكن من عند الله تعالى؟!

ومن أين جاء بقصص أنبياء لم يدركْهم، وليس فى جزيرة العرب مَن على علم بشأنهم؟! بل من أين جاء بما كان من شأن إبليس وبما دار عند خلق أبى البشر سيدنا آدم عليه السلام؟!لقد قرأ هذه الأخبارَ على كل أهل عصره، مَن آمن منهم ومَن لم يؤمن، من كان منهم من أهل الكتاب وعلى علم بالتوراة والإنجيل، ومن لم يكن منهم، فما كذَّبَه فى تفاصيل ما يقرؤه أحد منهم!

لقد كان فيمن حوله صلى الله عليه وسلم متربصون به من أهل الكتاب، ومن المنافقين، ومن المشركين، ومن الممالك العظمى، فهل يجترئ ذو عقل على أن يطرح فى مجتمع كهذا شيئاً من هذه الأخبار الملفقة الكاذبة؟!

إن هذه الأمور -وغيرها كثير- تحمل مَن ينظر فيها بنفسٍ لا يُخالُجها كِبرٌ، وعقلٍ لا يُكبّلُه هوى على أن ينطق بقول صادر عن يقين ثابت: «أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم».

مقالات مشابهة

  • «القاهرة الإخبارية»: أنباء متضاربة عن اغتيال قيادات في حزب الله
  • الشيخ ياسر السيد مدين يكتب: الشهادتان
  • القاهرة الإخبارية: الاحتلال يستهدف مستشفى كمال عدوان وخزانات الأوكسجين تدمرت
  • قصف عنيف للاحتلال على مستشفى كمال عدوان
  • «القاهرة الإخبارية»: الاحتلال الإسرائيلي يشن غارات على جنوب لبنان
  • كمال ماضي: قرار الجنائية الدولية بشأن جرائم إسرائيل بصيص أمل في نفق مظلم
  • مراسلة «القاهرة الإخبارية»: تجاوز 90% من النقاط الخلافية بين حزب الله والاحتلال
  • "القاهرة الإخبارية": تجاوز 90% من النقاط الخلافية بين حزب الله وإسرائيل
  • مراسلة «القاهرة الإخبارية»: تجاوز 90% من النقاط الخلافية بين حزب الله وإسرائيل
  • «القاهرة الإخبارية»: حزب الله يقصف قاعدة حتسور الجوية شرقي مدينة أشدود