علي بابا تتحدى مايكروسوفت وأمازون بالذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT
أطلقت شركة علي بابا الثلاثاء أحدث نسخة من نموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بها، حيث تتطلع شركة التكنولوجيا الصينية العملاقة إلى التنافس مع منافسين أمريكيين مثل أمازون ومايكروسوفت.
أعلنت أكبر شركة صينية للحوسبة السحابية والتجارة الإلكترونية عن Tongyi Qianwen 2.0، وهو أحدث نموذج لغوي كبير لها.
قدمت علي بابا أيضًا منصة خدمة GenAI، والتي تتيح للشركات بناء تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدية الخاصة بها باستخدام بياناتها الخاصة.
يتم تدريب LLM على كميات هائلة من البيانات ويشكل الأساس لتطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدية مثل ChatGPT، الذي طورته شركة OpenAI الأمريكية.
ووصفت شركة علي بابا Tongyi Qianwen 2.0 بأنه "ترقية كبيرة عن سابقتها"، والتي تم تقديمها في أبريل.
وقالت علي بابا في بيان صحفي إن Tongyi Qianwen 2.0 "يُظهر قدرات رائعة في فهم التعليمات المعقدة وكتابة النصوص والاستدلال والحفظ ومنع الهلوسة". تشير الهلوسة إلى الذكاء الاصطناعي الذي يقدم معلومات غير صحيحة.
أصدرت شركة علي بابا أيضًا نماذج الذكاء الاصطناعي المصممة لتطبيقات في صناعات واستخدامات محددة - مثل الاستشارات القانونية والتمويل - أثناء توجهها نحو الشركات.
وأعلنت الشركة التي يقع مقرها الرئيس في مدينة هانغتشو أيضًا عن منصة خدمة GenAI، والتي تتيح للشركات بناء تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدية الخاصة بها، باستخدام بياناتها الخاصة. أحد مخاوف الشركات بشأن منتجات الذكاء الاصطناعي العامة مثل ChatGPT هو إمكانية الوصول إلى البيانات من قبل أطراف ثالثة.
تقدم شركة علي بابا وغيرها من اللاعبين السحابيين الرئيسيين أدوات للشركات لبناء منتجات الذكاء الاصطناعي التوليدية الخاصة بها باستخدام بياناتهم الخاصة، والتي من شأنها أن يحميها هؤلاء المزودون كجزء من حزمة الخدمة.
يعد Azure OpenAI Studio من Microsoft وBedrock من Amazon Web Service خدمتين متنافستين.
في حين أن علي بابا هي أكبر لاعب سحابي من حيث حصتها في السوق في الصين، إلا أن الشركة تحاول اللحاق بأمثال أمازون ومايكروسوفت في الخارج.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی شرکة علی بابا
إقرأ أيضاً:
د. ندى عصام تكتب: العبادات في عصر الذكاء الاصطناعي
في عالمنا المعاصر، حيث تتسارع وتيرة التطورات التكنولوجية بشكل غير مسبوق، أصبحت التكنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ولم يتوقف تأثيرها عند حدود الحياة العملية فقط، بل امتد ليشمل الجوانب الروحية والعبادية أيضًا، ويُعتبر الذكاء الاصطناعي (AI) أحد أبرز ملامح هذه الثورة التكنولوجية، حيث يوفر أدوات ووسائل مبتكرة يمكن أن تُحدث تغييرًا جذريًا في كيفية تعلم المسلمين لعباداتهم وممارستها.
إن العبادات في الإسلام، مثل الصلاة، والصوم، والزكاة، والحج، تحمل معاني عميقة ودلالات روحية سامية، وتعليمها بشكل صحيح يُعد أمرًا بالغ الأهمية لكل مسلم.
لذا، فإن دمج الذكاء الاصطناعي في هذا السياق يمكن أن يُعزز من فهم العبادات، ويسهل على الأفراد التعلم والممارسة بطريقة تتناسب مع احتياجاتهم الخاصة.
والجدير بالذكر، يمكن أن تُستخدم تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تطوير برامج تعليمية تفاعلية تساعد الأفراد على تعلم كيفية أداء العبادات بشكل صحيح، على سبيل المثال، هناك تطبيقات تتخصص في تعليم الصلاة، حيث تقدم شروحات مرئية وصوتية توضح كيفية أداء كل ركعة، مع توجيهات حول كيفية قراءة الآيات والأدعية هذه التطبيقات غالبًا ما تستخدم تقنيات التعرف على الصوت، مما يتيح للمستخدمين التفاعل بشكل مباشر مع البرنامج، وتصحيح الأخطاء أثناء أداء الصلاة، هذا النوع من التعلم العملي يُعتبر فعالًا بشكل خاص، حيث يتيح للمستخدمين فهم العبادات بصورة أعمق، ويعزز من تجربتهم الروحية.
واستناداً لما سبق، يُعزز الذكاء الاصطناعي من إمكانية تخصيص المحتوى التعليمي وفقًا لاحتياجات الأفراد والفئة العمرية المستهدفة، كما يمكن للأنظمة الذكية تحليل بيانات المستخدمين لتحديد المجالات التي يحتاجون فيها إلى تحسين، مثل فهم أحكام الصوم أو تعلم كيفية إخراج الزكاة، هذا التحليل الدقيق يمكن أن يُنتج خططًا تعليمية مخصصة، مما يضمن أن يتلقى كل فرد التعليم الذي يناسب مستواه واحتياجاته، وعلى سبيل المثال يمكن لنظام الذكاء الاصطناعي أن يقترح موارد إضافية أو دروسًا تفاعلية بناءً على أداء المستخدم، مما يساعده في تعزيز معرفته وفهمه.
ولتسليط الضوء على تقنيات الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) في تعليم العبادات، تعتبر هذه التقنيات تجربة غامرة للمستخدمين، فيمكنهم زيارة المساجد أو أداء مناسك الحج في بيئة افتراضية، هذه التجارب لا تُعزز فقط من المعرفة العملية، بل تساعد أيضًا في تحفيز المشاعر الروحية والارتباط الشخصي بالعبادات، وعلى سبيل المثال يمكن للمستخدمين تجربة الطواف حول الكعبة أو أداء الصلاة في المسجد الحرام، مما يضفي طابعًا واقعيًا على التعلم ويعزز الفهم الروحي للعبادات.
ومع كل هذا التطور، لا تخلو هذه التكنولوجيا من التحديات والاعتبارات الضرورية، أحد أهم هذه التحديات هو التأكد من دقة المعلومات المقدمة، يُعد التعليم الديني أمرًا حساسًا، لذا يجب أن تكون المصادر المستخدمة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي موثوقة ومتوافقة مع التعاليم الإسلامية، كما ينبغي أن تكون هناك معايير واضحة لضمان أن المحتوى لا يتعارض مع القيم الإسلامية الأساسية، وتخضع للمراقبة والإشراف الديني مثل الأزهر الشريف.
تحدٍ آخر يتعلق بالخصوصية والأمان، إذ يجب حماية بيانات المستخدمين وضمان عدم استخدامها بشكل غير مصرح به، وفي عالم تتزايد فيه المخاوف بشأن الأمان الرقمي، يجب على المطورين والشركات العاملة في هذا المجال أن يضعوا معايير صارمة لحماية المعلومات الشخصية.
علاوة على ذلك، يجب أن يُنظر إلى الذكاء الاصطناعي كأداة مكملة للتعليم التقليدي، وليس بديلاً عنه، لا يزال دور المعلمين والمرشدين الدينيين ضروريًا، حيث إن التعليم الروحي يتطلب تفاعلًا إنسانيًا وفهمًا عميقًا للمعاني والمقاصد. لذا، يجب أن يُستخدم الذكاء الاصطناعي لتعزيز هذه التجربة، بدلاً من استبدالها.
في الختام، يُعتبر الذكاء الاصطناعي رفيقًا جديدًا في رحلة تعليم العبادات الإسلامية، حيث يمكن أن يسهم في تعزيز الفهم والممارسة الصحيحة للعبادات بطرق مبتكرة وفعالة، ومن خلال دمج هذه التكنولوجيا مع المعرفة الدينية، يمكننا تعزيز التجربة الروحية للمسلمين، مما يجعل رحلة الإيمان أكثر غنى وعمقًا، ومع الاستمرار في تطوير هذه الأنظمة يجب علينا التأكيد على أهمية القيم الإسلامية في كل خطوة من خطوات هذا التطور، لتكون النتيجة تجربة تعليمية شاملة ترتقي بالفرد وتنمي علاقته بالله عز وجل.