قال العميد خالد عكاشة، رئيس المركز المصري للفكر والدراسات، إن القضية الفلسطينية هي ميراث تاريخي منذ 1948، حيث كانت مصر في صدارة الدول المهتمة بالدفاع عن القضية الفلسطينية ، مشيرًا إلى أن مصر كانت حاضرة في إدارة شؤون اللجوء الفلسطيني، ومساعدة الفلسطينيين، والكثير من الأمور المتعلقة بالبعد الانساني، وكانت مصر تدير قطاع غزة من قبل الحاكم العسكري، وهذه احدى الأطروحات التي تطرح خلال الفترة الحالية.

 

وتابع "عكاشة"، خلال  حواره مع الإعلامي نشأت الديهي، ببرنامج "المشهد"، المذاع على فضائية "ten"، مساء الأربعاء، أن الانخراط المصري في القضية الفلسطينية لا يخفى على أحد حيث الوصول إلى أوسلو كان برعاية مصرية مباشرة، وأضاف أن الانقسام الفلسطيني عبارة عن خطيئة استراتيجية كبرى.

الاحتلال الإسرائيلي يُعاود قصف مُحيط مستشفى القدس في غزة إبراهيم عيسى: مأساة غزة تمزق القلب والشعب العربي يغرق في العجز والإحباط

 وأشار إلى أن مصر قامت بـ17 جولة في محاولة لإنهاء هذا الانقسام، ولكن لم يتكن هذه الجولات تنتهي بالنجاح، معقبًا: "وكأن الانقسام الفلسطيني هو الصنم الذي يعبده كل الفلسطينيين". 

ولفت إلى أن حركة حماس لن تغادر قطاع غزة، حتى إذا هزمت في الحرب الإسرائيلية التي تشن على قطاع غزة، لأنها استثمرت كثيرًا في البنية التحتية العسكرية في قطاع غزة طوال السنوات السابقة.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: غزة قطاع غزة صواريخ غزة القدس غزة تحت القصف غلاف غزة طوفان الأقصى المقاومة في غزة قصف غزة القصف على غزة عملية طوفان الأقصي تصاعد القصف على غزة طوفان القدس غزة الآن القصف الاسرائيلي على غزة المسجد الأقصى قصف على غزة القصف ع غزة أعنف قصف على غزة القدس الشرقية علي غزة سرايا القدس الغارات على غزة قصف قطاع غزة أخبار غزة غزة قبل وبعد القصف الإسرائيلي غارات اسرائيلية على غزة اليوم العميد خالد عكاشة قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

عُمان ودعم القضية الفلسطينية

 

 

 

محمد حسين الواسطي

 

قال الله تعالى: "وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ" (المائدة: 2).

عندما نتحدث عن القضية الفلسطينية، فإننا لا نتحدث عن جغرافيا أو تاريخ فقط؛ بل عن جرح إنساني عميق يتجاوز الحدود، عن مأساة شعب يقاوم الظلم ويتشبث بالأرض كما يتشبث الشجر بجذوره في مواجهة الريح العاتية. في قلب هذه المعاناة، تظل غزة رمزًا للصمود الذي يُلهم العالم أجمع، وواجبًا أخلاقيًا ودينيًا على كل إنسان حر أن يسهم في رفع الظلم عنها ولو بكلمة، بعمل بسيط، أو حتى بموقف يتسم بالكرامة.

الشعب العُماني، بعاطفته الصادقة ومبادئه الراسخة، كان دائمًا حاضرًا في نصرة فلسطين. لم تكن فلسطين بالنسبة للعُماني مجرد قضية بعيدة تُنقل أخبارها في نشرات الأخبار، بل هي جزء من وجدانه، من نشاطه، من دعائه الذي يرفعه إلى الله كل ليلة. ومع تصاعد الجرائم الصهيونية ضد الفلسطينيين، وخصوصًا في غزة التي تقاوم الحصار والدمار، تبرز المقاطعة الاقتصادية كوسيلة عملية وفعّالة يمكن أن تترجم هذا التضامن العاطفي إلى فعل ملموس، فعل يحمل رسالة: "نحن معكم، ولن نكون يومًا جزءًا مما يُضعفكم".

 

المقاطعة الاقتصادية: أكثر من مجرد خيار

المقاطعة الاقتصادية ليست مجرد إجراء عابر أو دعوة مؤقتة؛ إنها موقف إنساني وأخلاقي ينبع من روح التضامن مع شعب مظلوم. عندما يقرر الشخص ألا يشتري منتجًا يدعم الاحتلال الصهيوني، فإنه يرسل رسالة قوية بأن المال الذي ينفقه لن يُستخدم لقصف بيوت غزة أو حصار أطفالها. إنها ليست مجرد مقاطعة منتجات، بل هي وقوف في وجه آلة القمع التي تحاول سحق إرادة الفلسطينيين.

في عُمان، هذه الفكرة تجد صداها في قلوب الناس. العُمانيون بفطرتهم الطيبة يدركون أن كل ريال يُنفق على منتج يدعم الاحتلال هو بمثابة طلقة نارية تُوجه إلى طفل فلسطيني يبحث عن أمان في حضن أمه. ولهذا، فإن المقاطعة الاقتصادية ليست فقط فعلًا سياسيًا، بل هي تعبير عن إنسانية لا تقبل أن تكون جزءًا من الظلم.

 

دور المجتمع العُماني في المقاطعة

المجتمع العُماني، الذي ارتبطت قيمه بالدين والأخلاق والكرامة، يُدرك تمامًا أن التضامن الحقيقي مع القضية الفلسطينية يبدأ من هنا، من اختياراته اليومية. لقد شهدت عُمان حملات شعبية متعددة تُشجع على مقاطعة المنتجات المرتبطة بالاحتلال أو بالشركات التي تدعمه، وقد نجحت في ذلك نجاحًا مبهرًا تحدثت عن تفاصيله ومنجزاته وكالات الأنباء الداخلية والخارجية. لم تكن هذه الحملات مجرد شعارات، بل مبادرات حقيقية انطلقت من قلوب الناس، من المساجد التي كانت منابرها تُذكر المؤمنين بأن نصرة المظلوم واجب ديني، ومن الجامعات التي كان طلابها يُنظمون فعاليات توعوية، ومن وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت مساحة للتذكير بأهمية هذه الخطوة.

العُمانيون في هذه الحملات لم يكتفوا بالحديث عن المنتجات التي يجب مقاطعتها، بل ركزوا أيضًا على دعم البدائل المحلية أو المنتجات القادمة من الدول الصديقة للقضية الفلسطينية. هذه الروح لم تكن مجرد مقاطعة، بل كانت بناءً، بناء لثقافة اقتصادية واعية تُدرك أن كل اختيار، مهما بدا صغيرًا، يحمل تأثيرًا كبيرًا.

 

دور علماء الدين والمثقفين في تعزيز الوعي

علماء الدين في عُمان، الذين طالما كانوا منارات للوعي والقيم، لعبوا دورًا محوريًا في تعزيز فكرة المقاطعة. من خلال خطب الجمعة والدروس الدينية، كانوا يُذكرون الناس بأن الإسلام يدعو إلى نصرة المظلوم، وأن دعم الاحتلال بأي شكل يُعد تعاونًا على الإثم والعدوان. كلماتهم لم تكن مجرد نصائح، بل كانت دعوات صادقة تُلامس القلوب وتدفع الناس للتفكير في أفعالهم اليومية.

المثقفون والنشطاء أيضًا كانوا في الصفوف الأولى لهذه الجهود. من خلال مقالاتهم وندواتهم، رسموا صورة واضحة لمعاناة الفلسطينيين، وشرحوا كيف أن المقاطعة ليست فقط وسيلة رمزية، بل أداة فعّالة تُضعف الاحتلال وتُعزز صمود الفلسطينيين. لقد أظهروا للعامة أن التضامن ليس مجرد كلمات تُقال، بل أفعال تُمارس، وأن كل شخص يُمكن أن يكون جزءًا من هذه المعركة الإنسانية.

 

التأثير الإنساني والاقتصادي للمقاطعة

عندما يُقرر شخص أن يُقاطع منتجًا داعمًا للاحتلال، فإنه لا يُحدث تأثيرًا فرديًا فقط، بل يُصبح جزءًا من حركة جماعية تُضعف الاحتلال اقتصاديًا ومعنويًا. الاحتلال الصهيوني يعتمد بشكل كبير على تصدير منتجاته واستثماراته في الخارج، وأي تقليص لهذه الأسواق يُترجم إلى خسائر اقتصادية مباشرة تُضعف قدرته على تمويل جرائمه.

لكن الأثر الأكبر للمقاطعة ليس اقتصاديًا فقط، بل يمتد إلى تأثيراته وتداعياته المعنوية. عندما يعلم الفلسطينيون في غزة أن شعوب العالم الإسلامي، ومن بينهم الشعب العُماني، يقفون معهم بكل ما أوتوا من وسائل، فإن ذلك يُعزز من صمودهم. غزة لا تحتاج فقط إلى مساعدات مادية، بل تحتاج إلى أن تشعر بأنها ليست وحدها في هذه المعركة. أن ترى أن هناك من يرفض أن يكون جزءًا من الألم الذي تعانيه، وأن هناك من يقف معها حتى وإن كان ذلك بفعل بسيط كالمقاطعة.

إذا الشعبُ يومًا أرادَ الحياةَ

فلا بدَّ أن يستجيبَ القدرْ 

المقاطعة الاقتصادية ليست مجرد أداة للمقاومة، بل هي درس للأجيال القادمة. عندما يرى الأطفال والشباب في عُمان أن آباءهم وأمهاتهم يرفضون شراء منتجات تدعم الاحتلال، فإنهم يتعلمون أن للكرامة ثمنًا، وأن التضامن مع المظلومين قيمة لا تُقدر بثمن. إنها طريقة لتربية الأجيال على قيم العزة والكرامة، وربطهم بالقضية الفلسطينية كجزء لا يتجزأ من هويتهم الإسلامية والعربية.

وختامًا أقول إن القضية الفلسطينية ليست مجرد قضية شعب يقاوم الاحتلال، بل هي اختبار لإنسانية العالم أجمع. الشعب العُماني، بوعيه ورقيه، أثبت دائمًا أنه يقف في الجانب الصحيح من التاريخ. وسوف يستمر هذا الشعب النبيل الداعم للمظلومين في شتى بقاع الأرض في نضاله ضد الظلم، ولن يترك المقاطعة حتى بعد توقف العدوان الحربي، أو وقف إطلاق النار؛ لأن الاحتلال ما زال قائمًا، وأساليب القهر والحصار والتجويع للأبرياء ما زالت مستمرة.

نعم؛ المقاطعة ليست فقط فعلًا اقتصاديًا، بل هي تعبير عن حب صادق، عن تضامن لا يعرف الحدود، عن إيمان بأن فلسطين ستظل دائمًا في القلب، حتى يتحقق النصر ويعود الحق إلى أصحابه. "إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ" (محمد: 7).

مقالات مشابهة

  • البرلمان العربي يدعو إلى مواجهة تحديات تصفية القضية الفلسطينية
  • السفير السعودي في لندن: حل القضية الفلسطينية في «الدولتين» فقط
  • قرارات حاسمة| محلل يكشف مواقف القمة العربية من القضية الفلسطينية
  • كاتب صحفي: الدولة المصرية تصدرت المشهد في دعم القضية الفلسطينية
  • عُمان ودعم القضية الفلسطينية
  • محلل سياسي: القمة العربية ستصدر قرارات حاسمة بشأن القضية الفلسطينية
  • رئيس مجلس النواب: مُخططات تهجير الشعب الفلسطيني تستهدف تصفية القضية الفلسطينية
  • نائب: الرؤية الفلسطينية في القمة العربية خطوة لإنهاء الانقسام
  • النائب حازم الجندي: الرؤية الفلسطينية في القمة العربية تعكس إدراكاً لحجم التحديات.. وخطوة لإنهاء الانقسام
  • "الوفد": الرؤية الفلسطينية في القمة العربية تعكس إدراكا لحجم التحديات وخطوة لإنهاء الانقسام