الوطن:
2024-07-03@18:06:06 GMT

التهجير.. خط أحمر

تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT

التهجير.. خط أحمر

لا شكَّ أن تخريب الأوطان والعبث فى الخرائط والديموغرافيا إنما هو فكر صهيونى متجذر، خلقته الأيديولوجيا اليهودية التى ساهم فيها تاريخ التشتت والتشرذم وعدم وجود وطن، ما دفعه للتخطيط -بدهاء ومكر شديدين- لاختلاق أزمات ومشكلات لشعوب المناطق المجاورة له.

ولا يخلو ذلك من أن هذه العُقد التاريخية للصهاينة تجعلهم يتمنون رؤية حالة التشريد تعم كل مَن حولهم، فلم يكتفوا فيما يبدو بما فعلوه عام 1948 حينما هجّروا شعباً عربياً بالكامل من أرضه التى عاش فيها لآلاف السنين.

اليوم يريد الصهاينة أن يعيدوا الكرّة وبكل قبح وخسة وإجرام.. لكن للأسف مع من؟ وعلى حساب من؟ فما يسطره أهل غزة اليوم من بطولات وصمود باسل فى وجه عدوان غاشم وغادر ومجرم، وما يقدمونه من تضحيات أصبحت نبراساً ورمزاً للتحرر فى العالم كله يبرهن وبشدة على أن التاريخ لن يعيد نفسه، وأن أصحاب الأرض باقون ومتجذرون فى أرضهم، ولن يتزحزحوا عنها ولو ماتوا فيها، وأنهم بالفعل هم القوم الجبارون، ولن تُجدى معهم الجرائم ولا العدوان.

أما مسألة «على حساب مَن؟» فهذه معضلة أخرى، لأن مجرد الإشارة إلى تهجير الأشقاء الفلسطينيين من أهل غزة إلى مصر أو إلى سيناء تحديداً، فهذا الحديث فيه حماقة كبيرة، وجهل راسخ، وتجاوز غير مقبول فى حق مصر وفلسطين، وحق الفلسطينيين والمصريين، وحق القضية الفلسطينية، فمصر أقدم من التاريخ نفسه.

وإن تحركت الدنيا كلها من على الخارطة ستبقى مصر، وأهل سيناء هم دعائم جبهتها الشرقية باقون صامدون متشبثون بأرضهم لا يسمحون لأحد بالمساس بها.

مر من هنا الهكسوس والرومان الصليبيون والإنجليز والفرنسيون وحتى الصهاينة أنفسهم، لكنهم وعلى خلاف مناطق كثيرة استمرت تحت الاحتلال أو تغيرت طبيعتها أو ديموغرافيتها أو لغتها أو دانت لهم، إلا أن سيناء احتفظت بهويتها بفضل سكانها وقبائلها وما يتمتعون به من وطنية وولاء.

وهم على العهد والوعد متمسكون بأرضهم، محافظون عليها، رافضون لكل أوجه التفريط أو الشراكة أو التهجير أو التوطين، داعمون فى نفس الوقت لإخوانهم فى غزة، ومساندون لهم ولقضيتهم ولحقهم فى المقاومة والتصدى للاحتلال حتى زواله عن أرضهم، مدافعون عن أرضهم وعن كرامة الأمة وشرفها، داعون لهم بالنصر وإنه لوعد الله لهم.

أما عن رمزية سيناء وما تمثله، فهذا حديث طويل وقدسية لا تقبل المساس، وتاريخ لا يقبل العبث به، فسيناء أيقونة وطنية وتاريخ وملاحم وبطولات، فلا تكاد تخلو صورة يرسمها طفل مصرى أو رواية وطنية أو أغنية يتغنون فيها بالوطن من ذكر تلك البقعة المقدسة الغالية على كل مصرى شريف، وهى سيناء التى تمثل للمصريين كل معانى التضحية والفداء والوطنية المتجذرة والممتدة من الأجداد للأحفاد.

والذى لا يقبل المساومة ولا حتى الحديث عنه ولا يملك أحد المفاوضة أو التفريط فيه، هو حديث التهجير البغيض، فلكل مصرى حق بسيناء جزاء ما قدم المصريون جميعاً على أرضها من تضحيات ودم وعرق بل ودموع، وللمصريين وقت الجد خطوط حمراء يرفضون الاقتراب منها أو المساس بها.

ومجرد الحديث فى هذا الأمر أو السماح بالخوض فيه أو التلميح بإمكانية الموافقة عليه يشكل جريمة لن يتسامح فيها الشعب المصرى، فمن يملك الحديث عن سيناء هم الشهداء وقد غادروا واستأمنونا عليها، والأبطال وهؤلاء لا يعرفون التفريط، ونحن إن شاء قادرون على حمل أمانتهم دون تفريط فليطمئنوا.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: سيناء الوطن الرأي

إقرأ أيضاً:

تأثير التكنولوجيا ودورها في المجتمع الحديث

لقد شكَّلت المسيرة المتواصلة للتكنولوجيا عالمنا بشكل عميق، وتركت تأثيرها على العديد من جوانب الوجود الحديث، فمن وسائل الاتصال إلى النماذج المهنية وسبل الترفيه، نسجت التكنولوجيا نفسها بسلاسة في نسيج حياتنا اليومية، والواقع أن تداعياتها المجتمعية لا لبس فيها، فهي تسفر عن فوائد هائلة وتحديات واضحة، ومن بين التأثيرات التحويلية التي أحدثتها التكنولوجيا إعادة تعريف معايير الاتصال فقد أحدث ظهور الفضاء الإلكتروني وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، والمنتديات الاجتماعية الافتراضية، ثورة في الاتصال بين الأشخاص،

لقد أدت الجداول الزمنية المطولة لتسليم المراسلات التقليدية إلى ظهور الرسائل الفورية وعقد مؤتمرات الفيديو الوقت الفعلي، مما أدى إلى انهيار الفجوات الجغرافية حيث توفر لنا منصات وسائل التواصل الاجتماعي الوسائل اللازمة لنشر الخبرات والأيديولوجيات والمعرفة على نطاق عالمي، ممّا يعزز شعوراً غير مسبوق بالترابط المجتمعي، وهذا الترابط المتضخم لا يخلو من التعقيد، ممّا يولد مآزق مثل نشر المعلومات الخاطئة والتعدي على الخصوصية، لقد ولّد العصر الرقمي عصراً حيث يتم تحويل البيانات الشخصية إلى سلعة، مما أدى إلى ظهور مآزق أخلاقية فيما يتعلق بالمراقبة وسلامة البيانات، في عالم الأعمال، أحدثت التكنولوجيا تحولات جذرية في ديناميكيات التوظيف وأنماط الإنتاجية فقد عملت الأتمتة والذكاء الاصطناعي على تبسيط سير العمل التشغيلي، مما أدى إلى زيادة الكفاءة وتقليل الحاجة إلى العمل اليدوي في قطاعات مختارة، وقد أدى هذا التحول إلى نشوء آفاق مهنية جديدة داخل المجالات التي تركز على التكنولوجيا، في حين جعل الأدوار التقليدية السابقة عتيقة وقد انتشر العمل عن بعد، الذي تيسره البنى التحتية للاتصالات الرقمية والمنصات التعاونية،

وخاصة في أعقاب جائحة كوفيد-1، وتوفر هذه المرونة المكتشفة حديثًا للموظفين توازنًا متزايدًا بين الالتزامات المهنية والملاحقات الشخصية، ولكنها في الوقت نفسه تطمس الحدود بين هذه المجالات، ممّا يتسبب في حالات من الإرهاق والتوتر، كذلك التعليم حيث مارست التكنولوجيا تأثيراً كبيراً فقد عملت المنصات التربوية الرقمية والمستودعات الافتراضية على إضفاء الطابع الديمقراطي على إمكانية الوصول إلى المعرفة، ممّا مكن المتعلمين من بيئات متباينة من دراسة المعرفة بالسرعة التي تناسبهم وراحتهم، كما جعلت وحدات التعلم الإلكتروني وقاعات المحاضرات الافتراضية التعليم أكثر قابلية للتحقيق، وخاصة بالنسبة للمجموعات الموجودة في المناطق النائية أو المحرومة من الخدمات، إن التأثير المجتمعي للتكنولوجيا هو عبارة عن لوحة متعددة الأوجه، تستحضر عواقب جديرة بالثناء ومؤسفة في الوقت نفسه، وفي حين أدت التكنولوجيا بلا شك إلى تحسين مستوى معيشتنا وتوسيع آفاقنا، إلا أنها في الوقت نفسه أدت إلى توليد معضلات جديدة وألغاز أخلاقية ومع استمرارنا في مسيرتنا التكنولوجية، يتعين علينا أن نتبع نهجًا حكيمًا، ونحتضن الابتكار مع إدراك الآثار المترتبة عليه، ويتعين على المجتمع أن يستغل إمكانات التكنولوجيا بجدية، ويضمن نشرها بشكل عادل مع التخفيف من المخاطر المحتملة، ومن خلال التأمل المتعمَّد والمبادرات الاستباقية، يمكننا أن نبحر في تعقيدات البيئة التي تحركها التكنولوجيا ونبدأ مستقبلًا عادلاً ومستدامًا.

NevenAbbass@

مقالات مشابهة

  • وثيقة إسرائيلية مسربة تكشف تفاصيل جديدة لمؤامرة التهجير القسري لأهالي غزة لمصر
  • حملات أمنية مكثفة لملاحقة تجار الكيف في قنا
  • تأثير التكنولوجيا ودورها في المجتمع الحديث
  • أردوغان معلقا على الاعتداءات بحق السوريين: النظام العام خط أحمر ولن نسمح بتجاوزه (شاهد)
  • العراق يسجل 17 هزة أرضية خلال شهر واحد
  • الحكومة الجديدة| حركة المحافظين.. تغيير القاهرة وشمال سيناء والغربية وكفر الشيخ والإسماعيلية والسويس وبورسعيد
  • فوائد البطيخ في ظل ارتفاع درجات الحرارة
  • أحمر الناشئين يستأنف تحضيراته استعدادا للتصفيات الآسيوية
  • الطريق إلى الاتحادية.. الملفات السرية للإخوان.. عبدالرحيم علي يرصد إرهاب الإخوان طوال أكثر من ثمانين عامًا ضد مصر والمصريين
  • نجم عملاق أحمر يزين السماء ويُرى بالعين المجردة.. ما هو السماك الرامح؟