الوطن:
2025-04-07@09:30:01 GMT

التهجير.. خط أحمر

تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT

التهجير.. خط أحمر

لا شكَّ أن تخريب الأوطان والعبث فى الخرائط والديموغرافيا إنما هو فكر صهيونى متجذر، خلقته الأيديولوجيا اليهودية التى ساهم فيها تاريخ التشتت والتشرذم وعدم وجود وطن، ما دفعه للتخطيط -بدهاء ومكر شديدين- لاختلاق أزمات ومشكلات لشعوب المناطق المجاورة له.

ولا يخلو ذلك من أن هذه العُقد التاريخية للصهاينة تجعلهم يتمنون رؤية حالة التشريد تعم كل مَن حولهم، فلم يكتفوا فيما يبدو بما فعلوه عام 1948 حينما هجّروا شعباً عربياً بالكامل من أرضه التى عاش فيها لآلاف السنين.

اليوم يريد الصهاينة أن يعيدوا الكرّة وبكل قبح وخسة وإجرام.. لكن للأسف مع من؟ وعلى حساب من؟ فما يسطره أهل غزة اليوم من بطولات وصمود باسل فى وجه عدوان غاشم وغادر ومجرم، وما يقدمونه من تضحيات أصبحت نبراساً ورمزاً للتحرر فى العالم كله يبرهن وبشدة على أن التاريخ لن يعيد نفسه، وأن أصحاب الأرض باقون ومتجذرون فى أرضهم، ولن يتزحزحوا عنها ولو ماتوا فيها، وأنهم بالفعل هم القوم الجبارون، ولن تُجدى معهم الجرائم ولا العدوان.

أما مسألة «على حساب مَن؟» فهذه معضلة أخرى، لأن مجرد الإشارة إلى تهجير الأشقاء الفلسطينيين من أهل غزة إلى مصر أو إلى سيناء تحديداً، فهذا الحديث فيه حماقة كبيرة، وجهل راسخ، وتجاوز غير مقبول فى حق مصر وفلسطين، وحق الفلسطينيين والمصريين، وحق القضية الفلسطينية، فمصر أقدم من التاريخ نفسه.

وإن تحركت الدنيا كلها من على الخارطة ستبقى مصر، وأهل سيناء هم دعائم جبهتها الشرقية باقون صامدون متشبثون بأرضهم لا يسمحون لأحد بالمساس بها.

مر من هنا الهكسوس والرومان الصليبيون والإنجليز والفرنسيون وحتى الصهاينة أنفسهم، لكنهم وعلى خلاف مناطق كثيرة استمرت تحت الاحتلال أو تغيرت طبيعتها أو ديموغرافيتها أو لغتها أو دانت لهم، إلا أن سيناء احتفظت بهويتها بفضل سكانها وقبائلها وما يتمتعون به من وطنية وولاء.

وهم على العهد والوعد متمسكون بأرضهم، محافظون عليها، رافضون لكل أوجه التفريط أو الشراكة أو التهجير أو التوطين، داعمون فى نفس الوقت لإخوانهم فى غزة، ومساندون لهم ولقضيتهم ولحقهم فى المقاومة والتصدى للاحتلال حتى زواله عن أرضهم، مدافعون عن أرضهم وعن كرامة الأمة وشرفها، داعون لهم بالنصر وإنه لوعد الله لهم.

أما عن رمزية سيناء وما تمثله، فهذا حديث طويل وقدسية لا تقبل المساس، وتاريخ لا يقبل العبث به، فسيناء أيقونة وطنية وتاريخ وملاحم وبطولات، فلا تكاد تخلو صورة يرسمها طفل مصرى أو رواية وطنية أو أغنية يتغنون فيها بالوطن من ذكر تلك البقعة المقدسة الغالية على كل مصرى شريف، وهى سيناء التى تمثل للمصريين كل معانى التضحية والفداء والوطنية المتجذرة والممتدة من الأجداد للأحفاد.

والذى لا يقبل المساومة ولا حتى الحديث عنه ولا يملك أحد المفاوضة أو التفريط فيه، هو حديث التهجير البغيض، فلكل مصرى حق بسيناء جزاء ما قدم المصريون جميعاً على أرضها من تضحيات ودم وعرق بل ودموع، وللمصريين وقت الجد خطوط حمراء يرفضون الاقتراب منها أو المساس بها.

ومجرد الحديث فى هذا الأمر أو السماح بالخوض فيه أو التلميح بإمكانية الموافقة عليه يشكل جريمة لن يتسامح فيها الشعب المصرى، فمن يملك الحديث عن سيناء هم الشهداء وقد غادروا واستأمنونا عليها، والأبطال وهؤلاء لا يعرفون التفريط، ونحن إن شاء قادرون على حمل أمانتهم دون تفريط فليطمئنوا.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: سيناء الوطن الرأي

إقرأ أيضاً:

الدمار في غزة عظيم| مصطفى بكرى: أيها العالم الجبان أين الحديث عن حقوق الإنسان

قال الإعلامى مصطفى بكرى، لا تسألنى عن عدد الضحايا فى غزة، عائلات كاملة شطبت،معقبا:" حتى  بيوت الله هدمت حيث دمرت المساجد والكنائس".


وتابع بكرى، خلال برنامج حقائق واسرار المذاع عبر قناة صدى البلد أن الدمار فى غزة عظيم حتى أن أشلاء الشهداء اختلطت مع بعضها البعض.

الصحة العالمية: الوضع في غزة كارثي والإمدادات الإنسانية محجوبةخبير: غزة تكشف تواطؤ المجتمع الدولي وصمته المخزي تجاه القضية الفلسطينيةخبير: تصريحات كاتس تكشف مخططًا ممنهجًا لضم ربع غزة وتهجير سكانها5 شهداء في قصف للاحتلال الإسرائيلي على غزة وخان يونسخبير: إسرائيل تهدف لتحويل غزة إلى منطقة استعمارية واستثمارية لصالحهاخبير: إسرائيل تفرض قيودًا صارمة على الصحافة العبرية خلال العمليات العسكرية على غزةابناء غزة وفلسطين 


وأكد الإعلامى مصطفى بكرى، أن ابناء غزة وفلسطين متمسكون بأرضهم صامدون كأشجار الزيتون ولن يتركوها حتى لو كان مصيرهم الاستشهاد.

وأضاف مصطفى بكرى قائلا:" ايها العالم الجبان أين الحديث عن حقوق الإنسان قررتم جميعا القضاء على الشعب الفلسطيني العظيم.

وكان كشف الناطق العسكري باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، اليوم الجمعة، عن أن نصف الأسرى الإسرائيليين يتواجدون في المناطق التي طلب جيش الاحتلال إخلاءها في قطاع غزة.

وقال أبو عبيدة عبر حسابه بمنصة “تليجرام”: “إن كتائب القسام قررت عدم نقل هؤلاء الأسرى من تلك المناطق؛ وذلك ضمن إجراءات تأمين مشددة، لكنها محفوفة بالمخاطر الشديدة على حياتهم”، بحسب ما أوردته وكالة الصحافة الفلسطينية "صفا".

مقالات مشابهة

  • د. هشام فريد يكتب: عيد تحرير سيناء .. وتجدد المخاطر والتحديات
  • تقودك لخلف القضبان.. اختلاس الألقاب والاتصاف بها جريمة يعاقب عليها القانون
  • محافظ شمال سيناء ينفي شائعات التهجير: رفح الجديدة لأهلها
  • محافظ شمال سيناء ينفي شائعات التهجير: رفح الجديدة مدينة كاملة الخدمات
  • غدًا .. انعقاد مجلس الحديث الأربعين من مسجد الإمام الحسين
  • الوطن والمواطن.. خط أحمر
  • رؤية المستقبل الحديث
  • مصطفى بكرى: أيها العالم الجبان أين الحديث عن حقوق الإنسان
  • الدمار في غزة عظيم| مصطفى بكرى: أيها العالم الجبان أين الحديث عن حقوق الإنسان
  • أكبر أزمة أيتام في التاريخ الحديث.. أرقام صادمة لضحايا العدوان على غزة من الأطفال