لا شكَّ أن تخريب الأوطان والعبث فى الخرائط والديموغرافيا إنما هو فكر صهيونى متجذر، خلقته الأيديولوجيا اليهودية التى ساهم فيها تاريخ التشتت والتشرذم وعدم وجود وطن، ما دفعه للتخطيط -بدهاء ومكر شديدين- لاختلاق أزمات ومشكلات لشعوب المناطق المجاورة له.
ولا يخلو ذلك من أن هذه العُقد التاريخية للصهاينة تجعلهم يتمنون رؤية حالة التشريد تعم كل مَن حولهم، فلم يكتفوا فيما يبدو بما فعلوه عام 1948 حينما هجّروا شعباً عربياً بالكامل من أرضه التى عاش فيها لآلاف السنين.
اليوم يريد الصهاينة أن يعيدوا الكرّة وبكل قبح وخسة وإجرام.. لكن للأسف مع من؟ وعلى حساب من؟ فما يسطره أهل غزة اليوم من بطولات وصمود باسل فى وجه عدوان غاشم وغادر ومجرم، وما يقدمونه من تضحيات أصبحت نبراساً ورمزاً للتحرر فى العالم كله يبرهن وبشدة على أن التاريخ لن يعيد نفسه، وأن أصحاب الأرض باقون ومتجذرون فى أرضهم، ولن يتزحزحوا عنها ولو ماتوا فيها، وأنهم بالفعل هم القوم الجبارون، ولن تُجدى معهم الجرائم ولا العدوان.
أما مسألة «على حساب مَن؟» فهذه معضلة أخرى، لأن مجرد الإشارة إلى تهجير الأشقاء الفلسطينيين من أهل غزة إلى مصر أو إلى سيناء تحديداً، فهذا الحديث فيه حماقة كبيرة، وجهل راسخ، وتجاوز غير مقبول فى حق مصر وفلسطين، وحق الفلسطينيين والمصريين، وحق القضية الفلسطينية، فمصر أقدم من التاريخ نفسه.
وإن تحركت الدنيا كلها من على الخارطة ستبقى مصر، وأهل سيناء هم دعائم جبهتها الشرقية باقون صامدون متشبثون بأرضهم لا يسمحون لأحد بالمساس بها.
مر من هنا الهكسوس والرومان الصليبيون والإنجليز والفرنسيون وحتى الصهاينة أنفسهم، لكنهم وعلى خلاف مناطق كثيرة استمرت تحت الاحتلال أو تغيرت طبيعتها أو ديموغرافيتها أو لغتها أو دانت لهم، إلا أن سيناء احتفظت بهويتها بفضل سكانها وقبائلها وما يتمتعون به من وطنية وولاء.
وهم على العهد والوعد متمسكون بأرضهم، محافظون عليها، رافضون لكل أوجه التفريط أو الشراكة أو التهجير أو التوطين، داعمون فى نفس الوقت لإخوانهم فى غزة، ومساندون لهم ولقضيتهم ولحقهم فى المقاومة والتصدى للاحتلال حتى زواله عن أرضهم، مدافعون عن أرضهم وعن كرامة الأمة وشرفها، داعون لهم بالنصر وإنه لوعد الله لهم.
أما عن رمزية سيناء وما تمثله، فهذا حديث طويل وقدسية لا تقبل المساس، وتاريخ لا يقبل العبث به، فسيناء أيقونة وطنية وتاريخ وملاحم وبطولات، فلا تكاد تخلو صورة يرسمها طفل مصرى أو رواية وطنية أو أغنية يتغنون فيها بالوطن من ذكر تلك البقعة المقدسة الغالية على كل مصرى شريف، وهى سيناء التى تمثل للمصريين كل معانى التضحية والفداء والوطنية المتجذرة والممتدة من الأجداد للأحفاد.
والذى لا يقبل المساومة ولا حتى الحديث عنه ولا يملك أحد المفاوضة أو التفريط فيه، هو حديث التهجير البغيض، فلكل مصرى حق بسيناء جزاء ما قدم المصريون جميعاً على أرضها من تضحيات ودم وعرق بل ودموع، وللمصريين وقت الجد خطوط حمراء يرفضون الاقتراب منها أو المساس بها.
ومجرد الحديث فى هذا الأمر أو السماح بالخوض فيه أو التلميح بإمكانية الموافقة عليه يشكل جريمة لن يتسامح فيها الشعب المصرى، فمن يملك الحديث عن سيناء هم الشهداء وقد غادروا واستأمنونا عليها، والأبطال وهؤلاء لا يعرفون التفريط، ونحن إن شاء قادرون على حمل أمانتهم دون تفريط فليطمئنوا.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: سيناء الوطن الرأي
إقرأ أيضاً:
«حدودنا مؤمنة بأقصى درجات التأمين».. أحمد موسى وعمرو أديب وشيوخ سيناء يكشفون مخططات التهجير|أهم أخبار التوك الشو
نشر موقع صدى البلد على مدار الساعة مجموعة من الأخبار المهمة التي أذيعت في كافة برامج مصر ومنها:
المساعدات الإنسانية لغزة والتنمية.. رسائل مهمة من محافظ شمال سيناء مع أحمد موسى
أطلق اللواء خالد مجاور محافظ شمال سيناء مجموعة من التصريحات المهمة الخاصة بالجهود المصرية لإيصال المساعدات لغزة وتعمير وتنمية شمال سيناء، وذلك في حوار له مع الإعلامي أحمد موسى في برنامج “ على مسئوليتي ” المذاع على قناة “ صدى البلد”.
عمرو أديب: مكالمة الرئيس السيسي وترامب تؤكد تفاهمًا قويًا بين البلدين
علق الإعلامي عمرو أديب على المكالمة الهاتفية بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، مشيرًا إلى أن حدوث هذا الاتصال يعكس وجود تفاهم وصيغة واضحة بين الطرفين.
وقال أديب: "الرئيسان يفهمان أهمية العلاقات المصرية الأمريكية، ليست خناقة ومش هنحارب."
محافظ شمال سيناء: حدودنا مؤمنة بأقصى درجة.. ولا تهجير للفلسطينيين ورفح للمصريين
أكد اللواء خالد مجاور محافظ شمال سيناء، أن الحل الوحيد للقضية الفلسطينية هو حل الدولتين من أجل تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة .
أحد مشايخ شمال سيناء: تم تسليم الوحدات السكنية في رفح الجديدة لأبناء القبائل
أكد الشيخ سالم غيث أحد مشايخ شمال سيناء، أن محافظ شمال سيناء يقود مسيرة التنمية والتعمير في شمال سيناء بتوجيهات الرئيس السيسي.
عمرو أديب: الفلسطينيين ليهم مين؟ ليهم مصر لأنها الأب
أكد الإعلامي عمرو أديب أن الفلسطينيين لهم مصر التي تعد بمثابة الأب لهم، موضحًا أن مصر تحمل دورًا كبيرًا في دعم القضايا الإنسانية والأشقاء العرب.
وأضاف في برنامجه "الحكاية" المذاع على قناة "MBC مصر"، أن من قرر أن يكون "مصر"، يجب عليه أن يتحمل المسؤولية الكبرى ويؤدي دوره بشكل كامل.
نقيب الأطباء البيطريين بالفيوم يفجر مفاجأة عن التهام أسد لحارسه
أكد الدكتور علي سعد، نقيب الأطباء البيطريين بالفيوم، أن الأسد لم يبادر بالهجوم على حارسه "سعيد" في حديقة الحيوان بالفيوم.
وأوضح "سعد"، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية كريمة عوض، ببرنامج "حديث القاهرة"، المُذاع عبر شاشة "القاهرة والناس"،أن المشكلة سقوط العامل في المنطقة المفتوحة للأسد بعد اختلال توازنه بعد أن كان يحاول التحكم بسلسلة غلق الباب وسقط أمام الأسد وانقلب على ظهره "الأسد لقى فريسة عنده".
محافظ شمال سيناء: حدودنا مؤمنة بأقصى درجات التأمين
أكد اللواء خالد مجاور محافظ شمال سيناء، أن الحل الوحيد للقضية الفلسطينية هو حل الدولتين من أجل تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة .