الوطن:
2025-01-03@20:57:23 GMT

التهجير.. خط أحمر

تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT

التهجير.. خط أحمر

لا شكَّ أن تخريب الأوطان والعبث فى الخرائط والديموغرافيا إنما هو فكر صهيونى متجذر، خلقته الأيديولوجيا اليهودية التى ساهم فيها تاريخ التشتت والتشرذم وعدم وجود وطن، ما دفعه للتخطيط -بدهاء ومكر شديدين- لاختلاق أزمات ومشكلات لشعوب المناطق المجاورة له.

ولا يخلو ذلك من أن هذه العُقد التاريخية للصهاينة تجعلهم يتمنون رؤية حالة التشريد تعم كل مَن حولهم، فلم يكتفوا فيما يبدو بما فعلوه عام 1948 حينما هجّروا شعباً عربياً بالكامل من أرضه التى عاش فيها لآلاف السنين.

اليوم يريد الصهاينة أن يعيدوا الكرّة وبكل قبح وخسة وإجرام.. لكن للأسف مع من؟ وعلى حساب من؟ فما يسطره أهل غزة اليوم من بطولات وصمود باسل فى وجه عدوان غاشم وغادر ومجرم، وما يقدمونه من تضحيات أصبحت نبراساً ورمزاً للتحرر فى العالم كله يبرهن وبشدة على أن التاريخ لن يعيد نفسه، وأن أصحاب الأرض باقون ومتجذرون فى أرضهم، ولن يتزحزحوا عنها ولو ماتوا فيها، وأنهم بالفعل هم القوم الجبارون، ولن تُجدى معهم الجرائم ولا العدوان.

أما مسألة «على حساب مَن؟» فهذه معضلة أخرى، لأن مجرد الإشارة إلى تهجير الأشقاء الفلسطينيين من أهل غزة إلى مصر أو إلى سيناء تحديداً، فهذا الحديث فيه حماقة كبيرة، وجهل راسخ، وتجاوز غير مقبول فى حق مصر وفلسطين، وحق الفلسطينيين والمصريين، وحق القضية الفلسطينية، فمصر أقدم من التاريخ نفسه.

وإن تحركت الدنيا كلها من على الخارطة ستبقى مصر، وأهل سيناء هم دعائم جبهتها الشرقية باقون صامدون متشبثون بأرضهم لا يسمحون لأحد بالمساس بها.

مر من هنا الهكسوس والرومان الصليبيون والإنجليز والفرنسيون وحتى الصهاينة أنفسهم، لكنهم وعلى خلاف مناطق كثيرة استمرت تحت الاحتلال أو تغيرت طبيعتها أو ديموغرافيتها أو لغتها أو دانت لهم، إلا أن سيناء احتفظت بهويتها بفضل سكانها وقبائلها وما يتمتعون به من وطنية وولاء.

وهم على العهد والوعد متمسكون بأرضهم، محافظون عليها، رافضون لكل أوجه التفريط أو الشراكة أو التهجير أو التوطين، داعمون فى نفس الوقت لإخوانهم فى غزة، ومساندون لهم ولقضيتهم ولحقهم فى المقاومة والتصدى للاحتلال حتى زواله عن أرضهم، مدافعون عن أرضهم وعن كرامة الأمة وشرفها، داعون لهم بالنصر وإنه لوعد الله لهم.

أما عن رمزية سيناء وما تمثله، فهذا حديث طويل وقدسية لا تقبل المساس، وتاريخ لا يقبل العبث به، فسيناء أيقونة وطنية وتاريخ وملاحم وبطولات، فلا تكاد تخلو صورة يرسمها طفل مصرى أو رواية وطنية أو أغنية يتغنون فيها بالوطن من ذكر تلك البقعة المقدسة الغالية على كل مصرى شريف، وهى سيناء التى تمثل للمصريين كل معانى التضحية والفداء والوطنية المتجذرة والممتدة من الأجداد للأحفاد.

والذى لا يقبل المساومة ولا حتى الحديث عنه ولا يملك أحد المفاوضة أو التفريط فيه، هو حديث التهجير البغيض، فلكل مصرى حق بسيناء جزاء ما قدم المصريون جميعاً على أرضها من تضحيات ودم وعرق بل ودموع، وللمصريين وقت الجد خطوط حمراء يرفضون الاقتراب منها أو المساس بها.

ومجرد الحديث فى هذا الأمر أو السماح بالخوض فيه أو التلميح بإمكانية الموافقة عليه يشكل جريمة لن يتسامح فيها الشعب المصرى، فمن يملك الحديث عن سيناء هم الشهداء وقد غادروا واستأمنونا عليها، والأبطال وهؤلاء لا يعرفون التفريط، ونحن إن شاء قادرون على حمل أمانتهم دون تفريط فليطمئنوا.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: سيناء الوطن الرأي

إقرأ أيضاً:

«زلاف» تفي بوعودها لمناطق الجنوب وتنجح بتوطين 50% من الشركة فيها

نجحت “شركة زلاف”، لإنتاج النفط خلال العام 2024 في توطين ما يفوق 50% من إدارات وأقسام الشركة في مناطق الجنوب الليبي تنفيذاً لإستراتيجية المؤسسة الوطنية للنفط طويلة الأمد في مجال التنمية المستدامة.

وبحسب مؤسسة النفط، “بالرغم من صعوبة المهمة تسعى شركة “زلاف” بهمة وإشراف مباشر من مجلس إدارتها وبجهود مستخدميها بمختلف تخصصاتهم لاستكمال خطة التوطين خلال العام المقبل 2025، إيفاء بوعودها لأهلنا في مدن الجنوب، يحذوها الطموح والأمل في تنفيذ حزمة من المشاريع التنموية ضمن الخطط المرسومة، التي تهدف لتوفير بيئة اقتصادية واجتماعية أفضل في معظم مناطق الجنوب، فضلاً عن توفير فرص عمل مناسبة لشبابها”.

مقالات مشابهة

  • بعد غرق فتاة فيها.. القوات الأمنية تمنع دخول الزوارق لبحيرة حمرين
  • مندوب مصر بمجلس الأمن: إسرائيل تحاول تصفية القضية الفلسطينية عبر سياسة التهجير القسري
  • بعد الحديث عن تجمعات وتظاهرات... كيف هي الحركة على مداخل المطار؟
  • مختار جمعة يحذر: الحديث عن الذات الإلهية دون علم يهدد العقيدة
  • سعر صادم.. روبي تثير الجدل بفستان رأس السنة
  • أسوأ تجربة عملية لاستبدال العملة في تاريخ السودان الحديث
  • أحمر.. بامتياز فاخر
  • "شعر أحمر".. مي كساب تحتفل بعام 2025 على طريقة ياسمين عز
  • «زلاف» تفي بوعودها لمناطق الجنوب وتنجح بتوطين 50% من الشركة فيها
  • صاحب ذهبية الخماسي الحديث: حلمي بذهبية أخرى في لوس أنجلوس عام 2028