برج البراجنة – أمام مدخل مخيم برج البراجنة أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في العاصمة اللبنانية بيروت، تجمع مئات المتظاهرين للتعبير عن تضامنهم مع أبناء قطاع غزة الذين يواجهون منذ 26 يوما حرب إبادة تشنها طائرات ومدفعية الاحتلال الإسرائيلي.

وفي أزقة المخيم الضيقة الذي يؤوي أكثر من 25 ألف لاجئ فلسطيني، وعلى مبانيه المتهالكة تنتشر الأعلام الفلسطينية ولوحات كهربائية تظهر دعم الأهالي للمقاومة الفلسطينية، وافتخارهم بعملية "طوفان الأقصى".

وتقول إحدى الرسائل المكتوبة على أحد الجدران "معركة كل الأمة، طوفان الأقصى"، في إشارة إلى الهجوم الذي أطلقته كتائب عز الدين القسام الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) على مستوطنات ومواقع الاحتلال الإسرائيلي العسكرية في منطقة غلاف غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

وتشهد المخيمات الفلسطينية في لبنان منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة مسيرات غاضبة، يطالب المشاركون فيها بضرورة معاقبة إسرائيل على جرائمها.

وأمام جامع الفرقان نقطة التجمع الرئيسية رفع المتظاهرون الغاضبون الأعلام الفلسطينية ورايات مختلف الفصائل الفلسطينية، قبل أن ينطلقوا في مسيرتهم اليومية، وصبوا جام غضبهم على الأنظمة العربية التي اتهموها بالصمت والتخاذل أمام المجازر اليومية التي يتعرض لها الأطفال والنساء في غزة.

وفي بيان مشترك قبل بداية المظاهرة، ناشدت الفصائل الفلسطينية أبناء الأمة العربية والإسلامية بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ودعمه وإسناده والتحرك لنصرة المقاومة في غزة.

كما نددت الفصائل بمواقف الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية، التي تدعم وتشارك الاحتلال الإسرائيلي في مجازره التي يرتكبها في قطاع غزة.

لافتات لدعم المقاومة الفلسطينية ومعركة طوفان الأقصى في أحد أزقة مخيم برج البراجنة (الجزيرة) نضال مشترك

ويقول عضو المكتب السياسي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أركان بدر: نحن كلاجئين فلسطينيين في لبنان نعتبر أنفسنا جزءا من المعركة التي يخوضها شعبنا الفلسطيني في غزة، ونناضل من أجل إقرار الحقوق المشروعة لشعبنا وعلى رأسها حق العودة وحق تقرير المصير وحق إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس.

ويضيف في حديث للجزيرة نت أنه منذ 26 يوما يتعرض الأطفال والنساء في غزة لحرب إبادة يواصل فيها "العدو الإسرائيلي" تدمير الأحياء السكنية على رؤوس ساكنيها، بدعم كامل من أميركا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا.

ويؤكد على أن الشعب الفلسطيني سيواصل مقاومة الاحتلال في كل مكان، وسيجهض جميع مشاريع التهجير سواء في غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة.

قيادات الفصائل الفلسطينية في مخيم برج البراجنة تتقدم المتظاهرين (الجزيرة) آمال العودة

وينظر الكثير من سكان المخيم للحرب الأخيرة في غزة باعتبارها فرصة لبداية حرب التحرير الفلسطينية، وبالتالي تزيد آمالهم بالعودة إلى قراهم التي هُجّروا منها خلال النكبة الفلسطينية عام 1948.

ويقدَّر عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بنحو 200 ألف لاجئ، وفق تقديرات الأمم المتحدة، يتوزع معظمهم على 12 مخيما ومناطق سكنية أخرى في البلاد.

وتقول الحاجة أم محمد إحدى سكان المخيم إنها تأمل أن تفتح معركة طوفان الأقصى الطريق أمامها هي وعائلتها للعودة إلى منزلهم في صفد المحتلة شمال فلسطين.

وتضيف أم محمد للجزيرة نت "لقد أعطتنا المقاومة لأول مرة منذ سنوات طويلة الأمل بأن العودة لفلسطين ممكنة وواقعية، وإن شاء الله سنحتفل جميعا بتحرير فلسطين".

وتابعت "فلسطين ستظل ملكا لشعبها في الماضي والحاضر والمستقبل، والتاريخ لن يغفر للحكام العرب تخاذلهم عن نصرة الشعب الفلسطيني في غزة، وعدم اتخاذ أي قرار عملي لوقف الإبادة الجماعية هناك".

وتساءلت كيف يعقل أن تقوم دول في أميركا الجنوبية بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل احتجاجا على المجازر الإسرائيلية المتواصلة على غزة، في حين لا تتخذ الدول العربية المطبعة مع إسرائيل خطوات مشابهة؟ على حد تعبيرها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: طوفان الأقصى برج البراجنة فی لبنان فی غزة

إقرأ أيضاً:

خالد مشعل: ترتيبات البيت الفلسطيني يجب أن تبدأ الآن ولا تنتظر انتهاء الحرب

قال رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الخارج خالد مشعل إن معركة "طوفان الأقصى" غيّرت كثيرا من عناصر المشهدين الإقليمي والدولي وداخل "الكيان" الإسرائيلي، ولا يصح مطلقا أن يغيب تأثيرها عن ترتيبات البيت الفلسطيني التي يجب أن تبدأ الآن ولا تنتظر انتهاء المعركة، "وهذا أمر لا نتسوله ولا ننتظره، بل نقتحمه وسيفرض بالأمر الواقع، شاء من شاء، وأبى من أبى".

وأضاف مشعل -في ندوة نظمها مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات عبر زووم أمس الأربعاء- أنه يجب ترتيب البيت الفلسطيني بطريقة توافقية يشارك فيها كل الطيف الفلسطيني من دون إقصاء أي طرف، وذلك للتحضير لمرحلة ما بعد العدوان على قطاع غزة، ولن نسمح بأي فراغ في القطاع، ولا يمكن إقصاء حماس بأي شكل من الأشكال.

وفي السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، شنت حركة حماس عملية "طوفان الأقصى" على إسرائيل، وشملت هجوما بريا وبحريا وجويا وتسللا للمقاومين إلى عدة مستوطنات في غلاف غزة، لكن جيش الاحتلال الإسرائيلي قابل ذلك بعدوان مستمر منذ نحو 9 أشهر، وراح ضحيته مئات آلاف الفلسطينيين بين شهيد ومصاب ونازح.

المواقع الإسرائيلية المستهدفة بعملية "طوفان الأقصى" (الجزيرة) تأثير طوفان الأقصى

وقدم رئيس حركة حماس بالخارج في الندوة ورقة بعنوان "معركة طوفان الأقصى وانعكاساتها على البيت الفلسطيني"، وتحدث فيها عن أنه يجب تمييز موقع يوم "السابع من أكتوبر (تشرين الأول)" في مسيرة التحرير من عدة زوايا:

هو نقلة حقيقية ومؤثرة في مرحلة تحرير الأرض الفلسطينية، و"يمثل انعطافة مهمة وتاريخية وضعت أقدامنا على طريق التحرير". غيّر كل عناصر المشهد الذي كان في ثبات وسكون من قبل كل الأطراف المؤثرة في القضية الفلسطينية. أصاب الكيان الإسرائيلي بزلزال بعثر كل الأوراق التي في يده. أحدث صدمة إيجابية في الانفعال العالمي نحو المقاومة واستمراريتها في مجابهة إسرائيل طوال كل هذه الفترة.

أما ما يتعلق بتأثيرات عملية طوفان الأقصى، فقد قال خالد مشعل إنها "تضم تفاصيل كثيرة، ولا ينبغي الوقوف على جميعها"، لكن أهم ما أحدثه هجوم طوفان الأقصى يمكن إيجازه في ما يلي:

الطوفان أحدث تحولات كبيرة في القضية الفلسطينية كنا نظنها ماتت، لكنها عادت إلى صدارة المشهد؛ مثل الاعترافات الدولية وحركات التضامن، وأصبحت القضية الفلسطينية ذات ثقل انتخابي في عديد من الدول. الطوفان أربك كل حسابات "العدو" من حيث الخلافات السياسية بين تياراته وأحزابه، وتضرر علاقاته الدولية وصورته أمام العالم، وهزّ صورة القوة التي صدّرها في محيطه الجغرافي، بالإضافة إلى التدهور الاقتصادي، والضعف الأمني. الطوفان أجج الخلافات الدينية التي أدت في النهاية إلى تجنيد اليهود الحريديم نتيجة حاجة الجيش إليهم في المعارك، وهذه سابقة في إسرائيل. الطوفان أوجد تأثيرات شعبية كبيرة في المنطقة، وتباينت مواقف الدول في تعاملها مع الطوفان بين متفاعلة ومنتظرة النتائج. الطوفان أظهر مدى الخلافات بين السياسيين والعسكريين في إسرائيل، لأن المواجهات هي التي تكشف حجم الخلافات وتناميها داخل الكيان، لكن ضعف العرب والفلسطينيين لا يظهر هذه الأزمات. حجم ركام المباني في قطاع غزة يزيد على 20 مليون طن، وفق تقدير مسؤول فلسطيني (الفرنسية) ترتيب البيت الفلسطيني

وأخذت قضية ترتيب البيت الفلسطيني والمؤسسات والقيادة الفلسطينية مساحة كبيرة في كلمة رئيس حركة حماس في الخارج، إذ يرى أن القيام بهذا العمل أصبح ضرورة واستحقاقا واجبا خاصة بعد طوفان الأقصى.

وأضاف مشعل أنه لا أحد يمكنه مصادرة القرار الفلسطيني، ولا يمكن انتظار مآلات المعركة وانتهاء الحرب حتى تتم إعادة ترتيب المؤسسات الفلسطينية، لأن النظرة تغيرت، و"بعد أن كانوا يبحثون ما بعد حماس، أصبحوا يتفاوضون معها وينتظرون ردها" على المبادرات.

وأشار أيضا إلى ضرورة الانخراط في المعركة ضد إسرائيل، وأن يكون الجميع شركاء فيها، "لأن ذلك يجعلنا نحقق نتائج أفضل، وينعكس إيجابا على القضية الفلسطينية، وننتصر معا في كل المنطقة وليس الفصائل الفلسطينية وحدها".

مشعل: المقاومة هي التي تصنع الأساس السياسي وينبغي أن يشارك فيها الجميع (الجزيرة) 7 نقاط

وأوضح مشعل تصوره للأسس التي يمكن الاعتماد عليها في إعادة بناء المؤسسات الفلسطينية وترتيب البيت الفلسطيني كله، وأجملها في 7 نقاط:

أولا- ما بعد أوسلو: إذ إننا دخلنا فعلا مرحلة ما بعد اتفاق أوسلو بمعركة طوفان الأقصى التي غيرت كثيرا من القواعد، وكذلك سلوك الحكومة الإسرائيلية التي تعمل على فرض واقع جديد على القدس والأقصى، وينبغي ألا يكون ذلك موضع خلاف فلسطيني. ثانيا- إستراتيجية المقاومة: الرهان على التحرير وإنجاز طريق المقاومة لأنها هي التي تصنع الأساس السياسي، وينبغي أن تشارك فيها جميع الفصائل والكيانات والجغرافيا، وحل كل العقبات التي تحول دون مشاركة الجميع. ثالثا- أثمان التحرير: التحرير في كل العالم يحتاج إلى دفع أثمان، والمقاومة تدفع الثمن لكنها تحقق إنجازات، أما التسوية السياسية، فتدفع أثمانا وخسائر من دون تحقيق أي إنجاز. رابعا- المشروع الوطني: من المهم إعادة الاعتبار إلى المشروع الوطني ولأهدافه وإستراتيجيته ووسائله السياسية والأمنية والقيادة القائمة عليه، دون أن يحتكره فصيل دون آخر أو ينفرد به. خامسا- الموقف من الدولة: يجب أن نركز على الدولة بوصفها كيانا حقيقيا وليست رمزا في الهواء أو شعورا ووهما، ولا بد أن نعلم كيف نحقق مفهوم الدولة لتكون واقعا على الأرض، وذلك يتم بالمقاومة وبأيدينا ونطلب من العالم مساعدتنا. سادسا- بناء المؤسسات والمرجعيات: فبعد الطوفان لا يمكن السكوت على تعثر بناء المؤسسات والهياكل الفلسطينية، "لأن من يمسك مفاتيحها لا يسمح ببنائها، وهذا لم يعد مقبولا". سابعا- آليات البناء: لكي تتم هذه المرحلة ستحتاج إلى "الانتخابات والتوافق والشرعية"، وهي أسس مهمة لتجاوز المرحلة الانتقالية حتى يكسب جميع الشركاء دون انفراد أحد بها. خالد مشعل: معركة طوفان الأقصى أدخلتنا في مرحلة ما بعد اتفاق أوسلو (الجزيرة)

وفي ختام مداخلته في الندوة، قال رئيس حركة حماس بالخارج إن أولوية حكومة التوافق يجب أن تشمل إيواء الناس بعد معركة الطوفان وتضميد جراحهم، وإن ترتيب البيت الفلسطيني مسؤولية الجميع، ولا أحد يمكنه أن ينفرد بذلك.

وأضاف أن "حماس مستعدة وتثق في شركائها ولا تريد أن تقصي أحدا، ولو راهن البعض على كسرها فهو واهم، ومن تخلى عن المقاومة من أجل أن تفتح له أبواب السياسة، فماذا جنى؟".

مقالات مشابهة

  • تطورات اليوم الـ268 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • الرئاسة الفلسطينية: مساعي حكومة الاحتلال لمنع تجسيد إقامة دولة فلسطين ستفشل
  • تطورات اليوم الـ267 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • ملتقى فلسطينيي الخارج يناقش بإسطنبول تداعيات طوفان الأقصى
  • فلسطينيون يتفقدون آثار القصف الإسرائيلي على دير البلح وسط غزة.. فيديو
  • عملية طوفان الأقصى تدخل يوماً جديداً.. أبرز التطورات
  • تطورات اليوم الـ266 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • عاجل| الجيش الإسرائيلي يبدأ نقل قواته إلى الحدود مع لبنان
  • يوم جديد من عملية طوفان الأقصى
  • خالد مشعل: ترتيبات البيت الفلسطيني يجب أن تبدأ الآن ولا تنتظر انتهاء الحرب