الوطن:
2024-07-09@11:35:32 GMT

عادل محسن يكتب: الأمل من رحم الألم

تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT

عادل محسن يكتب: الأمل من رحم الألم

كان نصر أكتوبر وتحرير سيناء أعظم إنجاز للرئيس الراحل محمد أنور السادات، وكانت هى أكبر الخاسرين من استشهاده، فقد كانت نصره وفخره، وكان المتوقع أن تكون فى بؤرة الاهتمام بعد التحرير رغم كل التحديات آنذاك.

وقد تولى الرئيس مبارك، رحمه الله، السلطة فى ظل ظروف سياسية معقدة وهموم اقتصادية هائلة، وبالتالى كانت سيناء جزءاً من هذه التحديات لا على رأسها، ومع ذلك استمرت الدولة فى توفير احتياجات أبناء سيناء الحياتية، ولكن كانت هناك فجوة كبيرة بين الأمور المعيشية والاحتياجات التنموية التى تحتاجها لتحارب من خلالها المثلث المرعب (الفقر والجهل والمرض)، الذى أوجد بيئة سمحت بأحداث الإرهاب التى ضربت شمال سيناء فى حرب فُرضت على أهلها ولم يختاروا زمانها ولا مكانها حتى إن تورط البعض فيها من داخلها أو خارجها من ذوى الفكر الضال.

ولأن علامات موت الأجساد تبدأ من أطرافها، وكذلك الأوطان تؤتى من حدودها، فقد خاضت مصر معركة مريرة ضد قوى الشر والإرهاب المدعومة خارجياً لإحداث القلاقل والفتن وربما لتنفيذ أحلام ومشروعات الواهمين والحالمين بانتقاص سيادة مصر على أرضها ربما لصالح المؤامرة أو التوجه لتصفية القضية الفلسطينية ولو جزئياً على حساب مصر وأرضها الطاهرة.

لقد عانت شمال سيناء وأهلها منذ ثورة 25 من يناير نتيجة للفراغ الأمنى الذى حدث بعدها، وشهد أهلها ما لا يمكن أن يوصف من قتل وتشريد وتخريب بل وتشويه بصورتها وهى التى كانت دوماً درعاً للوطن، ولم تكن أبداً خنجراً فى ظهره، ولم يرفع أبناؤها راية مطلب فئوى أو طائفى، بل قدم أهلها خلال الحرب ضد الإرهاب مع القوات المسلحة والشرطة المدنية قوافل الشهداء الأطهار، ولم تتوقف أجهزة الدولة عن تنفيذ المشروعات التى تيسر حياة المواطنين رغم هذه الصعوبات التى تواجهها الدولة فى هذه المنطقة رغم كل التضحيات والتحديات.

بدأت سيناء تستعيد بريقها وأمنها بعدما لاحت بشائر النصر ودحر الإرهاب، وسعت الدولة جادة فى استكمال تنفيذ أعمال البنية الأساسية فيها، وتتجه إلى مرحلة أخرى تستدرك فيها ما فاتها فى هذه المنطقة بمشاركة جهود أبناء سيناء فى مختلف القطاعات.

ولعل هذا هو أبرز ما صرح به السيد رئيس الوزراء من أن سيناء أغلى ما يحبه أبناء مصر، وأكد اهتمام السيد رئيس الجمهورية بالتنمية الحقيقية الشاملة، كيف لا وقد قدر سيادته همومهم وتضحياتهم.

وأكد أنها الجزء الغالى الذى لا يمكن التفريط فيه بأى حال، وأنه حريص على اتخاذ كل القرارات التى من شأنها النهوض بهذه المحافظة، ويؤكد ذلك كل هذه المشروعات من إنشاء ٢١ تجمعاً تنموياً مخططاً ومرفقاً ومنظماً بعيداً عن عشوائية فى العيش فى رفح والشيخ زويد والعريش، والتجمعات الصناعية فى وسط سيناء، وتحويل ميناء العريش إلى ميناء دولى ضمن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.

وإعادة تأهيل خطوط السكة الحديد، وتنفيذ شبكات طرق على أعلى مستوى تمتد كشرايين الحياة، وكل ذلك يمهد الطريق لنقلة نوعية فى الاستثمارات فى شمال سيناء وسط تحديات الاضطراب الإقليمى والجوار غير المستقر مما نشهد اليوم فى الحرب الدائرة على قطاع غزة.

أما عن أبناء سيناء الذين يرون إطلاق هذه المرحلة من خطط التنمية لتكون سيناء درة التاج المصرى، فإنهم ولا شك ما زالوا فى شوق لتحقيق قمة إجراءات جبر الخاطر لأبنائها وهى زيارة السيد رئيس الجمهورية إلى شمال سيناء، فما بعدها سيختلف بلا شك عما قبلها.

حفظ الله مصر وشعبها وسيناء وأهلها.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: سيناء أرض الفيروز شمال سیناء

إقرأ أيضاً:

مصطفى إبراهيم يكتب: «ابدأ».. خطوة نحو مستقبل مزدهر

«ابدأ».. لم يكن اختيار اسم مبادرة عظيمة لتطوير الصناعة الوطنية وتوطينها من قبيل الصدفة، وإنّما اختيار مدروس، فهنا «الدولة» تطلب من الصنّاع الشروع في العمل دون قيد أو شرط، تخبرهم بالبدء في العمل وتزلل هي العقبات أمامهم.. بالبلدي كده «ابدأ أنت وملكش دعوة بالعقبات.. إحنا معاك».

فالصناعة عصبُ الاقتصاد الحديث، وركيزة تقدُّم الدول، لذلك أولت الدولة المصرية اهتمامًا كبيرًا بالصناعة، رافعةً شعار «التطوير»؛ لتحقيق التنمية المستدامة وتوفير «حياة كريمة» للمصريين، فبالصناعة الناجحة تُولد فرص العمل، ويزيد الإنتاج، ويتحقق الاكتفاء الذاتي، وتنشط حركة التجارة، فأطلقت الدولة بتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، مبادرة «ابدأ» لتوطين وتطوير الصناعة.

مبادرة «ابدأ» خطوة قوية وواعدة نحو تحقيق نهضة صناعية حقيقية في مصر.. تجسد رؤية ثاقبة من قبل القيادة السياسية المصرية بقيادة الرئيس السيسي، نظرًا لأهمية الصناعة كركيزة أساسية للاقتصاد الوطني ورافعة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة.

واقعية وشمولية تتميز بها مبادرة «ابدأ»، بتركيزها على توطين الصناعات الوطنية، لتقليل الاعتماد على الواردات وتعزيز الاكتفاء الذاتي، من خلال توطين 23 صناعة جديدة لم تكن موجودة في مصر من قبل، إضافة إلى دعم القطاع الخاص الذي تُوليه المبادرة اهتمامًا كبيرًا بدعم دور القطاع الخاص الوطني في عملية التطوير الصناعي، بتقديم حوافز وتسهيلات وإعفاءات ضريبية.

إنّ تركيز الدولة على إقامة المشروعات الصناعية الكثيفة العمالة، تُسهم في توفير فرص عملٍ جديدة للشباب، إلى جانب نقل التكنولوجيا الحديثة إلى مصر بجذب الاستثمارات الأجنبية وشركات عالمية رائدة، ما يعمل على خفض معدلات البطالة. 

تُحفز المبادرة على الابتكار وتطوير المنتجات المصرية لتصبح أكثر قدرة على المنافسة في الأسواق العالمية. وقد أثبتت المبادرة نجاحها خلال فترة قصيرة، بتوطين 23 صناعة جديدة، وتنفيذ 23 مشروعًا قائمًا.جذب استثمارات بقيمة 1.23 مليار دولار في المرحلة الأولى، خلق فرص عمل جديدة للشباب، تحقيق وفر في الفاتورة الاستيرادية.

الاهتمام بالصناعة والنهوض بالاقتصاد ليس بجديدٍ على مصر، فالتاريخ شاهد على عظمة وإنجازات مصر في مجال الصناعة، إذ عرف المصري القديم استخراج المعادن وصناعة الآلات والأدوات والمعدات الحربية وغيرها من الصناعات الأخرى كالنسيج والخزف وصناعة الحلي. وفي العصر الحديث كانت مصر صاحبة نهضة صناعية كبرى في القرن الـ19 في عهد محمد علي، وغيرها من فترات النهضة الصناعية في مصر.

إنّ ما حققته مبادرة «ابدأ» حتى الآن يُبشر بمستقبل واعد للصناعة المصرية، خاصةً مع استمرار الدعم الحكومي وتضافر الجهود من جميع الأطراف المعنية. وأخيرًا، أود أن أؤكد أهمية استمرار العمل على تطوير المبادرة وتعزيز نقاط قوتها، مع الأخذ في عين الاعتبار التحديات التي تواجهها ومعالجتها بشكلٍ فعّالٍ.

لا شك أن مبادرة «ابدأ» تُمثل علامة فارقة في مسيرة التنمية الصناعية في مصر، ونأمل في أن تُساهم بشكلٍ كبير في تحقيق التنمية المستدامة وتوفير «حياة كريمة» للمصريين.

مقالات مشابهة

  • مصطفى إبراهيم يكتب: «ابدأ».. خطوة نحو مستقبل مزدهر
  • محافظ شمال سيناء: جميع أجهزة الدولة تقدم التسهيلات لذوي الهمم
  • برلماني:الحكومة الجديدة تواجه تحديات كبيرة ومسؤولة عن صناعة الأمل
  • د. نادر مصطفى يكتب: حكومة مقرها الشارع
  • عمرو فاروق يكتب: أبناء «البنا» ونبوءة الشتات
  • جهود مصرية كبيرة للقضاء على الإرهاب في سيناء
  • الدكتور يسري الشرقاوي يكتب: على أبواب مرحلة اقتصادية جديدة
  • وزيرة التنمية المحلية تستقبل محافظ دمياط بمقر الوزارة
  • وزيرة التنمية المحلية تبحث مع محافظ دمياط الملفات الخدمية ومشاكل المواطنين
  • الحكومة الجديدة بين الأمل و الرجاء