منذ أن تولى فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى الحكم فى ٢٠١٤م كان توجهه واضحاً نحو سيناء؛ إيماناً منه بأهمية تلك البقعة الطاهرة؛ وذلك من خلال إطلاق المشروع القومى لتنميتها؛ الذى تمخض عنه العديد من المبادرات والمشاريع الضخمة التى تهدف إلى تحقيق التنمية الشاملة فى المنطقة.

ويأتى هذا التوجه فى إطار رؤية استراتيجية تركز على أهمية سيناء كجزء لا يتجزأ من التراب المصرى، وضرورة تأمينها وتطويرها واستغلال إمكاناتها الاقتصادية والطبيعية.

وقد أسفرت جهود الرئيس السيسى فى تنمية سيناء عن تحقيق العديد من الإنجازات الملموسة، ومن أبرزها: استعادة الأمن والاستقرار فى سيناء بعد دحر الإرهاب الأسود الذى سيطر على المنطقة لسنوات عديدة، وإنشاء بنية تحتية متطورة فى سيناء من طرق وكهرباء ومياه وصرف صحى، ثم إطلاق العديد من المشروعات الاقتصادية والعمرانية فى سيناء، والتى تهدف إلى توفير فرص عمل وتحسين مستوى المعيشة لأهالى المنطقة، فضلاً عن تعزيز مكانة مصر فى المنطقة.

ولعل من أبرز المشروعات التى تم تنفيذها فى إطار تنمية سيناء؛ إنشاء جامعة العريش؛ حيث صدر القرار التاريخى لفخامة الرئيس رقم ١٤٧ لسنة ٢٠١٦م بإنشاء جامعة العريش فى هذه المرحلة الزمنية الحساسة من تاريخ مصر الحديث، وجاء هذا القرار التاريخى الذى يعد بحق قرار المواجهة والتحدى والبداية الحقيقية لتنمية وتعمير سيناء.

وتضم الجامعة منذ بدايتها حتى الآن عشر كليات، ومعهد الدراسات العليا البيئية. ولا شك فإنه من المأمول أن تلعب جامعة العريش دوراً محورياً فى تنمية سيناء، وذلك من خلال تقديمها للتعليم العالى والبحث العلمى للطلاب والباحثين فى المنطقة. وتتمثل علاقة جامعة العريش بالتنمية فى سيناء فى الآتى:

1 - المساهمة فى بناء القدرات البشرية؛ حيث تخرّج جامعة العريش سنوياً آلاف الطلاب المؤهلين تأهيلاً عالياً، والذين يمكنهم المساهمة فى تنمية سيناء فى مختلف المجالات، مثل: التعليم والصحة والصناعة والسياحة.

2 - دعم البحث العلمى، حيث تدعم جامعة العريش البحث العلمى فى المجالات ذات الصلة بتنمية سيناء، مثل: الموارد الطبيعية والبيئة والتنمية المستدامة.

3 - تقديم الخدمات المجتمعية لسكان سيناء، مثل: الرعاية الصحية، والتعليم، والتدريب.

وفى الزيارة الأخيرة التى قام بها دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى إلى مدينة العريش، والتى دشن من خلالها المرحلة الثانية من المشروع القومى لتنمية سيناء؛ جاءت هذه الزيارة عبارة عن رسالة داخلية للشعب المصرى ورسالة إقليمية ورسالة دولية؛ الرسالة الإقليمية هى أن مصر ستظل عمود خيمة الدول العربية والمنطقة، والرسالة الدولية هى أنه لا سلام ولا حل لأى قضية فى الشرق الأوسط إلا من بوابة مصر.

وفى ظل هذه الرسائل الداخلية والإقليمية والدولية؛ ينبغى أن تتعاظم أدوار جامعة العريش بإسهامها فى تنمية سيناء، وذلك من خلال:

1- إنشاء مركز إقليمى للبحث العلمى فى سيناء؛ وحتماً فإن هذا المركز سيسهم فى تعزيز البحث العلمى فى سيناء، وتوفير معلومات وحلول تساعد على اتخاذ القرارات الصحيحة بشأن التنمية فى المنطقة.

2- زيادة التركيز على إقامة المشروعات البحثية فى المجالات ذات الصلة بتنمية سيناء، مثل: الطاقة المتجددة والاقتصاد الأخضر والتنمية الاجتماعية؛ وهذه المشروعات البحثية يمكن أن توفر معلومات وحلولاً تساعد على تحقيق التنمية المستدامة فى سيناء.

3- إنشاء حاضنات أعمال للشركات الناشئة فى سيناء؛ حيث ستساعد هذه الحاضنات على دعم الشركات الناشئة فى سيناء وتعزيز نموها؛ مما سيسهم فى خلق فرص عمل وتحسين مستوى المعيشة لسكان المنطقة.

4- إقامة العديد من البرامج التدريبية للكوادر المحلية فى سيناء، بهدف تأهيلهم لسوق العمل ودعم التنمية فى المنطقة.

5- توسيع نطاق الخدمات المجتمعية التى تقدمها الجامعة لسكان سيناء، مثل: الخدمات الصحية والتعليمية والتدريب المهنى؛ هذه الخدمات يمكن أن تساعد على تحسين جودة الحياة لسكان سيناء وتعزز مشاركتهم فى التنمية.

6- تقديم الخدمات الصحية والتعليمية لسكان سيناء، مثل: إنشاء مراكز طبية وتقديم منح دراسية للطلاب من أبناء سيناء.

7- زيادة التعاون بين جامعة العريش والمؤسسات الحكومية والخاصة فى سيناء؛ هذا التعاون يمكن أن يساعد على تنسيق الجهود وتحقيق التنمية الشاملة فى المنطقة.

وبالرغم من الجهود التى تبذلها جامعة العريش لتحقيق دورها المحورى فى تنمية سيناء؛ فإنها تواجه عدة تحديات يمكن أن تؤثر على قدرتها على تحقيق أهدافها، أبرزها «التحديات المالية، والتحديات اللوجيستية، والتحديات السياسية». ونؤمن أن جامعة العريش لديها القدرة على أن تكون قاطرة التنمية فى سيناء، وذلك من خلال تعزيز دورها فى البحث العلمى والتعليم والتدريب، وزيادة التعاون مع المؤسسات الحكومية والخاصة فى سيناء.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مصطفى مدبولي رئيس الحكومة رئيس مجلس الوزراء البحث العلمى جامعة العریش وذلک من خلال لسکان سیناء فى المنطقة التنمیة فى العدید من فى سیناء یمکن أن

إقرأ أيضاً:

أستاذ اقتصاد: لا تنمية دون استقرار سياسي في الشرق الأوسط

قال الدكتور محسن السلاموني، أستاذ الاقتصاد بجامعة لندن، إن السياسة تخدم الاقتصاد، وليس العكس، حيث لا يمكن للقادة السياسيين استغلال الاقتصاد لخدمة مصالحهم القومية أو لتعزيز شهرتهم، مؤكدًا أن هذا المفهوم مهم لفهم الوضع في منطقة الشرق الأوسط، التي تتميز بموقعها الحيوي وثرواتها الطبيعية.

أشار السلاموني، خلال مداخلة ببرنامج «عن قرب مع أمل الحناوي»، وتقدمه الإعلامية أمل الحناوي، على قناة القاهرة الإخبارية، إلى أن منطقة الشرق الأوسط تمتلك مميزات فريدة، مثل الأرض الخصبة والمياه والطاقة، مضيفًا أن المنطقة العربية تمثل مصدرًا رئيسيًا للطاقة، حيث تمول نحو 75% من احتياجات العالم، مما يجعلها محورية للاقتصاد العالمي.

جمال سليمان يعلن عدم وضع الترشح للرئاسه في سوريا ضمن أولوياته حالياالعراق: نقيم الأوضاع في سوريا من أجل اتخاذ القراراتجمال عنايت: الناس مهتمة بمعرفة شكل سوريا المقبل ومصير شرق الفراتمصطفى بكري: ما تشهده سوريا ليس مجرد أزمة عابرةسوريا.. عقد مؤتمر وطني شامل مطلع 2025 .. تفاصيلجنوب لبنان وسوريا

أكد الدكتور السلاموني أن الاعتداءات الإسرائيلية على غزة وجنوب لبنان وسوريا، وإن قُدمت كجزء من محاربة الإرهاب، قد أثرت على الجماعات المسلحة التي استغلت الدين لمصالحها الخاصة، مشيرًا إلى أن ضعف كفاءة هذه الجماعات في إدارة الدولة والاقتصاد يُعد أحد أسباب مشكلات المنطقة العربية.

أوضح السلاموني أن تصريحات الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان تُشير إلى فرصة للتقارب مع الغرب وأمريكا، وترك الحروب لتحقيق التنمية، مؤكدًا أنه لا يمكن بناء اقتصاد قوي في ظل استمرار الحروب والنزاعات.

اختتم السلاموني حديثه بالتأكيد على أن مصر هي القوة الكبرى القادرة على حماية العالم العربي ودعمه لتحقيق الاستقرار والتنمية، مما يمكّن المنطقة من التحول إلى قوة عالمية مؤثرة.

مقالات مشابهة

  • جامعة طنطا تنظم ندوة بعنوان المنح المقدمة من الاتحاد الأوروبي
  • جامعة طنطا تنظم ندوة بعنوان " المنح المقدمة من الاتحاد الأوروبي "
  • جامعة طنطا تنظم ندوة بعنوان "المنح المقدمة من الاتحاد الأوروبي"
  • جامعة طنطا تنظم ندوة بعنوان « المنح المقدمة من الاتحاد الأوروبي »
  • د.حماد عبدالله يكتب: " بلطجة " التعليم الخاص !!
  • أستاذ اقتصاد بجامعة لندن: لا تنمية دون استقرار سياسي في الشرق الأوسط
  • أستاذ اقتصاد: لا تنمية دون استقرار سياسي في الشرق الأوسط
  • منير أديب يكتب: سوريا المستقبل من بين رحم المؤامرة
  • أسماء..وزيرة التنمية المحلية تكشف تفاصيل حركة المحليات الجديدة
  • ناصر عبدالرحمن يكتب : الشخصية المصرية (6) الغواية