نجحت الجهود المصرية المكثفة، بالتنسيق مع الولايات المتحدة والجانب الفلسطينى وإسرائيل، فى إعادة فتح معبر رفح البرى من الجانب الفلسطينى للبدء فى إدخال الجرحى إلى مصر، وإجلاء الرعايا الأجانب فى الساعة التاسعة والنصف من صباح أمس، ولا تزال الاتصالات مستمرة حالياً للاتفاق على آلية تضمن استمرار فتح المعبر لاستقبال مزيد من الجرحى والرعايا الأجانب خلال الفترة القادمة، وفقاً للأعداد المتفق عليها بين مختلف الأطراف.
وأكدت مصادر نجاح الجهود الدبلوماسية المصرية فى التنسيق مع مختلف الدول لضمان وجود ممثليها فى نطاق المعبر من الجانب المصرى لاستقبال رعاياها، وتوفير المستندات التى تساعد فى عملية عودتهم إلى دولهم بعد تلقى العلاج. وكشف الدكتور خالد زايد، رئيس جمعية الهلال الأحمر المصرى بشمال سيناء، عن دخول 5 سيارات تحمل الحالات الحرجة جداً؛ لتلقى العلاج فى المستشفيات المصرية، مؤكداً أن المستشفيات المصرية مستعدة تماماً، لتقديم سبل العلاج للأشقاء الفلسطينيين.
وذكر بيان لوزارة الصحة، أمس، أنه فى ضوء تنفيذ تكليفات الرئيس السيسى بتقديم جميع أوجه الدعم الصحى للأشقاء فى غزة تم توقيع الكشف الطبى على جميع الحالات، وتشخيصهم تشخيصاً دقيقاً، وتحويل 16 مصاباً للمستشفيات المجهزة بشمال سيناء، وجارٍ تحويل سائر الحالات إلى المستشفيات، وجميع الحالات مستقرة وتتلقى رعاية طبية فائقة من الطواقم الطبية الموجودة بالمعبر أو داخل المستشفيات، كما جرى توقيع الكشف الطبى على ١١٧ من رعايا الدول الأجنبية، منهم ٣٥ طفلاً تم تطعيمهم بلقاحات شلل الأطفال والحصبة والالتهاب السحائى.
ولقى نجاح الجهود المصرية فى فتح المعبر إشادات محلية وإقليمية ودولية، ووجه أهالى الجرحى الفلسطينيون والرعايا الأجانب الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى والدولة المصرية على جهود إخراج أبنائهم الجرحى من «غزة» لإنقاذ حياتهم. ورحبت منظمة الصحة العالمية بقرار دخول المصابين من غزة للعلاج فى مصر.
وذكرت المنظمة على موقعها الرسمى بمنصة «إكس»: «لقد عملنا مع وزارة الصحة المصرية على التخطيط لعمليات الإجلاء الطبى، وسنواصل تقديم الدعم، ويجب ألا يتم تحويل الاهتمام عن الاحتياجات الأكبر بكثير لآلاف المرضى فى غزة، والعديد منهم فى حالة هشة للغاية ولا يمكن نقلهم». وأضافت: «نحن بحاجة إلى تسريع فورى فى تدفق المساعدات الطبية المسموح بها إلى غزة، ويجب حماية المستشفيات من القصف والاستخدام العسكرى».
وسلطت شبكة «سى إن إن» الأمريكية الضوء على الجهود المصرية لاستقبال الجرحى والمرضى، وتحدث مسئول مصرى للشبكة الأمريكية، وقال إن سيارات الإسعاف المصرية تنقل المرضى الفلسطينيين المصابين، من غزة للعلاج فى مصر.
فيما وصف تقرير لموقع «أى آر إينسايدر» الأمريكى أن مصر تمتلك نفوذاً كبيراً فى الحرب الدائرة بين إسرائيل والفصائل، كما سلط التقرير الضوء على تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسى التى أكد خلالها رفضه تصفية القضية الفلسطينية.
كما أسفرت الجهود عن نجاح مصر فى زيادة العدد اليومى لدخول شاحنات المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية المخصصة لقطاع «غزة»؛ تخفيفاً من الأزمة التى يشهدها سكان القطاع.
فتح معبر رفح أمام مصابى العدوان الإسرائيلى والرعايا الأجانب لتلقى العلاج فى مصروواصل العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة يومه الـ26 على التوالى، منذ اندلاع عملية «طوفان الأقصى»، التى نفذتها الفصائل الفلسطينية يوم 7 أكتوبر الماضى، وذكرت وزارة الصحة بالقطاع أن الحصيلة لا تقل عن 8796 شهيداً وأكثر من 26 ألف مصاب فى غزة والضفة الغربية، بينهم 3648 طفلاً و2290 امرأة، جرَّاء القصف الإسرائيلى، وأن أكثر من 73% من الشهداء هم من الأطفال والنساء والمسنين. وأعلنت «الصحة» الفلسطينية خروج مستشفى «الصداقة» التركى فى غزة عن الخدمة، بسبب نفاد الوقود وانقطاع الكهرباء والمياه، وكان المستشفى التركى يعالج نحو 10 آلاف من مرضى السرطان بغزة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: فلسطين حرب غزة الشعب الفلسطيني فى غزة
إقرأ أيضاً:
المستشفيات ترفع الصوت: نريد ممرضين!
كتبت راجانا حميّة في "الاخبار": تواجه غالبية المستشفيات أزمة في الطواقم التمريضية ولا سيما في الأقسام الرئيسية التي تحتاج إلى متابعة مكثّفة، ما يضطر بعض هذه المؤسسات إلى البحث عن بدائل مقبولة غير مكلفة. الأزمة بدأت مع الانهيار الاقتصادي وهجرة نحو 3500 ممرّض وممرّضة من أصحاب الخبرة والكفاءة، قبل أن تكمل الحرب ما بدأته الأزمة المالية، إذ اضطر كثر من الممرّضين والممرّضات إلى النزوح مع عائلاتهم إلى مناطق بعيدة نسبياً، ما أدى إلى انقطاعهم عن مراكز عملهم، إضافة إلى عدد آخر تركوا أعمالهم قسراً بسبب إقفال المؤسسات الصحية التي يعملون فيها، خصوصاً في المناطق المصنّفة خطرة (الجنوب والبقاع مثالاً). ولم يسع هؤلاء، تالياً، لمعاودة أعمالهم ضمن المستشفيات في المناطق التي نزحوا إليها، ما أثّر سلباً على سير العمل في عدد من الأقسام الأساسية في عددٍ كبير من المؤسسات الصحية. ورغم بروز هذه الأزمة، إلا أن أحداً لا يملك أرقاماً دقيقة بسبب استمرار حركة النزوح. لذلك، وضعت نقابة الممرّضات والممرّضين استمارة خاصة بالعاملين في القطاع لمعرفة ظروفهم، ووصل عدد المشاركين في تعبئتها إلى 911 ممرّضاً وممرّضة «منهم 750 نزحوا مع عائلاتهم»، وفق نقيبة الممرّضين والممرّضات الدكتورة عبير علامة. وقدّرت عدد الذين يعملون في مؤسسات صحية ضمن المناطق الخطرة أو المعرّضة بحوالى 2000، «ربما انقطعت غالبيتهم عن العمل».
مع إدراكها لمضاعفات حركة النزوح على العاملين الصحيين، إلا أن المشكلة بالنسبة إلى علامة تكمن «في الخبرات لا العدد»، إذ إن هناك عدداً كافياً من الخرّيجين والممرّضين الذين يمكنهم العمل، «لكنّ المشكلة هنا أن الممرّضين والممرّضات الجدد يحتاجون إلى تدريب وممارسة للوصول إلى ما نريده». وتعطي مثالاً على ذلك، العاملين في أقسام العناية الفائقة أو غسيل الكلى أو الطوارئ، «فلكي تصبح لديهم الخبرات الكافية والكفاءة، يحتاجون بالحد الأدنى إلى عام من التدريب والممارسة. وهذا ما نفتقده، إذ إن النقص لدينا في الخبرات»، ما ينعكس بشكل كبير على آليات تدريب الخرّيجين الجدد الذين يضطر من توفر منهم في المستشفى إلى العمل والتدريب معاً، ما يطيل أمد التدريب ويرهق المدرّب بشكلٍ عام. لذلك، تعمد النقابة اليوم إلى مساعدة المستشفيات ودعمها عبر قيامها بتدريب الممرّضين والممرّضات الجدد وتسهيل دمجهم في المؤسسات الصحية. وينعكس هذا النقص «النوعي» في المستشفيات، خصوصاً في «الأقسام الثقيلة»، وفق نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة الدكتور سليمان هارون، وهي أقسام العناية الفائقة والطوارئ وغسيل الكلى وغرف العمليات وغيرها. ويقدّر هارون الحاجة في هذه الأقسام إلى ذوي الخبرة ما بين 15 و20% لتعويض ما تحتاج إليه.