لجريدة عمان:
2024-11-20@11:18:23 GMT

«متسمرون»؟

تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT

أُقلب الصحف الألمانية. تكاد تكون المرة الأولى التي أرى فيها الصحف الألمانية تنقل الجانب الفلسطيني من القصة منذ بداية الأحداث. بعد مجزرة مخيم جباليا نشرت Der Spiegel فيديو يصور أثر الدمار الناتج عن الإطاحة بمربع سكني كامل، ما تسبب في استشهاد العشرات، يحمل المقال تعليقا على لسان الفلسطينيين «ثمة جرحى في كل مكان.

لا نعلم ماذا نفعل!» وهو موقف يُمثل الصحافة الألمانية بجدارة التي يبدو أنها ولأول مرة منذ بدأ التصعيد لا تعرف ماذا تفعل. إننا نقرأ أشياء من قبيل «نقد الحكومة الإسرائيلية ليس نقدا لإسرائيل» كما تكتب الـZeit. كما كتبت الصحف المختلفة عن الأذى الذي يتعرض له مواطنو الضفة على أيدي المستوطنين المتشددين.

بالطبع ليس هذا بالموقف الذي ينتظره المرء من قوى لها وزنها في القضية، ولكن تغير الموقف ولو قليلا قد يكون مبشرا. ثم أسأل نفسي: مبشرا بماذا؟ ما الذي يُمكن أن يحدث بعد ليتغير أي شيء. إنهم حتى الآن يرفضون أبسط شيء، الشيء الذي لا يحتاج لأي حساسية أخلاقية لتأييده: وقف لإطلاق النار. لكن هذا -حتى هذا- يبدو بعيد الاحتمال.

لا يزال أصدقائي في ألمانيا يتحفظون عن قول أي شيء عبر الهاتف، وتأجيل أي نقاش يخص القضية لحين اللقاء وجها لوجه. توقف البعض عن مشاهدة الأخبار، لكن لا يبدو هذا إلا تنصلا من المسؤولية، مسؤولية أن نرى، وواجب أن نحدق بالجثّة كما يكتب سمير سكيني.

يركع شاب أمام جثة قريبه (لا نعلم صلة القرابة تحديدا، ولكن الحرقة التي يصرخ بها تخبرنا شيئا عن تاريخهم عن قرابتهم وعن ثقل الفقد) «يا الله» يصرخ، آخر يذهب ويجيء دون حيلة صارخا «أولادي الثلاثة ولا واحد يا الله». يبدو أن هذا هو النداء الذي يتكرر مرة بعد مرة. النداء الذي لم يبق سواه. الحناجر هي ما يقاوم الآن، سواء في أصوات الحداد التي تُعلن البقاء في الوقت نفسه «بظلني عايش»، أو أصوات المتظاهرين حول العالم التي تحاول أن تُحرّك وتستفز، غالبا دون جدوى.

«متسمرين؟» هكذا صرنا نسأل بعضنا حين نتصل بالأصدقاء. لا نسأل ماذا تفعلون، فالجميع يعرف ما يفعله الجميع. ماذا بأيدينا سوى التسمر أمام التلفاز، ورؤية العالم يحترق.

متسمرون أيضا أمام هواتفنا، نُقلب «الريلز» بحثا عما يُقربنا أكثر من واقع المعاناة اليومية. ننظر في عيونهم. نسمع أصواتهم. ونشعر بعجز مضاعف.

أنا حاليا في زيارة إلى عُمان، تُخيفني فكرة العودة إلى ألمانيا والاضطرار للمشي على قشور البيض طوال اليوم. يشتغل الناس هناك اليوم بالتحدث عن معاداة السامية، عمن لا يؤمنون بحق إسرائيل في الوجود، عمن يجب تنظيف البلاد منهم لأنهم يقفون ضد «قيم الشعب الألماني». خائفة من العداء، من العنصرية، ومن تناقص حظ الفلسطينيين في الحصول على حياة أفضل خارج بلدهم. هذا إن رغبوا بعد في ذلك.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

الشرطة الألمانية تحتجز 111 شخصًا خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

اعتقلت الشرطة الألمانية 111 شخصًا بشكل مؤقت خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين ومناهضة لإسرائيل في العاصمة الألمانية برلين يوم السبت.

وأوضحت الشرطة يوم الأحد أن هذه الإجراءات المقيّدة للحرية شملت 54 امرأة و57 رجلا.

وأشارت الشرطة إلى أن هناك 21 تحقيقا جاريا بشأن ارتكاب جرائم خلال المظاهرة مثل الإخلال بالأمن العام وإثارة الفتنة واستخدام رموز "منظمات إرهابية" والإيذاء البدني والتهديد.

كما سجّلت 95 مخالفة إدارية بسبب انتهاكات لقانون التظاهر.

وخلال المظاهرة التي شارك فيها نحو 500 شخص، قام بعضهم وفقا للشرطة، بإشعال ألعاب نارية ومشاعل حرارية (شماريخ).

وذكرت الشرطة أن نحو 100 متظاهر رفضوا التفرق بعد انتهاء الفعالية، ولذلك تم تسجيل بياناتهم.

كما أعلنت الشرطة عن وقوع بعض المشاجرات من بينها حادثة بين متظاهرة وصحفي.

مقالات مشابهة

  • ماذا نعلم عن ليندا مكماهون التي اختارها ترامب وزيرة للتعليم بإدارته المقبلة؟
  • ماذا فعل القضاء الإيراني مع الطالبة التي خلعت ملابسها بجامعة طهران؟
  • المجلس الأعلى للإعلام يطلق اليوم مبادرة عن "مكافحة الشائعات"
  • جماعة الحوثي تهدد شركات الشحن الألمانية بعد نظيراتها اليونانية
  • الوطنية للصحافة والتمييز فى العلاج !
  • الصحف الأوروبية صباح اليوم.. ماركا ترصد استعدادات اسبانيا لمواجهة سويسرا وليكيب تعلق على انتصار فرنسا
  • بالصور.. هكذا يبدو المشهد صباح اليوم في مار الياس بعد العدوان الاسرائيلي
  • الشرطة الألمانية تحتجز 111 شخصًا خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين
  • دينزلي : جولار لا يبدو سعيدا في ريال مدريد
  • أرقام محمد صلاح القياسية حديث الصباح والمساء في الصحف العالمية