لجريدة عمان:
2024-07-07@06:07:53 GMT

كيف تنقذ الصين العالَـم ــ ونفسها؟

تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT

جيرنوت فاجنر -

كونور والش -

كان نموذج النمو الاقتصادي الذي انتهجته الصين قصة نجاح مدوية. فبفضل تركيزها على تشجيع الصادرات، والاستثمار في رأس المال، واللحاق بركب التكنولوجيا، نجحت في انتشال نحو 800 مليون شخص من براثن الفقر على مدار السنوات الأربعين الأخيرة. وفي وقت أقرب إلى الزمن الحاضر، اجترحت المعجزات في نشر الطاقة النظيفة في الداخل، فضلا عن دفع تكاليف مصادر الطاقة المتجددة والبطاريات إلى الانخفاض على مستوى العالَـم.

في عام 2023 وحده، ستكون الصين أنشأت أكثر من 150 جيجاوات من القدرة الشمسية ــ ما يقرب من نصف إجمالي إنتاج العالم من الطاقة الشمسية في هذا العام.

لكن آفاق الصين ليست وردية بقدر ما قد توحي هذه الأرقام. فقد بدأ محرك النمو هناك يتعثر، حيث قَـدَّرَت أحدث توقعات صندوق النقد الدولي مكاسب الناتج المحلي الإجمالي هذا العام عند مستوى 5% فقط، وهذا بعيد كل البعد عن الزيادات التي تجاوزت 10% والتي لا تزال حاضرة في الذاكرة الحديثة. الأسوأ من ذلك أن معدل النمو ربما يستمر في الهبوط نحو المستوى السائد في الاقتصادات المتقدمة، وهذا من شأنه أن يدفع كثيرين إلى التساؤل حول ما إذا كانت الصين لتتمكن على الإطلاق من اللحاق بمستوى الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة ــ حتى برغم أن تعداد سكانها أكبر بنحو أربعة أضعاف. كما تستمر انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في النمو، حيث تمثل الصين الآن نحو ثلث إجمالي الانبعاثات على مستوى العالَـم. وحتى في ظل الدَفعة الهائلة نحو مصادر الطاقة المتجددة، ارتفع استهلاك الكهرباء في الصين بسرعة شديدة حتى أن الأمر بات يتطلب استراتيجية «النطاق الكامل» والتي تتضمن كميات ضخمة من الطاقة المولدة بإحراق الفحم (بصرف النظر عن اقتصادياتها غير المواتية على نحو متزايد). تشترك مشكلات النمو والانبعاثات في الصين في مصدر واحد: الاستثمار غير المنتج. فبرغم أن الصين لا تزال دولة متوسطة الدخل تتمتع بوفرة من المشاريع المرتفعة العائد، كان الاستثمار في العقد الماضي متركزا في قطاع العقارات. الواقع أن الاستثمارات في الإسكان، التي مثلت نحو 25% من الناتج المحلي الإجمالي في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، تجاوزت بدرجة كبيرة احتياجات الطبقة المتوسطة الحضرية في الصين. فقد تسبب تشجيع الحكومات المحلية لشركات التطوير العقاري، مقترنا بالتمويل الرخيص من البنوك المملوكة للدولة، في تغذية فقاعة عقارية امتصت الموارد التي كانت لتستخدم بشكل أفضل في قطاعات اقتصادية أخرى. ويبدو أن الفقاعة بدأت الآن تنكمش، لتتدنى مع انكماشها ثقة المستهلك، وينشأ خطر الدخول في دوامة تقليص الديون الكلاسيكية، أشبه بتلك التي واجهها الغرب بعد انفجار فقاعة الرهن العقاري الثانوي في عام 2008. والعلاج بسيط: تقاسم فوائد النمو على نطاق أوسع. يمثل الاستهلاك الصيني 40% فقط من الناتج المحلي الإجمالي، وهذا بين أدنى المعدلات على مستوى العالَـم، وأقل كثيرا من نظيره في الولايات المتحدة. فبسبب ضعف شبكة الأمان الاجتماعي في الصين، تضطر الأسر الصينية إلى ادخار مقادير ضخمة من دخلها، والتي يجري توجيهها مباشرة إلى الاستثمار المحلي عبر نظام مالي موجه من قِـبَـل الدولة. من ناحية أخرى، تعمل أسعار الفائدة المصرفية المنخفضة بشكل مصطنع، وارتفاع استهلاك القطاع العام، وغير ذلك من الاختيارات السياسية على تثبيط الاستهلاك الأسري على نحو متعمد ودفع الاستثمار إلى الارتفاع. الواقع أن إزالة تشوهات الاقتصاد الكلي هذه من شأنه أن يعود بالفائدة ليس فقط على الأسر الصينية، بل وأيضا كوكب الأرض. كان الاستثمار الصيني سببا في تكبيد العمل المناخي تكاليف باهظة. إذ تستخدم الصين نصف إنتاج العالَـم من الصلب والفحم، و60% من الأسمنت. كل هذه الشقق والطرق والجسور تتطلب كميات هائلة من الطاقة والمواد الكثيفة الكربون.

من الواضح أن تباطؤ معدل الاستثمار في رأس المال المادي من شأنه أن يحد من بعض هذه الأضرار الضخمة التي تلحق بالمناخ. فضلا عن ذلك، مع ارتفاع الدخول، سوف يحول المستهلكون الصينيون إنفاقهم بشكل متناسب إلى الخدمات. تميل الأسر في مختلف أنحاء العالَـم، مع تزايد ثرواتها، إلى زيادة الإنفاق على الرعاية الصحية، والتعليم، والضيافة، والإقلال من الإنفاق على المنتجات الكثيفة الاستخدام للكربون. وسوف يعمل قانون التنمية الحديدي هذا على زيادة تباطؤ نمو الانبعاثات الغازية الضارة التي تطلقها الصين، مما يسمح لها بدفع المنحنى إلى الانخفاض عبر جهود إزالة الكربون المتضافرة.

لقد أحرزت الصين فوزا كبيرا بالفعل في مجال إزالة الكربون بفضل توجهها الحثيث نحو المركبات الكهربائية. الواقع أن استيعاب الصين للمركبات الكهربائية لا يُضاهى في أي من الاقتصادات الكبرى الأخرى. بحلول شهر أغسطس من هذا العام، كانت المركبات الكهربائية والهجينة تمثل ما يقرب من 40% من سوق السيارات الصينية، ارتفاعا من الصفر تقريبا قبل الجائحة. والآن، تتوقع شركة النفط الحكومية في الصين أن يبلغ الطلب على النفط في الصين ذروته هذا العام، ويرجع هذا بدرجة كبيرة إلى المركبات الكهربائية. وعلى المستوى العالمي، تتوقع هيئة الطاقة الدولية أن يبلغ الطلب على النفط ذروته بحلول عام 2028. صحيح أن الدفع نحو الاعتماد على المركبات الكهربائية لا يأتي دون مقايضات، حيث يفرض مزيدا من الضغوط التي تدفع الطلب على الكهرباء إلى الارتفاع. لكن المركبات الكهربائية من الممكن أن تلعب دورا حاسما في المساعدة على تثبيت استقرار شبكات الكهرباء التي تعمل على نحو متزايد بمصادر الطاقة المتجددة. ولأن أغلب السيارات تظل متوقفة نحو 23 ساعة يوميا، فمن الممكن أن تعمل المركبات الكهربائية كاحتياطي من البطاريات ــ شريطة تنفيذ الاستثمارات اللازمة في «الشبكة الذكية». مع ذلك، سيكون لزاما على الصين أن تعمل على إبطاء نمو الطلب الإجمالي على الكهرباء من أجل التخلص التدريجي من الفحم وخفض الانبعاثات من ثاني أكسيد الكربون. لقد شهد العالم الغني انهيارا في إنتاج الطاقة بإحراق الفحم، حيث اقترنت مصادر الطاقة المتجددة ذات التكلفة الهامشية صِـفر مع الطلب الراكد على الكهرباء لتبدأ في إرغام الخيارات الأقل نظافة على الخروج من الشبكة. ولا يزال حجم العمل المطلوب ضخما في الغرب أيضا، ولكن في غياب أي إشارة إلى تباطؤ الانخفاض السريع في تكلفة المصادر المتجددة والبطاريات، أصبح أحد الشروط المسبقة لبدء الصين في إرغام الفحم على الخروج من الشبكة قائما برسوخ. أما الشرط الثاني فهو أن تركز الصين على الابتعاد عن النمو القائم على الاستثمار وأن تتجه إلى تشجيع تطوير وتنمية الخدمات المحلية. سوف تكون النتيجة الانفصال الكامل بين النمو الاقتصادي ونمو الطلب على الطاقة، وبالتالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. ولكن من منظور المناخ، من غير الممكن أن يأتي الفصل الاقتصادي التالي في الصين قريبا بالقدر الكافي.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الناتج المحلی الإجمالی المرکبات الکهربائیة الطاقة المتجددة هذا العام الطلب على العال ـم فی الصین

إقرأ أيضاً:

سلطنة عمان تنافس بقوة فى قطاع الهيدروجين والطاقة النظيفة عالميًّا

تحظى سلطنة عمان بتقدم ملحوظ فى قطاع الهيدروجين الأخضر والطاقة النظيفة، حيث تعمل جاهدة لتحقيق أهدافها الاستراتيجية فى مجال الطاقة، من خلال رحلتها للحياد الكربونى، فقد وضعت السياسات وأطلقت المبادرات لتعزيز استخدام الطاقة المتجددة والهيدروجين النظيف. 

وتجاوزت سلطنة عمان توقعاتها فى إنتاج الهيدروجين الأخضر، حيث كان المستهدف لعام 2030 هو مليون طن، فى حين تشير التوقعات إلى إنتاج 1.4 مليون طن بناء على الاتفاقيات التى تم توقيعها خلال الفترة الماضية. يعزو الخبراء هذا التقدم إلى السياسات الحكومية الرامية إلى دعم الاستثمار المستدام فى قطاع الطاقة النظيفة والهيدروجين الأخضر. 

 

التشريعات والقوانين 

وأكد خبراء ومختصون لـ«عمان» أن سياسة تنظيم المزايدات العامة لتخصيص الأراضى للقطاع، والتشريعات والقوانين المنظمة تعزز التنافسية وتجذب الاستثمار. وأوضحوا أن التعاون والاستفادة من تجارب الدول والمنظمات يسهم إيجابا فى تطوير القطاع، لافتين إلى أن مشروعات الطاقة النظيفة القائمة فى تحويل طاقة الرياح إلى كهرباء ستسهم مستقبلا فى خفض الانبعاثات الضارة للبيئة، وتوقعوا أن الآثار الاقتصادية الإيجابية فى هذا المجال ستظهر خلال السنوات الخمس إلى العشر القادمة، وأكدوا أن التعاون بين الحكومة والشركات والمؤسسات التعليمية يسهم فى تحقيق الأهداف المرسومة. 

تعزيز القدرات 

أكد الدكتور قيس السابعى، مستشار قانونى وخبير اقتصادى، أن الاستثمار فى القطاع فى سلطنة عمان يعد واعدا وناجحا، وذلك بفضل السياسات التى تشجع وتضمن الاستثمار المستدام. وأعرب السابعى عن تقديره للجهود التى تبذلها الدولة لتحقيق الحياد الكربونى بحلول عام 2050، وتنفيذ خطة وطنية تهدف إلى تحقيق أهداف اتفاقية التاريخ للمناخ بحلول عام 2030. 

وأوضح «السابعى» أن سلطنة عمان قد قامت بتعزيز قدراتها فى مجال الطاقة النظيفة، من خلال تنفيذ مشروعات متنوعة تشمل طاقة الرياح والطاقة الشمسية وطاقة المياه وطاقة تحويل النفايات إلى طاقة. ومن المتوقع أن تسهم هذه المشروعات بنسبة 11% من إنتاج الكهرباء بحلول عام 2025. كما يوجد حاليًا 5 محطات لتوليد الطاقة المتجددة فى سلطنة عمان، تشمل محطة جعلان بنى بو على ومحطة رياح الدقم ومحطة محوت ومحطة صعدة بظفار ومحطة ظفار للطاقة ومحطة عبرى للطاقة. 

وأشار «السابعى» إلى أن المشروعات الطاقة المتجددة تتمتع بالعديد من الفوائد، مثل تقليل تكاليف الصيانة والإنتاج، وتقليل الانبعاثات الكربونية، وتحسين جودة البيئة. وبفضل هذه المشروعات، يتم جذب الاستثمارات الأجنبية نظرًا للاتجاه العالمى نحو استخدام الطاقة المتجددة. 

وأكد «السابعى» أهمية استغلال الموارد الطبيعية فى جميع أنحاء سلطنة عمان، وتشجيع الابتكار فى القطاع واستثمار الكوادر الوطنية من خلال تنويع المشروعات فى مختلف المحافظات. 

الآثار الاقتصادية ستكون إيجابية فى المستقبل

ويرى على عبدالله الريامى، خبير فى مجال الطاقة، أنه من السابق لأوانه تقييم الآثار الاقتصادية للانتقال إلى الطاقة النظيفة والمتجددة، حيث يتطلب هذا المجال الكثير من الاستثمارات وحاليا فى بداية المسيرة، متوقعا أن المؤشرات ستكون إيجابية فى المستقبل بعد 5 إلى 10 سنوات، نتيجة لتوقيع العديد من الاتفاقيات مع المستثمرين، بالإضافة إلى التوجهات والخطط التى تهدف إليها الحكومة لتحقيق الحياد الصفرى بحلول عام 2050، إلى جانب الحوافز التى تقدمها للشركات المستثمرة، مؤكدا أن سلطنة عمان تعد واحدة من الدول الرائدة على مستوى العالم فى هذا المجال. 

وأوصى «الريامى» بضرورة مواصلة وضع التشريعات والقوانين التنظيمية للقطاع، التى تعزز جذب الاستثمارات، والعمل على تقليل الانبعاثات الضارة من خلال استخدام التكنولوجيا فى استخراج النفط. 

جهود مضنية وحوافز 

وأشار مهند بن الخطاب الهنائى، مدير دائرة سياسات واستراتيجيات الهيدروجين فى وزارة الطاقة والمعادن، إلى أن توجهات سلطنة عمان قد أسهمت فى تنظيم الأدوار وطرق ترسية المشروعات المتعلقة بالطاقة المتجددة والهيدروجين النظيف. وتم تخصيص أراضٍ واسعة لاستخدامها فى إنتاج الطاقة المتجددة والهيدروجين النظيف، والاستفادة من الأراضى الغنية بطاقة الرياح والطاقة الشمسية. بالإضافة إلى ذلك، أعلنت سلطنة عُمان عام 2050 كعام للحياد الصفرى، ما يشمل رفع كفاءة الطاقة وزيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة وتطوير مجال التقاط الكربون، مؤكدا أن جميع هذه الجهود تهدف إلى تعزيز جذب الاستثمار وتحقيق التنمية المستدامة. 

وأضاف «الهنائى»: إنه تم تأسيس شركة هيدروجين عُمان لتنسيق الجهود وإدارة عمليات المزايدات العامة فى قطاع الهيدروجين. وتهدف سلطنة عمان إلى إنتاج مليون طن مترى من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030 و8 ملايين طن مترى بحلول عام 2050. وأوضح أن تكنولوجيا إنتاج الهيدروجين الأخضر تستخدم الطاقة المتجددة لتحلل الماء إلى هيدروجين وأكسجين، وأصبحت هذه التقنية أكثر تنوعًا وتكلفة أقل فى السنوات الأخيرة، بمصاحبة انخفاض تكاليف إنتاج الطاقة المتجددة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية.

وأكد «الهنائى» أن الحوافز والسياسات التى وضعتها سلطنة عمان للمستثمرين فى قطاع الهيدروجين قد لاقت اهتماما كبيرا من قبل مستثمرين متخصصين فى مختلف الدول، موضحا أنه كلما زادت السعة الإنتاجية، زادت فرصة خفض تكاليف الإنتاج الإجمالية، كما أن المزايدات العامة تسمح بإيجاد منافسة تسهم فى خفض تكاليف الإنتاج، مشيرا إلى أنه تم توقيع عقود لـ8 مشروعات تطويرية لإنتاج الهيدروجين الأخضر فى سلطنة عمان، وذلك فى منطقة الدقم ومحافظة ظفار، ومن المتوقع أن تكون السعة الإنتاجية الإجمالية لهذه المشروعات حوالى 1.4 مليون طن مترى فى السنة بحلول عام 2030. وتبلغ الاستثمارات الإجمالية فى هذه المشروعات حوالى 49 مليار دولار. 

 

فرصة اقتصادية مهمة للصناعات الثقيلة 

وأفاد «الهنائى» أن إنتاج الهيدروجين النظيف يشكل فرصة اقتصادية مهمة، حيث يمكن استخدامه فى عدة صناعات ثقيلة مثل صناعة الحديد والصلب وصناعة الميثانول والأمونيا والزجاج، كما يمكن استخدامه كوقود نظيف للناقلات الثقيلة مثل الطائرات والسفن والقطارات، وكوسيلة لتخزين الطاقة النظيفة وتحقيق التوازن فى شبكات الكهرباء. 

وأضاف: إن سلطنة عمان تعمل بتعاون مع منظمات ودول عدة للاستفادة من خبراتها فى قطاع الهيدروجين النظيف، وأشار إلى أن التحديات الرئيسة التى تواجه القطاع هى الحصول على مشترٍ للهيدروجين النظيف طويل الأمد. 

وأشار «الهنائى» إلى وجود حلول ممكنة لهذه التحديات مثل زيادة حجم الإنتاج وتطوير البنية الأساسية المشتركة وتوفير حلول مالية للحد من مخاطر الاستثمار. وأكد أهمية دعم المطورين لتقليص فارق تكلفة الإنتاج بين الهيدروجين النظيف والوقود الأحفورى، مشيرا إلى ضرورة تطوير الممرات التجارية للهيدروجين ومشتقاته مع الأسواق الرئيسة مثل اليابان وجمهورية كوريا والاتحاد الأوروبى. 

وأوضح أن وزارة الطاقة والمعادن فى سلطنة عمان تدرس أيضًا الاستفادة من أنواع أخرى من الهيدروجين النظيف مثل الهيدروجين الأزرق والهيدروجين الجيولوجى. وتعمل على استكشاف فرص الاستفادة من التنوع الجيولوجى فى سلطنة عمان بالتعاون مع شركة هيدروجين عُمان فى عناصر مختلفة من سلسلة التوريد المرتبطة بالهيدروجين، مثل التخزين. 

السيارات الكهربائية والحفاظ على البيئة

وقال حيدر اللواتى، مؤسس شركة ميس للسيارات الكهربائية: إن المواطنين فى سلطنة عُمان قد استجابوا بشكل إيجابى للسيارات الكهربائية والحفاظ على البيئة، حيث قام العديد منهم بحجز عدد كبير من سيارات الشركة. وأشار إلى أن 40% من التلوث الجوى فى المدن المتقدمة يعود إلى السيارات التقليدية «ذات استخدام الوقود»، ما دفع العديد من الدول إلى تقليل استخدام السيارات التقليدية من أجل حماية البيئة والمجتمع. 

وأشار «اللواتى» إلى أن الاهتمام بالطاقة المتجددة وتعزيز الوعى العام يسهم فى الحفاظ على البيئة وتقليل الانبعاثات. وأكد أن الحكومة تدعم بشكل كبير التحول الأخضر من خلال تعزيز المبادرات البيئية والتنمية المستدامة. وأوضح أن الحملات التعليمية والفعاليات العامة تسهم بشكل كبير فى تغيير نظرة المجتمع نحو استخدام السيارات الكهربائية والاستفادة من فوائدها على الصعيد الفردى والاجتماعى والبيئى. 

 

تعزيز الاستدامة البيئية والابتكار وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية 

وبالنسبة للآثار الاقتصادية المتوقعة للتحول نحو الطاقة المتجددة فى سلطنة عُمان، أوضح أن استخدام السيارات الكهربائية يسهم فى تقليل تكاليف الوقود للمستهلكين ويقلل من الاعتماد على واردات النفط، كما يسهم فى تطوير البنية الأساسية للسيارات الكهربائية من خلال إنشاء محطات الشحن، ما يعزز الاستثمار فى هذا القطاع وتوجد فرص عمل فى مجال التكنولوجيا والخدمات المتعلقة بالسيارات الكهربائية، مشيرا إلى أن التحول الحالى الذى تشهده سلطنة عمان يسهم فى تعزيز الاستدامة البيئية والابتكار وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية. وأشار اللواتى إلى أنه يمكن قياس الآثار البيئية للتحول إلى الطاقة النظيفة من خلال تحليل دورة حياة السيارات الكهربائية من عملية الإنتاج حتى نهاية عمرها المفترض. 

ولفت «اللواتى» إلى أن الاستفادة من تجارب الدول الأخرى كالنرويج والصين لا بد منها، حيث إن هذه الدول نجحت فى مبادرات السيارات الكهربائية بفضل السياسات الداعمة والحوافز، على سبيل المثال الحوافز الضريبية وإعفاءات من رسوم الطرق ساعدت فى جعل السيارات الكهربائية خيارًا جذابًا للمستهلكين، وإن نجاح المشروعات العالمية فى قطاع السيارات الكهربائية يعتمد على عوامل مثل البنية الأساسية القوية والحوافز المقدمة للقطاع، وأكد أن أن ما يشهده الواقع حاليا أن حكومة سلطنة عمان تتجه فى تذليل جميع التحديات وتقديم الحوافز والتسهيلات بشكل عام فى كل ما يخص الطاقة النظيفة. 

أما عن سياسة الطاقة والمسئولين الحكوميين بشأن تطوير الطاقة المتجددة فى عُمان، يقول اللواتى إنه هناك تفاعل كبير مع دول العالم فى التطوير إلى الطاقة المتجددة، إذ إن سلطنة عمان تنتهج سياسات لدعم الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية متضمنة التخفيضات الضريبية، والدعم لتطوير البنية الأساسية، إلى جانب البرامج التوعوية للمستهلكين، كما أن التعاون المستمر بين الحكومة والشركات والمؤسسات التعليمية سيكون حاسمًا فى تحقيق هذه الأهداف. 

ويتوقع مؤسس شركة ميس أن التحول إلى الطاقة النظيفة يسهم فى تحسين مستوى المعيشة سواء فى التنقل أو البيئة النظيفة، وإن شعبية السيارات الكهربائية ستشهد نموا خصوصا مع التقدم التكنولوجى فى صنع البطاريات الصديقة للبيئة وانخفاض التكاليف. 

ويوصى إلى تسريع وتسهيل وتذليل متطلبات الاستثمار الجرىء لتعزيز نجاح مبادرات الطاقة المتجددة، ويرى إمكانية أن تكون سلطنة عمان رائدة فى الطاقة المتجددة فى المنطقة نظرا للسياسات والمبادرات التى تتبعها والتزامها بالاستدامة، إلى جانب تحولها إلى استغلال الموارد الطبيعية مثل الشمس والرياح، ما يعزز مكانتها كمركز للطاقة المتجددة فى المنطقة. 

هذا وإن سلطنة عمان تقع بين مراكز الطلب الأساسية للهيدروجين الأخضر فى أوروبا وآسيا، وإن موقعها يعزز القدرة اللوجستية العالمية والبنية الأساسية للتنافس على قائمة أوائل الدول المنتجة والمصدّرة للهيدروجين الأخضر على مستوى العالم، وإن مقومات سلطنة عمان تمتلك وفرة فى مصادر الطاقة المتجددة الطبيعية والسياسات التنظيمية الجاذبة فى قطاع الطاقة المتجددة والموقع الجيوسياسى المتميز.

مقالات مشابهة

  • أول تعليق للصين على الرسوم الأوروبية
  • السبكي: الحكومة تعمل على إدخال الطاقة المتجددة لحل أزمة الكهرباء
  • الصين تكشف عن أولى خطواتها في التصعيد الجمركي ضد أوروبا
  • المفوضية الأوروبية: فرض رسوم على السيارات الكهربائية الصينية هدفه تغيير الوضع غير العادل
  • سلطنة عمان تنافس بقوة فى قطاع الهيدروجين والطاقة النظيفة عالميًّا
  • الصين تعليقا على الرسوم الأوروبية: سنتخذ إجراءات لحماية شركاتنا
  • الاتحاد الأوروبي يفرض رسوما جمركية قد تصل إلى 38% على السيارات الكهربائية الصينية
  • الاتحاد الأوروبي: زيادة الضرائب المفروضة على السيارات الكهربائية الصينية
  • المفوضية الأوروبية تفرض رسومًا مؤقتة على واردات السيارات الكهربائية الصينية
  • الاتحاد الأوروبي يفرض رسوما جمركية تصل 38% على السيارات الكهربائية الصينية