لجريدة عمان:
2025-02-02@16:54:27 GMT

إسرائيل ومأزق فائض القوة في غزة!

تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT

ما تفعله إسرائيل اليوم بالمدنيين العزل في غزة من قتل غير مبرر وغير مسبوق في بربريته هو منطق لا يعبر عن أي قوة حقيقية، فأي منطق أصلًا يبرر لقوة هائلة، كالقوة التي يتوفر عليها الجيش الإسرائيلي قتل المدنيين العزل، وخصوصا النساء والأطفال؟

لكن في الحقيقة سنجد أن هذا المنطق الأعمى في الاستخدام الهائل للقوة المفرطة يخفي وراءه أسبابا ظاهرة من الخوف والهلع الذي تمر به إسرائيل من جراء أحداث 7 أكتوبر التي كانت عملا استثنائيا أعاد الكثير من الهواجس الوجودية لإسرائيل وذكر شعبها بحالات ضعف للكينونة طالما صحبته في فترات سابقة.

تتوهم إسرائيل أنها ستقضي على حماس، في الوقت الذي فيه أن إسرائيل هي الجهة الوحيدة التي خبرت معنى الصراع مع حماس وتأكد لها بما لا يدع مجالا للشك أنها كلما قضت على قادة حماس في جولة من جولات الحرب واجهت جيلا أشد شراسة من الجيل السابق، بدليل ما واجهته إسرائيل من هذا الجيل في 7 أكتوبر الماضي من أحداث غير مسبوقة في تاريخها منذ عام 1948.

ولهذا نعتقد اليوم أن طبيعة هذه الجولة من الحرب بين حماس وإسرائيل ستكون جولة معقدة، ولها تداعيات خطيرة ليس فقط في داخل فلسطين وإنما في المنطقة ككل.

والسبب في ذلك، في تقديرنا، لا يتصل فقط بما يمكن أن يحدث من دخول أطراف أخرى في الحرب، فيما سمي بوحدة الساحات في محور المقاومة، بل كذلك بحدث خطير أدركته إسرائيل هذه المرة بوضوح، كما ذكرنا في مقالنا السابق، وهو معرفة إسرائيل بأن حماس بدأت تتقن أسلوب المواجهة الذي يوجع إسرائيل تمامًا هذه المرة، وخطورة إدراك إسرائيل لهذه الحقيقة تكمن في أنها مرعوبة من تكرار السيناريو القاسي الذي حدث لها في 7 أكتوبر، وبالتالي فإن المعركة مع حماس، هذه المرة معركة كسر عظم.

وفيما أشار إليه الدكتور مصطفى البرغوثي رئيس المبادرة الفلسطينية من تفسير ذكي لعبارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو التي قالها في خطابه قبل يومين، حين وصف هذه الحرب ضد حماس بأنها «حرب استقلال ثانية» بقول البرغوثي: نتانياهو يقصد من كلمة «حرب استقلال ثانية» تجديدًا للنكبة الفلسطينية. أي تهجير ثانٍ للفلسطينيين على غرار النكبة الأولى (التي تسمى بحرب الاستقلال في إسرائيل) ومن هنا سنجد بما أن إسرائيل باتت مدركةً لما تعنيه لها حماس من مقاومة خطيرة ما سيعني بالضرورة تهجيرًا للفلسطينيين جميعا من قطاع غزة إلى سيناء، وهو سيناريو بات واضحا اليوم في دلالته بين عجز إسرائيل عن القضاء على الحماس وبين هذا الخيار - أي خيار التهجير إلى سيناء - الذي سيكون هو السبب الحصري للقضاء على حماس، تماما، حسب ما تتصور إسرائيل.

وهذا الخيار (خيار التهجير في ارتباطه العضوي بمهمة القضاء على حماس نهائيا) هو ما يفسر لنا اليوم، ليس فقط سر القصف العشوائي للمدنيين العزل وقتل أكثر من 8 آلاف مدني فلسطيني في غزة خلال أقل من شهر، بل كذلك قصف الفلسطينيين الذين استجابوا لنداءات إسرائيل بالخروج من شمال غزة إلى جنوبها أثناء خروجهم.

لكن في الرفض المصري القاطع لقرار تهجير فلسطينيي غزة إلى سيناء، وإصرار الأردن على ذلك لقطع الطريق على إسرائيل في سيناريو محتمل بالضفة الغربية، سيكون من العسير على إسرائيل القيام بمهمة القضاء على حماس في غزة، وهذا سيعني احتمالات أخرى للحرب؛ منها إطالة الحرب البرية لأكثر من شهر، وهو خيار لا تتحمله إسرائيل، فضلا عن الطبيعة الممتنعة لهكذا حرب مع حماس في ظل الأنفاق التي تحتفظ بها داخل مدينة غزة وهي أنفاق متشعبة وتمتد لأكثر من 500 كيلومتر.

وكذلك هناك احتمال بتوسع نطاق الحرب نتيجة لاستخدام القوة المفرطة من إسرائيل والمذابح التي ترتكبها وهي مذابح أصبحت اليوم مثار انتقاد شعوب العالم التي بدأت تخرج في مظاهرات منددة بها.

كل هذه التطورات الخطيرة تضع إسرائيل في مأزق فائض القوة الذي كلما أفرطت فيه تورطت بصورة أكبر في مأزقها.

سيأتي الوقت الذي تدرك فيه إسرائيل تمامًا أن حل الدولتين هو أقصر الطرق لسلمها وأمنها وأمن المنطقة، وهذا ممكن قبل أن يتسع نطاق الحرب إلى ما لا تحمد عاقبته!

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: على حماس فی غزة

إقرأ أيضاً:

"وحدة الظل".. ماذا نعرف عن القوة المسؤولة عن احتجاز الأسرى الإسرائيليين في غزة؟

في أعماق شبكة الأنفاق السرية التي حفرتها حماس تحت قطاع غزة، تعمل وحدة عسكرية غامضة تُدعى "وحدة الظل"، أوكلت لها مهمة احتجاز الرهائن الإسرائيليين.

اعلان

تأسست الوحدة عام 2006 كردّ فعل على عملية اختطاف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، لتصبح الفرقة الأكثر سرية في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، وكانت تُدار مباشرةً من قبل قائد أركان القسام الراحل محمد الضيف، وتضم عناصر مُختارة بعناية فائقة بعد تدريبات قاسية تشمل الحروب النفسية والاستقرار العاطفي.

وكشفت مصادر أمنية أن الوحدة تتولى الإشراف على احتجاز الرهائن الإسرائيليين، سواء من المدنيين أو العسكريين، الذين أُسِروا خلال هجوم 7 أكتوبر.

ومع ذلك، ترفض حماس الإفصاح عن العدد الدقيق للأسرى الإسرائيليين الذين بحوزتها أو أماكن احتجازهم. في المقابل، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن بعض المحتجزين مثل أفريرا منغيستو وهشام السيد، قد دخلوا قطاع غزة قبل سنوات بمحض إرادتهم.

الرهينة الأمريكي الإسرائيلي كيث سيغل، 65 عامًا، في الوسط إلى اليسار، يرافقه مقاتلو وحدة الظل التابعة لحماس أثناء تسليمه إلى الصليب الأحمر، مدينة غزة، السبت 1 فبراير/شباط 2025Mohammed Hajjar/AP

يقول مسؤولو حماس إن الوحدة تعامل الأسرى، "وفقاً للقيم الإسلامية" حسب تعبيرها لكنها تحجم عن إعطاء أي تفاصيل عن ظروف احتجازهم. وتشير الاستخبارات الإسرائيلية إلى أن وحدة الظل هذه تستخدم أساليب مُعقدة لتضليل عمليات التتبع، بما في ذلك نقل الأسرى بين الأنفاق.

Relatedحماس تفرج عن المجندة الإسرائيلية آغام بيرغر وسط مشاهد مؤثرةلحظة تسليم حماس الأسيرين بيباس وكالدرون للصليب الأحمر في خان يونس ضمن الدفعة الرابعة للتبادلحماس تسلم الأسرى الإسرائيليين الثلاثة و183 فلسطينيا إلى الحرية مجددا منهم 18 من ذوي الأحكام العاليةجدل على مواقع التواصل.. هل كان بين عناصر "وحدة الظل" التابعة للقسام نساء أثناء عملية تبادل الأسرى؟

على مدار 18 عاماً، نجحت الوحدة في البقاء بعيدا عن الأضواء، إلا أنها برزت خلال صفقة تبادل تاريخية عام 2011، عندما أُفرج عن 1027 أسيراً فلسطينياً مقابل الجندي جلعاد شاليط، كما ظهر اسمها مجدداً عام 2022 مع مقتل أحد عناصرها في غارة إسرائيلية.

ويُعتقد أن مقاطع الفيديو المسربة لشاليط خلال فترة أسره كانت جزءًا من استراتيجية حماس للضغط النفسي، وهو أسلوب تتبعه "وحدة الظل". وتكرر استخدام هذا الأسلوب خلال الحرب على غزة، حيث نُشرت مقاطع لأسرى إسرائيليين داخل القطاع وهم يوجهون رسائل إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والقيادة السياسية في الدولة العبرية، تدعو إلى وقف الحرب والتوصل إلى صفقة تبادل مع حماس.

الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط وهو يحمل صحيفة في مكان مجهول، يوم الجمعة، 2 أكتوبر 2009Hamas Video via APTN

رغم الغموض الذي يلفّها، أكدت حماس أن "وحدة الظل" تخضع لمعايير أمنية عالية، حيث تُجرى عمليات التفتيش على عناصرها بشكل مفاجئ، وتُمنع هواتفهم من الاتصال بالشبكات العادية، بل إن بعض أفرادها لا يعرفون هويات زملائهم.

في ظل تعقيدات المشهد، تبقى "وحدة الظل" لغزاً مبهما، تستعمله حماس كورقة ضغط لا تُستهان بها. فمن خلالها تقول الحركة إن معركة غزة لا تُخاض فوق الأرض فحسب، بل أيضاً في متاهات وأنفاق تحت الرمال ترمي لتغيير قواعد اللعبة في صراعها مع إسرائيل.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية بعد 50 يومًا من التعذيب.. فلسطيني يعود بعكازين إلى بيته المدمر في غزة بعد الدمار.. نازحون فلسطينيون يعودون إلى شمال غزة وينصبون خياماً فوق الركام رحلةٌ دونها متاعب ومشاقّ وإجراءات صارمة.. الأمن المصري والقطري يفتش مركبات العائدين إلى شمال غزة قطاع غزةحركة حماسإسرائيلالصراع الإسرائيلي الفلسطيني إطلاق سراحاحتجاز رهائناعلاناخترنا لكيعرض الآنNextمباشر. حماس تسلم الأسرى الإسرائيليين الثلاثة و183 فلسطينيا إلى الحرية مجددا منهم 18 من ذوي الأحكام العالية يعرض الآنNext لحظة تسليم حماس الأسيرين بيباس وكالدرون للصليب الأحمر في خان يونس ضمن الدفعة الرابعة للتبادل يعرض الآنNext لا إعفاءات حتى الآن..البيت الأبيض يعلن تطبيق رسوم ترامب الجمركية على كندا والمكسيك والصين السبت يعرض الآنNext بعد 60 عامًا.. فرنسا تطوي صفحة وجودها العسكري في تشاد آخرِ معاقلها بالساحل الإفريقي يعرض الآنNext بعد 50 يومًا من التعذيب.. فلسطيني يعود بعكازين إلى بيته المدمر في غزة اعلانالاكثر قراءة أسعار القهوة ترتفع بنسبة 90% بسبب تهديدات ترامب لكولومبيا وتأثير الظروف الجوية انتشار عدوى مقاطعة المتاجر الكبرى في دول البلقان احتجاجاً على ارتفاع الأسعار إليكم أبرز الرؤساء العرب الذين هنأوا الشرع على توليه رئاسة سوريا إسبانيا: القبض على "عصابة إجرامية" سرقت 10 ملايين يورو من منازل فاخرة "نفعل الكثير من أجلهم وسيفعلون ذلك".. ترامب أكيد من قبول عمان والقاهرة لخطة تهجير الفلسطينيين اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومدونالد ترامبإسرائيلاحتجاجاتفرنساالرسوم الجمركيةالصراع الإسرائيلي الفلسطيني تحطم طائرةشرطةقطاع غزةحركة حماسضحايابرلينالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • ‏حماس تطالب الوسطاء بإلزام إسرائيل بإدخال مواد الإغاثة التي نص عليها اتفاق غزة ووقف الانتهاكات
  • خبير: إسرائيل تتبنى سياسة التصعيد العسكري لمواصلة الحرب على غزة
  • محمد عز العرب: إسرائيل تبنت سياسة التصعيد لمواصلة الحرب على غزة والضفة
  • أستاذ علوم سياسية: إسرائيل مارست كل أنواع الكذب والتضليل في عدوانها على غزة
  • "وحدة الظل".. ماذا نعرف عن القوة المسؤولة عن احتجاز الأسرى الإسرائيليين في غزة؟
  • مقال في فورين أفيرز: هذا ثمن سياسة القوة التي ينتهجها ترامب
  • قلق من جيش مصر.. سفير إسرائيل يثير تفاعلا بحديث عن القوة العسكرية المصرية وتناميها
  • "مصر تجسد القوة العربية الحقيقية".. تقرير يوضح الموقف المصري الثابت لدعم الفلسطينيين
  • باحث: اتفاق التهدئة ضرورة للطرفين رغم الشكوك في نوايا إسرائيل
  • «الظّل» الذي طاردته إسرائيل لعقود.. من هو «محمد الضيف»؟