لجريدة عمان:
2024-10-05@01:13:01 GMT

إسرائيل ومأزق فائض القوة في غزة!

تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT

ما تفعله إسرائيل اليوم بالمدنيين العزل في غزة من قتل غير مبرر وغير مسبوق في بربريته هو منطق لا يعبر عن أي قوة حقيقية، فأي منطق أصلًا يبرر لقوة هائلة، كالقوة التي يتوفر عليها الجيش الإسرائيلي قتل المدنيين العزل، وخصوصا النساء والأطفال؟

لكن في الحقيقة سنجد أن هذا المنطق الأعمى في الاستخدام الهائل للقوة المفرطة يخفي وراءه أسبابا ظاهرة من الخوف والهلع الذي تمر به إسرائيل من جراء أحداث 7 أكتوبر التي كانت عملا استثنائيا أعاد الكثير من الهواجس الوجودية لإسرائيل وذكر شعبها بحالات ضعف للكينونة طالما صحبته في فترات سابقة.

تتوهم إسرائيل أنها ستقضي على حماس، في الوقت الذي فيه أن إسرائيل هي الجهة الوحيدة التي خبرت معنى الصراع مع حماس وتأكد لها بما لا يدع مجالا للشك أنها كلما قضت على قادة حماس في جولة من جولات الحرب واجهت جيلا أشد شراسة من الجيل السابق، بدليل ما واجهته إسرائيل من هذا الجيل في 7 أكتوبر الماضي من أحداث غير مسبوقة في تاريخها منذ عام 1948.

ولهذا نعتقد اليوم أن طبيعة هذه الجولة من الحرب بين حماس وإسرائيل ستكون جولة معقدة، ولها تداعيات خطيرة ليس فقط في داخل فلسطين وإنما في المنطقة ككل.

والسبب في ذلك، في تقديرنا، لا يتصل فقط بما يمكن أن يحدث من دخول أطراف أخرى في الحرب، فيما سمي بوحدة الساحات في محور المقاومة، بل كذلك بحدث خطير أدركته إسرائيل هذه المرة بوضوح، كما ذكرنا في مقالنا السابق، وهو معرفة إسرائيل بأن حماس بدأت تتقن أسلوب المواجهة الذي يوجع إسرائيل تمامًا هذه المرة، وخطورة إدراك إسرائيل لهذه الحقيقة تكمن في أنها مرعوبة من تكرار السيناريو القاسي الذي حدث لها في 7 أكتوبر، وبالتالي فإن المعركة مع حماس، هذه المرة معركة كسر عظم.

وفيما أشار إليه الدكتور مصطفى البرغوثي رئيس المبادرة الفلسطينية من تفسير ذكي لعبارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو التي قالها في خطابه قبل يومين، حين وصف هذه الحرب ضد حماس بأنها «حرب استقلال ثانية» بقول البرغوثي: نتانياهو يقصد من كلمة «حرب استقلال ثانية» تجديدًا للنكبة الفلسطينية. أي تهجير ثانٍ للفلسطينيين على غرار النكبة الأولى (التي تسمى بحرب الاستقلال في إسرائيل) ومن هنا سنجد بما أن إسرائيل باتت مدركةً لما تعنيه لها حماس من مقاومة خطيرة ما سيعني بالضرورة تهجيرًا للفلسطينيين جميعا من قطاع غزة إلى سيناء، وهو سيناريو بات واضحا اليوم في دلالته بين عجز إسرائيل عن القضاء على الحماس وبين هذا الخيار - أي خيار التهجير إلى سيناء - الذي سيكون هو السبب الحصري للقضاء على حماس، تماما، حسب ما تتصور إسرائيل.

وهذا الخيار (خيار التهجير في ارتباطه العضوي بمهمة القضاء على حماس نهائيا) هو ما يفسر لنا اليوم، ليس فقط سر القصف العشوائي للمدنيين العزل وقتل أكثر من 8 آلاف مدني فلسطيني في غزة خلال أقل من شهر، بل كذلك قصف الفلسطينيين الذين استجابوا لنداءات إسرائيل بالخروج من شمال غزة إلى جنوبها أثناء خروجهم.

لكن في الرفض المصري القاطع لقرار تهجير فلسطينيي غزة إلى سيناء، وإصرار الأردن على ذلك لقطع الطريق على إسرائيل في سيناريو محتمل بالضفة الغربية، سيكون من العسير على إسرائيل القيام بمهمة القضاء على حماس في غزة، وهذا سيعني احتمالات أخرى للحرب؛ منها إطالة الحرب البرية لأكثر من شهر، وهو خيار لا تتحمله إسرائيل، فضلا عن الطبيعة الممتنعة لهكذا حرب مع حماس في ظل الأنفاق التي تحتفظ بها داخل مدينة غزة وهي أنفاق متشعبة وتمتد لأكثر من 500 كيلومتر.

وكذلك هناك احتمال بتوسع نطاق الحرب نتيجة لاستخدام القوة المفرطة من إسرائيل والمذابح التي ترتكبها وهي مذابح أصبحت اليوم مثار انتقاد شعوب العالم التي بدأت تخرج في مظاهرات منددة بها.

كل هذه التطورات الخطيرة تضع إسرائيل في مأزق فائض القوة الذي كلما أفرطت فيه تورطت بصورة أكبر في مأزقها.

سيأتي الوقت الذي تدرك فيه إسرائيل تمامًا أن حل الدولتين هو أقصر الطرق لسلمها وأمنها وأمن المنطقة، وهذا ممكن قبل أن يتسع نطاق الحرب إلى ما لا تحمد عاقبته!

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: على حماس فی غزة

إقرأ أيضاً:

3 مسؤولين من حماس يكشفون ما الذي يفكر فيه السنوار بعد عام من "طوفان الأقصى"

أكدت مصادر على اتصال برئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار أنه غير نادم على عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر 2023، ولن يتخلى عن رغبته في تدمير إسرائيل وإقامة دولة فلسطينية.

ووفق المصادر التي تحدثت لوكالة "رويترز"، فإن "يحيى السنوار ما زال يرى أن الكفاح المسلح يظل السبيل الوحيد لإنشاء الدولة الفلسطينية".

وقال ثلاثة مسؤولين في "حماس" ومسئول إقليمي: "يعمل يحيى السنوار في سرية تامة، ويتحرك باستمرار ويستخدم رسلا موثوقا بهم للاتصالات غير الرقمية".

السنوار يستخدم شبكة اتصالات معقدة لنقل رسائله، وكان المفاوضون المنخرطون في جهود الوساطة، ينتظرون أياما للحصول على ردود يتم تصفيتها من خلال سلسلة سرية من الرسل.

وقال أشخاص يعرفون يحيى السنوار لـ "رويترز" إن "تصميمه على تدمير إسرائيل لإجبار الجميع على الاعتراف بالدولة الفلسطينية تشكل بسبب طفولته الفقيرة في مخيمات اللاجئين في غزة و22 عاما قضاها في الاحتجاز الإسرائيلي، بما في ذلك فترة في عسقلان".

وأشارت المصادر إلى أن "مسألة الرهائن وتبادل الأسرى شخصية للغاية بالنسبة ليحيى السنوار، وتعهد بالإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين المحتجزين في إسرائيل".

ويقول أحد كبار المسؤولين في "حماس" إن "ما يكمن وراء تصميم يحيى السنوار، هو إصراره على الأيديولوجية التي تؤكد أن إسرائيل ليست خصما سياسيا فحسب بل قوة احتلال على أرض المسلمين، تدفعه لإصراره على الهدف"، مؤكدا أنه "شخص زاهد وراض بالقليل".

وبدعم أمريكي تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر الماضي حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 138 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

وتواصل إسرائيل الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

مقالات مشابهة

  • 3 مسؤولين من حماس يكشفون ما الذي يفكر فيه السنوار بعد عام من "طوفان الأقصى"
  • بعد عام على الحرب.. ماذا حققت إسرائيل في غزة؟
  • حجم المياه الذي وصل لبحيرة ناصر من حصة السودان حتى اليوم ومنذ بداية الحرب في إبريل 2023 يزيد عن (25 مليار متر مكعب)
  • ما الذي قاله قائد أنصار الله عبد الملك الحوثي عن الضربة الصاروخية الإيرانية التي أرعبت “إسرائيل”؟
  • هل تخفف الاشتباكات بين إسرائيل وحزب الله من حدة الحرب في غزة؟
  • من هو النصف الآخر للسنوار الذي أعلنت إسرائيل مقتله؟
  • هكذا يرى خبراء غربيون نقاط القوة والضعف لدى حماس وإسرائيل
  • من هو روحي مشتهى الذي أعلنت إسرائيل مقتله واثنين آخرين من قادة حماس ؟
  • حماس: النار التي تشعلها إسرائيل ستحرقها
  • فلسطيني من غزة.. القتيل الوحيد بالهجوم الإيراني على إسرائيل يوارى الثرى