عودة بولندا إلى الاعتدال نعمة للاتحاد الأوروبي
تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT
عاد دونالد توسك إلى بروكسل يوم الأربعاء 25 أكتوبر كبولندي فخور ببلده بولندا وأوروبي فخور بولائه لأوروبا وغالبا كرئيس وزراء قادم بعد أن أسقط حكومة اليمين المتشدد في انتخابات 15 أكتوبر.
(حل حزب القانون والعدالة الشعبوي الحاكم في المركز الأول في انتخابات مجلس النواب البولندي بحصوله على 194 مقعدا من جملة 248 مقعدا.
عند دخوله مبنى المفوضية الأوروبية (بيرليمونت) في بروكسل ربما يكون دونالد توسك قد تذكر المعركة المريرة التي فقدها لصالح إنجيلا ميركل وجان كلود يونكر قبل 8 أعوام كرئيس للمجلس الأوروبي.
ففي صيف عام 2015 كانت ألمانيا تواجه أعدادا هائلة من اللاجئين القادمين من سوريا وأرادت المستشارة الألمانية ميركل من شركائها الأوروبيين أن يقتسموا معها عبء الاستضافة. أعدت ميركل مع يونكر الذي كان وقتها رئيس المفوضية الأوروبية مشروعا تأوي بموجبه كل دولة عضو في الاتحاد حصة من اللاجئين. توسل توسك إلى ميركل لتأجيل التصويت على المشروع لكن دون فائدة.
في بلده بولندا كان حزب يمين الوسط الحاكم الذي يتزعمه مهددا بخسارة انتخابات قادمة لصالح حزب القانون والعدالة المتشكك في جدوى الاتحاد الأوروبي والمعادي للمهاجرين. وكان يعلم أن قبول حصة المهاجرين سيزوِّد ذلك الحزب بحجة قوية ضد بروكسل والديمقراطيين الليبراليين. لكن ميركل كانت لديها أولوياتها الخاصة بها.
وافقت الحكومة البولندية على استضافة 7000 لاجئ وعوقبت على ذلك بواسطة المعارضة وخسرت الانتخابات.
صارت بولندا مصدر إزعاج مستمر للاتحاد الأوروبي الذي اتخذ خطوة غير مسبوقة بتجميد 35 بليون يورو من أموال التعافي من كوفيد ردا على انتهاكات حزب القانون والعدالة لحكم القانون.
أثناء زيارته إلى بروكسل في الأسبوع الماضي تحدث توسك عن فك تجميد هذه الأموال. لكن انتصار تحالفه في انتخابات الشهر الماضي يعني الكثير لأوروبا. فإنهاء الشجار حول حكم القانون الذي يشكل ركيزة للمشروع الأوروبي سيسمح لبولندا باستعادة دورها كطرف بالغ الأهمية في وقت يشهد تحديات هائلة للاتحاد الأوروبي الذي هزته بعمق الحربُ في أوكرانيا.
يجب أن تشمل الفوائد الفورية لذلك الانتصار تحسين العلاقات البولندية الألمانية التي سمَّمتها المطالب المهولة بتعويضات تتعلق بالحرب العالمية الثانية من جانب حكومة حزب القانون والعدالة وحملة العداء الشرسة ضد ألمانيا أثناء موسم الانتخابات.
كما ستجد فرنسا أيضا مآلات أفضل لعلاقاتها مع وارسو. بل حتى إحياء مثلث فايمار الذي يتشكل من باريس وبرلين ووارسو يبدو ممكنا. (مثلث فايمار تحالف إقليمي بين ألمانيا وفرنسا وبولندا تأسس بمدينة فإيمار في أغسطس 1991 لتعزيز التعاون بين البلدان الثلاثة - المترجم.) هذا الإحياء لن يقتصر فقط على تلطيف الأجواء في بروكسل ولكنه سيشكل دفعة جديدة لديناميات الغرب -الشرق المتغيرة داخل الاتحاد الأوروبي الذي مَكَّنت فيه حربُ أوكرانيا الأصوات القادمة من وسط وشرق أوروبا.
تطلعت بولندا دائما لأن تكون قائدة في وسط أوروبا. وهي ستسعى الآن لأداء هذا الدور بطريقة تدعو إلى قدر أكبر من الاحترام دون تقييدها بنوبات غضب فيكتور أوربان رئيس وزراء المجر أو روبرت فيكو زميله في براتيسلافا (عاصمة سلوفاكيا). إنهما الآن معزولان ولا يمكنهما استخدام مجموعة فيسيغراد كمنصة انطلاق لنشاطهما. (تأسست المجموعة في 1991 بمدينة فيسيغراد في المجر لتعزيز التعاون في أوروبا الوسطى وتضم بولندا والمجر وجمهورية تشيكيا وسلوفاكيا).
الآن دورة تولي المجر رئاسة الاتحاد الأوروبي لفترة ستة أشهر والتي تبدأ في الأول من يناير 2024 ستكون أقل عنتا ومشقة لشركائها.
عودة بولندا إلى مسار الاعتدال بعد فشل الحزب اليميني المتطرف «فوكس» في الانتخابات الأخيرة بإسبانيا أيضا تجرد جورجيا ميلوني رئيسة وزراء إيطاليا من حلفاء محتملين في بروكسل. وقد تشجعها على اتباع خط منحاز للاتحاد الأوروبي.
لكن البُعد الأكثر أهمية للتحول السياسي في وارسو يتعلق بتوسع الاتحاد الأوروبي في المستقبل. فدمج أوكرانيا ومولدوفا وبلدان غرب البلقان مسعى غير مسبوق ويتطلب إجراء تغييرات في طريقة تنظيم الاتحاد. بولندا التي تجاور أوكرانيا تحتل موقعا محوريا. وستكون لتجربتها الخاصة في الانضمام للاتحاد الأوروبي كعضو جديد في عام 2004 قيمة كبيرة.
تمكنت حكومة حزب القانون والعدالة من تقويض علاقة بولندا برئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي حول قضية واردات القمح. هذا الوضع يجب أن يتغير على الرغم من أن تأثير المنتجات الأوكرانية على المزارعين البولنديين (والفرنسيين) سيمثل مشكلة أخرى للسياسة الزراعية المشتركة للاتحاد.
لكن الأهم أن وجود حكومة موالية للاتحاد الأوروبي في وارسو وإدارة غير مهووسة بتسوية الحسابات مع الماضي له قيمة ضخمة في وقت يشهد تحولات تاريخية للاتحاد الأوروبي.
في مقابلة مع كايا كالاس رئيسة وزراء أستونيا خلال هذا العام فوجئت بمدى اختلافنا في النظرة لتاريخ الاتحاد الأوروبي. فالأطفال الفرنسيون يتعلمون في المدارس أن الاتحاد تأسس بواسطة 6 بلدان في عام 1957 وأن المصالحة الفرنسية الألمانية كانت مِحورَه. هذه السردية جزء من تركيبتهم الجينية. لكن بالنسبة للساسة من جيل كالاس ومن منظور ذلك الجزء الذي تنتمي إليه من أوروبا يُعتبر الاتحاد الأوروبي مغامرة حديثة جدا وعدد أعضائه 27 بلدا سيرتفع لاحقا إلى 35 بلدا. إنه كائن مختلف جدا. هو الآن اتحادهم كما هو اتحاد فرنسا وألمانيا. وهم أيضا لهم حق تشكيل مستقبله. وهذا سبب الأهمية البالغة لوجود نظرة جديدة ومنفتحة في بولندا.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: حزب القانون والعدالة الاتحاد الأوروبی للاتحاد الأوروبی
إقرأ أيضاً:
تعرف على المجلس الجديد للاتحاد المصري للميني فوتبول
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أسفرت انتخابات الاتحاد المصري للميني فوتبول "كرة القدم المصغرة" لدورة انتخابية جديدة، 2028/2024 عن فوز أحمد سمير سليمان برئاسة الاتحاد بالتزكية، واعتماد الجمعية العمومية بإجماع الأصوات.
وفاز اللواء طبيب محمد رضا عوض بمنصب نائب رئيس الاتحاد، والمحاسب السيد عباس بمنصب أمين صندوق الاتحاد ، وفي عضوية مجلس الإدارة فاز كل من اللواء عادل لطفي، الناقد الرياضة فاطمة التابعي ، محمود محمد السيسي، علي الفقي ، المحامي حسين ابراهيم ، أسامة سيد ، وأحمد رسلان.
جاء ذلك في إطار اجتماع الجمعية العمومية العادية الذي عُقِد بمركز التعليم المدني بالجزيرة، واختتمت فعالياته منذ قليل.
واكتمل النصاب القانوني للجمعية العمومية العادية للاتحاد بحضور جميع الهيئات أعضاء الجمعية العمومية للاتحاد.
وأشرف على الجمعية العمومية قضائيا المستشار محمود الشيخ مستشار من قبل هيئة قضايا الدولة ، وممثل اللجنة الأوليمبية المصرية محمد إسماعيل، وممثلي وزارة الشباب والرياضة محمد فراج ومصطفى العجيزي.
وتم خلال اجتماع الجمعية العمومية اعتماد محضر الجمعية العمومية السابقة ، والموافقة على على خطة النشاط ، والحساب الختامي للاتحاد .
يذكر أن أحمد سمير سليمان هو رئيس ومؤسس الاتحاد المصري للميني فوتبول، واحتفظ بمنصبه رئيسا للاتحاد لدورة جديدة ، وكذا احتفظ اللواء طبيب محمد رضا عوض بمنصب نائب رئيس الاتحاد ، كما احتفظ كلا من اللواء عادل لطفي وفاطمة التابعي وعلى الفقي بعضوية مجلس الإدارة في الدورة الجديدة.
وكان أبرز حضور الجمعية العمومية مصطفى معوض رئيس نادي ناصر لأبناء الشعب ، ممدوح عقاب رئيس نادي اتحاد بسيون ، محمد حمدي امين صندوق نادي دكرنس، والكابتن ميمي شوقي و محمد موسى عضو مجلس إدارة نادي ترسانة السويس ، الدكتور مصطفى القاضي نائب رئيس نادي جرين هيلز ، المهندس على عبده عضو مجلس إدارة نادي عز الدخيلة ، وإبراهيم مصطفى عضو مجلس إدارة نادي جزيرة الورد .
ومسؤولي الاتحاد المصري للميني فوتبول أحمد نحلة ، وحيد عبد الغني ، محمد خطاب ، وليد الغندور ، كريم أحمد ، وأحمد چيمي ، وياسر النحاس مراقب حسابات الاتحاد المصري للميني فوتبول .
من جانبه أكد أحمد سمير سليمان: رئيس ومؤسس الاتحاد المصري للميني فوتبول: "أن هدفنا هو مواصلة سلسلة الإنجازات المحلية والدولية التي بدأناها في السنوات الماضية بنجاح وأرقام غير مسبوقة من أجل ريادة حقيقة وخدمة شباب مصر الحبيبة في مختلف البطولات لكافة الأعمار السنية رجال وسيدات وتشريف الراية المصرية في المحافل الدولية التي تحققت وما زالت تتحقق".