كانت قرية تابعة لمدينة غزة خلال فترة الحكم العثماني.. كل ما تريد معرفته عن مدينة جباليا الفلسطينية
تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT
تعرض مخيم جباليا، شمال قطاع غزة، لغارة جوية نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، عصر يوم الثلاثاء 31 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أدت إلى استشهاد وإصابة 400 مواطن فلسطيني من المخيم.
وقد وُصف عدوان الاحتلال على مخيم جباليا بالمجزرة، فيما قُدر عدد الضحايا الإجمالي، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، بأنه يعادل مذبحة المستشفى المعمداني.
ويقع المخيم شمال شرق مدينة غزة، وقد أُسس في مدينة جباليا سنة 1948، بعد نزوح المواطنين الفلسطينيين إلى قطاع غزة بعد النكبة، فماذا نعرف عن تاريخ جباليا، وأصل تسميتها، وظروف عيش السكان الفلسطينيين في ظل الاحتلال الإسرائيلي للبلاد؟
موقع مدينة جباليا
تقع مدينة جباليا على بعد 2 كيلومتر شمال مدينة من غزة، وقد أسست فوق رقعة منبسطة من أرض السهل الساحلي الجنوبي، مرتفعة عن سطح الأرض بما يقارب 35 متراً.
تقدر مساحة جباليا الإجمالية بـ17897 دونماً (وحدة القياس المعتمدة في دول الشام، و1 دونم يعادل 1000 متر مربع) أي ما يعادل 18 كيلومتراً، فيما يقع مخيم جباليا في الشمال الشرقي لمدينة غزة، ومساحته لا تتعدى 1.4 كيلومتر مربع.
يحد مدينة جباليا من الشمال مدينتا بيت لاهيا وبيت حانون، ومن الجنوب مدينة غزة، ومن الشرق حدود الخط الأخضر، ومن الغرب البحر الأبيض المتوسط.
تتميز جباليا بتربتها الخصبة، التي تجعلها مجالاً مساعداً على الزراعة، وهي تربة رملية، فيما يشرب السكان من بئرين أساسيتين عمقهما من 20-25 متراً.
تنقسم المدينة إلى ثلاث مناطق رئيسية، وهي بلدة جباليا، والنزلة، ومعسكر جباليا، إضافة إلى المخيم الذي تأسس بعد النكبة.
وحسب إحصاءات ما نشره موقع بلدية جباليا في آخر تحديث له، فإن عدد سكان المدينة قبل عملية طوفان الأقصى كان يُقدر بأكثر من 220 ألف نسمة، 116 ألف شخص منهم يعيشون في المخيم، ليكون بذلك من بين أكثر الأماكن المكتظة بالسكان في جميع مدن قطاع غزة.
تاريخ وأصل تسمية مدينة جباليا
بحسب ما ذكره موقع "palestineremembered"، يرجع أصل تسمية مدينة جباليا إلى كلمة "أزليا"، والتي كانت اسماً لبلدة رومانية قديمة، كانت قائمة على الأرض التي تقوم عليها قرية "النزلة" الموجودة في الضفة الغربية اليوم.
فيما قيل كذلك إن التسمية يمكن أن تكون تحريفاً لكلمة "جبالاية" السريانية، التي تعني الجبلي أو الفخاري.
فيما نُسبت التسمية إلى من سكنوها من رومان ومصريين أواخر العهد البيزنطي، والذين كان يطلق عليهم لقب "الجبالية" نسبة إلى جبل الطور.
فيما نُسبت التسمية إلى موقع المدينة، التي أُسست على أرض جبلية مسطحة مرتفعة عن سطح البحر، وهي قريبة من مدينتي جبلة في اليمن، وجبلة في سوريا.
وحسب ما ذكره المؤرخ الروماني زمانوس في كتاباته، فقد دخل الفلسطينيون دين الإسلام مطلع السنة الخامسة عشرة للهجرة، وقد أقاموا مسجداً سُمي باسم جامع جباليا، نسبة إلى اسم القرية، وذلك بعد رحيل الرومان عنها في القرن السابع للميلاد.
وقد ازدهرت جباليا بعد ذلك، بعد دخول قبائل عربية قادمة من الجزيرة العربية ومصر إلى فلسطين، من أجل التجارة والحج، والتوجه إلى دول الشام.
وقد أُنشئت العديد من المساجد والمباني التاريخية، من بينها جامع الشيخ فرج، الذي تحول لورشة حدادة في العهد المملوكي سنة 1306م، وجامع الشيخ برجس، ومقام الشيخ محمد المشيش في بداية القرن الخامس الهجري.
وخلال فترة الحكم العثماني دُمجت جباليا مع قطاع غزة، ولم يكن يتجاوز عدد سكانها 331 أسرة فقط، جميعهم من المسلمين، مساكنهم بنيت من الطوب، وقد بدأ التوسع السكاني في المنطقة، التي كانت عبارة عن قرية، حتى فترة الانتداب البريطاني على فلسطين.
وخلال فترة الحكم البريطاني أصبح عدد سكان جباليا يفوق 3520 نسمة، جميعهم من المسلمين، لتتحول بعد ذلك إلى مدينة مستقلة بعد نكبة 1948، وتقسيم مدن قطاع غزة، وبناء مخيم جباليا، الذي احتضن مئات اللاجئين النازحين من مختلف المدن الفلسطينية المحتلة.
مدينة جباليا.. ما بعد النكبة
ما بعد النكبة أقيم في جباليا أكبر مخيم للاجئين في قطاع غزة، وخلال هذه الفترة تأسس أول مجلس قروي في جباليا، سنة 1952، الذي تحول إلى بلدية سنة 1996، بعد زيارة الرئيس الراحل ياسر عرفات، وأعلن عن تحويلها من قرية إلى مدينة.
وقد عرفت المدينة العديد من الصراعات مع دولة الاحتلال، في تواريخ عديدة، وهي مجزرة جباليا سنة 1967، ومجزرة جباليا سنة 1968، ومجزرة سنة 1987، التي أشعلت الانتفاضة الأولى.
وكذلك مجزرة جباليا في 2003، ومجزرة اجتياح شمال غزة في يوم 2004، ومجزرة جباليا في الفترة ما بين 27 فبراير/شباط 2008 وحتى الرابع من مارس/آذار 2008، ومجازر شرق جباليا أثناء الحرب على قطاع غزة سنة 2009.
أما في أواخر عام 2006، فكانت المدينة مسرحاً لاحتجاجات حاشدة ضد الغارات الجوية على منازل المسلحين.
إذ اتصلت قوات الاحتلال بمساكن العديد من أعضاء حماس، الذين أطلقوا صواريخ على مدنيين إسرائيليين من المنازل، على حد وصفهم، وحذرتهم من غارة جوية بعد 30 دقيقة.
وقد ردّ سكان مدينة جباليا على هذا التهديد بتشكيل درع بشري وأوقفوا عملية الهدم بنجاح.
وترتبط المدينة بعلاقات تجارية واجتماعية بالمدن والقرى المجاورة، أبرزها مدينتا غزة والخليل، فقد كانوا يشاركون بعضهم البعض في جميع المناسبات الدينية والاجتماعية منذ زمن طويل.
وخلال العقود الثلاثة الأخيرة، شهدت جباليا نهضةً عمرانيةً حديثة، حيث أُنشئت عدة مناطق سكنية جديدة على أراضيها، وتحديداً شمال وغرب المدينة، من بينها مشروع تل الزعتر والعلمي وعباد الرحمن والكرامة وعنان.
فيما توفرت على عدة مرافق مهمة، من بينها المدارس، والمساجد، والمستشفيات، والمستوصفات، لكنها ليست كافية، خصوصاً فيما يتعلق بالمعدات التي كانت تتوفر عليها، قبل بدء عملية "طوفان الأقصى".
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: فلسطين اسرائيل غزة جباليا الكيان الصهيوني مدینة جبالیا مخیم جبالیا مدینة غزة جبالیا فی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
كل ما تريد معرفته عن قانون الإيجار القديم.. ما ضوابط ومقترحات تحديد القيمة؟
تتزايد التساؤلات في الأوقات الأخيرة كثيرًا بشأن قانون الإيجار القديم، خاصة بعد حكم المحكمة الدستورية العليا بعدم دستورية تثبيت قيمة الإيجار القديم، المعمول بها وفقًا للمادة 136 من قانون 1981، والمحددة قانونًا بـ7% من قيمة العقار، ونستعرض في السطور التالية إجابة الخبراء عن أبرز الأسئلة التي تشغل بال المواطنين بشأن القانون.
من يحدد قيمة الإيجار القديم بعد حكم الدستورية؟قال الدكتور مصطفى سعداوي، أستاذ القانون بجامعة المنيا، إنه وفقًا لحكم الدستورية العليا بعدم تثبيت القيمة، فإن مجلس النواب مكلف بتحديد القيمة الإيجارية الجديدة خلال الفصل التشريعي الحالي والأخير للمجلس والمقرر انتهائه في يونيو المقبل، وعقد جلسات مفصلة لمناقشة أوضاع القانون وتحديد القيمة بما يحقق التوازن بين طرفي العلاقة الإيجارية من الملاك والمستأجرين.
ماذا يحدث إذا لم يحدد «النواب» القيمة خلال المدة المقررة؟أكد أستاذ القانون أنه إذا لم يصدر مجلس النواب قرار تحديد قيمة الإيجار القديم خلال الفترة المقررة، فإن المحكمة الدستورية ستكون المنوطة بتحديد القيمة استناداً لرؤية الخبراء في تحديد القيمة، وذلك بعد رفع دعاوى من طرفي العلاقة الإيجارية بطلب تحديد القيمة.
عدد الوحدات السكنية التي تخضع لقانون الإيجار القديم؟من جانبها، قالت ميرفت عازر عضو لجنة الإسكان بمجلس النواب، إن هناك قرابة مليوني وحدة سكنية ضمن قانون الإيجار القديم، ما يتطلب إيجاد حلول متوازنة وعادلة لكلا من الملاك والمستأجرين، وذلك من خلال عقد جلسات متخصصة بحضور الجهات المعنية لمناقشة القانون واتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه الشقق المغلقة والغير مستخدمة، والتي تمثل ثروة عقارية كبيرة من شأنها التأثير على سوق العقارات في مصر.
ما مصير قانون الإيجار القديم خاصة فيما يتعلق بتحديد القيمة؟أكدت عضو لجنة الإسكان بمجلس النواب، أن لجنة الإسكان ستعقد الفترة القادمة عددًا من الجلسات المتخصصة لمناقشة قانون الإيجار القديم، مؤكدة أن المجلس قد أعلن عدداً من الإجراءات التي تهدف إلى تقريب وجهات النظر، والتعرف على مطالب الأطراف المعنية لبحث سبل إنهاء أزمة القانون الممتدة منذ عقود، مشيرة إلى أن من تلك الإجراءات هو عقد جلسات متخصصة منفصلة للملاك والمستأجرين وذلك لعرض وجهات نظرهم في بيئة مناسبة ودون أية ضغوط.
أبرز المقترحات لتحديد قيمة الإيجار القديم، وضوابط تحديد القيمة؟أوضحت عضو لجنة الإسكان، أنه من أبرز المقترحات الموضوعة لتحديد القيمة هو ربط قيمة الإيجار بالتقديرات المسجلة لدى مصلحة الضرائب العقارية، مؤكدة أن هذه التقديرات توفر مرجعية دقيقة وعادلة يمكن الاعتماد عليها في تحديد الإيجارات، مشيرًة إلى أنه فيما يتعلق بضوابط تحديد القيمة قيمة فإنها ستتغير تلقائيًا بما يتناسب مع موقع العقار وقيمته، بما يضمن مراعاة الفروقات بين المناطق السكنية المختلفة.