تعرض مخيم جباليا، شمال قطاع غزة، لغارة جوية نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، عصر يوم الثلاثاء 31 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أدت إلى استشهاد وإصابة 400 مواطن فلسطيني من المخيم.

 

وقد وُصف عدوان الاحتلال على مخيم جباليا بالمجزرة، فيما قُدر عدد الضحايا الإجمالي، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، بأنه يعادل مذبحة المستشفى المعمداني.

 

ويقع المخيم شمال شرق مدينة غزة، وقد أُسس في مدينة جباليا سنة 1948، بعد نزوح المواطنين الفلسطينيين إلى قطاع غزة بعد النكبة، فماذا نعرف عن تاريخ جباليا، وأصل تسميتها، وظروف عيش السكان الفلسطينيين في ظل الاحتلال الإسرائيلي للبلاد؟

 

موقع مدينة جباليا

 

تقع مدينة جباليا على بعد 2 كيلومتر شمال مدينة من غزة، وقد أسست فوق رقعة منبسطة من أرض السهل الساحلي الجنوبي، مرتفعة عن سطح الأرض بما يقارب 35 متراً.

 

تقدر مساحة جباليا الإجمالية بـ17897 دونماً (وحدة القياس المعتمدة في دول الشام، و1 دونم يعادل 1000 متر مربع) أي ما يعادل 18 كيلومتراً، فيما يقع مخيم جباليا في الشمال الشرقي لمدينة غزة، ومساحته لا تتعدى 1.4 كيلومتر مربع.

 

يحد مدينة جباليا من الشمال مدينتا بيت لاهيا وبيت حانون، ومن الجنوب مدينة غزة، ومن الشرق حدود الخط الأخضر، ومن الغرب البحر الأبيض المتوسط.

 

تتميز جباليا بتربتها الخصبة، التي تجعلها مجالاً مساعداً على الزراعة، وهي تربة رملية، فيما يشرب السكان من بئرين أساسيتين عمقهما من 20-25 متراً.

 

تنقسم المدينة إلى ثلاث مناطق رئيسية، وهي بلدة جباليا، والنزلة، ومعسكر جباليا، إضافة إلى المخيم الذي تأسس بعد النكبة.

 

وحسب إحصاءات ما نشره موقع بلدية جباليا في آخر تحديث له، فإن عدد سكان المدينة قبل عملية طوفان الأقصى كان يُقدر بأكثر من 220 ألف نسمة، 116 ألف شخص منهم يعيشون في المخيم، ليكون بذلك من بين أكثر الأماكن المكتظة بالسكان في جميع مدن قطاع غزة.

 

تاريخ وأصل تسمية مدينة جباليا

 

بحسب ما ذكره موقع "palestineremembered"، يرجع أصل تسمية مدينة جباليا إلى كلمة "أزليا"، والتي كانت اسماً لبلدة رومانية قديمة، كانت قائمة على الأرض التي تقوم عليها قرية "النزلة" الموجودة في الضفة الغربية اليوم.

 

فيما قيل كذلك إن التسمية يمكن أن تكون تحريفاً لكلمة "جبالاية" السريانية، التي تعني الجبلي أو الفخاري.

 

فيما نُسبت التسمية إلى من سكنوها من رومان ومصريين أواخر العهد البيزنطي، والذين كان يطلق عليهم لقب "الجبالية" نسبة إلى جبل الطور.

 

فيما نُسبت التسمية إلى موقع المدينة، التي أُسست على أرض جبلية مسطحة مرتفعة عن سطح البحر، وهي قريبة من مدينتي جبلة في اليمن، وجبلة في سوريا.

 

وحسب ما ذكره المؤرخ الروماني زمانوس في كتاباته، فقد دخل الفلسطينيون دين الإسلام مطلع السنة الخامسة عشرة للهجرة، وقد أقاموا مسجداً سُمي باسم جامع جباليا، نسبة إلى اسم القرية، وذلك بعد رحيل الرومان عنها  في القرن السابع للميلاد.

 

وقد ازدهرت جباليا بعد ذلك، بعد دخول قبائل عربية قادمة من الجزيرة العربية ومصر إلى فلسطين، من أجل التجارة والحج، والتوجه إلى دول الشام.

 

وقد أُنشئت العديد من المساجد والمباني التاريخية، من بينها جامع الشيخ فرج، الذي تحول لورشة حدادة في العهد المملوكي سنة 1306م، وجامع الشيخ برجس، ومقام الشيخ محمد المشيش في بداية القرن الخامس الهجري.

 

وخلال فترة الحكم العثماني دُمجت جباليا مع قطاع غزة، ولم يكن يتجاوز عدد سكانها 331 أسرة فقط، جميعهم من المسلمين، مساكنهم بنيت من الطوب، وقد بدأ التوسع السكاني في المنطقة، التي كانت عبارة عن قرية، حتى فترة الانتداب البريطاني على فلسطين.

 

وخلال فترة الحكم البريطاني أصبح عدد سكان جباليا يفوق 3520 نسمة، جميعهم من المسلمين، لتتحول بعد ذلك إلى مدينة مستقلة بعد نكبة 1948، وتقسيم مدن قطاع غزة، وبناء مخيم جباليا، الذي احتضن مئات اللاجئين النازحين من مختلف المدن الفلسطينية المحتلة.

 

مدينة جباليا.. ما بعد النكبة

 

ما بعد النكبة أقيم في جباليا أكبر مخيم للاجئين في قطاع غزة، وخلال هذه الفترة تأسس أول مجلس قروي في جباليا، سنة 1952، الذي تحول إلى بلدية سنة 1996، بعد زيارة الرئيس الراحل ياسر عرفات، وأعلن عن تحويلها من قرية إلى مدينة.

 

وقد عرفت المدينة العديد من الصراعات مع دولة الاحتلال، في تواريخ عديدة، وهي مجزرة جباليا سنة 1967، ومجزرة جباليا سنة 1968، ومجزرة سنة 1987، التي أشعلت الانتفاضة الأولى.

 

وكذلك مجزرة جباليا في 2003، ومجزرة اجتياح شمال غزة في يوم 2004، ومجزرة جباليا في الفترة ما بين 27 فبراير/شباط 2008 وحتى الرابع من مارس/آذار 2008، ومجازر شرق جباليا أثناء الحرب على قطاع غزة سنة 2009.

 

أما في أواخر عام 2006، فكانت المدينة مسرحاً لاحتجاجات حاشدة ضد الغارات الجوية على منازل المسلحين.

 

إذ اتصلت قوات الاحتلال بمساكن العديد من أعضاء حماس، الذين أطلقوا صواريخ على مدنيين إسرائيليين من المنازل، على حد وصفهم، وحذرتهم من غارة جوية بعد 30 دقيقة.

 

وقد ردّ سكان مدينة جباليا على هذا التهديد بتشكيل درع بشري وأوقفوا عملية الهدم بنجاح.

 

وترتبط المدينة بعلاقات تجارية واجتماعية بالمدن والقرى المجاورة، أبرزها مدينتا غزة والخليل، فقد كانوا يشاركون بعضهم البعض في جميع المناسبات الدينية والاجتماعية منذ زمن طويل.

 

وخلال العقود الثلاثة الأخيرة، شهدت جباليا نهضةً عمرانيةً حديثة، حيث أُنشئت عدة مناطق سكنية جديدة على أراضيها، وتحديداً شمال وغرب المدينة، من بينها مشروع تل الزعتر والعلمي وعباد الرحمن والكرامة وعنان.

 

فيما توفرت على عدة مرافق مهمة، من بينها المدارس، والمساجد، والمستشفيات، والمستوصفات، لكنها ليست كافية، خصوصاً فيما يتعلق بالمعدات التي كانت تتوفر عليها، قبل بدء عملية "طوفان الأقصى".

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: فلسطين اسرائيل غزة جباليا الكيان الصهيوني مدینة جبالیا مخیم جبالیا مدینة غزة جبالیا فی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

نشطاء يتداولون مقطعا لوزير الثقافة السوري أشاد فيه بالمقاومة في جباليا (شاهد)

أعاد رواد مواقع التواصل الاجتماعي، تداول مقطع مصور لوزير الثقافة السوري الجديد، محمد صالح، وهو يشيد بإعلان كتائب القسام، في أيار/مايو 2024، بعملية أسر جندي في جباليا.

وشمل المقطع المتداول، أبياتا شعرية ألفها صالح بنفسه، ويتحدث فيها عن العملية، التي شكلت هزة في حينه، بوقوع قوة للاحتلال، في كمين لكتائب القسام، داخل أحد أنفاق جباليا، وتمكنهم من أسرى جثة أعدهم، والتي يرفض الاحتلال إلى الآن الاعتراف به.

وقال الوزير السوري الجديد، في أبياته، بذلك الوقت ممتدحا عملية الأسر:

ما زلت تقرأ سبحان الذي أسرى... حتى أتتك على ميعادها الأسرى
لله درك لثام بعض هيبته.. لم يعط قيصر في ملك ولا كسرى
أنّا رأيناه كان الكسر منجبرا... فينا ويثخن في أعدائنا كسرا
يا من شققت إلى أحلامنا نفقا... حتى بينت إلى أمجادنا جسرا

هذا هو وزير الثقافة السوري "محمد صالح" والذي تم تعيينه يوم أمس في الحكومة السورية الجديدة.

وهذا الشعر الذي يلقيه كتبه بنفسه بعد عملية أسر لجنود صهاينة في جباليا على يد كتائب القسّام شهر 5 سنة 2024، يمدح فيه العملية ويمدح في شعره سيدنا القائد الملثم المتحدث العسكري باسم كتائب… pic.twitter.com/BvPikCoVNS — شاتيلآ (@Shatella212) March 31, 2025

وكانت كلمة صالح، في مراسم أداء القسم القانوني، وزيرا للثقافة في سوريا، ملفتة، خاصة في الأبيات الشعرية التي ابتدأها بها، وارتجاله للكلمات في الحديث عن أهدافه في حقيبته الوزارية.



وقال وزير الثقافة، "لقد صمنا عن الأفراح..  دهرا وأفطرنا على طبق الكرامة... فسجل يا زمان النصر سجل دمشق لنا إلى يوم القيامة".

وأوضح بالقول: "دمشق لنا، وهذا يعني أنها للجميع عرقا ولونا ودينا، ومن هنا تنطلق الثقافة التي نريدها".

وتابع: "تشرفت بأنني كنت أنقل معاناة السوريين على قناة الجزيرة، بعدما عشت طريدا منفيا من سوريا لرفضي الظلم والذل الذي انتهجه النظام البائد".

وقال الوزير السوري إنه "لا يمكن نشر ثقافة مفيدة في وقت البؤس، ولا بد أن تتوازى الثقافة الجديدة مع الجانب الإنساني".

وأردف: "ملتزمون بالبناء على ثقافة تستحقها سوريا، وسوف ننشر ثقافة السلام إلى العالم كله، وسنتواصل مع الأشقاء العرب لمد جسور التواصل لإلغاء بعض العوائق التي وضعها النظام البائد".

مقالات مشابهة

  • كل ما تريد معرفته عن مباراة الأهلي والهلال السوداني في دوري أبطال أفريقيا
  • جيش الاحتلال يفجر مبانى غربى مدينة رفح الفلسطينية
  • الرئاسة الفلسطينية تحذر من خطورة أوامر الإخلاء القسري لمدينة رفح
  • فرص عمل بالآلاف.. كل ما تريد معرفته عن خط الرورو بين مينائي دمياط وتريستا الإيطالي
  • نشطاء يتداولون مقطعا لوزير الثقافة السوري أشاد فيه بالمقاومة في جباليا (شاهد)
  • كل ما تريد معرفته عن منصة سياحة اليخوت المحلية
  • كل ما تريد معرفته عن تطبيق دعم المستثمرين
  • دروس إيمانية من معجزة بيت حسدا.. كل ما تريد معرفته عن أحد المخلع
  • كل ما تريد معرفته عن تطبيق دعم المستثمرين الجديد من وزارة الصناعة والنقل
  • كل ما تريد معرفته عن فيروس الروتا عند الأطفال