يرى تقرير لصحيفة نيويورك تايمز أن طهران، التي تعهد قادتها على امتداد 4 عقود بتدمير إسرائيل، تواجه اختبارا لمصداقيتها الآن، وما إذا كان قرارها هي ووكلاؤها في المنطقة يرقى إلى مستوى خطابهم الناري.

ويشير التقرير الذي كتبته مراسلة الصحيفة الموجودة في نيويورك فارناز فاسيهي إلى أنه إذا لم تفعل إيران شيئا، فإن قادتها "الحماسيين" يخاطرون بخسارة مصداقيتهم بين الناخبين والحلفاء، لا سيما مع تعالي أصوات داخلية في إيران تتساءل عن سبب عدم تطابق أفعال بلادهم مع خطابها في "تحرير القدس".

لا تريد حربا إقليمية

ووفقا لـ3 إيرانيين مرتبطين بالحكومة ومطلعين على المداولات الداخلية، يقول التقرير، إن إيران لا تريد حربا إقليمية، لأن ذلك يحمل مخاطر على طهران وحكامها.

وكشف التقرير أيضا أن كبار قادة فيلق القدس وحزب الله يعتقدون أنه إذا نجحت إسرائيل في القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، فسوف تلاحقهم بعد ذلك.

كما نقلت عن المصادر ذاتها التي اشترطت عدم الكشف عن هويتها، لمناقشة قضايا أمنية حساسة، أن إيران وحزب الله يراقبان ما إذا كانت حماس تواجه تهديدا وجوديا خطيرا من إسرائيل، وهو ما قد يدفعهما إلى تسريع الهجمات على إسرائيل.

وبالرغم من أن مقاتلي حزب الله في لبنان وجماعة الحوثي في اليمن شنوا هجمات مؤخرا على إسرائيل، فإنها كانت محدودة النطاق.


إبقاء الجيش الإسرائيلي تحت الضغط

وقال الأشخاص المطلعون على الإستراتيجية الإيرانية إن الهدف في الوقت الحالي، ليس حربا شاملة، بل إبقاء الجيش الإسرائيلي تحت الضغط، مما قد يحد من قدرته على ضرب حماس.

واعتبرت نيويورك تايمز أن المواجهة مع إسرائيل قد تؤدي إلى إضعاف القدرات العسكرية للمجموعات الموالية لإيران بشكل كبير لاسيما إذا تدخل الجيش الأميركي.

ونقلت نيويورك تايمز في مقابلة أجريت مؤخرا مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في نيويورك قوله إننا "لا نسعى لاتساع هذه الحرب".

المنطقة وصلت إلى نقطة الغليان

وأضاف عبد اللهيان الذي أكد أن بلاده تتبادل الرسائل مع الولايات المتحدة أن "المنطقة وصلت إلى نقطة الغليان وفي أي لحظة قد تنفجر"، مضيفا أنه "إذا حدث ذلك، فسوف تفقد جميع الأطراف السيطرة".

وترى نيويورك تايمز أن طهران تريد ممارسة الضغط على إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لكبح جماح إسرائيل، أو على الأقل أن تظهر وكأنها تجعل الولايات المتحدة تدفع ثمن دعمها القوي لإسرائيل.

وتنظر إيران إلى المليشيات باعتبارها أذرع نفوذ لها ممتدة في المنطقة، قادرة على توجيه الضربات بينما تمنح طهران قدرا من الإنكار.

تصعيد محسوب

وتقول الصحيفة إن المليشيات تعطي طهران نفوذا في المفاوضات الدولية ووسيلة لإمالة ميزان القوى في الشرق الأوسط من أعدائها.

وقال علي فايز من مجموعة الأزمات الدولية إن إيران قد تحاول حل هذه الدائرة من خلال السماح لحلفائها بتصعيد هجماتهم ضد إسرائيل والولايات المتحدة بطريقة محسوبة.

وأضاف أنه على مدى ما يقرب من 4 عقود، نجحت سياسة الدفاع الإيرانية على حماية أراضيها ضد الهجمات الأجنبية، فيما يمثل الصراع في غزة اختبارا لحدود تلك السياسة بطريقة غير مسبوقة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: نیویورک تایمز

إقرأ أيضاً:

(وكالة).. دول الخليج سعت لطمأنة طهران عن حيادها بشأن الصراع مع “إسرائيل”

يمن مونيتور/ رويترز

أفادت وكالة “رويترز” للأنباء في تقرير، الخميس، نقلا عن مصدرين، لم تسمّهما، قولهم إن دول الخليج سعت إلى طمأنة طهران بشأن حيادها في الصراع بين إيران و”إسرائيل” خلال اجتماعات في الدوحة هذا الأسبوع وسط مخاوف من أن تصعيدا أوسع نطاقا للعنف قد يهدد منشآت النفط.

وأضاف المصدران اليوم الخميس أن وزراء من دول الخليج وإيران يشاركون في اجتماع للدول الآسيوية تستضيفه قطر ركزوا في مباحثاتهم على خفض التصعيد.

وشنت إيران أكبر هجوم لها على الإطلاق على “إسرائيل” يوم الثلاثاء فيما قالت إنه رد على اغتيال الاحتلال الإسرائيلي لكبار قادة حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وجماعة حزب الله اللبنانية وكذلك العمليات في غزة ولبنان.

وقالت طهران إن هجومها انتهى، ما لم تحدث استفزازات أخرى، لكن “إسرائيل” توعدت بالرد بقوة.

ونقل موقع أكسيوس الإخباري الأمريكي عن مسؤولين إسرائيليين القول يوم الأربعاء إن “إسرائيل” قد تستهدف منشآت لإنتاج النفط داخل إيران ردا على ذلك.

وقال أحد المصدرين إن التهدئة العاجلة تصدرت جدول الأعمال في جميع المناقشات الجارية حاليا.

ولم ترد وزارات الخارجية في قطر وإيران والإمارات والكويت بعد على طلبات للتعليق وكذلك مكتب الاتصالات الحكومي السعودي.

ولم تهدد إيران بمهاجمة منشآت نفط خليجية لكنها حذرت من أن أي تدخل مباشر من قبل “داعمي إسرائيل” ضد طهران من شأنه أن يدفع إيران إلى شن “هجوم قوي” على “قواعدهم ومصالحهم” في المنطقة.

وقال علي الشهابي المحلل السياسي السعودي المقرب من الديوان الملكي “تعتقد دول الخليج أن من غير المرجح أن تضرب إيران منشآتها النفطية، لكن الجانب الإيراني يلمح إلى أنه قد يفعل ذلك من خلال مصادر غير رسمية. إنها أداة يمتلكها الإيرانيون ضد الولايات المتحدة والاقتصاد العالمي”.

وشهدت السنوات القليلة الماضية تقاربا سياسيا بين المملكة، أكبر مصدري النفط، وبين طهران مما ساعد في تخفيف التوتر في المنطقة لكن العلاقات لا تزال معقدة بينهما.

وتتوخى السعودية الحذر من ضربة إيرانية لمنشآتها النفطية منذ هجوم عام 2019 على مصفاتها الرئيسية في بقيق أدى إلى توقف أكثر من خمسة بالمئة من إمدادات النفط العالمية لفترة وجيزة. ونفت إيران ضلوعها في ذلك الهجوم.

وقال الشهابي، في إشارة إلى مجلس التعاون: رسالة مجلس التعاون الخليجي للإيرانيين هي “الرجاء خفض التصعيد”.

وحذر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان من مغبة “الصمت” في مواجهة “الحروب التي تشعلها” تل أبيب.

وقال خلال قمة حوار التعاون الآسيوي في الدوحة “أي نوع من الهجوم العسكري أو العمل الإرهابي أو تجاوز لخطوطنا الحمراء سيقابل برد حاسم من قواتنا المسلحة”.

مقالات مشابهة

  • إيران تهدد.. ردنا مدمر حال انتقام إسرائيل
  • "نيويورك تايمز": استقالات جماعية في الخدمة السرية الأمريكية
  • ما هي المخاطر التي تنطوي عليها الخيارات الإسرائيلية بشأن الضربات الانتقامية على إيران؟
  • عاجل | نيويورك تايمز عن 3 مسؤولين إسرائيليين: الغارات استهدفت اجتماعًا لكبار قادة حـ.زب الله بينهم هاشم صفي الدين
  • (وكالة).. دول الخليج سعت لطمأنة طهران عن حيادها بشأن الصراع مع “إسرائيل”
  • دول الخليج تسعى لطمأنة إيران لضمان أمن منشآت النفط الحيوية
  • اجتماع الدوحة.. دول الخليج سعت لطمأنة إيران
  • تايمز: إيران أبلغت أميركا مسبقا بهجماتها وواشنطن حذرت إسرائيل
  • بعد الهجمات على إسرائيل.. إيران تُعلن موقفها من حرب أوسع في المنطقة
  • مدير مكتب الجزيرة: هكذا ترد إيران على مزاعم إسرائيل بشأن الهجوم الصاروخي