نصائح للتعامل مع أطفال فلسطين للتعافي من الصدمات النفسية بعد الحروب وفراق الأحبه
تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT
تعرض أطفال فلسطين لصدمات عنيفة بسبب قصف غزة، وسماع الإنفجارات وهدم منازلهم والنوم في الشوارع والمستشفيات، بجانب فراق الأحبه من الأهالي والأصدقاء، وتعدد حالات الوفاة أمام أعينهم، الأمر الذي يؤثر على نفسية الكثير منهم، وسلوكياتهم وتصرفاتهم وردود أفعالهم.
يقوم الأطفال الذين عاشوا معاناة القصف باستحضار صور مؤلمة على أذهانهم، لذا يجب مراقبة ردور أفعالهم وتصفاتهم، ومعالجة الآثار النفسية التي ترتبت على الأحداث الأليمة، وفيما يلي نقدم لك بعد النصائح التي يجب اتباعها للتعامل مع الأطفال المتضررة من الحرب لتحسين نفسيتهم والتعافي من الأحداث.
كيف يتم التعامل مع أطفال فلسطين بعد تعرضهم للحروب وفراق الأحبه
السماع لهم
أول مرحلة من مراحل تطور الذات والتعامل مع الصدمات القاسية هي السماع الجيد، يجب الانتباه للأطفال وتركهم يتحدثون ون عن ما بداخلهم، ماذا يشعرون وماذا يرون وما تفسيرهم لما يحدث، وترك باب للنقاشات، وسماع الأسئلة التي تدور ببالهم عن هذه الأحداث، ثم يتم الرد على جميع الأسألم بشكل مبسط يتناسب مع المستوى الفكري ومدى استيعابهم للأحداث والمصطلحات، بجانب تنمية الجانب الإيماني لديهم والصبر على الابتلاء.
التحدث معهم عن سبب الحرب
يجب التحدث مع أطفال فلسطين ( إذا كان السن يسمح بذلك) عن الحرب ولماذا تحدث هذه الحروب، وأن الفلسطينيين يُستشهدون دفاعًا عن أرضهم ضد الإحتلال الصهيوني، أو استشهاد فرد من أسرته دليل على شجاعته وصمدوه حتى انتقل إلى الرفيق الأعلى.
تفريغ الطاقة السلبية
يمكنك تفريغ الطاقة السلبية والمشاهد المؤلمة المخزونة بذاكرة الأطفال عن طريقة ممارسة الرياضة والقيام بأي نشاطات حسب هواية كل طفل مثل: الرسم، السباحة، الكارتيه، لعب كرة القدم.
النهايات السعيدة
يجب إعادة الأمل بداخل الطفل، فيعلم أن لكل شيء نهاية، فسيرحل العدو من الأرض المباركة مهما طال الزمان،كما يجب بناء بداخلهم أن هناك نهايات سعيدة، وذلك عن طريق سرد بعض الصور المؤلمة أو القصص ومن ثم وضع نهايات سعيدة للأحداث.
عدم تعنيف الأطفال
مؤكد أن هذه الأحداث تُخزن بداخل الأطفال وتُترجم بتصرفات وسلوكيات غير مرضية، فمنهم من يصمت ومنهم من يكون مشاغبًا، ويجب عند ملاحظة ذلك عدم تعنيفهم، ولك إذا ساء الأمر يجب استشارة طبيب نفسي ليقتصر مرحلة العلاج.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: اطفال فلسطين أطفال فلسطین
إقرأ أيضاً:
صفورية التي كانت تسكن تلال الجليل مثل العصفور.. جزء من هوية فلسطين
اكتشفت على أرضها آثار عمرها سبعة آلاف سنة، وملامح مدينة عمرها أربعة آلاف سنة من بداية العهد الكنعاني، تمتد على مساحة ثمانين دونما.
صفورية قرية فلسطينية مُهّجَّرة، تقع شمال غرب مدينة الناصرة، وتتميز بموقعها المتوسط بين مدينتي حيفا والناصرة، وتتوسطُ عديد القرى والمدن ومنها: كفر مندا، رمانة، كفر كنا، المشهد، مدينة الناصرة، الرينة، عيلوط، غزالين، وخربة زرير.
وتشكل المنطقة المحيطة بصفورية مدخلا إلى الجليل الأسفل مما أكسبها لفترة زمنية طويلة أكبر وأهم قرية في منطقة الجليل، ومنحها موقعها هذا ميزة إستراتيجية عبر العصور.
قرية صفورية في أربعينيات القرن الماضي
تقدر مساحتها المبنية بنحو 102 دونم من مجمل مساحة أراضيها البالغة نحو 55378 دونم. وبلغ عدد سكان صفورية عام 1945 نحو 4330 جميعهم من العرب المسلمين .
وتميزت صفورية بتربتها الخصبة ومناخها المتوسطي المعتدل صيفا والبارد شتاء، إضافة إلى مساحة أراضيها الواسعة، ما جعل النشاط الاقتصادي متركزا على الزراعة، حيث عمل معظم الأهالي بالزراعة، وفي تربية قطعان الأغنام والماعز. ومن أهم المحاصيل الزراعية في القرية الزيتون، إضافة إلى كروم العنب وأشجار التين والتوت، والمحاصيلِ الموسمية كالقمح والشعير والعدس، وبعض الخضروات الأخرى.
وقد يعود سبب تسميتها إلى الاشتقاق من الكلمة السريانية "صفرة" أي "عصفور"، وربما كانت تلك إشارة إلى التل الذي تحط عليه كالطائر.
ويصعب تحديد الفترة الزمنية الدقيقة لتأسيس القرية غير أن غالبية الأبنية والموجودات الأثرية تدل على وجود مبان وأدوات تعود إلى العصرين البرونزي والعربي الكنعاني، إضافة إلى الأبنية التي لا تزال أجزاء منها قائمةً حتى اليوم كالقلعة والمسرح الروماني، ونبع مياهه "القسطل"، ولوحات فسيفسائية أبرزها لوحة موناليزا الجليل، إضافة إلى دير القديسة حنة.
فتح المسلمون صفورية في عام 634 للميلاد، في أوائل أيام الفتح الإسلامي. ولم تزل لها مكانة بارزة في التاريخ اللاحق. وأطلق عليها الصليبيون الذين بنوا قلعة فيها "لو سيفوري"، وانتزعها صلاح الدين الأيوبي من أيديهم بعد معركة حطين في عام 1187. وقد أتى إلى ذكر صفورية عدد من الجغرافيين العرب والمسلمين، منهم البلاذري، وياقوت الحموي، وابن العماد الحنبلي .
في سنة 1745 شيد ظاهر العمر الزيداني حاكم فلسطين الشمالية، قلعة ذروة التل، الذي يعلو عن صفورية، وفي سنة 1880 بنيت كنيسة القديسة حنا في القرية على أنقاض كنيسة قديمة تعود إلى أواخر القرن السادس للميلاد، وفي بعض الروايات أن مكان الكنيسة كان منزلا لآل عمران والد السيدة مريم العذراء.
احتلت صفورية في تموز/يوليو عام 1948 تمهيدا للهجوم على مدينة الناصرة في سياق عملية "ديكل". وتشدد الروايات الإسرائيلية المتعلقة باحتلال صفورية على شهرتها بمقاومة القوات الصهيونية.
ويروي أهل القرية بأن ثلاث طائرات إسرائيلية قصفت القرية وألقت براميل مشحونة بالمتفجرات، فهرب أهل القرية إلى أماكن أمنة، وصمد المجاهدون وقاتلوا دفاعا عن بلدهم، ولأن المقاومة كانت شديدة قامت القوات الإسرائيلية بطرد أهل القرية وتسوية مبانيها بالأرض.
وكان احتلال صفورية على يد كتيبة مدرعة من "لواء شيفع" وكتيبتي مشاة من "لواء كرميلي" التي قصفت القرية بالطائرات التي أدت إلى قتل عدد من المواطنين وجرح أعداد أخرى.
لم يبق من القرية اليوم إلا بضعة منازل، أما باقي الموقعِ فتغطيه غابة صنوبر، ولا تزال قلعة ظاهر العمر ماثلة على قمة التل، إضافة إلى كنيسة للروم الأرثوذكس، وعلى الطريق الجنوبية المفضية إلى القرية، ثمة كنيس لليهود كان مقاما للمسلمين فيما مضى، وأنشأَ الصهاينة على أرضها مستعمرتي "تسيبوري" و"هسوليليم" في عام 1949، وفي زمن أحدث أُنشئت ثلاث مستعمرات على أراضي القرية: "ألون هغليل" عام 1980، "هوشعيا" عام 1981، و"حنتون" عام 1984.
بعد أن هجر أهالي صفورية عن قريتهم، اتجه بعضهم إلى لبنان وسوريا، في حين بقي آخرون داخل فلسطين، حيث يعيش اليوم في فلسطين ما بين 16 إلى 18 ألف نسم أصولهم من صفوريةَ، في حي مجاور لقريتهم في مدينة الناصرة، ويحمل الحي اسم، "الصفافرة"، ويقدر عدد أهالي صفورية في الشات بنحو 40 ألفا.
منظر عام لأراضي القرية وتظهر مدينة الناصرة في الخلف 2003.
لقد كان سر ازدهار صفورية عبر العصور يكمن في وفرة ينابيعها وآبارها إلى جانب الرزاعة والمراعي وتوفر مساحات الصيد، وهذا السر دفن معها بعد احتلالها في نكبة فلسطين وتشريد سكانها وإغراقها بالمستوطنات.
المصادر:
ـ محمد أمين صفوري، "صفورية تاريخ وتراث وحضارة"، ج1، مكتب النورس للنشر، الناصرة، 2000.
ـ مصطفى الدباغ، "بلادنا فلسطين"، الجزء السابع، القسم الثاني "في ديار الجليل"، 1991، دار الهدى.
ـ وديع عواودة، "صفورية زاخرة بآثار من كل العصور"، الجزيرة نت، 21/8/2012.
ـ زهير دوله، "صفورية..مدينة الفسيفساء والينابيع"، الإمارات اليوم، 26/8/2016.
ـ الموسوعة التفاعلية للقضية الفلسطينية.
ـ موقع فلسطين في الذاكرة.