الولادة في غزة.. شهادات وفاة تطبع قبل شهادات الميلاد
تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT
في ظل الكارثة التي يعيشها أبناء غزة جراء العدوان الإسرائيلي، تلد حوالي 150 امرأة كل يوم، وفق أرقام صندوق الأمم المتحدة للسكان.
وعلى الرغم من نقص أساسيات الرعاية الطبية، يحاول الأطباء القيام بواجباتهم، ولكن ذلك لم يعد كافيا لوقف الخطر على حياة النساء اللواتي أوشكن على الولادة أو حتى على النساء اللواتي أنجبن وأطفالهن الرضع، لذا طالب الصندوق العالم برفع الحصار، ووقف العنف المتواصل، وإنقاذ الأرواح.
الولادة تحت النار
قابلت الناشطة والصحفية نور السويركي عشرات النساء في غزة، اللواتي أنجبن خلال فترة الحرب وبعضهن ممن يوشكن على الولادة، وتروي ل عربي21 قصص ومعاناة تلك النساء المتمثلة في الخوف والرعب من مصيرهن وأطفالهن.
تقول سويركي : "المستشفيات تشهد الكثير من حالات الولادة وحالات متابعة الحمل للسيدات في شهورها الأخيرة، بعضهن ونتيجة الخوف ظهرت عليهن أعراض ألم ولكن لم يستطعن الدخول لمرحلة المخاض، وحالات توقف المخاض لأيام عدة نتيجة سماع صوت القصف عند التوجه للمستشفى".
وتضيف سويركي: "كلهن مفزوعات و مرعوبات من فكرة الولادة تحت النار، وتحديدا الخوف من الولادة في الليل، لعدم قدرتهن على الوصول إلى المستشفى نتيجة صعوبة الحركة ليلا والخوف من تعرض السيارة للقصف وهي تتوجه الى المستشفى، بالتالي تعتبر السيدة الموضوع تضحية بنفسها وطفلها ومن يرافقها".
وتروي سويركي أن بعض السيدات استعن بسيدات لديهن تجارب ولادة، لمساعدتهن في الولادة في المنزل خوفا من التوجه إلى المستشفيات.
الرعب لدى سيدات غزة اللواتي أنجبن وصل لمرحلة الخوف من صوت أطفالهن ليلا، والتفكير كيف يمكن الهروب به في حال قصف المخيم أو المنزل، الحرب خلقت حالة من القلق والتوتر على الجميع ولكن النساء كان الأمر مضاعف، على حد تعبيرها.
توقعات بزيادة معدلات الوفيات والأمراض بين الأمهات والرضع
بحسب الأمم المتحدة فهناك 50 ألف امرأة حامل في غزة يواجهن خطر فقدان رعاية ما قبل الولادة والولادة دون كهرباء أو إمدادات طبية.
ومن جانب آخر ومع تفاقم العدوان، اضطرت النساء في غزة إلى تأخير الدورة الشهرية بتناول حبوب خاصة لمنع الحمل، ويؤكد صندوق الأمم المتحدة للسكان أن اضطرارهن لهذه الوسائل غير الصحية أمر مفزع ويشكل خطراً عليهن، بالإضافة إلى أن النظافة الشخصية والمرافق المتعلقة بالدورة الشهرية هي ضرورات جوهرية لصحة وكرامة النساء.
ومع انقطاع الوقود يزداد الخطر والمخاوف من تعطيل خدمات الطوارئ في المستشفيات، وذلك يعرض حياة الأطفال في الحاضنات وحياة النساء اللاتي يعانين من مضاعفات الحمل للخطر.
ولادة قيصرية دون تخدير
وأشار صندوق الأمم المتحدة للسكان أن النساء الحوامل في غزة يخضعن لعمليات قيصرية قسرية دون تخدير.
"اضطررت إلى إجراء ولادة مبكرة من رحم أم تحتضر"، بهذه العبارة وصف الطبيب ناصر بلبل في مستشفى الشفاء في غزة متحدثا عن الحقائق المفجعة للنساء الحوامل والأطفال الأيتام الذين يعيشون في خوف ورعب وسط القصف المكثف.
"اضطررت إلى إجراء ولادة مبكرة من رحم أم تحتضر"
طبيب في مستشفى الشفاء في #غزة يشارك الحقائق المفجعة للنساء الحوامل والأطفال الأيتام الذين يعيشون في خوف ورعب وسط القصف المكثف.
ارفعوا الحصار، أوقفوا العنف، وأنقذوا الأرواح. pic.twitter.com/FWzVmMX03C — UNFPA Arabic (@UNFPA_Arabic) October 30, 2023
وأضاف :" أطفال أيتام أخرجناهم من أمهاتهم وهن في الرمق الأخير، نحن لا نعلم مصيرهم، ولا نعرف أقاربهم".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة النساء غزة نساء الصحة الإنجابية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأمم المتحدة فی غزة
إقرأ أيضاً:
هل انتهت الأمم المتحدة؟
كانت «عصبة الأمم المتحدة» هي المؤسسة الدولية التي ولدت بعد الحرب العالمية الأولى، كما كانت «منظمة الأمم المتحدة» بعد الحرب العالمية الثانية.
مضى على عصبة الأمم أكثر من قرن بقليل، وعلى «منظمة الأمم» أقل من قرن بقليل، كلتاهما كانت نتاج توافق بين القوى العظمى المنتصرة في تلك الحروب المهولة التي لم تمر على البشرية مثلها، خصوصاً البشرية الغربية التي تقول إنها تقود الحضارة الإنسانية!
كانت عصبة الأمم (1920-1946) المنظمة الحكومية الدولية الأولى التي أُنشئت «لتعزيز التعاون الدولي وتحقيق السلم والأمن الدوليين»، حسب تأكيد صفحة الأمم المتحدة الرسمية، مع أن فكرة إيجاد نظام عالمي يحفظ السلام ويعزز الازدهار، موجودة من قبل لدى بعض النخب الأوروبية، ويعدّ الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط من أشهرهم.
تضافرت عقول قانونية وسياسية وفكرية وإدارية لبناء منظمة الأمم المتحدة التي كانت أوسع إطاراً وأشمل أهدافاً من سابقتها (عصبة الأمم)، وظلت هذه المؤسسة منذ أربعينات القرن الماضي ناظمة وحاضنة ومنتجة للتعاون الدولي، وتفرعت عنها مؤسسات أممية كبرى في مجالات الصحة والزراعة والثقافة والتمويل… إلخ.
اليوم تنسحب الولايات المتحدة بعهد الرئيس دونالد ترمب من بعض مؤسسات هذه المنظمة، مثل الصحة، وتعلن الحقبة الترمبية عدم رضاها عن فلسفة وطريقة وقيادات هذه المؤسسات.
الواقع يقول أيضاً إن الهدف الجوهري لمنظمة الأمم المتحدة، وهو منع الحروب وتكريس الدبلوماسية وسيلة لحل النزاعات، لم يتحقق في كثير من النزاعات الكبرى، ومن أبرز هذه المشكلات العظمى، حرب روسيا مع الغرب في أوكرانيا… وإخفاق ساطع لهذه المنظمة وأمينها العام، سكرتير القلق الدولي كأسلافه!
اليوم، بعد الاختراق السياسي والإنجاز الدبلوماسي الكبير للسعودية في جمع الروس مع الأميركيين في قلب العاصمة السعودية، صار الحديث عن حاجة العالم إلى نظام ومنظمات وتنظيمات دولية جديدة تنسجم مع تحديات المرحلة.
المؤسسات ليست أصناماً مقدسة، بل وسائل لتحقيق أهداف محددة، وإذا شاخت أو ترهلت وعجزت هذه المؤسسات، فلا بأس… تتغير!
الظروف الاستثنائية والأزمات الحادة والمعضلات الوجودية هي التي تنتج حلولاً جديدة وكيانات مناسبة وصالحة للتعامل مع طبيعة المشكلات الجديدة.
ربما لا يحدث ما نقوله هنا، وربما انتفضت منظمة الأمم المتحدة وجددت نفسها، لكن هذا مستعبد حالياً، ناهيك من أن الصورة التي هي عليها التقطت قبل نحو 80 عاماً، وتجمدت هذه اللقطة، بما فيها قانون «الفيتو» الذي حرم دولاً كبرى مثل الهند والسعودية (صوت العرب والمسلمين) من الحصول على هذه الميزة في نادي الكبار.
بكل حال، لا شك أننا أمام عالم جديد… لكن مؤسساته الدولية قديمة عقيمة.
أخيراً أترك لكم هذا التعليق في آخر جلسة لعصبة الأمم المتحدة، قبل ذوبانها لصالح منظمة الأمم المتحدة، الموجودة معنا إلى اليوم.
التعليق هو: «لم تكن العصبة هي التي فشلت. لم تكن مبادئها هي التي وجدت ناقصة. كانت الدول هي التي أهملتها. كانت الحكومات هي التي تخلت عنها».
جوزيف بول بونكور، مندوب فرنسا، خلال الدورة الأخيرة للجمعية في أبريل (نيسان) 1946.
ولكن التهديد تراجع بفضل زيادة الدوريات البحرية الدولية، وتعزيز الحكومة المركزية في مقديشو، عاصمة الصومال، وجهود أخرى.
ولكن هجمات القراصنة الصوماليين استؤنفت بوتيرة أكبر خلال العام الماضي، ويرجع ذلك جزئيا إلى انعدام الأمن الناجم عن قيام المتمردين الحوثيين في اليمن بشن هجماتهم في ممر البحر الأحمر بسبب الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة.
وفي عام 2024، تم الإبلاغ عن سبع حوادث قبالة الصومال، وفقا لمكتب الملاحة البحرية الدولي.
*نشرت أولاً في صحيفة “الشرق الأوسط”
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق آراء ومواقفضرب مبرح او لا اسمه عنف و في اوقات تقولون يعني الاضراب سئمنا...
ذهب غالي جدا...
نعم يؤثر...
ان لله وان اليه راجعون...
اخي عمره ٢٠ عاما كان بنفس اليوم الذي تم فيه المنشور ومختي من...