أبوظبي: «الخليج»

شاركت سارة الأميري، وزيرة دولة للتعليم العام والتكنولوجيا المتقدمة، رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، في الاجتماع الرابع لـ«Space4Women Expert» الذي أُقيم في كندا من 30 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ويستمر إلى 3 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، حيث سلطت الضوء على أهمية تمكين المرأة في مجالات الفضاء، بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي ووكالة الفضاء الكندية.

ويشارك في الاجتماع مجموعة من وكالات الفضاء الدولية، وخبراء وأكاديميين عدة، لمناقشة الجهود المبذولة لتعزيز مشاركة النساء في قطاع الفضاء.

وقالت خلال إلقاء كلمتها، إن النساء تصنع وتكتب التاريخ في جميع المجالات لتمهد الطريق لأجيالنا الشابة لتحقيق أحلام أكبر وتحقيق المزيد، مضيفة أن صناعة الفضاء مملوءة بإمكانات لا حصر لها، ونطمح إلى مواصلة تمكين المرأة للمساهمة في تسريع تطوير تقنيات الفضاء وقطاع الفضاء.

وأشارت إلى رؤية دولة الإمارات لتعزيز قدرة المرأة التنافسية العالمية، قائلة: «تهدف دولتنا ضمان التوازن بين الجنسين، وتسعى جاهدة لتمكين المرأة على المستوى الوطني في جميع المجالات والقطاعات، ما ظهر جلياً في تصدر دولة الإمارات قائمة الدول الرائدة في مجال المساواة بين الجنسين في العالم العربي، وفقاً لتقرير الفجوة بين الجنسين 2022 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، ودولة الإمارات مثال يحتذى، حيث اعتمد التوجه على استقطاب وتوظيف أفضل الأعضاء في كل مؤسسات الدولة، استناداً إلى الجدارة، مع ضمان عدم وجود تحيز بين الجنسين».

وأضافت: «بلغت نسبة النساء العاملات في وكالة الإمارات للفضاء 50.7%، في قفزة نوعية أعلنت الإمارات في عام 2021 عن أول رائدة فضاء إماراتية، نورا المطروشي، وهذا إنجاز كبير بالنسبة لنا، وانعكاس للتركيز على توفير فرص متساوية للمرأة، من منظور آخر، وفي شركة ستراتا، شركة محلية صانعة للطائرات عالية التقنية مقرها دولة الإمارات، تمثل النساء الإماراتيات 86% من موظفيها المواطنين».

وعقدت سارة الأميري اجتماعات عدة، من أهمها اجتماع مع آرتي هولا ميني، مدير مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي، لمناقشة تنسيق مشاركة المكتب الفعالة في النسخة القادمة من حوار أبوظبي للفضاء.

كما التقت مع ليزا كامبل، رئيس وكالة الفضاء الكندية، لبحث سبل التعاون في مجالات الاستشعار عن بعد، والتطرق لمجمع البيانات الفضائية، وبحث حلول مشتركة لتطبيقات ومعالجة بيانات الأقمار الصناعية، كما قدمت وكالة الإمارات للفضاء دعوة رسمية لوكالة الفضاء الكندية لحضور كل من معرض دبي للطيران، ومؤتمر الأطراف «COP28».

وعلى هامش الاجتماعات، تم عقد جلسات عامة تتمحور حول عرض أمثلة ناجحة لتمكين المرأة من خلال التكنولوجيا والفضاء والدروس المستفادة من هذين القطاعين.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات سارة الأميري وکالة الإمارات للفضاء دولة الإمارات بین الجنسین

إقرأ أيضاً:

صناعة المكانة الدولية.. الإمارات نموذجاً

صناعة المكانة الدولية.. الإمارات نموذجاً

 

 

 

 

تُقاس مكانة الدول وفاعليتها في النظام الإقليمي والدولي من خلال قدرتها في إحداث تأثير في الملفات المختلفة، وكذلك من خلال التفاعل مع الأزمات الملامسة لأمنها واستقرارها، وفي قدرتها على إعادة توجيه مسارات القضايا الدولية عندما يتم الاستعانة بها.والإمارات من الدول التي يتم الاستعانة بها في العديد من الملفات الدولية والإقليمية ونجحت في تحقيق اختراقات دبلوماسية فيها لخدمة الاستقرار العالمي.

واحدة من تلك الملفات الدولية المعقدة مسألة التوسط المتكرر في الإفراج عن الأسرى الروس والأوكرانيين ولخامس مرة نجحت وكان ذلك الأسبوع الماضي وهذا دليل على احترام طرفي النزاع لمكانة دولة الإمارات، ولكن هذه ليست هي الحالة الوحيدة وإنما هو مثال للكلام النظري الذي جاء في بداية الفقرة، وهو ما يؤكد أن للإمارات مكانة في النظام الدولي.

وتُفسر بعض التحليلات والنظريات الخاصة بأدوار الدول في الساحة العالمية وهذه المكانة إلى مجموعة من المغيرات والعوامل الموضوعية والصفات القيادية لزعماء تلك الدول باعتبار أنه من النادر التركيز على حجم الدولة ومساحتها فقط، بل هذا العامل أو المتغير له احتمالين والاحتمال الأكبر أنه يثقل من دور الدولة وربما يضعفها إذا لم تدار مقدراتها بالطريقة التي تتناسب ونظرة قادتها السياسيون.

في الأغلب للقائد السياسي دور أساسي في صياغة دور الدولة مع وجود بعض العوامل الموضوعية ومن هذه العوامل، ما حققته دولة الإمارات مؤشرات تنموية في مختلف المجالات سواءً في الاقتصاد أو التعليم أو المجال التكنولوجي بالشكل الذي عززت فيه من حضورها الدولي بدرجة تضاهي فيها دول العالم المتقدم هذا إن لم تكن قد تجاوزتها في بعض المؤشرات بالدرجة التي جعلت من الإمارات تكون ضمن المرتبة الأولى في مؤشرات صندوق النقد الدولي لتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي وفي المرتبة 36 عالمياً.

أما الأهم، بل هي من حيث الترتيب الأول، فهو إدراك القائد لدور دولته، هناك اتفاق بين أغلب منظري العلاقات الدولية حول أنه لا يمكن دولة ما أن تحقق أي مكانة أو إنجاز دون وجود رؤية استراتيجية لقيادتها السياسية التي ترسم لها الملامح العامة التي تضعها في مصاف دول العالم. وهذا ما بات يعرف بـ”ادراك القائد” لمكانة دولته ضمن النظام الإقليمي والعالمي وربما هذا المتغير أو العامل هو الذي يفرق بين دولة وأخرى.

ولكيلا يكون الكلام مسهباً ودون تطبيق، فلو استعرضنا تجارب الدول الكبرى في النظام العالمي فإن النقلة العظيمة التي أحدثتها الصين منذ عام 2013 والتي تتمثل في وجود مبادرة “الحزام والطريق” العالمية فإن خطوطها واضحة وأهدافها تتحقق مع كل يوم والحكومة الصينية وشركائها في العالم يعملون على تنفيذها. الأمر نفسه ينطبق على دولة الإمارات من خلال مرحلتين في استراتيجيتها التنموية الأولى بدأت في العام 1971 فكل ما حصل فيها من نقلات تنطلق من رؤيتها في الاستثمار في الإنسان. المرحلة الثانية من نهوضها التنموي بداً من الإعلان على المبادئ العشرة للخمسين القادمة في العام 2021 والتي ستنقلها إلى مصاف دول مؤثرة في الساحة الدولية وفق المؤشرات التي تسجلها.

لا يمكن لأحد أن ينكر أن دولة الإمارات لديها تأثير إيجابي في العديد من القضايا الإنسانية في الإقليم والعالم، لا يمكن الإنكار أنها كانت لها كلمة الفصل في الجوانب التي تحاول أن تضُر بالإنسان أياً كانت صفته ودينه وذلك بدءاً من مبادرتها العالمية المعروفة بـ”الأخوة الإنسانية” وما تبعها من مبادرات تعمل على تقليل من خطاب الكراهية والعنصرية سواءً بين الأفراد أو الحكومات حتى تلك النزاعات المسلحة غير الدولية وصولاً إلى أن تبادر بسن قوانين في الامم المتحدة لتقليل هذا الكراهية باعتبارها السبب الرئيسي في الاقتتال بين بين أفراد المجتمع الواحد، لذا كان منالطبيعي أن تجد من ينتقد سياساتها ويذم عملها الإنساني ويفسره وفق منطقه الأيديولوجي دون أن يشعر أنه يحاول خداع العالم وفق “الصوت العالي” والزعيق في المنابر العالمية، وكأن يطبق المثل العربي “أخذوهم بالصوت لا يغلبوكم” الذي عفى عليه الزمن منذ سقوط القومجية والإسلامويين.

وفي الوقت الذي بدأت فيه الإمارات تسجل مؤشرات وحضوراً عالمياً بدرجة التي بدأت معها تحرج نجاحاتها وقصصها التنموية المبهرة بعض القيادات العربية، فقد انقسمت مواقف تلك مواقف تلك الدول إلى مجموعتين اثنتين ولا نحتاج لذكر أمثلة عنها. فالمجموعة الأولى رأت في التجربة الاماراتية بأنها “ملهمة”ويمكن الاستفادة منها واستنساخها لأنها تمثل ثقافة الإقليم وتتماهي مع قيمها المجتمعية ولأنها أيقونة شرق أوسطية تماثل الغرب الأوروبي وهذه المجموعة اليوم تجد نفسها في الطريق الصحيح الذي مشت فيه دولة الإمارات وبدأ منطق النجاح والتفكير الإيجابي هو المسيطر على أبنائها.

أما المجموعة العربية الثانية: فقد اختارت أن تضع نفسها في خانة المحارب لتجربة الإمارات إعلامياً وشنت حملات سياسية عليها، وأسقطت فشلها التنموي على الامارات، وتفرغت لتنشر مزاعم وأفكارلا تقدم جديداً سوى أنها تفضح طريقة تفكير هذه القياداتالعربية في بناء مجتمعاتها وكأنها تُحي خطاباً مر عليه خمسة عقود من الزمن لم يعد يدرك الجيل الحالي مفرداته القائمة على الشعارات السياسية وعلى تلك الجملة التي لخصت مرحلة تاريخية للعرب للدكتور عبدالله القصيمي وهي “العرب ظاهرة صوتية” دون إنجازات.

الخلاصة أن الحركة التي يسير بها العالم سريعة، ولا تتترك فرصة لمن يحاول أن يشتت تفكيره في خلافات وتجاذبات جانبية إلا ممن لا يدركون حجم هذه الحركة ممن لا يزالون يعيشون في زمن غير زماننا، الإمارات ارتقت على الخلافات وتجاوزت الشعارات الخاوية وركزت على الإنجازات وعلى العمل لتصنع مدينة متقدمة وفاضلة من حيث القيم الإنسانية والتقدم الحضاري.


مقالات مشابهة

  • بولندا تنجح في إطلاق صاروخ للفضاء باستخدام وقود صديق للبيئة
  • رواد “شنتشو-18” الصينية يكملون ثاني مهمة سير في الفضاء
  • جامعة هيريوت وات دبي تحتفل باليوم العالمي للمرأة في الهندسة
  • أحمد علي.. بطل الفضاء في المستقبل
  • صناعة المكانة الدولية.. الإمارات نموذجاً
  • روسيا تخطط لإنشاء محطتها الفضائية الخاصة عام 2027
  • التشكيل الوزاري الجديد.. السيرة الذاتية لـ مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي
  • أمين مجلس التعاون: “اقتصاد الفضاء” في دول المجلس يقدر بأكثر من 10 مليارات دولار
  • أمين عام التعاون الخليجي يؤكد سعي دول المجلس لزيادة الاستثمار في قطاع الفضاء
  • وفد أفريقي يزور وكالة الفضاء المصرية لبحث تبادل الخبرات والتقنيات